لبنان ٢٤:
2025-02-23@00:48:16 GMT

مهمّة هوكشتاين أكثر تعقيداً ممّا يعتقد

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

مهمّة هوكشتاين أكثر تعقيداً ممّا يعتقد

كتبت سابين عويس في" النهار":     جلّ ما في التحرك الاميركي اليوم، يتلخص في ضرورة التوصل إلى حلّ موقت أو تسوية موقتة، تمنع تفلت الوضع الأمني جنوباً وانزلاق لبنان إلى حرب موسعة. صحيح أنه على مدى الأشهر الثلاثة الماضية منذ بدء عملية طوفان الأقصى، لم تخرج الحرب بين اسرائيل وحزب الله عن المستويات التي تجعلها حرباً حقيقية، بل بقيت ضمن مستوى المواجهات المحدودة في المكان، والمفتوحة في الزمان، ما دامت وحدة الساحات مع غزة تتحكم بها.

  لعل أكثر ما يمكن التوقف عنده في زيارة هوكشتاين ومحادثاته، الاعتراف بوجود نافذة ولو صغيرة مفتوحة على الجانبين لإطلاق مسار الحل الديبلوماسي، وهو الأمر الذي تلقفه المبعوث الأميركي وعمل على البناء عليه لوضع هذا المسار على السكة، على نحو يقلص احتمالات توسع الحرب. وفيما ارتسمت انطباعات متفائلة بإمكان إحداث خرق يمنع استمرار المواجهات، يسمح للمساعي الديبلوماسية بأن تشق طريقها نحو حلّ، فإن الواقع أن الحل المقترح ليس حلاً جذرياً، بل موقت، ما يعني أن شبح الحرب لم يختف تماماً وإن كانت حركة هوكشتاين معطوفةً على حراك ديبلوماسي دولي ضاغط قد خففا من احتمالاته.   كلام ميقاتي عن تلمّس الموفدين الغربيين بدء تفهّم للموقف اللبناني، لجهة تطبيق القرارات الدولية عبر تطبيق البند الأول فيها القاضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، قبل الحديث عن أيّ ترتيبات للاستقرار في الجنوب، يقابله انطباع لدى هؤلاء الموفدين، بأن لبنان لا يعي جدّية التهديدات المحدقة به، ولا يتعامل معها على هذا الأساس.   وبناءً على ذلك، فإن موقف ميقاتي يتماهى إلى حدّ بعيد مع موقف الحزب، اذ يربط تطبيق القرارات الدولية بوقف الحرب في غزة، كما يتمسّك بالعودة إلى اتفاق الهدنة الذي يتحدث عن لبنانية مزارع شبعا، ما يعطي الشرعية الكاملة لبقاء سلاح الحزب لتحرير الأراضي المحتلة. وهذا يقود إلى الخلاصة بأن لا حل نهائياً ولا حل مؤقتاً إن لم يعمل لبنان على فصل ساحته عن الساحة الفلسطينية لأن الربط بين الساحتين لن يؤدّي إلا إلى مزيد من الاستنزاف وتفاقم الخطر الأمني، فيما تتحوّل الورقة اللبنانية إلى تفصيل على طاولة التسوية الإقليمية للقضيّة الفلسطينية. وكتب ميشال نصر في" الديار": واضح ان زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين هذه المرة الى بيروت لا تشبه ايا من سابقاتها، سواء لجهة مضمون لقاءاته الثلاثة العلنية، او اللهجة التي قارب بها الملفات، او الاهم السرية التي احاط بها نقاشاته الجدية.   مصادر مطلعة على مضمون تقرير الوسيط الاميركي، كشفت ان الصيغة المعتمدة على دبلوماسيتها، الا انها جاءت متشائمة الى اقصى الدرجات، معتبرة ان ما رفعه هوكشتاين يعطي الضوء الاخضر للانتقال الى مرحلة التحضير العملي لاطلاق العملية العسكرية على جبهة لبنان، بغطاء ومشاركة اميركيتين، خصوصا ان رسائل التحذير وصلت على كافة جبهات محور الممانعة من العراق واليمن الى لبنان وفلسطين.   واشارت المصادر الى ان بيروت فوتت فرصة كبيرة، من خلال رفضها العرض الدبلوماسي المطروح، والذي كان كفيلا بتامين المخرج للحكومة اللبنانية لتحقيق مكاسب على حساب "اسرائيل"، من خلال حل مسالة بعض النقاط المختلف عليها، مقابل وقف العمليات العسكرية في الجنوب، بعدما تراجعت تل ابيب خلال المفاوضات عن موقفها من بعض النقاط المتحفظ عنها.   عليه تختم المصادر بان الاسابيع المقبلة تحمل اوضاعا سيئة بالنسبة للجبهة اللبنانية، وان شهر شباط سيكون "حاميا جدا" اذ يبدو ان المنطقة دخلت مرحلة تنفيذ الحلول "عالسخن"، ذلك ان الظروف غير ناضجة لاحداث أي خرق في اتجاه التهدئة سواء في غزة أو على الجبهة مع لبنان، خلافا للاعتقاد السائد عند الكثيرين بان البحث يدور حول التسوية المنتظرة، داعية الى متابعة الاوضاع على الجبهة  اليمنية، التي ستكون تداعياتها لبنانيا كبيرة جدا.   بين كلام بلينكن وكلام هوكشتاين، جامعان مشتركان: الأول، لا جديد نوعيا فيهما، والثاني يعكسان الذهاب هرولة نحو التصعيد. في الخلاصة، رسم الاثنان سقفهما، تهدئة في الحد الأدنى، واتفاق في الحد الأقصى، لكن لا يبدو ان أحد الحدين يمكن أن يتحقق، ما يؤشر إلى أن الجواب عرف من العنوان.   لكل من المبعوثين ملفه، لكن في نهاية المطاف يلتقيان عند علامة واحدة: ماذا في اليوم التالي لحرب غزة، وماذا في اليوم التالي لمعارك الجنوب. ما كتب قد كتب. فشباط وآذار لناظرهما قريبان...

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

النواة الداخلية للأرض أقل صلابة مما كان يعتقد سابقا

ربما شهدت النواة الداخلية للأرض تغيرات في شكلها خلال العقدين الماضيين، وأنها أقل صلابة مما كان يعتقد من قبل، وفقا لدراسة جديدة نشرت في العاشر من فبراير/شباط الحالي في مجلة "نيتشر جيوساينس".

ويعتقد العلماء أن النواة الداخلية الصلبة للأرض تلعب دورا مهما في الحفاظ على المجال المغناطيسي للكوكب حيث إن نمو النواة الداخلية هو المحرك الرئيسي للحمل الحراري في النواة الخارجية السائلة.

ولعقود من الزمان، ناقش العلماء طبيعة النواة الداخلية، مع التركيز بشكل أساسي على دورانها. ومع ذلك، تشير الدراسة الجديدة إلى حدوث تغييرات هيكلية بالقرب من مركز الكوكب، حيث أظهرت الدراسة أن النواة الداخلية تحولت من الدوران بشكل أسرع إلى أبطأ من بقية الأرض حوالي عام 2010، من خلال تحليل الموجات الزلزالية من الزلازل المتكررة التي تم تسجيلها بعد أن مرت عبر النواة الداخلية.

وتتكون الأرض من عدة طبقات رئيسية تختلف في تركيبها الكيميائي والفيزيائي. هذه الطبقات هي: القشرة الأرضية الخارجية، وهي رقيقة نسبيا، يليها الوشاح ويمثل طبقة سميكة تقع تحت القشرة الأرضية، تمتد حتى عمق حوالي 2900 كيلومتر، ثم اللب، والذي ينقسم إلى نواة خارجية سائلة تتكون من الحديد والنيكل ونواة داخلية في مركز كوكبنا.

اعتقد المجتمع العلمي أن اللب الداخلي للأرض عبارة عن كرة صلبة مضغوطة من الحديد (شترستوك) نواة متحركة تحت السطح

ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة "جون فيدال" -أستاذ علوم الأرض في جامعة جنوب كاليفورنيا- إن هدف الفريق البحثي لم يكن إعادة تعريف الطبيعة الفيزيائية للنواة؛ ومع ذلك، تشير نتائجهم إلى أن السطح القريب من نواة الأرض الداخلية يخضع لتغيير هيكلي، ما يعني أنه ليس صلبا تماما.

إعلان

كان المؤلفون يحققون في البداية في التباطؤ التدريجي لدوران اللب الداخلي. وفي أثناء تحليلهم للبيانات الزلزالية التي امتدت لعقود من الزمن، لاحظوا مجموعة غير عادية من الموجات الزلزالية التي لم تتطابق مع الأنماط المتوقعة.

ويقول "فيدال" في تصريحات لـ"الجزيرة نت": "في البداية، حيرتني مجموعة البيانات. ومع ذلك، بعد تحسين تقنيات الدقة الخاصة بهم، أدرك الفريق أننا كنا نراقب نشاطا غير معروف سابقا داخل اللب الداخلي للأرض".

استخدمت الدراسة بيانات من 121 زلزالا متكررا تم تسجيلها بين عامي 1991 و2024 بالقرب من جزر ساندويتش الجنوبية، وهي منطقة نائية في المحيط الأطلسي. انتقلت الموجات الزلزالية عبر اللب الداخلي وتم اكتشافها في محطات المراقبة في ألاسكا وكندا. أظهرت مجموعة واحدة من الموجات المسجلة في يلونايف، كندا، خصائص غير متوقعة تشير إلى أن شكل اللب الداخلي كان يتحول بمرور الوقت.

أسباب وتداعيات التغيير

وفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة، فإن السبب الأكثر ترجيحا لهذه التغيرات البنيوية هو التفاعل بين اللب الداخلي والخارجي. يبدو أن اللب الخارجي، المكون من الحديد المنصهر المضطرب، يؤثر على اللب الداخلي الصلب بطرق لم تلاحظ من قبل. وأوضح "فيدال": "من المعروف على نطاق واسع أن اللب الخارجي المنصهر مضطرب، لكن لم يلاحظ أن اضطرابه يعطل اللب الداخلي المجاور له على مقياس زمني بشري. ما نلاحظه في هذه الدراسة لأول مرة على الأرجح هو اللب الخارجي الذي يزعج اللب الداخلي".

قد يكون لهذا الاكتشاف تداعيات كبيرة على فهم باطن الأرض العميق، إذ يلعب اللب الداخلي دورا حاسما في توليد المجال المغناطيسي للأرض، والذي يحمي الكوكب من الإشعاع الشمسي الضار. من خلال دراسة هذه التغييرات، قد يكتسب العلماء رؤى جديدة حول كيفية تطور الأنظمة الحرارية والمغناطيسية للأرض بمرور الوقت.

إعلان

ويعتقد "فيدال" وفريقه أن هذه مجرد بداية لكشف ديناميكيات خفية داخل قلب الكوكب. كما تفتح نتائجهم آفاقا جديدة للبحث وقد تؤدي إلى تنبؤات أفضل بشأن التغيرات في دوران الأرض، والمجال المغناطيسي، والسلوك الجيوفيزيائي بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • النواة الداخلية للأرض أقل صلابة مما كان يعتقد سابقا
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • غارات على الحدود اللبنانية السورية ليلا.. وإسرائيل تتهم الحزب بخرق الاتفاق
  • الشيعة التي نعرفها
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • بيان مشترك لـأمل وحزب الله: نرفض بقاء الإحتلال فوق أي جزء من الأراضي اللبنانية الجنوبية
  • أبي رميا التقى رئيس الجديد للجنة الصداقة الفرنسية اللبنانية في باريس
  • يهود حريديم يتسللون إلى الحدود اللبنانية ويرشقون جيش الاحتلال بالحجارة
  • الهيئة اللبنانية للعقارات: لإزالة الردميات بطريقة مدروسة لتسهيل مهمة البلديات ووزارة الأشغال
  • وزير يمني يطالب الحكومة اللبنانية باعتقال قيادات حوثية