في أمريكا.. صور تكشف عن التحول الدراماتيكي لبرك الملح الزاهية بسان فرانسيسكو
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قورِنَت أعمال المصورة، باربرا بويسيفين، بأعمال الرسام الأمريكي مارك روثكو بسبب الكتل الملونة بالأحمر، والبرتقالي، والوردي، والأخضر العميق فيها. ولكن هذه الألوان لم تُمزِج على لوحة ألوان، فهي تُظهر برك الملح في خليج سان فرانسيسكو بأمريكا.
والتُقِطت الصور على مدار أكثر من عِقد، ووثّقت بويسيفين استعادة المنطقة وتحويلها من مركز لاستخراج الملح لأغراض تجارية إلى حالتها الطبيعية المتمثلة في مستنقعات المد والجزر، والسهول الطينية، وموائل الأراضي الرطبة الأخرى.
ويهدف المشروع الجاري لإصلاح بركة ملح "ساوث باي"، والذي بدأ في عام 2003 بعد الاستحواذ على قطعة أرض من شركة الأغذية العالمية Cargill، إلى استعادة أكثر من 15 ألف فدان من برك الملح، وهي مساحة تعادل مانهاتن تقريبًا.
والألوان الغنية وغير الطبيعية في صور بويسيفين المبكرة ناجمة عن ملوحة الماء.
وأوضحت المصورة أنّ Dunaliella salina، وهي نوع من الطحالب المنتجة لـ"بيتا كاروتين" (صبغة حمراء برتقالية موجودة في الجزر والقرع) تزدهر في البيئات المالحة.
وينطبق الأمر أيضًا على بكتيريا halobacteria ذات اللون الوردي، كما يتواجد في البرك أيضًا الجمبري الملحي الذي يأكل الطحالب، ويعزّز الألوان الزاهية.
وخلال عملية الإصلاح، أُزيلت السدود المصنوعة من قِبَل الإنسان، والتي بُنيت لاحتجاز المياه لجمع الملح تدريجيًا، ما سمح لأنظمة المد والجزر بالتوغل مرة أخرى.
وبهذه الطريقة، تتلاشى الألوان الزاهية كما هو موضح في الصور. وقالت بويسيفين لـCNN: "تتطور تلك الألوان البرتقالية، والحمراء، والبنفسجية الزاهية ببطء إلى اللون الأخضر، والأزرق العميق، والبني"، مضيفةً أنّ "شرائط الحياة الخضراء" تتسرب مرة أخرى إلى البرك.
ورُغم أنّها ربما تبدو أقل جاذبية، إلا أن هذا التّحول علامة إيجابية، كما قال مدير المشروع، ديف هالسينج.
وشرح هالسينج: "هدفنا هو التخلص من تلك الألوان الزاهية، لأنّها بقايا المياه شديدة الملوحة التي خلّفتها أيام استخراج الملح".
الملح والسيليكونويعود تاريخ صناعة الملح في الخليج إلى شعب Ohlone، وهو شعب أمريكي أصلي جمع الملح من برك المد والجزر التي تحدث بشكل طبيعي. وبعد وصول المستعمرين الأوروبيين في القرن الـ19، أصبحت العملية صناعية.
ونشأت بويسيفين في المنطقة، ولا تزال تعيش هناك حتى اليوم مع ابنتيها. وتتذكر زيارتها لبرك الملح للمرة الأولى خلال حصة علوم في الصف الثالث.
ولم تر المصورة كيف بدت البركة من الأعلى إلا في عام 2010، عندما حلقت فوقها بطائرة هليكوبتر في طريقها إلى مشروع تصوير آخر.
وأكّدت المصورة: "لقد كان الأمر مذهلاً من الناحية البصرية".
وفي تلك اللحظة قرّرت بويسيفين متابعة عملية إصلاح الخليج على مدى فترة طويلة، وبدأت ذلك بالتحليق كل عام لتصوير برك الملح.
ولم تتمكن المصورة من القيام بذلك خلال جائحة كورونا، ما شجعها على توثيق الصور من مستوى الأرض، وحتى تحت الماء.
ويجمع أحدث كتاب لها، بعنوان Salt of the Earth: A Visual Odyssey of a Transforming Landscape، كل وجهات النظر المختلفة تلك، ما يسمح للمشاهد برؤية مدى الضرر الذي لحق بالمناظر الطبيعية، وبدايات تحولها.
وتُعتبر عملية ترميم المنطقة مؤثِّرة بشكل خاص عند مقارنتها بالتطور الشامل لوادي السيليكون المحيط بها.
وفي صور بويسيفين لبرك الملح في "رافينسوود"، يلوح في الأفق المقر الرئيسي لشركة "ميتا" (الشركة الأم لـ"فيسبوك" و"إنستغرام")، وترى المصورة أنّ الأمر يعكس التنافر بين الإنسان والطبيعة.
إنعاش الطبيعةتقع منطقة الخليج على طول مسار هجرة معروف باسم Pacific Flyway، وتشكل محطة توقف مهمة للطيور أثناء تحليقها بين مناطق التكاثر، وقضاء الشتاء، فضلاً عن كونها موطنًا للطيور الساحلية على مدار العام.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: التصوير سان فرانسيسكو
إقرأ أيضاً:
شقة بنتهاوس على قمة أنحف ناطحة سحاب في العالم معروضة للبيع بهذا السعر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- طُرحت شقة "بنتهاوس" للبيع في برج شاهق يقع بحي مانهاتن في مدينة نيويورك الأمريكية، في مقابل 110 ملايين دولار.
يُعرف المبنى بلقب "ناطحة السحاب الأكثر نحافة في العالم"، حيث تمتد الشقة المكوَّنة من أربعة أدوار بين الطابقين الـ 80 والـ83 من المبنى الذي يبلغ ارتفاعه 435 مترًا، كما أنّها تطلّ على حديقة "سنترال بارك".
صَمَّم استوديو "Sofield" التفاصيل الداخلية، وتتضمن المخططات المقترحة "جناحًا ترفيهيًا" في الطابق الأول، و"جناحًا رئيسيًا" في الطابق الثالث، بالإضافةً لـ"جناح ملكي" يضم حانة وغرفة لمشاهدة الأفلام.
يضم العقار خمس غرف نوم، وستة حمامات، وشرفتين، ويوفّر إطلالات بانورامية على مدينة نيويورك.
اكتُمِل تشييد المبنى، المعروف أيضًا باسم "برج ستاينواي"، خلال عام 2022، وبُني في الموقع الذي شغلته شركة "ستاينواي وأبنائه" التاريخية لآلات البيانو في السابق.
يُعد البرج، وصممه مكتب "SHoP Architects" بالتعاون مع استوديو " Sofield"، أحد أطول ناطحات السحاب في نصف الكرة الغربي، وأكثرها نحافة، بنسبة ارتفاع إلى عرض قدرها 24:1.
يستحضر تصميمه العصر الذهبي لنيويورك في أواخر القرن الـ19، عندما شهدت المدينة فترة من الثراء غير المسبوق، وما تلاها من طفرة في بناء ناطحات السحاب.
تبدو واجهة البرج الشاهقة وكأنّها تتغير على مدار اليوم مع تغير لون وملمس كتل الطين عند التعرّض للضوء.