الاقتصاد نيوز - متابعة

 

تطرقت صحيفة الغارديان البريطانية، إلى الأزمة المشتعلة في مياه البحر الأحمر، وتأثيرها على الاقتصاد العالمي، فيما أكدت أن البنك الدولي يعتبر أزمة الشرق الأوسط، مع الحرب في أوكرانيا، قد خلقت مخاطر حقيقية.
وذكرت الصحيفة في تقرير ترجمته "الاقتصاد نيوز"، إن "بعض كبار الاقتصاديين بالعالم، حذر من أن الصراع المطول في البحر الأحمر وتصاعد التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط قد يكون له آثار مدمرة على الاقتصاد العالمي، مما يؤدي إلى إشعال التضخم وتعطيل إمدادات الطاقة".

  وقبل بيان متوقع يوم الإثنين من قبل ريشي سوناك في مجلس العموم حول الغارات الجوية البريطانية والأمريكية على مواقع الحوثيين في اليم، يقول الاقتصاديون في البنك الدولي إن ا "لأزمة تهدد الآن بالتأثير على أسعار الفائدة المرتفعة، وانخفاض النمو، والتضخم المستمر وزيادة عدم اليقين الجيوسياسي".   وبعد ليلة ثانية من الضربات في اليمن، قال الرئيس جو بايدن إن الولايات المتحدة أرسلت رسالة خاصة إلى طهران مفادها "نحن واثقون من أننا مستعدون جيدا". وفي حديثه للصحفيين في حديقة البيت الأبيض يوم السبت، وهو في طريقه إلى كامب ديفيد، رفض بايدن الخوض في مزيد من التفاصيل.   ولكن هناك الآن قلق متزايد في الدوائر الحكومية في لندن وواشنطن من أنه بينما يتنافس سوناك وبايدن من أجل إعادة انتخابهما، فإن الأحداث في الشرق الأوسط يمكن أن تحطم ما بدا وكأنه تحسن في آفاق التعافي الاقتصادي، وبالتالي فرصهما في صناديق الاقتراع.   في حين أن الضربات الجوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن تحظى بدعم واسع النطاق من جميع الأحزاب في وستمنستر، فإن سوناك سيواجه أسئلة من النواب القلقين حول صراع طويل الأمد والخطة طويلة المدى للسلام في الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يمارس بعض نواب حزب العمال اليساريين ضغوطا على كير ستارمر بشأن سبب دعمه للضربات العسكرية بعد أن قال إنه لن يدعم مثل هذا الإجراء إلا بعد أن يصوت البرلمان لصالحه.   كما واجه بايدن معارضة من التقدميين في حزبه، الذي يعارض بشدة بالفعل الدعم العسكري الأمريكي للعمل الإسرائيلي في غزة. وقال رو خانا، عضو الكونجرس عن ولاية كاليفورنيا: "يحتاج الرئيس إلى الحضور إلى الكونجرس قبل توجيه ضربة ضد الحوثيين في اليمن وإشراكنا في صراع آخر في الشرق الأوسط".   وفي تقريره الأخير حول آفاق الاقتصاد العالمي، يقول البنك الدولي إن أزمة الشرق الأوسط، مع الحرب في أوكرانيا، خلقت مخاطر حقيقية. ويقول التقرير: "إن تصاعد الصراع يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، مع ما يترتب على ذلك من آثار أوسع نطاق على النشاط العالمي والتضخم". "وتشمل المخاطر الأخرى الضغوط المالية المرتبطة بأسعار الفائدة الحقيقية، والتضخم المستمر، والنمو الأضعف من المتوقع في الصين، والمزيد من تجزئة التجارة والكوارث المرتبطة بتغير المناخ".   ويضيف: "لقد بدأت الهجمات الأخيرة على السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر بالفعل في تعطيل طرق الشحن الرئيسية، مما أدى إلى تآكل الركود في شبكات الإمداد وزيادة احتمال حدوث اختناقات تضخمية. وفي ظل الصراعات المتصاعدة، يمكن أيضا أن تتعطل إمدادات الطاقة بشكل كبير، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة. وسيكون لذلك آثار غير مباشرة كبيرة على أسعار السلع الأساسية الأخرى ويزيد من عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى تثبيط الاستثمار ويؤدي إلى مزيد من إضعاف النمو.   وقال جون لويلين، كبير الاقتصاديين السابق في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD):" لقد تصاعد هذا الأمر ليصبح مشكلة خطيرة ". وقدر احتمال حدوث اضطرابات خطيرة في التجارة العالمية بنسبة 30 %، ارتفاعا من 10 % قبل أسبوع:“ هناك تطور مروع ولا مفر منه يمكن أن يؤدي إلى انتشار الوضع في البحر الأحمر إلى مضيق هرمز والشرق الأوسط الأوسع”.   وقال بن زارانكو، الخبير الاقتصادي في معهد الدراسات المالية، لصحيفة The Observer، إن الأزمة سلطت الضوء على المخاطر التي يواجهها وزير المالية جيريمي هانت، باستخدام الحيز المالي المحدود للوعد بتخفيضات ضريبية. وقال زارانكو: "إذا تعلمنا أي شيء خلال السنوات القليلة الماضية فهو أن الصدمات السيئة يمكن أن تأتي، بل إنها تحدث بالفعل". "إن إنفاق كل قرش من" الإتاحة "على التخفيضات الضريبية لا يترك له أي مجال للمناورة إذا جاءت صدمة سيئة وتدهورت التوقعات".   اتسع نطاق الصراع في الشرق الأوسط يوم الخميس عندما استهدفت عشرات الضربات البريطانية والأمريكية مواقع للحوثيين في اليمن. وجاءت الضربات ردا على الهجمات على السفن المارة عبر البحر الأحمر، مما أدى إلى شل حركة الشحن في واحدة من أهم القنوات البحرية في العالم. ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون فقط السفن التابعة لإسرائيل، في محاولة لدعم الفلسطينيين في غزة، لكن العديد من أهدافهم ليس لها روابط معروفة بإسرائيل. كما أطلقوا صواريخ على الأراضي الإسرائيلية.   وأثارت الضربة الأمريكية على موقع رادار في اليمن ليلة الجمعة تهديدات الحوثيين برد قوي وفعال على الهجمات الدولية، وأثارت مخاوف من تصعيد إقليمي في صراع يدور بالفعل عبر حدود متعددة.   وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام إن الضربات لم يكن لها تأثير كبير على قدرة الحوثيين على منع السفن من المرور عبر البحر الأحمر وبحر العرب.   وحذر كبير مسؤولي الأمم المتحدة إلى اليمن، المبعوث الخاص هانز جروندبرج، من "مخاوف جدية" بشأن الاستقرار وجهود السلام الهشة في اليمن الذي عانى سنوات من الحرب الأهلية.   وقال فارع المسلمي، من برنامج تشاتام هاوس للشرق الأوسط:“ إن الحوثيين أكثر ذكاء واستعدادا وتجهيزا مما يعتقده العديد من المعلقين الغربيين. إن تهورهم واستعدادهم للتصعيد في مواجهة التحدي، يتم الاستهانة به دائما”.   وقال ويليام باين، الخبير التجاري بغرفة التجارة البريطانية: "كانت حوالي 500 ألف حاوية تمر عبر قناة السويس في نوفمبر، وانخفض هذا العدد بنسبة 60 % إلى 200 ألف في ديسمبر".   وتسلك السفن مسارات مختلفة، لكن ذلك أدى إلى ارتفاع التكاليف، حيث ارتفعت تكلفة الحاوية التي تبلغ 1500 دولار في نوفمبر/ تشرين الثاني إلى 4000 دولار في ديسمبر/ كانون الأول.   وقال: "إذا ساءت الأمور، فلن يؤدي ذلك إلا إلى زيادة الاضطراب، وسترتفع تكلفة الحاويات وستنخفض التجارة العالمية بشكل أكبر"
وقد أصبح الاقتصاديون، الذين وصل العديد منهم إلى دافوس هذا الأسبوع لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي، يشعرون بقلق متزايد من أن العديد من الاقتصادات الكبرى في العالم قد تعاني الآن من الركود هذا العام. وهم يخشون أن تقوم البنوك المركزية بإجراء تخفيضات متواضعة فقط على تكاليف الاقتراض، مما يزيد من أزمة تكاليف المعيشة التي تواجهها ملايين الأسر.
إن احتمال ارتفاع أسعار النفط يمكن أن يقنع البنوك المركزية بالتمسك بأسعار الفائدة المرتفعة والحفاظ عليها لفترة أطول مما هو متوقع حاليا.
وقال ليام بيرن، رئيس لجنة الأعمال والتجارة المختارة بمجلس العموم: "هناك الآن خطر حقيقي من أن تؤدي معركة البحر الأحمر إلى ارتفاع الأسعار، تماما كما بدأ التضخم في الانخفاض.   ويحذر البنك الدولي بالفعل من أن سلاسل التوريد العالمية معرضة للخطر مرة أخرى... لأسباب ليس أقلها إن هذا الصراع الجديد في السويس يأتي في الوقت الذي يؤدي فيه الجفاف إلى قطع التجارة عبر قناة بنما. إن اثنين من مفاتيح التجارة الخمسة في العالم يتعرضان الآن لخطر حقيقي.

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار فی الشرق الأوسط البحر الأحمر البنک الدولی إلى ارتفاع العدید من فی الیمن یؤدی إلى یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أزمة تجارية عالمية وشيكة مع إشعال أميركا الحرب ضد الحوثيين في باب المندب

شنت الولايات المتحدة مساء أمس نحو 40 غارة على اليمن أسفرت عن مقتل وجرح العشرات. واعتبرت واشنطن أن الغارات تأتي دفاعا عن المصالح الأميركية، واستعادة لحرية الملاحة البحرية. من جانبه قال المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) يحيى سريع -اليوم الأحد- إنهم استهدفوا حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" بـ18 صاروخا وطائرة مسيّرة، واصفا العملية بالنوعية.

وأوضح سريع في كلمة مقتضبة أن الهجوم الحوثي جاء "ردا على العدوان الأميركي الذي استهدف عددا من المحافظات اليمنية بأكثر من 47 غارة جوية مخلفا عشرات الشهداء والجرحى".

وأكد أن الحوثيين "لن يترددوا في استهداف أي قطع بحرية في البحرين الأحمر والعربي ردا على العدوان".

وصرح مسؤول أميركي بأن الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن قد تستمر لأسابيع.

وفي تبريره للغارات التي شنتها بلاده ضد اليمن، قال الرئيس الأميركي  دونالد ترامب في منشور له على "تروث سوشيال" أنه لم تعبر أي سفينة تجارية أميركية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام. وأضاف تسببت في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.

تهديد الملاحة البحرية

وذكر البيت الأبيض أن هجمات الحوثيين تسببت في تحويل مسارات 60% تقريبا من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى أفريقيا بدلا من البحر الأحمر، وأن هجمات الحوثيين على الشحن البحري منذ عام 2023 تسببت في تأثير سلبي مستمر على التجارة العالمية والأمن الاقتصادي الأميركي.

إعلان

ويعتبر مضيق باب المندب الذي تطلع عليه اليمن من الجنوب أحد أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم. هذا المضيق يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ويعد مسارا حيويًا لحركة النفط والتجارة بين آسيا وأوروبا.

وفيما يلي أبرز التداعيات لإغلاق المضيق:

في إطار نصرتها لغزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذ الحوثيون عدة هجمات استهدفت سفن تجارية وناقلات نفط في البحر الأحمر، ما أدى إلى اضطراب حركة الشحن البحري. هذه الهجمات دفعت الكثير من الشركات إلى تعليق مرور سفنها عبر المضيق أو اتخاذ مسارات بحرية أطول بالتوجه نحو رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي زاد من تكاليف الشحن. مع تزايد الهجمات التي استهدفت السفن الإسرائيلية أو المتجهة نحو إسرائيل، ارتفعت تكاليف التأمين على السفن العابرة في المنطقة بشكل ملحوظ، ما زاد من الأعباء المالية على الشركات التجارية، وزاد الأمر سوءا بعدما وسع الحوثيين الحظر ليشمل السفن الأميركية والبريطانية بسبب استهداف دولهم الحوثيين بضربات جوية خلال العام الماضي. تهديد إمدادات الطاقة، باب المندب يُعد مسارًا رئيسيًا لنقل النفط من دول الخليج الغنية بالنطف إلى أوروبا وأميركا. أي اضطراب في هذه المنطقة قد يؤثر على أسعار النفط عالميًا.

أهمية باب المندب

مضيق باب المندب يُعَدّ من أهم الممرات البحرية لنقل النفط عالميا، حيث بلغ متوسط تدفقات النفط عبر المضيق عام 2023 حوالي 8.8 مليون برميل يوميا. وفي عام 2024 شهدت تدفقات النفط تراجعا حادا بنسبة 54% خلال الأشهر الثمانية الأولى، حيث انخفض المتوسط إلى نحو 4 ملايين برميل يوميًا حتى أغسطس/آب، مقارنة بـ 8.7 مليون برميل يوميا لنفس الفترة من عام 2023.

هذا الانخفاض الكبير في عام 2024 يُعزى إلى تصاعد الهجمات على السفن في المنطقة، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى تجنب المرور عبر المضيق.

إعلان

يُذكر أن مضيق باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالميًا من حيث حجم تجارة الطاقة التي تمر عبره، بعد مضيقي ملقا وهرمز، مما يبرز أهميته الاستراتيجية في حركة النفط العالمية.

وشنت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وحتى نهاية العام 2024، مما أسفر عن غرق سفينتين والاستيلاء سفينة "غالاكسي ليدر" (تم الإعلان اليوم عن الإفراج عن طاقمها).
ودفع ذلك العديد من شركات الشحن الكبرى في العالم إلى تغيير مسار سفنها لتبحر حول جنوب قارة أفريقيا بدلا من البحر الأحمر. وهو ما أدى إلى خسارة طاقة شحن إضافية تقدر بنحو 30% على الأقل عن المعتاد.

مقالات مشابهة

  • معارك البحر الأحمر تشتعل بين أنصار الله والولايات المتحدة.. ودعوات دولية للتهدئة والحوار
  • وزير الدفاع الأمريكي: واشنطن ستواصل استهداف الحوثيين في اليمن
  • أزمة تجارية عالمية وشيكة مع إشعال أميركا الحرب ضد الحوثيين في باب المندب
  • وزير خارجية اليمن: استئناف الحوثيين هجمات البحر الأحمر يهدد المنطقة
  • الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن: رسائل متعددة وسيناريوهات مفتوحة
  • البيت الأبيض: حان الوقت لإنهاء تهديدات الحوثيين للأمن الاقتصادي
  • الجيش الأميركي: الضربات على الحوثيين مستمرة
  • بيان عاجل من الحوثيين بعد القصف الأمريكي على اليمن
  • ترامب يعلن بدء الضربات الأمريكية على الحوثيين في اليمن
  • أستاذ قانون: أزمة البحر الأحمر كارثة كبيرة على التجارة العالمية