الخليج الجديد:
2024-07-07@22:29:14 GMT

بلينكن يلوح للعرب بجزرة متعفنة

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

بلينكن يلوح للعرب بجزرة متعفنة

بلينكن يلوح للعرب بجزرة متعفنة

المقاومة لن تقبل بهذا الهراء لأنها مؤمنة تماماً عبر عقود النضال ووعي التاريخ بأن البندقية أداة الحوار الوحيدة مع عدو متوحش ومتغطرس.

تصريح بلينكن في هذا التوقيت يعني أن اسرائيل في مأزق عسكري وأن الجزرة التي يلوح بها للمقاومة والدول العربية، سراب ووهم، بل هي جزرة متعفنة.

يأمل بلينكن أن تبتلع الدول العربية الطعم مرة آخرى، بوعد أن تحل واشنطن قضية فلسطينية، وتضغط على المقاومة وتحملها مسؤولية "تضييع الفرصة التاريخية".

الإدارة الأمريكية تسارع لإصدار تصريح يحمل وعدا بحل قضية فلسطين في أعقاب كل مواجهة عسكرية تدفع فيها اسرائيل ثمناً كبيراً، ليكون طوق الإنقاذ لها، والعرب يصدقون.

* * *

يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، يظن أن التاريخ يعيد نفسه، وأن أي جزرة يلوح بها قد تؤكل، مما سيعيد الأمور إلى مربعها الأول ويطلق يد إسرائيل مجدداً.

بلينكن قال خلال لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل على إقامة دولة فلسطينية، مجددا رفضه لما يثار من مخططات ومحاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من غزة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا التصريح عن الإدارة الأمريكية في اعقاب أي مواجهة تحدث بين العرب واسرئيل، وتخسر فيها اسرائيل، فمثل هذا التصريح صدر في اعقاب حرب الاستنزاف التي اعقبت حرب 1967، واتبعتها الإدارة ما غيرها، بمبادرة روجرز، التي قبل بها الراحل جمال عبد الناصر ، بوصفها ستؤدي إلى إعادة ما احتله الكيان الصهيوني ، مقابل السلام.. وهو ما لم يحدث، لكنها اعطت الكيان الصهيوني الفرصة لاغتصاب الأرض وأراحت العدو الصهيوني من أثار حرب الاستنزاف.

ونفس التصريح تكرر في اعقاب حرب 1973، على لسان سيء الذكر، هنري كيسنجر، صاحب سياسة "الخطوة خطوة"، دون أن يؤدي فك ارتباط القوات آنذاك إلى أي حل سياسي، كما وعد كيسنجر، بل زاد اسرائيل تعنتاً ، واقصاءً للحرج الأمريكي من ذلك، أحالت الإدارة الأمريكية القضية الى مؤتمر جنيف " الدولي" في نفس العام، الذي كان بمثابة محاولة للتفاوض لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي على النحو المتوخى في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 338 .

وهو المؤتمر الذي انتهى بالفشل. وظهر نفس التصريح من الإدارة الأمريكية على لسان مبعوثها فيليب حبيب أثناء حرب بيروت 1982، مع وعد بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وحل القضية ، وهو التصريح الذي لحس تماماً بعيد خروج منظمة التحرير من لبنان.

وهكذا نجد أن الإدارة الأمريكية تسارع إلى إصدار مثل هذا التصريح الذي يحمل وعدا بحل قضية فلسطين في اعقاب كل مواجهة عسكرية تدفع فيها اسرائيل ثمناً كبيراً، ليكون بمثابة طوق الإنقاذ لها، والعرب يصدقون.

تصريح بلينكن جاء هذه المرة أثناء حرب غزة ، فإذا كانت الولايات المتحدة ملزمة بالعمل على اقامة دولة فلسطينية، على حد زعم بلينكن، فلماذا لم تفعل سابقاً، أولم تكن امريكا ملزمة بذلك في اعقاب التوصل الى اوسلو واتفاق غزة اريحا؟

لكنها لم تفعل، ولم تضغط على اسرائيل أبداً وأسألوا دينيس روس، الذي كان المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط أثناء ولاية إدارة كل من جورج بوش الأب وبيل كلينتون.

صدور هذا التصريح عن بلينكن " اليهودي- كما يحب أن يقدم نفسه" في هذا التوقيت يعني أن اسرائيل في مأزق عسكري، وأن هذه الجزرة التي يلوح بها للمقاومة والدول العربية، مجرد سراب لا قيمة له، بل هي جزرة متعفنة.

ومعروف أن المقاومة لن تقبل بهذا الهراء لأنها مؤمنة تماماً عبر عقود من النضال ووعي للتاريخ بأن البندقية هي أداة الحوار الوحيدة مع عدو متوحش ومتغطرس، لكن بلينكن يأمل أن تبتلع الدول العربية الطعم مرة آخرى، بوعد أن تحل واشنطن القضية الفلسطينية، وتضغط على المقاومة وتحملها مسؤولية "تضييع الفرصة التاريخية".

*خالد أبو الخير كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل بلينكن فلسطين المقاومة دولة فلسطينية حرب الاستنزاف قضية فلسطين الإدارة الأمریکیة هذا التصریح فی اعقاب

إقرأ أيضاً:

مؤشرات إيجابية في غزة تنتقل تداعياتها إلى لبنان

تبلغ كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الساعات الماضية أجواء إيجابية حول إمكان التوصل الى اتفاق في غزة، سرعان ما عكستها التصريحات الصادرة عن كل من المسؤولين الإسرائيليين ومسؤولي حركة "حماس". فقد أعلنت إسرائيل استعدادها للبحث في مقترحات الحركة بخصوص اتفاق محتمل لوقف النار في غزة على خلفية أن التعديلات التي اقترحتها الحركة غير جوهرية ولا تمس بالاتفاق. فيما أعلن رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أنها تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية لوقف النار، وتم تداول التعديلات التي طالبت بها.

وكتبت روزانا بو منصف في" النهار": وما يعوق المبادرتان الفرنسية والاميركية هو تكرار "حزب الله" في مناسبات عدة انه لن يشارك في أي مفاوضات، والجبهة اللبنانية "ستبقى نشطة" حتى انتهاء حرب غزة. وهذه النقطة الاخيرة في حال تأكد احتمالها قريبا، فإن الجنوب سيكون امام تهدئة فعلية وفق متابعة ديبلوماسية لما اعلنه قبل يومين نائب الامين العام للحزب نعيم قاسم من استعداد لوقف القتال فورا كما قال ومن دون نقاش، ومن هنا يبلغ الخارج بضرورة الضغط على اسرائيل من اجل ان تقوم بالمثل، قياسا بما نقل سابقا ان وقف النار في غزة قد لا يعني بالنسبة اليه وقفا للنار في الجنوب. وهذه رسالة لم تأت من فراغ بل على خلفية الاستعدادات في غزة التي يتم التمهيد لها منذ ايام، بحيث تعيد اطلاق عملية ترتيبات امنية يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري بالنيابة عن "حزب الله" وبالغطاء الرسمي الذي يوفره له من اجل التفاوض وان على نحو غير مباشر مع اسرائيل، من دون اي تغطية رسمية اخرى، كما جرى بالنسبة الى ترسيم الحدود البحرية التي شكل الرئيس ميشال عون الواجهة لها قبل عامين ومعه حكومة كاملة المواصفات.

وقد يبدو الامر مستغربا على وقع العدد الكبير من الصواريخ التي اعلن "حزب الله" انه اطلقها على اسرائيل في اليومين الاخيرين، محددا انها كانت اكثر من 200 صاروخ ردا على اغتيال مسؤول ميداني كبير لدى الحزب، فيما ترفع هذه الكثافة في القصف المخاوف من انزلاق ما في الساعات الاخيرة قبل هدوء غزة. ولكن مصادر مراقبة تسجل رد الفعل الاسرائيلي الذي لم يفد عن وقوع اي خسائر في الارواح نتيجة هذا القصف الكثيف، انما بتأن كبير يتجنب الانزلاق الى حرب واسعة سبق ان قالت ايران وقال الحزب انهما لا يريدانها، وأكدا ذلك اكثر من مرة اخيرا.

والواقع ان ان تبادل اسرائيل والحزب القصف كل من جهته انما يهدف الى توجيه رسالة ان التهدئة المحتملة جنوبا على وقع التهدئة في غزة، تحصل من موقع قوة بالنسبة الى كل منهما وليس من موقع ضعف، بحيث يستطيع اي منهما ان يفرض شروطه في ضوء ذلك وان يعلن انتصاره انطلاقا من ان هذه النقطة مهمة جدا لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو كما ل"حزب الله"، وكلاهما لن يرغب في الظهور مظهر الخاسر في هذه الحرب.

مقالات مشابهة

  • كيف فـقـدت البشرية السيطرة؟
  • بعد الانتخابات الايرانية .. اسرائيل تدعو لإدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب
  • التصريح بدفن جثة سائق لقي مصرعه في حادث تصادم بالقليوبية
  • بمسيّرات انقضاضية.. هجوم جديد لحزب الله على شمال اسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: بلينكن ونظيره البريطاني أكدا أهمية التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
  • الخارجية الأميركية: بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي أكدا أهمية التوصل لوقف للنار في غزة
  • التصريح بدفن جثة سائق لقي مصرعه إثر حادث تصادم بكفر شكر
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تصف التصريحات الإسرائيلية بشأن استئناف المفاوضات بـ«الانفراجة»
  • اجتماع بين نصر والله وحماس وسط تصعيد كبير مع اسرائيل
  • مؤشرات إيجابية في غزة تنتقل تداعياتها إلى لبنان