إيرلندية تريد مقايضة العراق: افتتاح سفارتكم مقابل إعادة زوجي
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
السومرية نيوز- دوليات
قامت زوجة رجل مسجون في العراق بحشد مئات المواطنين الايرلنديين لمعارضة إنشاء سفارة عراقية جديدة في أيرلندا، احتجاجا على استمرار حبس زوجها في العراق.
وتخشى ديسري بيتر زوجة الرجل المسجون، على زوجها روبرت المصاب بسرطان الجلد والذي لايزال محتجزا في بغداد منذ نيسان/أبريل من العام الماضي.
وقدم وزير خارجية ايرلندا طلبا من العراق لفتح سفارة في دبلن إلى مجلس الوزراء يوم الثلاثاء وتمت الموافقة عليه، ولكن لا يوجد جدول زمني لموعد فتح السفارة.
لكن الزوجة الغاضبة، كتبت رسائل وحثت على استغلال طلب العراق كفرصة للضغط من أجل إطلاق سراح زوجها.
واجتذبت العريضة التي أطلقتها يوم الخميس على موقع Change.org ما يقرب من 400 توقيع في غضون ساعات، وقالت ديسري “لقد كتبت إلى الوزير كوفيني والتاويستش مارتن لأطلب إرفاق تحذير بعدم فتح سفارة حتى يتم إطلاق سراح زوجي روبرت بيتر".
وأضافت: "لا اريد ان أكون ذلك الشخص الذي يقف في طريق أي علاقات بين البلدان، وأنا أؤيد استفادة العراق من العلاقة مع أيرلندا، ولكن في مرحلة ما يتعين علينا أن نقف ونقول كفى".
وأشارت الى انه "لقد التقيت بالسفارة العراقية في لندن وأعلم أن العديد من المسؤولين تواصلوا عدة مرات لمحاولة وضع حد لهذا الوضع، لمحاولة تصحيح الأخطاء التي ارتكبت والقيام بالشيء الصحيح والإفراج عن رجل بريء عومل بطريقة مروعة لأكثر من 18 شهرًا".
وتم سجن روبرت في العراق بسبب خلاف بشأن عقد بقيمة 20 مليون يورو بين صاحب الشركة التي يعمل فيها روبرت والذي يتخذ من دبي مقراً له وبين البنك المركزي العراقي، بسبب تأخيرات البناء لبناية المركزي الجديدة خلال السنة الأولى من جائحة كوفيد-19.
وتقول عائلة روبرت إنه سُجن في أبريل 2021، لكن لم يُسمح له بمقابلة المحامين إلا قبل يومين من محاكمته في فبراير من هذا العام، وحُكم عليه بعد ذلك بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة قدرها 10 ملايين يورو.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
في الحروب، لا تُطلق النيران فقط من فوهات البنادق والمدافع، بل تنطلق أيضاً من وراء الشاشات وصفحات التواصل، عبر رسائل مشبوهة وأحاديث مثبطة، في إطار ما يُعرف بالحرب النفسية. ومن بين أبرز أدوات هذه الحرب وأكثرها خبثاً: “التشكيك”. هذا السلاح الناعم تُديره غرف إلكترونية متخصصة تابعة للمليشيات، تهدف إلى زعزعة الثقة، وتفتيت الجبهة الداخلية، وبث الهزيمة النفسية في قلوب الناس، حتى وإن انتصروا في الميدان.
التشكيك في الانتصارات العسكرية، أحد أكثر الأساليب استخداماً هو تصوير الانتصارات المتحققة على الأرض من قِبل القوات المسلحة السودانية على أنها “انسحابات تكتيكية” من قبل المليشيات، أو أنها “اتفاقات غير معلنة”. يُروّج لذلك عبر رسائل تحمل طابعاً تحليلياً هادئاً، يلبسونها لبوس المنطق والرصانة، لكنها في الحقيقة مدفوعة الأجر وتُدار بخبث بالغ. الهدف منها بسيط: أن يفقد الناس ثقتهم في جيشهم، وأن تتآكل روحهم المعنوية.
التشكيك في قدرة الدولة على إعادة الإعمار، لا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ رسالة أو منشوراً يسخر من فكرة إعادة الإعمار، خصوصاً في مجالات الكهرباء والمياه وإصلاح البنى التحتية المدمرة. هذه الرسائل تهدف إلى زرع الإحباط وجعل الناس يشعرون أن لا جدوى من الصمود، وأن الدولة عاجزة تماماً. لكن الواقع أثبت أن إرادة الشعوب، حين تتسلح بالإيمان والثقة، أقوى من أي دمار، وقد بدأت بالفعل ملامح إعادة الحياة تظهر في أكثر من مكان، رغم ضيق الموارد وشدة الظروف.
التشكيك في جرائم النهب المنظمة، مؤخراً، لاحظنا حملة تشكيك واسعة، تُحاول التغطية على جرائم النهب والسلب والانتهاكات التي ارتكبتها المليشيات طوال عامين. الحملة لا تنكر تلك الجرائم بشكل مباشر، بل تثير أسئلة مغلّفة بعبارات تبدو عقلانية، لكنها في جوهرها مصممة بعناية لإثارة دخان كثيف ونقل التركيز نحو جهات أخرى.
كيف نُساهم – دون قصد – في نشر التشكيك؟ المؤسف أن الكثير منا يتداول مثل هذه الرسائل بعفوية، وأحياناً بدافع الحزن أو القلق على الوطن، دون أن يتوقف ليتساءل: من كتب هذه الرسالة؟ ولماذا الآن؟ وما الذي تهدف إليه؟ وبهذا نُصبح – دون أن ندري – أدوات في ماكينة التشكيك التي تخدم أجندة المليشيات وتطعن في ظهر الوطن.
كيف نواجه هذه الحرب النفسية؟
الرد لا يكون بصمتنا أو بتكرار الرسائل المشككة، بل بـ:
وقف تداول أي رسالة مجهولة المصدر أو الكاتب.
عدم إعادة نشر أي محتوى يحمل ظنوناً أو يشكك أو يُحبط أو يثير اليأس.
نشر الإيجابيات، وبث الأمل، وتعزيز الثقة بالله أولاً، ثم بمؤسسات الدولة مهما كانت لدينا من ملاحظات أو انتقادات.
في الختام، التشكيك لا يبني وطناً، بل يهدمه حجراً حجراً. فلنكن على وعي، ولنُفشل هذا السلاح الخفي، بمناعة داخلية قائمة على الإيمان، والعقل، والأمل، والثقة بأن الوطن سيعود أقوى، ما دام فينا من يرفض الانكسار ويؤمن بأن النصر لا يبدأ من الجبهة، بل من القلب والعقل.
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢١ أبريل ٢٠٢٥م