أنشأه الخديوي إسماعيل.. تفاصيل توقف مصنع أبو قرصاص عن إنتاج السكر بعد 155 عامًا
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
مصنع أبو قرصاص.. في مشهد تتميز به محافظة المنيا حيث الدخان المتصاعد من عصير محصول السكر وقطارات الديكوفيل التي تروح ذهابا وإيابا في مشهد يجسد عراقة الصناعة المصرية، يأتي أحد القرارات ليقطع ذلك المشهد وليفاجئ الجميع بـ توقف مصنع أبو قرقاص بالمنيا عن إنتاج السكر.
توقف مصنع سكر أبو قرقاصوخلق توقف منصع أبو قرقاص، عن إنتاج السكر لأول مرة من 155 سنة، حالة من الجدل الكبير، بعدما كشفت الشركة عن توقفها، بسبب الخسائر الكبيرة التي طالتها في افلترة الخيرة، مما جعلها غير قادرة على مواصلة العمل لتلبية احتياجات السوق المصري.
كشف اللواء عصام البديوي، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة السكر والصناعات التكاملية، أن زراعة القصب في مصر انخفضت بشكل كبير للغاية خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن محافظة المنيا كانت تنتج سنويًا 950 ألف طن قصب.
وأضاف البديوي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الحكاية»، المذاع على قناة إم بي سي مصر، أن مصنع أبو قرقاص كان يستقبل 750 ألف طن حتى عام 2020، وفي العام الماضي استقبل 900 ألف طن فقط، وذلك حقق خسائر وصلت إلى 112 مليون جنيه، مؤكدًا أن كمية القصب الذي تم توريدها العام الحالي للمصنع وصلت إلى 10 آلاف طن فقط، وعليه قرروا وقف العمل داخل المصنع بالقصب، والاعتماد على البنجر فقط.
ولفت البديوي، إلى أنه رغم زيادة سعر توريد القصب 500 جنيه للطن عن العام الماضي، وأصبح سعر التوريد 1500 جنيه بدلا من 1000 جنيه عن العام الماضي، ولكن المزارعون اتجهوا إلى تجار «العوادي» الذين يقومون بشراء المحصول منهم بأسعار تتجاوز الـ 2200 جنيه و2500 جنيه للطن الواحد، وبيعه لعصارات العسل الأسود ومحلات العصير.
السوق الموازية تجذب المزارعينفي وقت سابق، أعلنت محافظة المنيا، في بيان لها، عن توريد شركة السكر والصناعات التكاملية المصرية بالمنيا، «مصانع سكر أبو قرقاص الجديدة»، محصول القصب المتعاقدة عليه إلى مصانع سكر جرجا بمحافظة سوهاج، مع تحملها كافة مصاريف النقل، وذلك بسبب انخفاض كميات القصب المتعاقد عليها عن ما يحتاجه المصنع للتشغيل بكامل طاقته.
قصب السكرمن جانبه أكد مصدر في مصنع سكر أبو قرقاص، أن إدارة الشركة التكاملية للسكر فوجئت هذا العام بانخفاض كمية المحصول المتعاقد عليها بشكل غير مسبوق، ووصلت الكميات المتعاقد عليها نحو 6 آلاف طن فقط، وهو محصول 160 فدان تقريبًا، ولا تكفي لتشغيل المصنع لنحو أسبوع كامل، مضيفا أن المصنع كان يستهدف كل عام توريد 300 ألف طن قصب في الموسم الواحد، لينتج ما لا يقل عن 30 ألف طن سكر، ولكن أسعار السوق الموازية هذا العام من قبل المزارعين والتجار كانت كبيرة أسوة بالأسعار التي حددتها الحكومة لتوريد القصب لمصانعها.
في السياق ذاته، أوضح الدكتور عمر صفوت وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، أن المحافظة زرعت نحو 31 ألف فدان قصب في الموسم الأخير، والإشكالية القائمة ليست أزمة زراعة، ولكنها أزمة توريد للمصنع، بعد أن اتجه المزارعون للتجار لتحقيق مكاسب تكاد تكون مضاعفة بالنسبة لهم، مشيرًا إلى أن فرق السعر ليس الميزة الوحيدة التي تدفع المزارعين للجوء إلى التجار، ولكن التاجر يقوم بأخذ الحصة من المزارع دون تكليفه أي مصاريف ويتحمل هو سيارات النقل، مؤكدا أن محصول البنجر من أهم المحاصيل في المحافظة والتي تشغل مصنع أبوقرقاص لإنتاج السكر بكميات كبيرة.
تاريخ مصنع أبو قرقاص لإنتاج السكريعد مصنع سكر أبو قرقاص بالمنيا، أحد أعرق مصانع السكر في الشرق الأوسط، والذي أمر الخديوي إسماعيل بإنشائه عام 1871، ضمن 19 مصنعًا في البلاد، وذلك للتوقف عن استيراد السكر المكرر من الخارج، ويضم العديد من الصناعات التحويلية التي تجعله في صدارة مصانع الصعيد.
اقرأ أيضاً«التموين»: قرارات هامة لضبط أسعار الزيت والسكر والأرز والمكرونة
بعد إحالتهم للمحاكمة.. كيف أسقطت الأجهزة الرقابية المتسببين في أزمتي الزيت والسكر؟
توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الري وشركة السكر للنهوض بزراعات القصب والبنجر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أبو قرقاص أبو قرقاص بالمنيا إنتاج السكر استيراد السكر البنجر السكر سكر مصنع أبو ألف طن
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست تكشف تفاصيل عن برنامج أوكرانيا السري لإنتاج الصواريخ
كشفت مجلة إيكونوميست البريطانية أن أوكرانيا تعكف على إعادة إحياء صناعة الصواريخ، في ظل الغموض الذي يكتنف المساعدات الخارجية مع عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة.
وإزاء حالة عدم اليقين هذه، بدأت أوكرانيا في تنفيذ مشروع لإنتاج صاروخ أُطلق عليه "ترمبيتا" على اسم البوق الألبي الأوكراني.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إزفيستيا: كيف ستتطور الأحداث في الشرق الأوسط خلال العام المقبل؟list 2 of 2صحف عالمية: صواريخ الحوثيين تخلف آثارا عميقة على إسرائيلend of listوليس من الصعب فهم السبب وراء هذه الخطوة الأوكرانية، فقد نقلت المجلة عن سيرهي بيريوكوف، الذي يرأس طاقم الصاروخ المكون من مهندسين متطوعين، القول: قد نخطئ هدفنا، لكننا سنحلق به (أي صاروخ ترمبيتا) على ارتفاع منخفض فوق الخنادق التي يحتمي فيها الروس لنجعل فرائصهم ترتعد رعبا".
مواصفات ترمبيتاوأوردت إيكونوميست تفاصيل عن الصاروخ الجديد، حيث قالت إن محركه النفاث النبضي الطويل يحدث دويا هائلا يجفل من قوته كل من في داخل المرآب.
ولترمبيتا محرك حديث بلغت تكلفة إنتاج النسخة الوهمية المخادعة منه 200 دولار أميركي، وتصل سرعة انطلاقه 400 كلم بالساعة لمسافة 200 كلم.
وتقول المجلة البريطانية إنه يجري تطوير نسخة أكبر وأقوى تستطيع الوصول إلى موسكو. وتضيف أن مشروع "ترمبيتا" نبع من رغبة أوكرانيا في عدم التعويل على المساعدات العسكرية الأجنبية الضخمة. وهو واحد من عدة مشاريع صواريخ، تأمل البلاد أن ينعش صناعتها المحلية. ففي الحقبة السوفياتية، كانت أوكرانيا رائدة على نطاق العالم في مجال الابتكارات المتعلقة بالفضاء والصواريخ.
إعلانلكن هذا التقليد العريق توقف في عام 1994 بسبب مذكرة بودابست، التي شهدت تخلي أوكرانيا عن صواريخها الباليستية النووية العابرة للقارات مقابل ما تبين بعدها أنها ضمانات أمنية عديمة الجدوى. وقد عانت المحاولات اللاحقة لإحياء الصناعة من الفساد، وإفلاس الحكومة، وتسلل الروس، والافتقار إلى الإرادة السياسية، طبقا لتقرير المجلة.
اللحاق بالركب
بيد أن أوكرانيا تحاول الآن اللحاق بالركب، في خضم الحرب التي تخوض غمارها ضد روسيا. ورغم أن أوكرانيا لا تملك سوى عدد محدود من صواريخ "أتاكمز" الأميركية التكتيكية بعيدة المدى، وصواريخ "ظل العاصفة" (Storm Shadow)، جو-أرض البريطانية-الفرنسية البعيدة المدى، فإنها استطاعت، ضرب أهداف روسية قريبة من خطوط المواجهة.
وبحسب المجلة، فقد أتاح ذلك لروسيا العمل في أمان نسبي على بعد 30 كلم خلف الجبهة، بينما كانت تقصف أوكرانيا بأكملها بصواريخ من إنتاج مصانعها، والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد تلك التي تنتجها أميركا وربما الصين.
صواريخ هجينة ومسيراتوذكرت أن هناك هجينا من بضعة صواريخ جديدة وطائرات قتالية مسيرة جاهزة للطيران بالفعل، ويمكن أن تنضم إليها عشرات المشاريع الأخرى الأصغر حجما.
ومن أبرزها صاروخ "نيبتون" بعيد المدى معدل من السلاح المضاد للسفن الذي أغرق، في عام 2022، الطراد "موسكفا" الذي يعد أسطورة أسطول البحر الأسود الروسي، وصاروخ "هريم 2" الباليستي التكتيكي (المعروف أيضا باسم سابسان)، وهو قيد التطوير في مصنع بيفدنماش في دنيبرو جنوب شرقي أوكرانيا.
ولفتت المجلة إلى أن تفاصيل برنامج الصواريخ الأوكرانية تخضع لحراسة مشددة، ولسبب وجيه هو أن روسيا تستهدف بلا هوادة منشآت لصناعة الصواريخ، وقد قتلت وأحدثت عاهات في مئات من العمال.
وقد أحدث برنامج إنتاج الصواريخ في زمن وجيز نقلة في علم الصواريخ، بأن نقل بعض عمليات تجميع قطعها إلى مخابئ محمية، في حين أن إنتاج المكونات منتشر في مئات المواقع المخفية وغير الملحوظة، مثل المرآب الذي يحمي ترمبيتا.
إعلان
التمويل
وهناك مشكلة أخرى تعاني منها هذه الصناعة وهي التمويل، فالحكومة الأوكرانية تدعم إنتاج أي صاروخ أثبت قدرته على الطيران، وتقدم للمصنعين من القطاع الخاص نفس هامش الربح الأقصى البالغ 25% الذي تمنحه لمنتجي الطائرات المسيرة.
لكن إيكونوميست ترى أن على مُصنعي تلك الصواريخ المخاطرة باستثمار مبالغ كبيرة من أموالهم الخاصة لانطلاق تلك المشاريع، مضيفة أن المهمة الأصعب هي التوسع في الإنتاج الصناعي، بجمع الأموال اللازمة، وشراء المعدات الحساسة من الخارج وتوفير الأمن.
وتعتقد أن أوكرانيا تختلف، في هذا الصدد، عن المجمع العسكري الذي تقوده الدولة الروسية، ناقلة عن أحد المطلعين على الصناعة العسكرية، القول إن "الشيطان يكمن دوما في التنفيذ".
شراكات للتصنيعوتقترح المجلة أن تقيم أوكرانيا شراكات جديدة مع حلفاء غربيين لأنها الوسيلة الفضلى للتوسع، منبهة إلى أن بعض الدول الغربية ليست على استعداد لمشاركة خبراتها ومعداتها وتخشى المخاطرة، إلا أن بعضها -مثل الدانمارك وبريطانيا- على العكس من ذلك.
وتنسب إلى مسؤول أمني رفيع المستوى -لم تذكر اسمه- القول إنه لا يفصل بينها وبين إنتاج صواريخ بالأعداد والمدى والقدرات التي من شأنها أن تهدد روسيا بشكل خطير، سوى أقل من عام واحد.
ومع ذلك، إذا امتنع دونالد ترامب، بعد توليه منصبه الشهر المقبل، عن تقديم مساعدات لأوكرانيا، وإذا حذا آخرون من حلفائه الغربيين حذوه، فإن ذلك "قد يقلل الإمدادات المحدودة بالفعل من الصواريخ الغربية".