أشاد مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش،  بمثول إسرائيل أمام المحكمة الدولية يعد المرة الأولى التي يتم تقديم إسرائيل فيها للمحاكمة أمام الرأي العام العالمي، واضطرارها للدفاع عن نفسها أمام الجرائم التي ترتكبها، لافتا إلى أنه إذا لم يتم فرض قرار ضد إسرائيل فمجرد مثولها أمام القضاء يعد انتصارا أخلاقيا ومعنويا للهوية الفلسطينية.

محامي دولي: إسرائيل كانت تدعم يوغسلافيا في الإبادة الجماعية ضد البوسنة أول رد من الخارجية على أكاذيب إسرائيل حول معبر رفح (فيديو)

وقال الهباش، وفقًا لوكالة الشرق الأوسط، "إن الولايات المتحدة الأمريكية لازالت تتولى العدوان الإسرائيلي، وتدعم حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين بقطاع غزة وحمايته ومنحه كل ما يحتاجه".

وأضاف "أن الولايات المتحدة أصدرت قرارا عبر مجلس الأمن يدين الهجمات الحوثية على السفن التجارية، ولكن عندما تعلق الأمر بمقتل أكثر من 30 ألف شخص وإصابة أكثر من 80 ألفا بقطاع غزة وتدمير 70% من البنية التحتية، لم تسمح واشنطن لمجلس الأمن بإصدار أي قرارات لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين، وكأنها تريد أن تقول لنا وللعالم أن المعيار الأساسي هو المصالح، وليس القيم أو القانون الدولي أو المبادئ أو حقوق الإنسان".

وتابع "على العالم أن يدرك أن الاستمرار في سياسة واشنطن لـ"الكيل بمكيالين"، سيفجر غضب الشعوب العربية، التي تعاني من تبعات السياسة الأمريكية والعدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الآن الشعب الفلسطيني وغدا قد يستهدف شعبا عربيا أخر أو غير عربي، طالما الولايات المتحدة مستمرة في توفير الحماية والدعم لإسرائيل".

وأكد أن فسلطين تقدر كل الجهود العربية المبذولة تجاه الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن المنظومة العربية عليها أن تفكر في تغيير استراتيجية التعامل مع المجتمع الدولي ومع الولايات المتحدة بشكل خاص، فهي تخاطب الولايات المتحدة باللغة السياسية مستندة إلى القانون الدولي، ولكنها لم تخاطبها بلغة أخرى تفهمها.

وشدد على أن أمريكا لا تحترم إلا لغتين في التعامل، إما لغة القوة أو لغة المصالح، لذلك على الدول العربية التعامل حاليا مع واشنطن بلغة المصالح المشتركة بمنطق المقايضة مقابل شئ من العدالة يتم تقديمه للقضية الفلسطينية.

وحول موقف جنوب أفريقيا من الاحتلال الإسرائيلي، قال الهباش "إن الموقع الأخلاقي لجنوب إفريقيا في العالم كدولة مناضلة ولها سجل مشرف في حقوق الإنسان، لذلك يجب تكثيف الجهود العربية لتغيير الرأي العام العالمي تجاه القضية الفلسطينية، وهذا كفيل بممارسة الضغوط اللازمة على صناع القرار الذين سيغيرون مواقفهم حتما ليسقط الاحتلال الاسرائيلي".

وأشار إلى أن ما يجرى حاليا هو حرب إبادة للشعب الفلسطيني لإجبارهم على الرحيل من أراضيهم، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني سيظل متمسك بأرضه وموطنه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل لمحكمة الدولية الجرائم القضاء الولايات المتحدة الأمريكية العدوان الإسرائيلي الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

حكومة حزب العمال على خطى دعم الإبادة أم دعم وقفها؟

عربدة الدول الاستعمارية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا جعلت القانون الدولي أضحوكة، فلم يعد له أي ملامح تذكر في ظل استمرار الإبادة الجماعية وتصاعدها بأبشع الصور من إغلاق المعابر واستخدام سلاح التجويع وقصف المساكن وقتل النساء والأطفال واستهداف المرافق العامة من مستشفيات ومخابز ومحطات كهرباء ومراكز إيواء أضف إلى ذلك اعتقال الآلاف واختفائهم قسريا وتعذيبهم بشكل وحشي مما أدى إلى قتل العشرات تحت التعذيب .

موات القانون الدولي يمتد إلى الضفة الغربية، فحكومة الاحتلال تعمل بكافة السبل لجعل حياة الفلسطينيين مستحيلة، فاقتحام المدن واستخدام القوة المميتة والاعتقالات وبناء المستوطنات ونهب الثروات روتين يومي ينذر بعملية تطهير عرقي واسعة وهذا ما أفصح عنه وزير المالية سموترتش عندما أعلن عن المصادقة على خمس مستوطنات ونيته ضم الضفة الغربية.

المشكلة ليست في قواعد القانون الدولي ومدى وضوحها، المشكلة تكمن في القائمين على تطبيق وتنفيذ ما نصت عليه هذه القواعد، فالأجهزة المعنية بالتنفيذ والدول جميعها خانت هذه القواعد، لم يستطع المجتمع الدولي كبح جماح آلة الإجرام الإسرائيلية التي تستمر وبكل قوة في قتل وحرق الفلسطينيين ويعود ذلك إلى الدعم المفتوح الذي تتلقاه إسرائيل من دول استعمارية في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا مما تسبب في إجهاض كل محاولات وقف الابادة الجماعية أو حتى تدفق المساعدات الإنسانية.

لقد أمنوا العقاب جميعا فأساؤا الأدب يريدون حتى التصدي لأي تحرك مهما كان متواضعا أمام حجم الجريمة المستمرة، مجرمون بعضهم من بعض لم يجدوا من يملك الجرأة ليتهمهم بالاشتراك في جريمة الإبادة الجماعية كما فعلت نيكاراغوا عندما ادعت على ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية.لا يخفى على أحد أن هذه الدول شريكة لإسرائيل في الجرائم التي ترتكبها فهي تقدم لها مختلف أنواع الأسلحة الفتاكه دون أي وازع من ضمير أو أخلاق، كما تقدم لها الغطاء السياسي والقانوني لمنع إدانتها وملاحقة مسؤوليها ونرى اليوم كيف أن بريطانيا قامت بتقديم مذكرة لدى الغرفة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية لمنع إصدار مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع غالانت.

رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزراء في الحكومة البريطانية حتى وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة يستمرون في دعمهم الكامل  لإسرائيل وفي نفس الوقت يذرفون دموع التماسيح  على الضحايا من الفلسطينيين، فلا عجب أنهم يقدمون مثل هذه المذكرة فهم لا يؤمنون بقوة القانون ووجوب تطبيقه والالتزام به إنما يؤمنون بقانون القوة وتطويع القانون والمحكمة الجنائية الدولية لخدمة أجنداتهم.

وأبرز مثال على ذلك هو أوكرانيا وروسيا فبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول استعمارية عديدة ألقت بثقلها خلف مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية وضخت الملايين في خزينة المحكمة من أجل التسريع في ملاحقة مسؤولين روس اتهموا بارتكاب جرائم في أوكرانيا وبالفعل وبوقت قياسي أصدرت المحكمة حتى الآن مذكرات توقيف بحق خمسة مشتبه بهم وعلى رأسهم الرئيس الروسي بوتين دون أن تعترض أي دولة على هذا الاجراء.

على الرغم من أن طلب المدعي العام اقتصر على شخصين مع وجود المئات من المتورطين في جريمة الإبادة  انبرت بريطانيا معترضة على احتمال إصدار مذكرات اعتقال  معتبرة أن المحكمة غير مختصة مرتكزة على حجج واهية منها أن اتفاقيات أوسلو نصت عن عدم خضوع الإسرائيليين للقضاء الفلسطيني وبالتالي فإنه لا يستطيع نقل الاختصاص للمحكمة الجنائية ، وأن مدعي عام المحكمة لم يدخل في مفاوضات مع إسرائيل لبحث إمكانية قيام إسرائيل بالتحقيق في الجرائم المرتكبة باعتبار اختصاص المحكمة الجنائية مكمل لاختصاص القضاء الوطني.

بالنسبة للحجة الأولى فهي واهية ولا معنى لها ولا علاقة لعدم خضوع مشتبه بهم من دولة ما لقضاء دولة أخرى بموجب اتفاق أو غيره فهذا يندرج في إطار عدم القدرة الذي نصت عليه اتفاقية روما المنشئة للمحكمة الجنائية الدولية فالقضاء الفلسطيني غير قادر على ملاحقة مشتبه بهم اسرائيليين أضف إلى ذلك أن اتفاق أوسلو ليس معاهدة دولية فهو عبارة عن تفاهمات بين منظمة التحرير وإسرائيل شابها الكثير من البنود التي تعتبر منعدمة ولا تلزم أحد بموجب القانون الدولي.

أما بخصوص أن المدعي العام لم ينخرط في مفاوضات مع إسرائيل للتحقيق في الجرائم المرتكبة واستكشاف فيما إذا كانت إسرائيل ترغب في ملاحقة الجرائم قيد البحث فقد أثبتت التجربة أن إسرائيل غير راغبة في التحقيق في اي من الجرائم المرتكبة ولعقود أفلت مرتكبو الجرائم الخطيرة من العقاب وإن جرى تحقيق في بعض الجرائم فهو شكلي لذر الرماد في العيون ثم إنه بعد كل هذه المذابح لا يمكن لعاقل أن يطلب تفعيل المادة الأولى من اتفاقية روما الخاصة بتكامل الاختصاص.

لا غرابة أن تنحط بريطانيا إلى هذا الدرك الأسفل من انعدام الأخلاق فهي راعي اسرائيل عندما كانت عباره عن مجموعه من اللاجئين الحفاة العراة فتعهدتهم حتى أصبحوا عصابات إرهابية ثم اشتد عودهم وكثر عددهم ليصبحوا على ما هم عليه اليوم من قوة غاشمة تزرع الدمار والموت في كل مكان.

قيادة حزب العمال تماهت مع سياسة حكومة المحافظين في دعم الإبادة وأيدت ما تقوم به إسرائيل وكان لقيادة الحزب تصريحات مقززه ومفزعه إلا أنه بعد الكثير من الضغوط حدث تغيير ولا بد أن تستمر هذه الضغوط مع تشكيل الحكومة الجديدة لتأخذ مسارا مختلفا يحدث تغييرا يعيد لقواعد القانون الدولي الاعتبار والاحترام، فحكومة حزب العمال الجديدة أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن تسير على خطى دعم الإبادة أو دعم وقفها.عزاؤنا الوحيد أننا اليوم سنشهد هزيمة حزب المحافظين بالضربة القاضية عبر صناديق الانتخاب فهو إن لم يكن عقابا له على سياسته الخارجيه فهو عقاب على الفوضى التي زرعتها قيادة الحزب  في البلاد في كافة القطاعات فالصحة والتعليم والحياة المعيشية وصلت إلى مستوى متدني غير مسبوق أضف إلى ذلك الفضائح التي لاحقت مسؤولين في الحكومة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.

إن حكومة بما فيها من رئيس وزراء ووزراء لم يرقبوا إلا ولا ذمة في مواطنيهم وخانوا الأمانة والتفوا على المنظومة القانونية في البلاد خدمة لمصالحهم الخاصه لا نتوقع منهم أن يحترموا القانون الدولي أو يكترثوا لحياة الناس الذين يقتلون يوميا في قطاع غزة أو في أي بلد آخر.

لقد أمنوا العقاب جميعا فأساؤا الأدب يريدون حتى التصدي لأي تحرك مهما كان متواضعا أمام حجم الجريمة المستمرة، مجرمون بعضهم من بعض لم يجدوا من يملك الجرأة ليتهمهم  بالاشتراك في جريمة الإبادة الجماعية كما فعلت نيكاراغوا عندما ادعت على ألمانيا أمام محكمة العدل الدولية.

الأدلة المتراكمة على اشتراك مسؤولين في الحكومة البريطانية في الابادة الجماعية الجارية في قطاع غزة واضحة وضوح الشمس وهذا يوجب على بعض الدول ان تتحلى ببعض الشجاعة لجر بريطانيا إلى محكمة العدل الدولية وكذلك إعداد ملفات عن أشخاص في الحكومة البريطانية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء وتقديمها للمحكمة الجنائية الدولية بتهم الاشتراك في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

إن الطلب الذي تقدمت به بريطانيا دفاعا عن المجرميْن نتنياهو وغالانت يهدف أولا إلى عرقلة إجراء إصدار مذكرات الاعتقال وثانيا تقديم الطلب في ظرف انتخابي محسوم يهدف إلى توريط حكومة العمال الجديده لجرها لاتباع سياسة المحافظين في دعم اسرائيل في حرب الإبادة لذلك على حكومة حزب العمال أن تنسجم  مع الموقف الذي أعلنه وزير الخارجية في حكومة الظل ديفيد لامي الذي قال أن حكومة العمال ستنفذ  مذكرات التوقيف بحق نتنياهو وغالانت حال صدورها عن المحكمة، وهذا يقتضي أن تقوم حكومة العمال حال تشكيلها بسحب طلب الاعتراض على مذكرات التوقيف وأن لا تتورط  بما تورطت به حكومة المحافظين.

صحيح أن قيادة حزب العمال تماهت مع سياسة حكومة المحافظين في دعم الإبادة وأيدت ما تقوم به إسرائيل وكان لقيادة الحزب تصريحات مقززه ومفزعه إلا أنه بعد الكثير من الضغوط حدث تغيير ولا بد أن تستمر هذه الضغوط مع تشكيل الحكومة الجديدة لتأخذ مسارا مختلفا يحدث تغييرا يعيد لقواعد القانون الدولي الاعتبار والاحترام، فحكومة حزب العمال الجديدة أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن تسير على خطى دعم الإبادة أو دعم وقفها.

مقالات مشابهة

  • حكومة حزب العمال على خطى دعم الإبادة أم دعم وقفها؟
  • مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتجميد مشاركة إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة
  • ‏نتنياهو: الولايات المتحدة تدرك أن إسرائيل يجب أن تفوز بهذه الحرب
  • منظمة التحرير: الفلسطينيون في "الجليل والمثلث والنقب" يواجهون آليات قمع غير مسبوقة
  • مارك رافالو: الولايات المتحدة تتجه إلى الديكتاتورية.. ما علاقة ترامب؟
  • حرب ضروس قد تلتهم الشرق الأوسط
  • القوة والنفوذ في آسيا: من سيفرض هيمنته؟
  • واشنطن تعلق على تصنيف حزب الله بجامعة الدول العربية
  • "القومي لحقوق الإنسان" يستقبل وفدًا فلسطينيًا
  • القومي لحقوق الإنسان يستقبل وفدًا فلسطينًا لمناقشة الأوضاع الإنسانية بغزة