الجزيرة:
2025-04-30@14:08:23 GMT

قناة السويس.. أطول ممر مائي في العالم

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

قناة السويس.. أطول ممر مائي في العالم

قناة السويس في مصر ممر مائي اصطناعي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، ويسمح بتنقل السفن التجارية والحربية بين أوروبا وشرق آسيا دون المرور من أفريقيا. تعد أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، وهي القلب النابض للتجارة والملاحة، وأكثر الطرق البحرية رواجا وازدحاما في العالم.

متوسط مدة الرحلة لا يتجاوز أسبوعين بين القارة الأوروبية والمناطق المحاذية لحدود المحيطين الهادي والهندي، خلافا للمسافة التي تمر من برزخ السويس البعيد عن القناة بـ121 كيلومترا.

حاليا يبلغ طول قناة السويس 193 كيلومترا من ميناء بورسعيد إلى مدينة السويس، وتعدّ أطول ممر مائي في العالم، وهي أطول من قناة كيل بألمانيا التي تربط بين بحر الشمال وبحر البلطيق والبالغ طولها 98 كيلومترا فقط، كما تفوق قناة بنما بين المحيط الهادي ومنطقة بحر الكاريبي، والتي يصل طولها إلى 77 كيلومترا.

وبحكم وظيفتها الملاحية والإقبال المتزايد عليها، شهدت قناة السويس عدة توسيعات غيّرت من حجمها، إذ انتقل طولها الأصلي من 164 كيلومترا إلى 193 كيلومترا، وعمقها من 8 أمتار إلى 24 مترا، وزاد عرضها من 52 مترا إلى 205 أمتار. وكانت الملاحة في القناة لا تتم إلا نهارا، لكن مع مرور الزمن أصبح مسموحا بها كذلك ليلا.

قناة السويس تمر منها السفن التجارية وكذا العسكرية (رويترز) التسمية

ذهبت أغلب الكتابات في هذا الشأن إلى كون تسمية قناة السويس ارتبطت بموقعها القريب من برزخ السويس الذي تعبره القناة، بحكم أن منطقة بورسعيد تشكل نقطة بدايتها.

يرى فريق آخر من المهتمين أن تسميتها ترجع إلى مدينة السويس الواقعة جنوب القناة، باعتبارها المنطقة التي شهدت أولى عمليات الحفر أثناء أشغال بناء القناة.

لكن الأغلبية ترجح ارتباط التسمية ببرزخ السويس وليس بمدينة السويس، علما أنه في عهد الصحابي عمرو بن العاص كانت تسمى "قناة أمير المؤمنين".

وحسب بعض الكتابات، فإن عمرو بن العاص وهو من أطلق هذه التسمية على القناة التي كانت مغلقة، وأعاد حفرها وقام بإعمار مصر وفق نموذج اقتصادي يهتم بالفلاحة والري.

الموقع

تحد قناة السويس المائية شمالا مدينة بورسعيد الساحلية، ومدينة السويس جنوبا. وفي الجهة الغربية لقناة السويس المصرية يوجد دلتا نهر النيل المنخفض، وشبه جزيرة سيناء العليا في الجانب الشرقي.

تحتوي القناة على منفذين: شمالي بطول 22 كيلومترا، وجنوبي بطول 9 كيلومترات، مما يجعلها تمتد من الشمال إلى الجنوب مرورا ببرزخ السويس وبعدد من البحيرات، أشهرها بحيرة التمساح وبحيرة المنزلة والبحيرات المُرّة العظمى، والبحيرات المُرّة الصغرى.

تشمل القناة مسافات مستقيمة و8 منحنيات رئيسية، وتتميز باختلاف في طبيعة التربة من منطقة إلى أخرى، فهناك مثلا التربة الرسوبية، وفي مناطق أخرى تغلب الرمال، في حين تصبح التربة متماسكة في المنطقة الجنوبية مع وجود عروق صخرية.

التاريخ

أغلب المعطيات التاريخية تفيد أن أول من راودته فكرة إنشاء قناة السويس هو فرعون مصر سنوسرت الثالث، وأن أول ضربة فأس في عملية حفر القناة وقعت في أبريل/نيسان 1859م، وخضعت للتجربة لمدة عامين (منذ 1867)، قبل أن تُفتح رسميا يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1869م.

تطلب حفرها 10 سنوات من العمل الدؤوب لأكثر من 20 ألف عامل مصري، وتدير شؤونها الشركة العالمية لقناة السويس البحرية، التي كانت تحت قبضة الفرنسيين وتداول عليها منذ 1855 إلى 1956 رؤساء أغلبهم فرنسيون، ومنذ يوليو/تموز 1956، عاد تسييرها للكفاءات المصرية.

وعلى الرغم من أن أغلب كتب التاريخ تشير إلى أن الفرعون سنوسرت الثالث، المنتمي إلى الأسرة الثانية عشرة، هو أول من فكر في ربط البحرين المتوسط والأحمر بشق قناة السويس لتوطيد التجارة وتيسير المواصلات بين الشرق والغرب، فإن هذه القناة تجر وراءها تاريخا قديما يعود إلى عام 610 قبل الميلاد، مرت خلاله بفترات تأرجحت بين اهتمام شديد وإهمال خطير.

وتكشف بعض الكتابات أن القناة امتلأت بالأتربة مما تسبب في عزل البحيرات المُرّة المجاورة عن البحر الأحمر، فقام الفرعون نخاو الثاني (نيقوس) عام 610 قبل الميلاد، بإعادة شقها لكنه لم يفلح في وصل البحيرات بالبحر الأحمر، بل توقف عند وصلها بنهر النيل فقط.

كما يُروى أن ملك الفرس، دارا الأول، أولى اهتماما كبيرا بالقناة، ورغم محاولاته عام 285 قبل الميلاد لربط البحيرات المُرّة بالبحر الأحمر، فإنه لم ينجح في ربطها إلا بالنيل كما فعل الفرعون نيقوس. وبقي حلم إيصال القناة إلى البحر قائما.

وفي عام 285 قبل الميلاد، تمكن بطاليموس الثاني من إعادة الملاحة إلى القناة بعد أن تجاوز الصعوبات التي شكلت عائقا في ذلك، واستطاع حفر الجزء الواقع بين البحيرات المُرّة والبحر الأحمر، ومنذ ذلك الحين، بدأت قناة السويس تكتسي مكانة كبيرة وتستأثر باهتمام الملوك نظرا لدورها في التجارة والملاحة.

ففي عهد الرومان، وبالتحديد عام 98 ميلادية، أمر الإمبراطور تراجان الروماني بحفر قناة جديدة من القاهرة إلى غاية قرية العباسة في محافظة الشرقية، لكن مع مرور السنين تسلل إليها الإهمال وأصبحت غير صالحة للملاحة.

وفي عام 641 ميلادية، أعاد الصحابي عمرو بن العاص الملاحة إلى القناة الرابطة بين البحر الأحمر ونهر النيل بعد أن أعاد حفرها، وفي عام 760 ميلادية ولأسباب سياسية، ردم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور القناة وتعطلت الملاحة، واستخدمت في المقابل الطرق البرية.

وإلى غاية عام 1820 م، أمر محمد علي، الذي حكم مصر ما بين 1805م و1848م، بإصلاح جزء من القناة لري المنطقة الواقعة بين العباسة والقصاصين.

يرى بعض المؤرخين أن التاريخ الفعلي لقناة السويس بدأ من إصدار فرمان الامتياز الأول عام 1854م، والذي منح السياسي والدبلوماسي الفرنسي فرديناند دي لسبس حق تأسيس شركة لحفر قناة السويس والإشراف عليها، وحدد شروط الاستفادة من المرور منها، خصوصا تلك المتعلقة بتساوي كل الدول دون تفرقة أو امتياز، إلى جانب فرمانات أخرى أهمها ذلك الذي صدر في 5 يناير 1856م يؤكد حياد القناة تجاه السفن التجارية.

تم الإعلان عن تأسيس الشركة العالمية لقناة السويس البحرية في 15 ديسمبر/كانون الأول 1858 برأس مال قدره 200 مليون فرنك فرنسي (8 ملايين جنيه) على أساس اكتتاب عدد من الدول، منها مصر وإنجلترا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والنمسا، لكل منها حصة من الأسهم (500 فرنك للسهم الواحد).

غير أن البداية لم تكن موفقة، إذ سرعان ما تخلفت جميع الدول عن هذا الاتفاق، ووجدت مصر نفسها أمام ضرورة شراء حصص أسهم الدول التي رفضت الاستمرار في الصفقة، واضطرت للاقتراض بسعر فائدة مرتفع جدا لحماية مشروع قناة السويس.

وفي يوم 25 أبريل/نيسان 1859م، بدأت عملية حفر القناة، وانتهت الأشغال وافتتحت رسميا عام 1869م، ونظرا لموقعها الإستراتيجي، لم تسلم قناة السويس من أن تكون محط أنظار بعض الدول التي كانت تطمع في السيطرة عليها.

وبسبب توترات سياسية، أصدر الرئيس المصري جمال عبد الناصر في 26 يوليوز/تموز 1956 قرارا بتأميم شركة قناة السويس، مما أثار سخط فرنسا وبريطانيا باعتبارهما أكثر القوى المستفيدة من القناة، وتطور الخلاف إلى شن عدوان ثلاثي (بريطاني فرنسي إسرائيلي) على مصر عام 1956.

أشغال في قناة السويس عام 2022 (رويترز) الأثر الاقتصادي

الموقع الجغرافي لقناة السويس يجعل منها معبرا ملاحيا إستراتيجيا وعالميا بامتياز، إذ تختصر المسار التجاري البحري بين كل من أوروبا وآسيا دون الحاجة إلى اتخاذ طريق أطول حول القارة الأفريقية.

وحسب مراقبين، فإن هذا المجرى المائي يستحوذ على حركية حوالي ثلث السفن العالمية وتعبره سنويا آلاف السفن التجارية والحربية العملاقة من مختلف الجنسيات، وتمر عبره 10% من حركة التجارة البحرية الدولية.

يقرّب معبر السويس الشرق من الغرب، وهو مصدر دخل كبير ويضخ حركية كبيرة في شريان الاقتصاد المصري، كما تستفيد منه اقتصادات جميع الدول التي تتخذ من القناة ممرا أساسيا لسفنها.

وتعد قناة السويس مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية في مصر، فقد بلغت إيراداتها مثلا في العام المالي 2022-2023 ما قدره 9.4 مليارات دولار، كما أنها ظلت تمثل المورد الثالث من حيث القيمة، بعد تحويلات المصريين بالخارج والصادرات السلعية في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.

وظلت القناة تتقاسم مع هيئة البترول صدارة أعلى فوائض تحققها الهيئات الاقتصادية، كما أنها تدفع للدولة المصرية نحو 40% من أرباحها. ففي العام المالي 2020/2021 مثلا سددت هيئة قناة السويس ضرائب بقيمة 28.7 مليار جنيه مقابل 31 مليار جنيه بالعام المالي السابق، كما جنت منها الدولة في العام نفسه أرباحا بقيمة 47 مليار جنيه، مقابل 44.8 مليار جنيه في العام المالي السابق.

توسعة

بسبب الضغط الكبير على قناة السويس، عملت السلطات المصرية على توسعتها لتصبح ذات ممرين مختلفين، وتم تأسيس "قناة سويس" جديدة موازية للقناة القديمة.

انطلق هذا المشروع عام 2014 وانتهى إنجازه في صيف 2015، وتم تدشين القناة الجديدة التي يصل طولها إلى 72 كيلومترا.

هذه التوسعة أسهمت في الزيادة في إيرادات القناة على مدار السنوات الخمس (2016-2020) إلى 32 مليارا و442 مليون دولار، حسب أرقام مصرية رسمية.

WordsCharactersReading time

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: السفن التجاریة لقناة السویس البحر الأحمر العام المالی قناة السویس قبل المیلاد ملیار جنیه فی العام

إقرأ أيضاً:

قناتا السويس وبنما أمام تحديات ترامب للمرور الأميركي المجاني

تلعب قناتا السويس وبنما دورًا محوريًا في حركة التجارة العالمية، حيث تربطان بين أهم الممرات البحرية، وتوفران مسارات أسرع وأكثر كفاءة للشحن الدولي.

وفي خطوة لافتة، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السماح للسفن الأميركية بالمرور مجانًا عبر القناتين، في تصريح قد يثير جدلاً واسعًا بشأن السيادة لكلا البلدين.

وقال الرئيس الأميركي إنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرور عبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.

وأضاف ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" التابعة له: "طلبت من وزير الخارجية ماركو روبيو أن يتولى هذا الأمر فورا"، معتبرا أن قناتي بنما والسويس ما كان لهما أن توجدا لولا الولايات المتحدة، على حد تعبيره.

في هذا التقرير، نستعرض الأبعاد المختلفة لهذه القضية، ونستعرض الأرقام والحقائق المتعلقة بحركة السفن والعائدات الاقتصادية للقناتين، وعدد السفن الأميركية التي تعبرهما، وأهميتهما للتجارة العالمية.

pic.twitter.com/Jklnk9Kkjr

— Donald J. Trump Posts From His Truth Social (@TrumpDailyPosts) April 26, 2025

لماذا تعتبر قناتي السويس وبنما مهمتين للتجارة العالمية؟

تُعدّ قناتا السويس وبنما شريانين أساسيين في التجارة العالمية، إذ تُقلّصان أوقات العبور بشكل كبير، وتُسهّلان عملية نقل البضائع عبر مناطق التجارة الرئيسية.

إعلان

وتُعد قناة بنما حلقة وصل حيوية للأمريكيتين، إذ تُوفّر طريقًا مباشرًا بين المحيطين الهادئ والأطلسي.

أما قناة السويس فهي ممر رئيسي للسفن المُسافرة بين أوروبا وآسيا وباقي العالم، مما يُبرز أهميتها في التجارة الدولية.

وتتجلى أهميتهما للتجارة العالمية في النقاط التالية:

يمر عبر قناة السويس نحو 30% من حركة الحاويات العالمية (رويترز) قناة السويس أقصر رابط بحري بين آسيا وأوروبا حجم التجارة: تمر عبر قناة السويس حوالي 12% من حجم التجارة العالمية، مما يجعلها طريقًا أساسيًا للبضائع المتنقلة بين آسيا وأوروبا والأميركيتين وفقًا للمعهد البحري الأميركي. نقل الطاقة: تنقل القناة ما يُقدر بنحو 7–10% من النفط العالمي، بالإضافة إلى 8% من الغاز الطبيعي المسال، مما يبرز دورها الحيوي في سلاسل إمداد الطاقة العالمية وفقًا لوزارة الخارجية والتجارة النيوزلندية. نقل التجارة: يمر عبر القناة نحو 30% من حركة الحاويات العالمية، ناقلةً بضائع تزيد قيمتها عن تريليون دولار أميركي سنويًا وفقًا للمصدر السابق. في المتوسط، وفي الأوضاع العادية، تعبر القناة 50 سفينة يوميًا، تحمل بضائع تتراوح قيمتها بين 3 و9 مليارات دولار وفقًا للمصدر السابق.  قناة بنما: رابط حيوي بين المحيط الأطلسي والهادئ حجم التجارة: يمر عبر قناة بنما حوالي 6% من التجارة البحرية العالمية، مما يجعلها رابطًا حيويًا بين المحيطين الأطلسي والهادي وفقًا لمنصة "سوبيل للشحن". التوسعة وزيادة السعة: سمحت توسعة القناة في عام 2016 بمرور السفن الأكبر حجماً، مما زاد من قدرتها الاستيعابية بمعدل يقارب ثلاثة أضعاف. كم عدد السفن التي تمر عبر القناتين سنويًا؟ قناة السويس: بلغ عدد السفن التي عبرت قناة السويس العام الماضي 13 ألفا و 213 سفينة، مقارنةً بأكثر من 26 ألف سفينة في عام 2023، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 50% تقريبًا.
وقال مسؤولون مصريون إن عائدات مصر من قناة السويس انخفضت بنحو الثلثين العام الماضي، بسبب التوترات الإقليمية والحروب في الشرق الأوسط التي أثرت على حركة المرور عبر القناة. قناة بنما: يعبرها سنويًا ما بين 13 إلى 14 ألف سفينة وفقًا لهيئة قناة بنما.
في يناير/كانون ثاني 2024، بلغ متوسط عدد السفن التي عبرت قناة بنما يوميًا حوالي 32.6 سفينة، مما يشير إلى انخفاض في حركة المرور مقارنةً بالأشهر السابقة، ويُعزى هذا الانخفاض إلى الجفاف الذي أثر على مستويات المياه في القناة، مما أدى إلى فرض قيود على عدد السفن المسموح بعبورها يوميًا وفقًا لرويترز. إعلان كم تجني مصر وبنما من مال من القناتين؟ قناة السويس: قالت هيئة قناة السويس، التي تدير الممر المائي، إن القناة حققت إيرادات سنوية قدرها 3.991 مليار دولار في عام 2024، بانخفاض عن أعلى مستوى تاريخي الذي بلغ 10.25 مليار دولار في عام 2023، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس. يمر عبر القناة نحو 30% من حركة الحاويات العالمية. قناة بنما: في عام 2024، حققت القناة إيرادات بلغت نحو 5 مليارات دولار وهو تقريبا نفس الإيراد الذي تحقق في عام 2023، أي ما يعادل حوالي 4% من الناتج المحلي الإجمالي لبنما وفقًا لمنصة جمعية ومجلس الأميركيتين (as-coa.org). كم يبلغ عدد السفن الأميركية العسكرية والتجارية التي تمر في القناتين؟

قناة السويس

السفن الحربية: لا تُفصح البحرية الأميركية علنًا عن العدد الدقيق للسفن الحربية الأميركية التي تعبر قناة السويس سنويًا لأسباب أمنية عملياتية. وفي تقرير نادر نشر قبل نحو 11 عاما ذكر الأسطول الخامس الأميركي أن هناك ما بين 35 إلى 45 سفينة حربية أميركية تعبر قناة السويس سنويًا.
علمًا أنه لا توجد أرقام محددة حول كم تدفع السفن الحربية الأميركية من رسوم مقابل عبور القناة. ولكن وفي تقرير نادر نشره "مكتب المحاسب العام للولايات المتحدة" عام 1982 وذكر فيه أن سلاح البحرية الأميركي دفع مبلغ 607 ألف دولار لقاء عبور سفنه لقناة السويس من شهر يناير/كانون ثاني 1979 وحتى شهر أغسطس/آب 1981. السفن التجارية: لا يتم نشر بيانات محددة عن عدد السفن التجارية الأميركية التي تعبر قناة السويس سنويًّا بشكل رسمي أو مُفصل من قبل السلطات المصرية أو الأميركية. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من البضائع المتجهة إلى الولايات المتحدة أو القادمة منها يتم نقلها على متن سفن أجنبية تديرها شركات شحن دولية، لذلك فإن حجم التجارة المرتبط بالولايات المتحدة عبر القناة يظل كبيرًا. صورة جوية تُظهر الحاويات في ميناء بالبو في قناة بنما (رويترز)

قناة بنما

إعلان السفن الحربية: وفقًا لتقرير نُشر في فبراير/شباط 2025، عبرت قناة بنما حوالي 994 سفينة حربية وغواصة تابعة للبحرية الأميركية بين عامي 1998 و2024، مما يشكل حوالي 0.3% من إجمالي السفن العابرة للقناة خلال تلك الفترة، وفي المتوسط تعبر القناة 38 سفينة حربية أميركية سنويًا وفقًا لمنصة "نيوز روم بنما".
في عام 2023، بلغت رسوم عبور القناة 341 ألف دولار أميركي في المتوسط لكل سفينة، مقارنةً بـ 215 ألف دولار أميركي في عام 2018، بزيادة قدرها 59%. ومن المفترض أن تدفع سفن البحرية الأميركية رسومًا سنوية قدرها 12.9 مليون دولار أميركي وفقًا للمصدر السابق. السفن التجارية: لا يتم نشر أرقام دقيقة عن عدد السفن التجارية الأميركية التي تعبر قناة بنما سنويًّا، لأن الهيئات الرسمية (مثل هيئة قناة بنما أو الإدارة البحرية الأميركية) لا تُفصِّل البيانات حسب الجنسية أو الملكية.

مع ذلك ذكر لويس إي سولا رئيس اللجنة البحرية الفدرالية الأميركية في بيان له أمام لجنة التجارة والعلوم والنقل بمجلس الشيوخ الأميركي حول أهمية قناة بنما للتجارة الأميركية، قال: "يعبر هذا الممر المائي أكثر من 40% من حركة الحاويات الأميركية، والتي تُقدر قيمتها بنحو 270 مليار دولار سنويًا. ولا تقتصر حركة المرور في القناة على سفن الحاويات، بل تستخدمها مختلف أنواع السفن- سفن الحاويات، وسفن الركاب، وسفن البضائع السائبة والبضائع السائبة، وناقلات المنتجات – لنقل البضائع من وإلى الولايات المتحدة".

وختامًا، وفي ضوء الأهمية البالغة التي تحظى بها قناتا السويس وبنما في حركة التجارة العالمية، تبرز تصريحات ترامب لتفتح نقاشًا حساسًا حول قضايا السيادة الاقتصادية والحقوق التاريخية. فبينما تؤكد الأرقام أن القناتين تمثلان مصدرين حيويين للإيرادات الوطنية في مصر وبنما، وتعكسان أهمية استثنائية في دعم سلاسل الإمداد العالمية، تبقى مسألة فرض الرسوم على العبور جزءًا أصيلًا من السيادة الوطنية لكل دولة.

ومع استمرار الاعتماد الدولي على هذين الممرين الحيويين، فإن أي تغييرات في قواعد المرور أو العوائد الاقتصادية ستترك آثارًا عميقة على التجارة العالمية وعلى الاقتصادات المرتبطة بهما بشكل مباشر.

مقالات مشابهة

  • حقوق الشيوخ: قناة السويس ثمرة كفاح المصريين ولن تكون مجانية لأي دولة
  • بماذا علق الإعلام المصري على تصريحات ترامب حول قناة السويس؟
  • برلماني: قناة السويس شريان سيادة وكرامة وتصريحات ترامب عنها مرفوضة
  • عبث وتزوير للتاريخ.. البرادعي مهاجمًا ترامب بعد طلبه إعفاء سفن أمريكا من رسوم قناة السويس
  • تحالف الأحزاب المصرية: حديث ترامب بشأن قناة السويس غير مقبول
  • ما وراء تصريح ترامب بشأن المرور المجاني عبر قناة السويس
  • مصريون يهاجمون ترامب إثر تصريحاته عن قناة السويس.. والقاهرة تلتزم الصمت
  • زاهي حواس: قناة السويس كانت ولا تزال مشروعًا فرعونيًا ومصريًا خالصًا
  • قناتا السويس وبنما أمام تحديات ترامب للمرور الأميركي المجاني
  • تفيد الجميع.. ماذا تعرف عن قناة السويس؟