تسعى إسرائيل للسيطرة على الشريط الحدودي بين جنوبي قطاع غزة ومصر، المعروف بـ"محور فيلادلفيا" أو "محور صلاح الدين"، بعد ما يقرب من عقدين على انسحابها من القطاع الفلسطيني، وذلك بالرغم من "القلق المصري" بهذا الخصوص، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

ويقول قادة إسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، إنه يجب على إسرائيل أن تسيطر على المنطقة الحدودية، التي يطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم "محور فيلادلفيا"، لمنع حركة حماس من تهريب الأسلحة إلى القطاع.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، فإن هذه الخطة ستكون "جزءا من استراتيجية إسرائيل لهزيمة الحركة الفلسطينية المسلحة، ومنع تكرار هجومها في السابع من أكتوبر"، الذي يقول مسؤولون إسرائيليون إنه أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال.

وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون، إن "العملية ستشمل على الأرجح إبعاد مسؤولين فلسطينيين من معبر رئيسي (رفح)، وتمركز قوات إسرائيلية على امتداد الأراضي من الزاوية الجنوبية الشرقية لقطاع غزة، المتاخمة لكل من إسرائيل ومصر، باتجاه البحر المتوسط، على بعد حوالي 14 كيلومتر إلى الشمال الغربي"، وفق الصحيفة.

ما هو محور "فيلادلفيا" الذي تسعى إسرائيل للسيطرة عليه؟ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، السبت، إنه يتعين على بلاده أن تسيطر بشكل كامل على محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة لضمان "نزع السلاح" في المنطقة في حين واصل الجيش توغله في مناطق بوسط وجنوب القطاع.

وقال بعض المحللين والمسؤولين الإسرائيليين إن "إنهاء السيطرة الفلسطينية على معبر رفح الحدودي، جزء أساسي من رؤية إسرائيل لمستقبل غزة، والتي بموجبها سيحل كيان فلسطيني غير مسلح بسلطات محدودة محل حماس، ويتولى مسؤولية الشؤون المدنية في القطاع".

و"بالنسبة لإسرائيل، فإن استعادة المنطقة الحدودية من شأنها أن توجه ضربة استراتيجية لحماس، حيث سيسمح ذلك لإسرائيل بإغلاق أنفاق الحركة الفلسطينية في المنطقة، والحد من تدفق الأسلحة ومنع مسلحيها من الهروب من قطاع غزة، وإزالة أي سيطرة لها على معبر رفح"، وفقا للصحيفة ذاتها.

وقال الرئيس السابق لقسم شؤون الفلسطينيين في المخابرات العسكرية الإسرائيلية، مايكل ميلشتين: "لا توجد فرصة لأن نسمح لهذا المعبر بالعمل كما كان من قبل".

لكنه قال إن الوضع "معقد للغاية أكثر مما هو عليه في المواقع شمالي ووسط غزة، حيث تعمل القوات البرية الإسرائيلية حتى الآن".

"ليس لديهم ما يخسرونه"

وقال مسؤول إسرائيلي كبير تحدث لصحيفة "وول ستريت جورنال" دون الكشف عن هويته: "لا تريد إسرائيل أن تكون مسؤولة عن غزة على المدى الطويل، لكن السؤال هو كيف نتأكد من بقاء غزة منزوعة السلاح؟".

وأضاف: "إنها معضلة حقيقية. الطريقة الوحيدة للسيطرة على منطقة جغرافية ما، هي التحكم بما يدخل إليها ويخرج منها".

تشمل نقل قوات.. نتانياهو يتحدث عن خيارات بشأن "محور فيلادلفيا" بين غزة ومصر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، اليوم السبت، إن إسرائيل ناقشت عدة خيارات بخصوص "محور فيلادلفيا" على الحدود بين قطاع غزة ومصر، لكنها لم تتخذ القرار بعد.

وتابع المسؤول: "في الوقت الحالي وعلى المدى القريب، تحتاج إسرائيل إلى السيطرة على الحدود خلال العقود المقبلة، بسبب القضايا الأمنية".

ولم يعطِ القادة الإسرائيليون الضوء الأخضر النهائي للعملية على طول الحدود، وسيعتمد توقيت التنفيذ على المفاوضات مع الحكومة المصرية، حسب الصحيفة الأميركية.

وقالت "وول ستريت جورنال"، إن مصر "تشعر بالقلق" من أن العملية الإسرائيلية يمكن أن تنتهك شروط معاهدة السلام الموقعة بين البلدين عام 1979، والتي تضع قيودا على عدد القوات التي يمكن لكلا البلدين نشرها بالقرب من الحدود في المنطقة.

كما أن أية عملية عسكرية إسرائيلية "تخاطر بإلحاق أضرار عرضية داخل الأراضي المصرية". وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم يعملون على معالجة هذه المخاوف "من خلال تنسيق خططهم للتوغل في جانب غزة مع مصر".

في المقابل، أكدت القاهرة أنها ستظل تسيطر على حدودها مع قطاع غزة، بعد تصريحات جديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، السبت، جدد فيها التأكيد على رغبة بلاده في استعادة السيطرة على "محور فيلادلفيا".

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، لقناة "صدى البلد" المحلية، السبت، إن "مصر تسيطر بشكل كامل على حدودها، وهذه القضية تخضع لاتفاقيات قانونية وأمنية بين الدول المعنية، لذلك فإن أي حديث في هذا الأمر يخضع بشكل عام للتدقيق، ويتم الرد عليه بمواقف معلنة".

لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن مصر "لم تمنع بشكل كامل وصول تدفق الأسلحة إلى حماس"، بما في ذلك بعض الشحنات التي يزعمون أنها جاءت "على متن مركبات عبر معبر رفح" الحدودي الرسمي. 

من جانبهم، رأى محللون أمنيون، وفق الصحيفة الأميركية، أن أي وجود عسكري إسرائيلي مستدام في غزة، بما في ذلك على طول حدود رفح، "يهدد بتكرار الانتفاضات الفلسطينية السابقة والتمرد المسلح".

وتساءلت كبيرة المحللين الفلسطينيين في مجموعة الأزمات الدولية، تهاني مصطفى، قائلة: "هل سيقبل سكان غزة ذلك؟".

وتابعت: "السكان فقدوا كل شيء تقريبا في هذه المرحلة، وليس لديهم ما يخسرونه".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وول ستریت جورنال محور فیلادلفیا قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

دعوة إسرائيلية لتبادل الأراضي مع الفلسطينيين بدلاً من تهجيرهم

قال مؤلف كتاب "الرحلة إلى إسرائيل الأخرى" والمدير العام السابق للمجلس الصهيوني، موشيه بن آتار، إنّه: "رغم الترويج الإسرائيلي غير المسبوق لخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتهجير الفلسطينيين من غزة، لكن أوساطا إسرائيلية وازنة اعتبرتها خطوة وهمية وشرّيرة في الأساس".

وتابع بن آتار، في مقال نشر على موقع "زمن إسرائيل" أنّ: "أوساطا إسرائيلية  اتّهمت ترامب بتعطيل العملية الدبلوماسية، ولعل صدور ردود الفعل السلبية في العالم العربي، دليل على ذلك، على اعتبار أن التخلي عن الأرض هو التخلي عن الشرف في الثقافة العربية، وليس وصفة جيدة للحل، وفي نظر الفلسطينيين فإنه نكبة ثانية وخيانة للقضية الوطنية".

وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "فكرة طرحت سابقاً في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وتطرح ترتيبا لتبادل الأراضي بينهما مع مصر، من شأنها أن تؤدي لاختراق مستقبلي"، فيما زعم أن المشكل لدى الفلسطينيين في كلمة "ترانسفير" مُقترحا ما وصفه بـ"خطوة سياسية تتضمن عنصر التبادل الإقليمي".

وأردف بن آتار، الذي يشغل أيضا مدير معهد الأبحاث والتعليم بمؤسسة كاتسنلسون، وكان مساعدا مقربا لعدة وزراء ومستشارا لرئيس الاحتلال، بأنّ: "الجغرافي البروفيسور يهوشوع بن أرييه طرح اقتراحا بهذا الروح قبل عقود من الزمن، ويستحق هذا المخطط الآن فحصا جديدا".

واسترسل: "مقترحا تبادلا للأراضي من خلال مضاعفة مساحة قطاع غزة باتجاه ساحل البحر المتوسط وشمال سيناء، في الأراضي التي ستخليها مصر بالاتفاق، بما من شأنه توسيع مساحة القطاع، وإعادة توطين مخيمات اللاجئين المدمّرة، وبناء بنية تحتية واسعة النطاق تغير وجه المنطقة". 

وأشار إلى أنّ: "هذا المسار ينبغي أن يكون بموافقة مصرية، باستئجار مساحة 300 كم2، ستة أضعاف مساحة تل أبيب، تكون المنطقة منزوعة السلاح تحت رقابة دولية صارمة، كجزء من تحرّك لصياغة اتفاق إقليمي مع السعودية، وهو ما يهم الاحتلال والولايات المتحدة، بحيث تتعاون معه السلطة الفلسطينية، وتخرج حماس من الصورة".


وأكّد أنه: "لا يمكن للأردن أن يكون الحلّ لقضية غزة، لأن تدفّق 300 ألف فلسطيني لأراضيه كافياً لتعريض وجوده للخطر في المستقبل، وخلق حركة مقاومة، وتهديد النظام، لأن 60% من مواطنيها فلسطينيون، وينبغي للاحتلال والولايات المتحدة، المهتمتان بالاستقرار الطويل الأمد للملك عبد الله، تجنّب هذا الاتجاه".

في المقابل، يرى الكاتب أنّ: "الأراضي التي ستُخليها مصر ستخلق ديناميكية جديدة للحياة، وستحصل على مساعدات دولية وعربية ضخمة، لأن التنازل بنظرهم ليس كبيراً، بل قد يؤتي ثماره، وهذه فكرة لها سابقة في المنطقة، لأن عام 1965 شهد توقيع اتفاقية تبادل الأراضي بين الأردن والسعودية".

"في إطارها نقلت الأخيرة للأولى شريطاً ساحلياً بطول 17 كم من العقبة، مقابل نقل الأردن للسعودية مساحات في منطقة صحراوية، بما سمح للأردن بإنشاء مدينة سياحية وميناء، مما شكّل مرساة مهمة لاقتصاده" بحسب المقال نفسه.

وأوضح أنه: "في المنطقة التي ستخليها مصر يمكن إقامة منطقة صناعية كبيرة، ومنطقة صيد وسياحة ساحلية وزراعة، والتغلب على الكثافة السكانية لغزة بإعادة توطينها، وفي المقابل يُخلي الاحتلال مناطق في النقب الغربي كجزء من تبادل الأراضي، وضمّ الكتل الاستيطانية: معاليه أدوميم وغوش عتصيون والقدس المحتلة، وبالتالي التقدم على طريق الانفصال عن الفلسطينيين، وتقليل الصراع معهم".

وأبرز أنّ: "المناطق التي سينقلها الاحتلال إلى مصر في منطقة نيتسانا وصحراء فاران والنقب الغربي فيمكن أن تكون مقابل مناطق تخليها مصر في الشريط الساحلي لصالح الفلسطينيين، وهذه حركة دائرية، تستفيد منها جميع الأطراف، ولأن تبادل الأراضي ليس أمرا جديدا، ففي الماضي عرض الاحتلال على الفلسطينيين مناطق في النقب الغربي، مقابل موافقة الفلسطينيين على التنازل عن أراض بالضفة الغربية، وجرت المفاوضات بشأن حجم الأراضي التي سيتنازل عنها كل جانب". 

وزعم أنّ: "العودة لهذا المخطط من شأنها أن تساعد في التغلب على العقبات، ولا حدود للخيال الجامح الذي قد يتولّد على طريق التسوية بهذا الاتجاه، بل قد تحظى الخطة المقترحة بقبول توافقي من الدول العربية "المعتدلة"، الرّاغبة بتمهيد الطريق أمام تسوية إقليمية، خاصة السعودية الساعية لتسوية مع الاحتلال، لكنها تحتاج لمبرّر يمكن تفسيره في الجامعة العربية".


وأوضح أنّ: "فكرة ترامب قد تسقط عن طاولة المفاوضات بسبب المعارضة التامة من العالم العربي، فيما سيزداد الضغط من أجل التسوية بعد الحرب، ولن يتمكن المجتمع الدولي من الجلوس مكتوف الأيدي، وسيواجه الاحتلال وضعا سيجبره على اتخاذ مبادرة جديدة". 

وختم بالقول: "قد تكون فكرة غزة أولا مسارا منطقيا للتسوية، فترامب يدرك أن المسار السعودي يجب أن يكون سريعا، لأن ما لم يتم في بداية ولايته يصعب تنفيذه لاحقا، ويمكن أن تؤدي المعارضة الحازمة في العالم العربي لخطته بشأن الهجرة لخلق اتجاه جديد في شكل خطة لتبادل الأراضي".

واستطرد: "لكنّ التركيبة الحالية للحكومة لن تسمح لها بالمضيّ قدما، لذلك، من الضروري تشكيل حكومة إسرائيلية بتركيبة مختلفة في أقرب وقت ممكن، والذهاب للانتخابات هو المسار المفضل".

مقالات مشابهة

  • سائحة إسرائيلية تتعرض لاغتصاب جماعي في الهند
  • وسائل إعلام إسرائيلية: إنفجار سيارة في تل أبيب
  • صحيفة إيطالية: هل ستكون أرض الصومال قاعدة إسرائيل في حربها ضد الحوثيين باليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • إسرائيل ستُبدي مرونة - صحيفة عبرية تتحدث عن مستجدات مفاوضات غزة
  • اعتداء جماعي على إمرأة إسرائيلية في الهند .. تفاصيل
  • دعوة إسرائيلية لتبادل الأراضي مع الفلسطينيين بدلاً من تهجيرهم
  • صحيفة عبرية: “حرب الإرث” اندلعت في “إسرائيل”
  • WSJ: إسرائيل قد تغزو غزة بقوة كبيرة للسيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • حماس: مؤامرات إسرائيلية للسيطرة الكاملة على المسجد الإبراهيمي