لوموند: واشنطن تلعب لصالح الحوثي والأخير يستخدم الضربات لتبرير قبضته الحديدية على اليمن
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
حذرت صحيفة لوموند من التوتر في البحر الأحمر، مع رد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الهجمات التي يشنها الحوثيون على السفن التجارية باسم التضامن مع القضية الفلسطينية.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أن الرد الأميركي العنيف المدعوم من بريطانيا على الحوثيين كان أمرا لا مفر منه، وذلك في الوقت الذي دخل فيه الهجوم المدمر الذي تشنه إسرائيل على غزة شهره الرابع.
وأضافت "من خلال القصف المكثف على مواقع الحوثيين، الذين أظهروا في الماضي قدرة كبيرة على الصمود، فإن الولايات المتحدة تلعب لصالح الجماعة التي يمكنها استخدام هذه المواجهة لتبرير قبضتها الحديدية على الأراضي".
وتشير إلى أن زيادة التوتر والتصعيد دليل على عدم الاستقرار الإقليمي.
وذكرت الصحيفة أن هجمات الحوثيين التي تستهدف -حسب قولهم- سفن الشحن المتجهة إلى إسرائيل وحدها ستكون لها عواقب وخيمة على نطاق عالمي إذا انتهت إلى منع الملاحة في هذا المحور الحيوي، مما يجبر الولايات المتحدة على اتخاذ شكل من أشكال التوازن الجيوسياسي.
وحسب لوموند "من خلال القصف المكثف على مواقع الحوثيين، الذين أظهروا في الماضي قدرة كبيرة على الصمود، فإن الولايات المتحدة تلعب لصالح الجماعة التي يمكنها استخدام هذه المواجهة لتبرير قبضتها الحديدية على الأراضي".
وأوضحت أن الصعوبة التي تواجهها الولايات المتحدة في إنشاء تحالف بحري -يهدف إلى منع هذه الهجمات- تظهر مدى العقبات القائمة، كما يعكس الحرج الذي تعيشه دول الجوار -وفي مقدمتها السعودية- الخوف من تصعيد لن يؤدي إلا إلى مزيد من الخسارات، خاصة أن الرياض لا تفكر إلا في التوصل إلى هدنة، تمهيدا لفك الارتباط بالمعضلة اليمنية التي تورطت فيها منذ عام 2015.
وطبقا للصحيفة كان هذا الأمر موضوع مفاوضات صعبة -معلقة في الوقت الراهن- مع صنعاء وكذلك مع الحكومة اليمنية الدولية المعترف بها، بدعم من السعوديين -حسبما تقول الصحيفة- وأي انزلاق من شأنه أن يخدم مصالح إيران، التي تدعم عسكريا حركة الحوثيين القريبة أيديولوجيا من طهران.
وقالت "لعل اليمن الغارق منذ عقد من الزمن في حرب أهلية تسببت في كارثة إنسانية لن ينجو هو الآخر من انقطاع الملاحة في البحر الأحمر، حيث تمر المساعدات الغذائية التي يعتمد عليها أغلب السكان عبر ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين".
وخلصت لوموند إلى أن هذه التوترات تشير بوضوح إلى عدم الاستقرار الإقليمي الذي ضاعفته الحرب على غزة 10 مرات، وهو يؤكد العديد من الاعتبارات الإنسانية الداعية بقوة إلى إنهاء حرب تجعل هذا الشريط الضيق من الأرض غير صالح للعيش ليس بالنسبة
إسلامية (حماس) وحدهم، بل لجميع المدنيين الفلسطينيين المحاصرين هناك.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمري بريطانيا الحوثي اسرائيل الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
اليمن: «الحوثي» يسعى إلى طمس الهوية بشكل ممنهج
أكدت الحكومة اليمنية أن ميليشيات الحوثي تسعى بشكل ممنهج إلى طمس الهوية اليمنية، من خلال نهب وتهريب الآثار وتدمير المواقع التاريخية، في محاولة لطمس معالم الحضارة اليمنية.
وشدد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، خلال لقاء عقده أمس، في وزارة الخارجية الأميركية، ونقلته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة تهريب الآثار، خاصة وأن بعض عمليات التهريب تسهم في تمويل الجماعات الإرهابية مثل ميليشيات الحوثي.
وشدد على أن ميليشيات الحوثي تسعى بشكل ممنهج إلى طمس الهوية اليمنية، من خلال نهب وتهريب الآثار وتدمير المواقع التاريخية، في محاولة لطمس معالم الحضارة اليمنية.
وأكد الارياني، على أهمية التعاون الدولي في التصدي لهذه الجرائم، وتعزيز الجهود المشتركة لحماية التراث اليمني، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود لوقف عمليات تهريب الآثار، وتجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية.وفي ظل تصاعد الاعتداءات الحوثية على المدنيين والبنية التحتية في اليمن، تتزايد التساؤلات حول جدوى إدانات مجلس الأمن وتأثيرها على أرض الواقع.
ورغم التصريحات الدولية الشديدة اللهجة، يبرز غياب الخطوات العملية كعامل رئيس يُعزز استمرار هذه الانتهاكات، ما يفاقم من معاناة الشعب اليمني ويزيد من التحديات الإنسانية التي تواجه البلاد.
وقال الحقوقي اليمني، رياض الدبغي، إن الإدانات الأخيرة الصادرة عن مجلس الأمن بشأن هجمات الحوثيين المتكررة على المدنيين والبنية التحتية في اليمن تثير تساؤلات ملحة حول جدواها ومدى تأثيرها على أرض الواقع، فرغم التصريحات الشديدة اللهجة، يظل غياب الخطوات العملية لتنفيذ الردع.
وأوضح الدبغي لـ«الاتحاد» أن استمرار هذه الهجمات يعكس تحدياً واضحاً للمجتمع الدولي وقراراته، ويكشف عن غياب الضغط الفعّال لوقف الانتهاكات، فيما يتضرر الشعب اليمني بشكل مباشر من الاعتداءات، ويتزايد أعداد الضحايا المدنيين، وتتفاقم معاناة النازحين نتيجة تدمير منازلهم واستهداف المناطق السكنية.
وأشار إلى أن الوضع لم يعد يحتمل المزيد من الاعتماد على الإدانة وحدها، والمطلوب الآن خطوات ملموسة تُرغم الحوثيين على التوقف عن هذه الممارسات العدوانية، يجب تعزيز العقوبات الاقتصادية على قيادات الجماعة، ومنع تدفق التمويل والأسلحة إليهم، مع دعم الحكومة اليمنية الشرعية لحماية المدنيين، كما أن المجتمع الدولي مطالب بتفعيل قراراته السابقة، وفرض آليات رقابة صارمة لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب.
وقال الدبغي إن الاكتفاء بالإدانة اللفظية يبعث برسالة خاطئة ويؤدي إلى استمرار معاناة اليمنيين، لذا، يجب على الدول الكبرى والمجتمع الدولي تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية الممتدة.
صحيفة الاتحاد
إنضم لقناة النيلين على واتساب