«محاربو الصحراء» يحاول التخلص من «الماضي الأليم»!
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
أبيدجان (أ ف ب)
تستهل السنغال، الاثنين، حملة الدفاع عن لقبها في كأس أمم أفريقيا لكرة القدم بحذر، آملة تفادي مفاجآت جامبيا، فيما تفتتح الجزائر بطلة 2019 مبارياتها بمواجهة أنجولا، مستهدفة طيّ صفحة النسخة الماضية، حين خرجت من دون حصد أي فوز.
وتلعب السنغال على ملعب «شارل كونان باني»، في مدينة ياموسوكرو، على بُعد أكثر من 250 كلم إلى الشمال من العاصمة أبيدجان.
وتسعى السنغال، المصنفة 20 عالمياً، لاستغلال توهج جيلها الذهبي الحالي لإضافة نجمتها الثانية في البطولة القارية التي خضعت لها أخيراً مطلع 2022.
وخسر «أسود التيرانجا» النهائي مرتين في 2002 و2019 أمام الكاميرون والجزائر على التوالي.
وكان المدرب المحليّ أليو سيسيه قاسماً مشتركاً في الخسارتين لاعباً ثم مدرباً، لكنّه عاد وقاد بلاده للمجد الأفريقي البطولة الماضية.
ويعوّل سيسيه على نجوم يلعبون في الدوري السعودي، أبرزهم المهاجم ساديو ماني «النصر»، والمدافع خاليدو كوليبالي «الهلال» والحارس إدوار مندي «الأهلي»، بالإضافة للمحترفين في الدوريات الأوروبية، مثل المهاجم نيكولاس جاكسون «تشيلسي الإنجليزي»، وثنائي هجوم مرسيليا الفرنسي إيليمان ندياي، وإسماعيلا سار.
وتأمل السنغال أن تحصد النقاط الكاملة، قبل النزال الصعب أمام الكاميرون الجمعة.
وقال القائد مانيه، في تصريحات لموقع الاتحاد الأفريقي: «نتوقع منافسة صعبة، ستكون هذه المنافسة من أقوى النسخ، لأن جميع البلدان الكبرى موجودة، ولديهم جميعاً أهدافهم».
ولم يحالف التوفيق أبطال القارة في الاحتفاظ بلقبهم منذ تتويج مصر بثلاثة ألقاب متتالية «من 2006 إلى 2010».
ويشارك منتخب جامبيا، الملقب بـ«العقارب»، للمرة الثانية بعد نسخة 2021، حين تسلّل في هدوء لربع النهائي، إذ أقصى غينيا بهدف في ثمن النهائي، قبل أن يسقط أمام المضيفة الكاميرون.
وتعد جامبيا المصنفة 126 عالمياً صاحبة أقل تصنيف من ضمن المنتخبات الـ24 المشاركة، ولا تضم تشكيلتها لاعبين بارزين في أندية أوروبية كبيرة.
وفي المجموعة عينها، تسعى الكاميرون، بطلة أفريقيا خمس مرات آخرها في 2017، للفوز ولا شيء غيره أمام غينيا، لتفادي أية حسابات معقدة قبل اصطدامها بحاملة اللقب.
وبعد خروجها المخيب للآمال على أرضها في نصف نهائي البطولة الماضية بركلات الترجيح أمام مصر، تسعى «الأسود غير المروضة» للظفر بلقب سادس وتقليص الفجوة مع مصر «7 ألقاب» للقب واحد.
ويعتمد المدرب المحلي ريجوبير سونج، أكثر لاعب كاميروني خوضاً للمباريات، والفائز بالبطولة في 2000 و2002، على تشكيلة تضم محترفين في الدوريات الأوروبية الكبرى من أمثال الحارس أندريه أونانا «مانشستر يونايتد الإنجليزي»، ولاعبي الوسط أندري فرانك زامبو أنجيسا «نابولي الإيطالي»، وبنجامان ايليوت «ريدينج الإنجليزي».
بالمقابل، شاركت غينيا 13 مرة في البطولة القارية، وكانت أفضل نتائج «الفيل الوطنيّ» الوصول إلى المباراة النهائية في 1976، حين خسرت أمام المغرب.
ويعول المدرب المحلي كابا دياوارا على المهاجم سيرهو جيراسي «شتوتجارت الألماني»، ولاعب الوسط نابي كايتا «فيردر بريمن الألماني»، لتأمين المركز الثالث على الأقل في مجموعة «الأسود».
وعلى ملعب السلام في مدينة بواكي إلى الشمال من أبيدجان، يسعى «محاربو الصحراء»، بطل أفريقيا في 1990 و2019، للفوز على أنجولا قبل الاصطدام ببوركينا فاسو القوية السبت.
وإذ تبدو المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً موريتانيا في متناول الجزائر على الورق، أقر المدرب المحلي جمال بلماضي الذي يقود بلاده منذ أكثر من 5 سنوات «لم يعد هناك منتخبات صغيرة في أفريقيا».
وواجه بلماضي، الذي قاد بلاده إلى سلسلة لا هزيمة في 35 مباراة، عبر أكثر من 3 سنوات انتهت على يد غينيا الاستوائية في يناير 2022 خلال النسخة الماضية، انتقادات لاذعة بعد الإقصاء من الدور الأول لنسخة 2021، ثم الفشل في الصعود لكأس العالم 2022.
وقام بلماضي بإعادة بناء بعض خطوط التشكيلة، عقب الخروج المهين من النسخة السابقة، محتفظاً ببعض الأسماء المتميزة في مقدمتها الجناح رياض محرز «الأهلي السعودي»، لاعب الوسط إسماعيل بن ناصر «ميلان الإيطالي»، المدافع رامي بن سبعيني «بوروسيا دورتموند» ولاعب الوسط حسام عوار «روما الإيطالي».
كما أضاف مجموعة من الشباب، على غرار الجناح أمين عمورة «سان جيلواز البلجيكي» ولاعب الوسط فارس شايبي «آينتراخت فرانكفورت»، والمدافع محمد أمين توقاي «الترجي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كأس أمم أفريقيا كوت ديفوار الجزائر أنجولا السنغال جامبيا الكاميرون غينيا
إقرأ أيضاً:
3 أزمات تهدد الائتلاف الحكومي.. نتنياهو في فخّ يحاول الخروج منه
لم يعد هناك شكوك كبيرة في أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يجد نفسه "ممزّقاً" بين شركائه اليمنيين وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بين بقائه الفوري في الحكم ومستقبله السياسي، لأن جدول أعماله لا يقتصر فقط على صفقة تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في غزة، بل أيضاً إمكانية القيام بخطوة إقليمية تاريخية تتعلق بالتطبيع مع السعودية، في هذه الأثناء، تتجمع ساحات نتنياهو في دوامة سياسية لا يمكن حلها.
وأكدت ديفنا ليئيل مراسلة الشئون الحزبية في القناة 12، أنه "منذ اللحظة التي تمت فيها الموافقة على صفقة التبادل مع حماس، أصبحت حكومة نتنياهو مشروطة، وبرجًا ذا أعمدة متصدعة قد ينهار في غضون أسابيع قليلة، فقد استقال رئيس حزب العصبة اليهودية إيتمار بن غفير، وبدأ الاستعداد للانتخابات، فيما يمسك بتسلئيل سموتريتش، رئيس الصهيونية الدينية، بمفاتيح بقاء الحكومة، ويشترط العودة للقتال المكثف بعد المرحلة الأولى من الصفقة".
صفقة التبادل
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أنه "إذا استجاب نتنياهو لمطالب سموتريتش فسيبقى؛ وإلا فإنه سيكون ملزما بحلّ الحكومة، فيما اكتفى بن غفير برحيل معلن عنه يسمح للحكومة بالاستمرار في الوجود، وهذا يعني أنه بحلول شهر مارس، ستواجه الحكومة أحد أعظم تحدياتها، لأنه بعيدا عن تعثر الصفقة، يتعين على الحكومة أن تمرر الميزانية، وقد أوضح الحريديم أنهم لن يدعموها دون سن قانون الإعفاء من التجنيد".
وأوضحت أن "نتنياهو لا يخشى أزمة واحدة فحسب، بل من سيناريو تتحد فيه كل الساحات ضده في دوامة لا حل لها، وحتى لو كان أحد القرارات قابلاً للحل، فإن القرارات الأخرى ستنتهز الفرصة لتشديد المواقف، على افتراض أن الأزمات الأخرى لن يتم حلها على أي حال، وهكذا فإن نتنياهو، المعروف بفنونه في المماطلة، يدرك أن الوقت ليس في صالحه هذه المرة، وعلى عكس طبيعته، يحاول أن يبدأ في حل الأزمات الآن".
ولفتت إلى أن "الأزمة الأولى متمثلة بمشروع قانون التهرب من الخدمة العسكرية، فقد تم استدعاء رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن، يولي إدلشتاين، إلى اجتماع مع نتنياهو العازم على حلّ الأزمة على الفور، وأصدر تعليماته بإنهاء العمل على القانون في غضون أيام، لكنه أدرك خلال الاجتماع أن هذا ليس واقعيا حقاً، لأنه رغم أن اللجنة البرلمانية تجتمع بشكل متكرر لإجراء مناقشات، لكنها لا تسجل أي تقدم حقيقي".
كما أكدت أنه "وفقا لمبادئ قدمها وزير الحرب يسرائيل كاتس، فإذا فشل المتدينون بتحقيق أهداف التجنيد، فسيتم فرض عقوبات اقتصادية عليهم، لكن رئيس اللجنة البرلمانية وقّع على وثيقة مبادئ من ممثلي "منتدى الجنود والضباط"، وتنص على مبادئ تفرض عقوبات شخصية ومالية فورية على من تلقوا أمرا بالتجنيد، ولم ينفذوه، وقال رئيس أركان الجيش هآرتسي هاليفي أن الجيش يحتاج عشرة آلاف جندي آخرين في مواقع مهمة".
قانون التجنيد
وأضافت أن "الائتلاف الحكومي يدرك أنه لا توجد وسيلة حاليا لتسوية هذه المسألة، وبالتالي سيحاول نتنياهو تقديم جهوده بشكل رئيسي، لكنه سيطالب المتدينين بالانتظار دون إقرار القانون، لأن هناك عدد غير قليل من الحريديم يعتقدون أن من مصلحتهم تسوية القانون في فترة أكثر هدوءاً من منظور أمني".
وأشارت إلى أن "الأزمة الثانية تعتبر ساحة أكثر دراماتيكية، وتتعلق بمطلب سموتريتش بالعودة للقتال في غزة قريبًا، حتى قبل إتمام الصفقة التي ستعيد عشرات المختطفين، وهذا المطلب سيضع نتنياهو في فخ مستحيل، لأنه لا يستطيع مع وجود وزير المالية أن يسحب الخيوط من جانب واحد، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من ناحية أخرى، فسموتريتش يضمن بقاء نتنياهو على الفور، وسلامة حكومته، لكن ترامب يضمن مستقبله السياسي".
وأوضحت أنه "منذ 15 شهراً، لم يتمكن نتنياهو من اتخاذ أي خطوة لتغيير موقفه جذرياً، والأمل الوحيد المتبقي له هو تحقيق إنجازات إقليمية مهمة، مثل تدمير البرنامج النووي الإيراني، أو توقيع اتفاق تطبيع تاريخي مع السعودية، ولكي يتمكن من المضي قدماً في هذا التحرك، فلن يتمكن من الاستقرار في غزة، وإقامة حكومة عسكرية هناك تتولى توزيع الغذاء بنفسها، أي أنه ما لم تنهار الصفقة من تلقاء نفسها، فسيضطر نتنياهو لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار، والبحث عن طريقة لاستبدال حكومة حماس دون العودة للقتال العنيف".
وكشفت أنه "تبذل في هذه الأيام جهود مكثفة لإيجاد سبل سياسية لإبعاد حماس عن السلطة، وهي السبل التي تحدث عنها الوزير رون ديرمر في خطابه الأول أمام الهيئة العامة للكنيست، أما نتنياهو فيحاول الآن دراسة الخيارات، ولذلك فقد أرسل رئيسي الشاباك والموساد إلى مصر لإجراء محادثات متابعة حول الخطوط العريضة لليوم التالي في غزة، وهذا ليس تحدياً بسيطاً، إذ يخشى الاحتلال أنه إذا تم تشكيل حكومة أخرى في غزة، فستعمل كحكومة دمية تسيطر عليها حماس، على غرار نموذج حزب الله في لبنان".
الانقلاب القانوني
وأكدت أنه "في حال نجاح هذه الخطوة، فستكون جزءاً من خطوة أوسع نطاقاً تشمل أيضاً التطبيع مع السعودية، حيث يخطط نتنياهو لزيارة الولايات المتحدة، ويحتمل جداً أن يتم تحديد مصير هذه الخطوة هناك".
وأردفت، أن "مدى صدق سموتريتش في تهديده سيتضح أكثر قبل تمرير الميزانية التي عمل نتنياهو عليه بنفسه منذ عدة أشهر، لكنه، كالعادة، يحاول إبقاء كل الخيارات مفتوحة، ويأمل أن يهدأ الوضع خلال بضعة أسابيع، ويتمكن حزب العصبة اليهودية من العودة للحكومة، مع أن الجزء الذي أزعجه هو إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، كونه وزيرا للأمن القومي، ولا يريد أن يسجل هذا الإرث باسمه الشخصي".
وأوضحت أن "الأزمة الثالثة تتمثل في استعادة الانقلاب القانوني الذي يقوده الوزير ياريف ليفين، وتتم مناقشته بشكل مكثف في لجنة الدستور، ويفترض أن يصل خط النهاية في غضون عام، وقد تلقت اللجنة بعض الانتقادات، وتعتزم إجراء تعديلات على المخطط بأكمله، لكن يبقى السؤال الأساسي: هل الجمهور الإسرائيلي قادر على الخوض في هذا الانقلاب هذه الأيام، وهو الذي مزق الدولة ذات يوم قبل اندلاع حرب غزة، واليوم أصبح هامشياً في اهتمام الرأي العام".