يمن مونيتور/القدس العربي

خلص علماء مختصون الى أن نحو 90 في المئة من البرغر وشرائح اللحم والدجاج والأطعمة النباتية التي يتناولها الناس في مختلف الأماكن من العالم تحتوي على مواد تسبب أنواعاً مختلفة من السرطان، وهو ما يُشكل صدمة بالغة، حيث أن هذا يعني بأن المواد المسرطنة تكاد تكون في كل أنواع الطعام التي يتناولها الناس.

وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي» فقد وجد العلماء أن 90 في المئة من جميع أنواع البرغر وشرائح اللحم والدجاج والأطعمة النباتية تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة تسبب السرطان.

وتأتي هذه الدراسة بعد بعد يوم واحد فقط من دراسة أخرى اكتشفت أن المياه المعبأة مليئة بالسموم، وهو ما يعني بأن طعامنا وشرابنا على حد سواء ملوث وضار ومسرطن.

وفي الدراسة الحديثة اختبر العلماء 16 نوعاً من البروتين، بما في ذلك قطع الدجاج وشرائح اللحم البقري وشرائح السمك والبرغر النباتي، ما أظهر أن البشر يستهلكون البلاستيك بغض النظر عن مصدر البروتين الذي يختارونه.

وتسعون بالمئة من المنتجات تحتوي على مواد بلاستيكية نانوية، والتي يخشى العلماء من تراكمها في الأعضاء الحيوية مع آثار صحية غير معروفة.

وتحتوي شريحة لحم الخاصرة الواحدة على 90 جزيئاً مطاطياً، بينما تحتوي عينتان من لحم البقر النباتي على 40 و25 جزيئاً مطاطياً. وقد تم ربط الجزيئات الصغيرة بتطور السرطان وأمراض القلب والخرف، فضلا عن مشاكل الخصوبة.

وتكهن الباحثون بأن الأطعمة ملوثة بالمعدات المستخدمة أثناء إنتاج الأغذية وتوزيعها، أو التعبئة والتغليف، أو المكونات المضافة، أو الجسيمات المحمولة جواً.

وقالت الدكتورة بريتا بايشلر، المؤلفة المشاركة في الدراسة: «هذا تذكير مذهل بمدى انتشار التلوث البلاستيكي، حيث يعيش البشر على الأرض، ومع ذلك فإن عينات المأكولات البحرية من المحتمل أن تكون ملوثة بالبلاستيك مثل البروتينات المشتقة من الأرض».

وأضافت بايشلر: «ليس هناك مفر منهم بغض النظر عما تأكله، على ما يبدو». وتابعت: «إن أزمة التلوث البلاستيكي تؤثر علينا جميعاً، ونحن بحاجة إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة أشكالها المتعددة».

وعمل فريق تابع لمنظمة «Ocean Conservancy» وهو فريق من العلماء الذين يدافعون عن المحيطات، مع علماء في جامعة تورنتو لإجراء هذه الدراسة.

وقام الفريق بشراء عينات من البروتين والنباتات من متجرين كبيرين في منطقة بورتلاند بولاية أوريغون الأمريكية لإجراء التجربة. وقد تم ذلك لأن الأمريكيين هم أكثر عرضة لاستهلاك الأطعمة المشتراة من المتاجر والمعالجة والمعبأة قبل الوصول إلى مائدة العشاء، وفقاً للدراسة.

وتضمنت العينات التي تم شراؤها من المتجر ثلاثة أنواع من الجمبري، وأعواد سمك بولوك المفرومة العادية والنباتية، وألاسكا بولوك، وشذرات الدجاج العادية والنباتية، وشرائح لحم الخاصرة العلوية، وقطع لحم الخنزير، وصدور الدجاج، ولحم البقر المفروم النباتي.

وتم وضع العينات في محلول، وتم تقسيمها على مدار 24 ساعة، ثم نقعها في منظف لإزالة المواد الدهنية المتبقية.

ونظر الباحثون في 124 عينة تم اختيارها عشوائياً من مصادر الغذاء المقسمة لتحديد كمية ونوع المواد البلاستيكية الدقيقة.

وتحتوي جميع منتجات البروتين الستة عشر على مواد بلاستيكية دقيقة وكانت موجودة في 88 في المئة من إجمالي العينات، بما في ذلك البروتينات النباتية والمأكولات البحرية.

وتم العثور على الألياف في ما يقرب من نصف مصادر الغذاء، في حين شكلت شظايا البلاستيك حوالي ثلث المواد البلاستيكية الدقيقة.

وقال الفريق إن كيفية وصول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى طعامنا لا تزال غير واضحة، لكنه اقترح أن يتم إطلاق الجزيئات في المصانع حيث تتم معالجة العناصر وتعبئتها قبل شحنها إلى المتاجر.

وقالت مادلين ميلن، المؤلفة المشاركة الرئيسية: «من المغري استخلاص استنتاجات مثل تناول كميات أقل من هذا وأكثر من ذلك، لتجنب المواد البلاستيكية الدقيقة في نظامك الغذائي، ولكن في الوقت الحالي ما زلنا نعرف القليل جداً عن أعباء المواد البلاستيكية الدقيقة في الأطعمة التي يتم استهلاكها بشكل شائع».

وأضافت أنه لا تزال هناك حاجة لإجراء أبحاث إضافية لفهم مدى انتشار المشكلة وتحديد مصدر المواد البلاستيكية الدقيقة وكيفية تأثير استهلاك المواد البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان.

وقال الدكتور جورج ليونارد، كبير العلماء في منظمة حماية المحيطات والمؤلف المشارك في الدراسة: «باعتبارنا علماء محيطات، أشعر أنا وزملائي بقلق بالغ إزاء أزمة البلاستيك المتزايدة في محيطات العالم». وأضاف: «لكن دراستنا تُظهر أن المواد البلاستيكية الموجودة في طعامنا تتجاوز الأسماك والمحار إلى مجموعة واسعة من مصادر البروتين الأخرى أيضاً».

وتابع: «إن عملنا هو دعوة للعمل للحد من التلوث البلاستيكي بأشكاله المتعددة لضمان إمدادات غذائية آمنة وصحية لجميع المستهلكين».

ويبدو أن النتائج المروعة تحاكي ما توصلت إليه دراسة صدرت سابقاً والتي وجدت في المتوسط 240 ألف جسيم نانوي في زجاجة ماء سعة لتر واحد، مقارنة بـ5.5 جسيم نانوي في لتر واحد من ماء الصنبور.

واختبر باحثون من جامعة كولومبيا ثلاث علامات تجارية مشهورة من المياه المعبأة التي تباع في الولايات المتحدة، وباستخدام الليزر، قاموا بتحليل الجزيئات البلاستيكية التي تحتوي عليها والتي يصل حجمها إلى 100 نانومتر فقط.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الطعام الغذاء المواد البلاستیکیة الدقیقة فی المئة من

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تكشف عن ارتباط محتمل بين «الميكروبلاستيك» والسرطان

في ضوء دراسة حديثة نشرت في مجلة «علوم البيئة والتكنولوجيا»، يبدو أن الأدلة تتزايد حول الآثار الصحية السلبية للميكروبلاستيك، حسبما قالت صحيفة واشنطن بوست.

قالت الصحيفة إن الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، تشير إلى احتمال وجود علاقة بين الميكروبلاستيك وأمراض السرطان، وخاصة سرطان الرئة والقولون.

الميكروبلاستيك النفايات البلاستيكية تتحول إلى تهديد صحي

وفقاً للبحث، فإن الميكروبلاستيك، الذي يتخلل الهواء الذي نتنفسه، الماء الذي نشربه، والطعام الذي نتناوله، قد يكون له تأثيرات مسرطنة نظراً لتسببه في الالتهاب المزمن والإجهاد التأكسدي، وهما عاملان يعرفان بدورهما في ربط التعرض للمواد الكيميائية بالسرطان.

النفايات البلاستيكية مخاوف متزايدة ودعوات للتدخل الحكومي

أكدت تريسي وودروف، أستاذة ومديرة مركز UCSF لصحة الإنجاب والبيئة، على الحاجة إلى التركيز على الآثار الصحية التي تظهر تزايدها في السكان.

وأشارت وودروف إلى أن “الحكومات تتأخر، وبينما ننتظر، تستمر التعرضات ومن المتوقع أن تزداد”.

تحديات البحث والتقدم العلمي

الدراسة الحالية، التي ركزت بشكل أساسي على حبيبات البلاستيك الكروية التي يسهل على الباحثين اختبارها، تعتبر خطوة مهمة لكنها مجرد بداية في فهم التأثيرات الحقيقية للميكروبلاستيك على الصحة الإنسانية. لويس فيرناندو أماتو-لورينسو، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة برلين الحرة، أثنى على الدراسة واصفًا إياها بأنها “تمثل موقفًا أقوى من العديد من المراجعات السابقة”.

استجابات دولية وإقليمية محتملة

في الوقت الذي يستمر فيه الإنتاج العالمي للمواد البلاستيكية في النمو، ومن المتوقع أن يتضاعف بحلول عام 2060، تبقى الحاجة ماسة لإجراءات دولية موحدة للحد من التلوث بالبلاستيك. ومع ذلك، فشلت المفاوضات حول معاهدة عالمية للبلاستيك في بوسان، كوريا الجنوبية، مما يعقد الجهود الرامية لمواجهة هذه الأزمة البيئية والصحية المتزايدة

دار الأوبرا المصرية تنظم حفلا بمناسبة رأس السنة الجديدة

تكريم محاربي السرطان بمجمع الشفاء الطبي ببورسعيد

مقالات مشابهة

  • دراسة تكشف: ما يقرب من نصف الأفارقة يفكرون في الهجرة
  • المغرب.. ارتفاع معدل التضخم إلى 0.8 % خلال تشرين الثاني ‏
  • ضبط وافد بحوزته مواد مسكرة في أجدابيا
  • سحب دراسة ديدييه راوول حول استخدام الكلوروكين في علاج كوفيد 19
  • ارتفاع معدل التضخم في المغرب إلى 0.8 % خلال نوفمبر
  • دراسة.. 3 أكواب قهوة يوميا تحميك من السكري والجلطات الدماغية
  • هل تتطور القوارض لتصبح آكلة لحوم؟.. لقطة صادمة بين سنجاب وفار
  • دراسة جديدة تكشف عن ارتباط محتمل بين «الميكروبلاستيك» والسرطان
  • في هذه الحالة.. الحليب قد يتضمن فيروسا معديا لعدة أيام
  • دراسة تكشف عن المحافظة اليمنية التي ستكون منطلقا لإقتلاع المليشيات الحوثية من اليمن