الخليج الجديد:
2024-11-24@05:16:57 GMT

بلينكن يلوح للعرب بجزرة متعفنة

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

بلينكن يلوح للعرب بجزرة متعفنة

بلينكن يلوح للعرب بجزرة متعفنة

المقاومة لن تقبل بهذا الهراء لأنها مؤمنة تماماً عبر عقود النضال ووعي التاريخ بأن البندقية أداة الحوار الوحيدة مع عدو متوحش ومتغطرس.

تصريح بلينكن في هذا التوقيت يعني أن اسرائيل في مأزق عسكري وأن الجزرة التي يلوح بها للمقاومة والدول العربية، سراب ووهم، بل هي جزرة متعفنة.

يأمل بلينكن أن تبتلع الدول العربية الطعم مرة آخرى، بوعد أن تحل واشنطن قضية فلسطينية، وتضغط على المقاومة وتحملها مسؤولية "تضييع الفرصة التاريخية".

الإدارة الأمريكية تسارع لإصدار تصريح يحمل وعدا بحل قضية فلسطين في أعقاب كل مواجهة عسكرية تدفع فيها اسرائيل ثمناً كبيراً، ليكون طوق الإنقاذ لها، والعرب يصدقون.

* * *

يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن، يظن أن التاريخ يعيد نفسه، وأن أي جزرة يلوح بها قد تؤكل، مما سيعيد الأمور إلى مربعها الأول ويطلق يد إسرائيل مجدداً.

بلينكن قال خلال لقائه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الولايات المتحدة ملتزمة بالعمل على إقامة دولة فلسطينية، مجددا رفضه لما يثار من مخططات ومحاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من غزة.

وهذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها مثل هذا التصريح عن الإدارة الأمريكية في اعقاب أي مواجهة تحدث بين العرب واسرئيل، وتخسر فيها اسرائيل، فمثل هذا التصريح صدر في اعقاب حرب الاستنزاف التي اعقبت حرب 1967، واتبعتها الإدارة ما غيرها، بمبادرة روجرز، التي قبل بها الراحل جمال عبد الناصر ، بوصفها ستؤدي إلى إعادة ما احتله الكيان الصهيوني ، مقابل السلام.. وهو ما لم يحدث، لكنها اعطت الكيان الصهيوني الفرصة لاغتصاب الأرض وأراحت العدو الصهيوني من أثار حرب الاستنزاف.

ونفس التصريح تكرر في اعقاب حرب 1973، على لسان سيء الذكر، هنري كيسنجر، صاحب سياسة "الخطوة خطوة"، دون أن يؤدي فك ارتباط القوات آنذاك إلى أي حل سياسي، كما وعد كيسنجر، بل زاد اسرائيل تعنتاً ، واقصاءً للحرج الأمريكي من ذلك، أحالت الإدارة الأمريكية القضية الى مؤتمر جنيف " الدولي" في نفس العام، الذي كان بمثابة محاولة للتفاوض لإيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي على النحو المتوخى في قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 338 .

وهو المؤتمر الذي انتهى بالفشل. وظهر نفس التصريح من الإدارة الأمريكية على لسان مبعوثها فيليب حبيب أثناء حرب بيروت 1982، مع وعد بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية وحل القضية ، وهو التصريح الذي لحس تماماً بعيد خروج منظمة التحرير من لبنان.

وهكذا نجد أن الإدارة الأمريكية تسارع إلى إصدار مثل هذا التصريح الذي يحمل وعدا بحل قضية فلسطين في اعقاب كل مواجهة عسكرية تدفع فيها اسرائيل ثمناً كبيراً، ليكون بمثابة طوق الإنقاذ لها، والعرب يصدقون.

تصريح بلينكن جاء هذه المرة أثناء حرب غزة ، فإذا كانت الولايات المتحدة ملزمة بالعمل على اقامة دولة فلسطينية، على حد زعم بلينكن، فلماذا لم تفعل سابقاً، أولم تكن امريكا ملزمة بذلك في اعقاب التوصل الى اوسلو واتفاق غزة اريحا؟

لكنها لم تفعل، ولم تضغط على اسرائيل أبداً وأسألوا دينيس روس، الذي كان المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط أثناء ولاية إدارة كل من جورج بوش الأب وبيل كلينتون.

صدور هذا التصريح عن بلينكن " اليهودي- كما يحب أن يقدم نفسه" في هذا التوقيت يعني أن اسرائيل في مأزق عسكري، وأن هذه الجزرة التي يلوح بها للمقاومة والدول العربية، مجرد سراب لا قيمة له، بل هي جزرة متعفنة.

ومعروف أن المقاومة لن تقبل بهذا الهراء لأنها مؤمنة تماماً عبر عقود من النضال ووعي للتاريخ بأن البندقية هي أداة الحوار الوحيدة مع عدو متوحش ومتغطرس، لكن بلينكن يأمل أن تبتلع الدول العربية الطعم مرة آخرى، بوعد أن تحل واشنطن القضية الفلسطينية، وتضغط على المقاومة وتحملها مسؤولية "تضييع الفرصة التاريخية".

*خالد أبو الخير كاتب صحفي من الأردن

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا إسرائيل بلينكن فلسطين المقاومة دولة فلسطينية حرب الاستنزاف قضية فلسطين الإدارة الأمریکیة هذا التصریح فی اعقاب

إقرأ أيضاً:

خطر الحرب العالمية الثالثة يلوح في الأفق.. وثائق مسربة عن خطة بوتين لضرب دول الناتو.. وألمانيا تعلن حالة التأهب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت وثائق مسربة نشرتها صحيفة "بيلد" الألمانية عن استعدادات أوروبية لمواجهة تصعيد محتمل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يتضمن توسع الحرب في أوكرانيا وهجمات على دول حلف الناتو خلال العام المقبل.

وفقًا للتقرير، حصلت الصحيفة على معلومات عسكرية سرية من وزارة الدفاع الألمانية تشير إلى استعداد القوات المسلحة الألمانية لسيناريوهات هجوم "هجينة" روسية في أوروبا الشرقية، تشمل هذه السيناريوهات مجموعة من الاحتمالات المثيرة للقلق التي قد تحدث في الأشهر المقبلة.

سيناريوهات التصعيد الروسية

أحد السيناريوهات، الذي أطلق عليه اسم "دفاع التحالف 2025"، يتوقع أن تبدأ روسيا في فبراير المقبل بتعبئة 200,000 جندي إضافي مع تقليص الدعم المالي الغربي لأوكرانيا، قد تُقدم روسيا على شن هجوم ربيعي واسع ضد القوات الأوكرانية.

وفي يوليو، قد تصعّد روسيا باستخدام هجمات إلكترونية واسعة النطاق وتحريض الأقليات الروسية في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، وبحلول سبتمبر، قد تستخدم روسيا هذا التصعيد كذريعة لإجراء مناورة عسكرية كبرى تحمل اسم "زاباد 2024"، تحشد خلالها 50,000 جندي روسي في غرب البلاد وبيلاروسيا.

تهديد ممر "سوالكي"

تشير الوثائق إلى أن روسيا قد تنقل قوات وصواريخ متوسطة المدى إلى كالينينغراد، وهي منطقة روسية تقع بين ليتوانيا وبولندا، وكلاهما عضو في الناتو.

قد تبدأ موسكو بحملة دعائية مكثفة تحذر من هجوم وشيك من الناتو، بهدف السيطرة على ممر "سوالكي"، وهو ممر ضيق يربط بين بولندا وليتوانيا ويمثل نقطة استراتيجية.

بحلول ديسمبر، قد تستغل روسيا الفترة الانتقالية بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لإثارة نزاعات حدودية وهمية وادعاء وقوع "أعمال شغب" أو "وفيات جماعية"، مما يبرر تصعيدًا عسكريًا في المنطقة.

ردود الفعل الغربية واستعدادات الناتو

في يناير 2025، قد تتهم روسيا الغرب علنًا بالتآمر للإطاحة بنظام بوتين، مما يمهد الطريق لحشد القوات في بيلاروسيا ودول البلطيق بحلول مارس 2025.

تتوقع الوثائق أن تنشر ألمانيا 30,000 جندي للدفاع، بينما تجمع روسيا حوالي 70,000 جندي في بيلاروسيا.

بحلول مايو 2025، قد يؤدي هذا التصعيد إلى اتخاذ الناتو إجراءات "ردع موثوقة"، مما يعني احتمال نشوب مواجهات عسكرية بين قوات الحلف وروسيا.

استعدادات السويد وتحذيرات الناتو

رغم أن هذه السيناريوهات جزء من خطط تدريبية للجيش الألماني، إلا أن الدول الأوروبية تتعامل بجدية مع تهديدات روسيا.

وزير الدفاع المدني السويدي، كارل-أوسكار بولين، صرح مؤخرًا بإمكانية نشوب حرب في السويد، وهو ما أكده القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية مايكل بيدين، قائلاً: "علينا أن نستعد بأقصى قدر ممكن وعلى جميع المستويات وفي كافة أنحاء المجتمع".

في حين رفضت وزارة الدفاع الألمانية التعليق على تفاصيل الوثائق، أكدت أن التخطيط لمثل هذه السيناريوهات، حتى وإن كانت مستبعدة، هو جزء أساسي من التدريب العسكري.

وفي سياق متصل، صرّح القائد العام السابق للقوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوجني، أن مشاركة حلفاء روسيا بشكل مباشر في حربها ضد أوكرانيا تشير إلى بداية الحرب العالمية الثالثة.

وقال زالوجني، الذي يشغل حاليًا منصب مبعوث أوكرانيا لدى المملكة المتحدة، خلال كلمته في حفل توزيع جوائز "UP100" الذي تنظمه صحيفة "أوكرانيسكا برافدا":أعتقد أنه يمكننا القول إن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل في عام 2024. فاليوم، أوكرانيا لم تعد تواجه روسيا فقط. جنود من كوريا الشمالية يقفون الآن أمام أوكرانيا، لنكن صادقين، الطائرات الإيرانية بدون طيار من طراز ’شاهد‘ تقتل المدنيين علنًا وبلا خجل، والأسلحة الكورية الشمالية والصينية تصل إلى أوكرانيا".

دعوة لتحرك الحلفاء

دعا زالوجني حلفاء أوكرانيا لاتخاذ الخطوات المناسبة لوقف التصعيد:

“لا يزال من الممكن إيقاف هذه الحرب هنا، على أراضي أوكرانيا، لكن لسبب ما، لا يريد شركاؤنا فهم ذلك، من الواضح أن أوكرانيا تواجه عددًا كبيرًا جدًا من الأعداء، يمكن لأوكرانيا البقاء عبر التكنولوجيا، لكن من غير الواضح إن كانت تستطيع الانتصار في هذه المعركة بمفردها”.

رؤية قاتمة للحرب

تعكس تصريحات زالوجني نظرته المتشائمة للصراع، وهو ما ظهر أيضًا في مقال كتبه العام الماضي لـ"ذي إيكونوميست"، حيث شبّه الحرب بحالة الجمود التي ميزت الحرب العالمية الأولى، مما أثار غضب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

خلاف مع زيلينسكي

في فبراير الماضي، أقال زيلينسكي زالوجني بعد توترات بينهما بشأن إدارة الحرب، خاصة مع تصاعد شعبية زالوجني، التي جعلته يمثل تهديدًا سياسيًا محتملاً للرئيس.

نال زالوجني إشادة واسعة لدوره في صد الهجوم الروسي الأولي في فبراير 2022، لكن نجاحاته شابتها إخفاقات الهجوم المضاد العام الماضي، وقد خلفه في المنصب الجنرال أوليكساندر سيرسكي، الذي يُعتبر أقرب إلى الرئيس.

مقالات مشابهة

  • بلينكن يبحث أزمة أوكرانيا والشرق الأوسط في أوروبا
  • منسق الجبهة المغربية لدعم فلسطين: العمليات اليمنية المساندة لغزة مفخرة للعرب ولكل أحرار العالم
  • بلينكن عبر عن قلقه البالغ.. واشنطن تبحث مع مسقط قضية موظفي المنظمات المحتجزين لدى الحوثيين
  • خطر الحرب العالمية الثالثة يلوح في الأفق.. وثائق مسربة عن خطة بوتين لضرب دول الناتو.. وألمانيا تعلن حالة التأهب
  • الخارجية الأمريكية: بلينكن يناقش أزمات أوكرانيا والشرق الأوسط خلال قمة السبع بإيطاليا
  • نيويورك تايمز: اتفاق محتمل بين إسرائيل ولبنان يلوح في الأفق
  • بلينكن يزور إيطاليا ومدينة الفاتيكان لمناقشة القضايا الدولية
  • على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأمريكية
  • وزير أوروبي يلوح باعتقال نتانياهو إذا زار بلاده
  • "لجان المقاومة": الفيتو ضد وقف الحرب بغزة دليل أن الإدارة الأمريكية هي من تديرها