تعظيم سلام للسيدة عديلة هاشم
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
على خلاف كل القضاة والمحامين الذين حكموا وترافعوا في قضايا ملفقة ضد أبناء جلدتهم. وتورطوا في مواقف خدموا فيها الاستعمار البريطاني. وجاملوا فيها غزوات فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة على حساب مصير اخوانهم وأشقاءهم. أبتداءً من إبراهيم الهلباوي الذي ترافع عام 1906 ضد شهداء مذبحة دنشواي في محكمة ترأسها سيء الصيت (بطرس غالي)، الذي كان متحيزاً للإنجليز في أحكامه الجائرة ضد أبناء وطنه.
وفي خضم هذه الحشود الإعلامية الغربية والعربية الداعمة لحملات الإبادة الجماعية، ومواقف السلطات المصرية التي اغلقت بوابات رفح، ومنعت وصول المساعدات، (وإن وصلت تُقصف في الطريق). ومواقف السلطات الأردنية التي أرسلت شاحناتها العسكرية لتنقل الذخيرة والعتاد إلى مخازن النتن ياهو. .
في هذا الأجواء التي اختفت فيها المبادئ الإنسانية والمعايير الأخلاقية، وغابت فيها العدالة، جاءت (عديلة هاشم) من جنوب أفريقيا لتقول كلمة الحق في مواجهة القوى الشريرة المدعومة أوروبياً وأمريكياً وماسونياً، فوقفت بكل بسالة وثبات للذود عن حقوق الشعب الفلسطيني الذي اجتمعت عليه الجيوش الهمجية لترتكب أبشع مجازرها أمام أنظار العالم. .
صدحت (عديلة) بصوتها المجلجل أثناء مرافعتها تحت قبة محكمة العدل، واستعرضت لائحتها المؤلفة من 84 صفحة استغرقت نحو 25 دقيقة، لإدانة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة. وكان العالم كله يتابع سردها القانوني الموثق، لتصبح أول محامية تنبري لجرائم إسرائيل في معركة قانونية تابعها الملايين، فلفتت الأنظار ببلاغتها وشجاعتها وحسن أداءها في تقديم الحجج الدامغة. .
تمتد مسيرة عديلة هاشم المهنية لعقود نجحت فيها في الدفاع عن قضايا مرتبطة بالحقوق الاجتماعية والاقتصادية، وهي متخصصة في القانون الدستوري والإداري والصحي. ثم عملت في سلك القضاء، وساهمت في العديد من الدوريات الحقوقية، وشاركت في تأسيس منظمة Corruption Watch المعنية بمكافحة الفساد، ولديها العديد من المؤهلات الأكاديمية، تشمل بكالوريوس في الآداب والقانون، وماجستير في القانون، ودكتوراه في العلوم القضائية. وقد تم قبولها في نقابة المحامين في جوهانسبرج منذ عام 2003. .
حصلت خلال مسيرتها الناجحة على جوائز وتكريمات، من بينها جائزة (حقوق الإنسان) من منظمة العفو الدولية عام 2002، وجائزة (المرأة المتميزة) من جنوب إفريقيا، وجائزة (القانون والعدالة) من مؤسسة فورد عام 2010، وغيرها. .
شيء آخر: ينبغي ان ندرك ان كل ما يزعج العدو هو انتصار لنا، وكل ما يغضبه هو مكسب لنا. وكل من يقف ضد عدونا فهو صديقنا. لقد أبدى العدو انزعاجه الشديد من اللغة الرصينة التي تحدثت بها عديلة. وكانت بحق عديلة وعادلة ومعدلة. .
ختاماً: نقف بكل تقدير واحترام لصاحبة الرسالة الإنسانية السامية الشريفة. رسالة المبادئ والأخلاق والعلم والمواقف النبيلة. ونرفع القبعة للسيدة التي ارتقت بمهمتها نحو تحقيق الأهداف السامية. وتباً لكل متخاذل ومتواطئ. وسحقا لكل شيطان اخرس. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
3 حالات تنتفي فيها المسئولية الطبية بمشروع القانون الجديد
يستهدف مشروع قانون المسؤولية الطبية تحقيق التوازن بين حقوق المرضى وواجبات الأطقم الطبية ومسئولية القائمين على إدارة المنشآت الطبية، مع ضمان بيئة عمل عادلة وآمنة للعاملين في المجال الصحي، وتعزيز الثقة المتبادلة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية من خلال وضع إطار قانوني واضح يحدد الالتزامات والمسؤوليات.
وكان قد وافق مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، خلال الجلسة العامة المنعقدة اليوم الاثنين، علي الحالات التي تنتفي فيها المسئولية الطبية.
نصت المادة 4 من مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن المسؤولية الطبية وحماية المريض، حسبما انتهى المجلس، بأن تنتفي المسئولية الطبية في أي من الحالات الآتية:
1- إذا كان الضرر الواقع على متلقى الخدمة هو أحد الآثار أو المضاعفات الطبية المعروفة في مجال الممارسة الطبية المتعارف عليها علميا.
2-إذا اتبع مقدم الخدمة أسلوبا معينا في الإجراء الطبي يتفق مع الأصول العلمية الثابتة وإن خالف في ذلك غيره في ذات التخصص.
3- إذا كان الضرر قد وقع بسبب فعل متلقى الخدمة أو رفضه للعلاج أو عدم اتباعه للتعليمات الطبية الصادرة إليه من مقدم الخدمة.