وعلى عكس ما حدث عند شن العدوان على اليمن عام 2015، قوبل الاعتداء الأمريكي البريطاني على اليمن بانتقادات إقليمية ودولية، ولم يحظَ بدعم كبير، الأمرُ الذي عكس عجزَ الولايات المتحدة وبريطانيا عن إقناع العالم بمبرّراتهما، بما في ذلك حلفائهما.
وقالت وكالة “رويترز” في تقرير: إن إيطاليا وفرنسا وإسبانيا رفضتا حتى التوقيع على البيان الذي أصدرته عشر دول بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا؛ لتبرير الهجمات على اليمن.
ونقلت الوكالة عن مصدر في مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، قوله: “إن إيطاليا رفضت التوقيعَ على البيان” فيما قال مصدر آخر إن أمريكا وبريطانيا طلبتا من إيطاليا المشاركة في الهجمات لكنها رفضت لسببَين؛ “لأنها تفضِّلُ مواصلةَ السير في طريق التهدئة في البحر الأحمر”.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول فرنسي قوله: “إن باريس تخشى من أن مشاركتها في الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة ستفقدها نفوذها الدبلوماسي في المنطقة”، فيما قال دبلوماسي: إن “فرنسا لا تعتقد أن الهجومَ يمكن اعتبارُه دفاعًا مشروعًا عن النفس”.
وبحسب الوكالة فقد قالت وزيرة الدفاع الإسبانية، مارجاريتا روبليس: إن “مدريد لم تنضم إلى العمل العسكري في البحر الأحمر؛ لأَنَّها تريد تعزيز السلام في المنطقة” وأضافت: “يتعين على كُـلّ دولة تقديم تفسيرات لأفعالها. وستظل إسبانيا ملتزمة دائماً بالسلام والحوار”.
وقالت “رويترز”: إن موقف فرنسا وإسبانيا وإيطاليا “يسلط الضوء على الانقسامات في الغرب” حول كيفية التعامل مع الهجمات اليمنية في البحر الأحمر.
وكان رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام قد كشف في تصريحات لقناة “الجزيرة” أن عدةَ دول من التي أعلنت أمريكا وبريطانيا دعمَها للاعتداء على اليمن تواصلت مع صنعاء وأكّـدت أنها ليست مشاركةً بشكل عملي، منبِّهًا إلى أن الاعتداءَ هو أمريكيٌّ وبريطاني فقط، وليس في إطار ما يسمى “تحالف حارس الازدهار” الذي لا وجودَ له على الأرض، وإنما هو مُجَـرّد غطاء للتحَرّك الأمريكي والبريطاني.
وقال مندوبُ روسيا في مجلس الأمن السبت: إن “الضربات الواسعة على أراضي اليمن ليست لها أية علاقة بممارسة حق الدفاع عن النفس” مُشيراً إلى أن “واشنطن لا تهتم بالقانون الدولي والأمم المتحدة، ويجب وقف إطلاق النار في غزة لمنع توسع النزاع في المنطقة”.
وقال مندوب الصين: إن “هجمات الولايات المتحدة وَبريطانيا في اليمن أَدَّت إلى تصعيد الأوضاع في البحر الأحمر” واصفة تلك الهجماتِ بـ”المغامرات العسكرية المستهترة”.
وكانت صحيفةُ “واشنطن بوست” الأمريكي قد نقلت قبل عدة أسابيعَ عن مسؤول أمريكي رفيع قوله: إن الولايات المتحدة تعيشُ “عُزلةً دولية”؛ بسَببِ “الدعم اللامحدود لإسرائيل” مُشيراً إلى أن هذه العزلةَ تتجلى بوضوح في مجلس الأمن عندما تكونُ الولايات المتحدة هي الوحيدةَ التي ترفض وقف إطلاق النار.
وقد تجلَّت هذه العُزلةُ عندما أعلنت الولاياتُ المتحدة تشكيلَ ما يسمى تحالف “حارس الازدهار” للاعتداء على اليمن، حَيثُ أعلنت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا تحفظها على المشاركة فيه تحت قيادة واشنطن، فيما اكتفت بقية الدول بإرسال عدد رمزي من الضباط إلى البحرين، ورفضت إرسال أية سفن حربية، الأمر الذي قالت “رويترز” في وقت سابق أنه يعودُ لعدة أسبابٍ، منها: رفضُ حلفاء واشنطن الانخراطَ في تقديم المزيد من الدعم لـ”إسرائيل” وَأَيْـضاً الخشيةُ من التعرض لهجمات يمنية في إطار التصعيد.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر على الیمن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
أعلن الجيش الإسرائيلي، ليل السبت، اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل أن يدخل أجواء إسرائيل.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن تفعيل الإنذارات في بطليموس العازار في تل أبيب، مشيرا إلى "تحقيق في التفاصيل".
ولاحقا قال الجيش: "بعد الإنذار الذي تم تفعيله في بطليموس العازر، تم اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل أن يعبر إلى داخل البلاد".
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية رصد إطلاق صواريخ من اليمن باتجاه وسط إسرائيل.
وخلال الأسابيع الأخيرة، ازدادت وتيرة الصواريخ والمسيّرات التي تطلقها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران باتجاه إسرائيل، وإن كان تأثيرها محدودا.
وتصاعدت حدة الهجمات بين الطرفين بعدما شنت إسرائيل غارات جوية على مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وكان صاروخ أطلقه الحوثيون على إسرائيل في 21 ديسمبر، أسفر عن إصابة 16 شخصا في تل أبيب.
وعقب اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023، بدأ الحوثيون استهداف سفن قبالة السواحل اليمنية قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مؤكدين أن ذلك يأتي في إطار مساندة الفلسطينيين.
وأدت الهجمات الى تراجع كبير في حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وصولا إلى قناة السويس.