مركز الحياة الفطرية يستعرض نتائج معالجة تزايد قرود البابون بمناطق المملكة
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
المناطق_واس
نظّم المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية اليوم ورشة عمل تحت عنوان “برنامج تقييم الأضرار والمعالجات المتكاملة والمستدامة لتزايد أعداد قرود البابون” بحضور عدد من المسؤولين في المناطق المتضررة، وبمشاركة خبراء ومختصين في الشأن البيئي وشركاء المركز بالقطاعات ذات العلاقة.
وجاء تنظيم الورشة بهدف استعراض آخر مستجدات برنامج معالجة تزايد أعداد قرود البابون الذي أطلقه المركز، بعد الانتهاء من دراسة وتقييم وحصر الأعداد والبؤر، ووضع خط الأساس، وإنهاء أغلب مراحل المعالجة في المناطق المتضررة وهي مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والباحة، وعسير، وجازان، ونجران، في ظل حرصه على حشد الجهود الوطنية لاستمرار التعاون وطرح المقترحات لاستدامة الحلول.
وانطلقت الورشة بكلمة افتتاحية للرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان، استعرض فيها منهجية المركز في معالجة المشكلة، موضحًا أن عمق المشكلة، وامتدادها لأكثر من أربعة عقود، وتعدد أبعادها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، جعل من الضروري أن تكون المعالجة جذرية، ومرتكزة على أسس علمية ترشدنا إلى حلول شاملة ومستدامة.
وقال إن المركز، وانطلاقًا من مسؤوليته الوطنية، تصدى لهذه المشكلة بدءًا بمرحلة الدراسة التي وفرت لنا، بعد انتهائها، خط أساس صلب استطعنا الانطلاق منه لمرحلة المعالجة التي قطعنا فيها شوطًا كبيرًا، حيث بدأ المواطنون بملاحظة الفرق بعد معالجة مئات البؤر في المناطق المتضررة.
وبين الرئيس التنفيذي أن استدامة الحلول بعد الانتهاء من المعالجة، تتطلب استمرار المراقبة، ومكافحة الأسباب، وإعادة التوازن البيئي والاستمرار في الحملات التوعوية، وثمّن دور العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة وتعاون المواطنين مؤكدًا أهمية الشراكة وتكامل الأدوار في نجاح البرنامج.
وتضمنت الورشة استعراض عدد من الأبحاث والدراسات العلمية، وحوارات ومناقشات مع الحضور تم خلالها تسليط الضوء على مجموعة من الموضوعات ذات الصلة من خلال عدد من جلسات العمل، حيث استعرض مدير عام المحافظة على البيئة البرية أحمد البوق في الجلسة الأولى “التجربة السعودية في المعالجات المتكاملة والمستدامة لمشاكل القرود في المملكة”، أوضح فيها أن من أهم أسباب تفاقم المشكلة يكمن في اختلال التوازن البيئي، والتوسع الحضري، ووفرة مصادر الغذاء البديل، والتغيرات السلوكية والفسيولوجية للكائن.
واستعرض البوق الأضرار البيئية والاجتماعية والاقتصادية والصحية للمشكلة كتلحية الأشجار، وافتراس الكائنات الأخرى، ومهاجمة المزارع والإضرار بالممتلكات، إضافة إلى إمكانية نقلها لبعض الأمراض.
وبين أن الدراسة، التي استخدم المركز فيها التكنولوجيا الحديثة، كنظم المعلومات الجغرافية، وطائرات الدرون، والذكاء الاصطناعي، رصدت أكثر من 500 بؤرة في المناطق المتضررة يوجد فيها أكثر من 41 ألف قرد بابون مستأنس.
وتناول نائب مدير إدارة المشاريع المهندس عمر السديس في الجلسة الثانية مراحل سير البرنامج، موضحًا أن المرحلة الأولى التي تمت بمشاركة جامعات وخبرات محلية ودولية، حددت البؤر والأعداد، واستعرضت أفضل الممارسات العالمية، وتقييم للموائل الطبيعية، وتم فحص تحديد الأمراض المشتركة بين البابون والإنسان.
وقال إن المرحلة الثانية التي بدأت في مايو 2023، وتمتد إلى ديسمبر 2026، تعالج وجود البابون في المدن الرئيسية، والقرى والمناطق الزراعية، وبعض البؤر على الطرق العامة، ومراقبة المناطق المعالجة والاستجابة للبلاغات.
وأوضح أنه ضمن المرحلة الثانية تمت معالجة أكثر من 400 بؤرة تضم نحو 30 ألف قرد بابون، مع وضع 518 لوحة إرشادية، و 159 كاميرا مراقبة، إضافة إلى استمرار الأنشطة التوعوية وتنظيم لقاءات دورية مع السكان والمزارعين في المناطق المتضررة، إضافة إلى تقويم وضع حاويات النفايات والمرادم بالتنسيق مع الأمانات والبلديات.
وأضاف المهندس السديس أن المرحلة الثالثة التي تمتد إلى العام 2030 تهدف إلى استدامة المعالجات من خلال إنشاء وحدة الاستدامة التي ستعمل على استمرار برامج التوعية والرقابة المستمرة والتنسيق مع أمارات وأمانات المناطق والجهات ذات العلاقة وتطوير آليات جديدة لاستدامة الحلول.
وتناول مستشار إدارة التخطيط والمراقبة الدكتور محمد الشايع في الجلسة الثالثة، نتائج قياس الأثر الاجتماعي والاقتصادي لمشروع المعالجات المتكاملة لقرود البابون في المملكة، مشيرًا إلى أنه تم جمع 465 استبيانًا من المواطنين في المناطق المتضررة، تم تحليلها باستخدام نماذج متطورة، لقياس مستوى الوعي بمخاطر إطعام هذه الكائنات، وانعكاس النتائج على البرامج التوعوية.
وفي الجلسة الرابعة ألقى مدير عام الدعم الفني عبدالمحسن الشنيف الضوء على “حدائق قرود البابون”، وأهم التجارب العالمية في هذا المجال، ومدى إمكانية إنشاء مثل هذه الحدائق لاحتواء الأعداد الزائدة من القرود ووضعها في حدائق ومتنزهات لتكون مناطق جذب سياحي.
ويأتي برنامج معالجة تزايد أعداد قرود البابون ضمن برامج المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في استعادة النظم البيئية، والعمل على ازدهارها واستدامتها، وحماية التنوع الأحيائي، وتحقيق التوازن البيئي والارتقاء بالوعي المجتمعي إزاء القضايا البيئية، كما يعمل على تعظيم الأثر الإيجابي لأنشطته البحثية وتطبيق أفضل التجارب والممارسات العالمية لتحقيق الاستدامة البيئية وفق رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: مركز الحياة الفطرية فی المناطق المتضررة الحیاة الفطریة قرود البابون فی الجلسة
إقرأ أيضاً:
مفاهيم مغلوطة عن الأطعمة المُعالجة.. 7 أطعمة مفيدة رغم تصنيفها الخاطئ
يرى بعض خبراء التغذية أن الكثير من الأطعمة التي قد نعتقد أنها "فائقة المعالجة"، هي في الواقع "أقل معالجة"، وقد تلعب دورا في تعزيز صحتنا.
وقد يكون الإلحاح في تقليل تناول الأطعمة فائقة المعالجة أو المنتجات الغذائية المُصنّعة بشكل كبير، أمرا يستحق أن يؤخذ على محمل الجد؛ بعد أن ربطت الدراسات الحديثة باستمرار بين تناول هذه الأطعمة وحدوث مضاعفات ضارة تشمل "أمراض القلب والسرطان والسكري من النوع 2″، مما يرفع مستوى تهديدها لصحتنا.
غير أن خبراء تغذية بدؤوا في الآونة الأخيرة يؤكدون أن الاستبعاد الشامل لهذه الأطعمة من نظامنا الغذائي، قد يكون أمرا مقيدا وغير عملي؛ بعد أن هيمنت الأغذية فائقة المعالجة على أرفف المتاجر حول العالم، وأصبح شراء الأطعمة الطازجة والكاملة وغير المعالجة لطهي كل وجبة نحتاجها، أمرا غير واقعي في عصر تزداد فيه أوقات العمل وضغوطه.
الأطعمة الأقل معالجةللتمييز بين الأطعمة المصنعة فائقة المعالجة، وتلك "الأقل معالجة"، اعتمدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، نظاما يُسمى "نوفا"، لتصنيف الأطعمة حسب درجة تصنيعها، يبدأ بالأطعمة غير المعالجة، التي نتناولها من مصادرها الطبيعة مباشرة. تليها الأطعمة المعالجة بشكل طفيف، لجعل تحضيرها أسهل والمساعدة في تخزينها لفترة أطول.
إعلانثم الأطعمة المعالجة، التي يتم تصنيعها بإضافة مكون واحد على الأقل، مثل الملح أو السكر أو الدهون؛ واستخدام طرق لحفظها وتعبئتها دون إضافات تجميلية، مثل الخضروات والفواكه المجمدة، والبقوليات والأسماك المعلبة؛ وباقي الأطعمة المصنعة التي لا تحتوي على إضافات تجميلية.
وفي المؤخرة تأتي الأطعمة شديدة المعالجة التي تتضمن تركيبات صناعية غير معروفة، وإضافات تجميلية، لجعل مذاقها ورائحتها ومظهرها أكثر جاذبية؛ وتشمل الحلوى والمعجنات ورقائق البطاطس ونقانق الدجاج واللحوم المصنعة والمشروبات الغازية، على سبيل المثال.
مع أن الأطعمة فائقة المعالجة "لا تعد جيدة للاستهلاك بكميات كبيرة بشكل عام"، تقول توبي أميدور خبيرة التغذية ومؤلفة كتاب "هيلث شوتس"، لمجلة "سيلف": إن الأطعمة فائقة المعالجة ليست سواء، فحليب الأطفال من الأطعمة فائقة المعالجة، "لكنه يلعب دورا مهما في النظام الغذائي للطفل".
وقد أشارت أبحاث نشرتها مجلة "ذا لانسيت هيلث" عام 2024، إلى أن بعض أنواع الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الخبز والحبوب والزبادي والوجبات الخفيفة، "قد تكون غنية بالعناصر الغذائية".
وأوضحت أخصائية التغذية المعتمدة سامانثا كاسيتي، أنه ليس شرطا دائما أن تُشكل كلمة "الأطعمة فائقة المعالجة" علامة تحذيرية، فهناك مزايا محتملة لاختيار "الأطعمة المعلّبة أو المجمدة أو المعبأة في أكياس أو زجاجات أو معلبات أو مجمدة".
فإلى أهم الأطعمة التي قد نعتقد أنها فائقة المعالجة، ولكنها تكون أقل معالجة ومليئة بالفوائد الصحية:
1- الفاصوليا المعلبةتُعد الفاصوليا المعلبة، بغض النظر عن لونها، من الأطعمة التي تخضع لمعالجة طفيفة، حيث تتكون أساسًا من حبوب الفاصوليا مضافًا إليها كمية كبيرة من الملح لتعزيز النكهة وإطالة مدة الحفظ.
وتشير سامانثا كاسيتي إلى أن قيمتها الغذائية لا تختلف عن الفاصوليا الجافة، إذ توفر كميات وفيرة من الألياف والبروتين. كما توصي بتصفيتها وشطفها جيدًا قبل الاستخدام لتقليل نسبة الملح الزائد.
إعلانوقد أظهرت دراسة نُشرت عام 2011 في مجلة علوم وتكنولوجيا الطهي أن شطف الفاصوليا يمكن أن يزيل ما يصل إلى 41% من محتواها من الصوديوم، وهو الأمر الذي ينطبق أيضًا على الحمص المعلب، وفقًا لكاسيتي.
تندرج الخضروات المجمدة ضمن أطعمة المجموعة طبقا لتصنيف "نوفا"، لأنها عبارة عن خضروات مجمدة في الماء؛ "لا تقل من الناحية الغذائية عن الخضروات الطازجة"، بحسب كاسيتي.
أما الخضروات المعلبة أو المخللة، فتندرج ضمن أطعمة المجموعة، وهي عبارة عن "خضروات في محلول ملحي خفيف"؛ كما تقول توبي أميدور.
وترى أن هذا يُشجع على تخزينها، "لسهولة استخدامها، ومناسبتها للميزانية، وتعليبها في ذروة نضارتها، مما يحافظ على قيمتها الغذائية"؛ بعكس نظيراتها الطازجة التي تفقد عناصر غذائية مثل فيتامين "سي" في الأيام التالية لحصادها، وأثناء بقائها في المتجر أو المنزل.
3- الفاكهة المعلبة في برطماناتتضيف كاسيتي أن الفواكه المعلبة، مثل الخضروات المعلبة، هي أطعمة معالجة، ولكنها ليست فائقة المعالجة، ولها العديد من الفوائد الصحية كتلك التي تتمتع بها نظيراتها الطازجة، مثل الألياف ومضادات الأكسدة وفيتامين "سي".
وتذهب إلى أن "الفواكه المعلبة يمكن أن تلبي متطلباتنا الإجمالية من الفاكهة، كما أنها أسهل في الهضم من الطازجة بفضل قوامها الناعم"؛ بشرط أن تكون خالية من السكر المضاف، ومعبأة في ماء أو عصير فاكهة بنسبة 100%، بدلا من الشراب المُحلى صناعيا.
وتندرج ضمن أطعمة المجموعة في تصنيف "نوفا"، حيث يتم تعبئتها في الماء أو الزيت مع بعض الملح، وقد تضاف مواد حافظة بمستويات منخفضة؛ لكن توبي أميدور تقول إنه "لا داعي للخوف منها".
وتوضح أن الأسماك المعلبة مليئة بأحماض أوميغا 3 الدهنية، التي لها تأثير مضاد للالتهابات، ودعم صحة الدماغ". وتضيف كاسيتي أن الأسماك الأكثر دهنية مثل السلمون والماكريل غنية بفيتامين "دي"، الذي يصعب الحصول عليه من الطعام، "ويمكن أن يساهم في تقوية العظام ونظام المناعة".
إعلان 5- الخبزوفقا لموقع "هيلث"، فإن مفتاح اختيار الخبز الأقل معالجة، في احتوائه على الحبوب الكاملة مثل القمح أو الشوفان أو الشعير كمكون أول. وسواء كان مصنوعا من الدقيق والخميرة والماء والملح فقط، أو معالجا بشكل بسيط بإضافات معروفة مثل الزيت أو السكر أو الملح؛ فهو يُصنف ضمن أطعمة المجموعة في نظام نوفا.
أما أنواع الخبز المعبأ المتراصة على أرفف البقالات فغالبيتها تحتوي على إضافات تجميلية، مثل مكيفات العجين المستخدمة للنعومة، ومستحلبات الحفاظ على القوام، والغلوتين لمزيد من المضغ؛ "وكلها أشياء تكفي لجعل هذا الخبز ضمن الأطعمة فائقة المعالجة"، وفق كاسيتي.
6- الزباديتقول أخصائية التغذية المعتمدة بوني ديكس، "إن الزبادي طعام مُعالج، وبعض الزبادي الذي يحتوي على الكثير من السكر، يصبح كأنه حلوى في وعاء"؛ لكنها ترى أنه "حتى الزبادي المُحلى يُعد مصدرا ممتازا للبروبيوتيك والكالسيوم والبروتين".
وتنصح ديكس بالزبادي العادي المعالج بشكل طفيف، وخصوصا اليوناني -لاحتوائه على أعلى نسبة من البروتين- "وإضافة الفاكهة أو العسل حسب الرغبة".
تقول كاسيتي إن معظم الفواكه المجففة هي مجرد "فواكه تم امتصاص الماء منها"، وقد يتم تغليفها بقليل من الزيت لمنعها من الالتصاق ببعضها بعضا، وقد تحتوي أيضا على مواد حافظة معينة "لتجنب التلف"؛ لكن هذا لا يجعلها من الأطعمة فائقة المعالجة؛ "إلا إذا تضمنت أي أصباغ صناعية، لإكسابها لونا قويا أو مظهرا براقا"، كما تقول كاسيتي.
وكما هو الحال مع الفواكه المعلبة والزبادي، فإن إضافة السكر للفواكه المجففة "قد يؤدي إلى تحويلها إلى خيار غير صحي". بخلاف ذلك "تُحسب الفواكه المجففة ضمن متطلباتنا اليومية من الفاكهة، وتوفر نفس الفيتامينات والمعادن والألياف الموجودة في نظيرتها الطازجة"، بحسب كاسيتي.
إعلان