هل ستحدث الضربات على الحوثيين أي فرق؟
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
تبدو النتائج الحاسمة ضد الحوثيين خيالية. جيمس هولمز في ناشيونال إنترست يفسر عبثية الضربات إن لم تترافق مع استراتيجية معينة.
يشكك الأدميرال جي سي وايلي، مؤلف كتاب "الاستراتيجية العسكرية: نظرية عامة للتحكم في القوة" بأن الهجوم الجوي الصاروخي ضد الحوثيين يوم الخميس الماضي سيحقق أي نتائج حاسمة في ردع الحوثيين .
إن هدف الاستراتيجية العسكرية هو السيطرة على الفضاء المادي، وفق وايلي. ويتطلب هذا الأمر جنودا أو مشاة البحرية على الأرض وليس طيارين أو قاذفي صواريخ بحرا. ويعلق وايلي: إن الرجل الموجود في مكان الحادث والذي يحمل مسدسا هو في النهاية حكم النصر؛ الجندي الذي يحمل قوة نيران متفوقة يحدد من سيفوز.
فما الذي قصدت قيادة التحالف تحقيقه في هذه الضربة؟ وفقا لووزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، فإن الضربات ستعمل على تعطيل قدرات الحوثيين على تهديد التجارة العالمية في أحد أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم. إن إجراء التحالف يبعث برسالة واضحة مفادها أن الحوثيين سيتحملون المزيد من التكاليف إن لم يوقفوا هذه الهجمات.
إن ما يقوله وزير الدفاع الأمريكي منطقي في ظاهره؛ فالحكيم العسكري، كارل فون كلاوس فيتزيان، يؤكد أن هناك ثلاثة طرق للتغلب على الخصم، وفرض تكاليف لا تطاق هو أحد هذه الطرق. ويجب على العدو العقلاني أن يستسلم إن لم يكن يستطيع تحمل هذه التكاليف.
لكن الأدميرال وايلي يعترض على هذا النهج لأنه يصنف القصف الجوي على أنه "عملية تراكمية"؛ والعملية التراكمية هي نهج مبعثر في القتال، وكأنك نثرت الطلاء في كل مكان. كما أنها غير مرتبطة مع بعضها في المكان أو الزمان. إن هذه العمليات تلحق بالخصم أضرارا صغيرة النطاق في العديد من الأماكن على الخريطة، بدلا من ضربه باستمرار حتى يكف عن المقاومة.
يرى وايلي أن الهجمات يجب أن تتم تكتيكيا بشكل متسلسل. وكل هجمة تعتمد على ما سبقها، وتستمر الهجمات إلى أن تصل إلى هدفها النهائي، وهو إرباك الخصم استراتيجيا. ويقصد بالهجمات المتسلسلة أن تترافق الهجمات الجوية والصاروخية بالهجوم البرمائي وصولا لإنهاك العدو.
ويصنف وايلي الحرب البحرية وعمليات الغواصات والغارات السطحية بأنها تراكمية في طبيعتها، وكذلك الحرب الجوية والصاروخية. لذلك فإن صنع النصر يتطلب السيطرة على الأرض، ودون هذه السيطرة لا يوجد نصر عسكري. وعلى التحالف أن يعتمد كل ما سبق كاستراتيجية تسلسلية وبذكاء كي يحقق نتائج مرضية.
لكن في نفس الوقت من الصعب أن يحدث هذا النوع من الانضباط الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والحلفاء من حيث النزول إلى الشاطئ بقوة. وبالتالي من الصعب أن تؤدي حملة جوية وبحرية إلى إخضاع الحوثيين.
أما من حيث الرسالة المراد إيصالها إلى الحوثيين، فهم على ما يبدو غير مبالين بحسابات التكلفة، وغير قابلين للردع لأنهم أصحاب إيديولوجيا، والكلمة الأخيرة ليست لهم في النهاية بما يخص مواجهة إسرائيل وداعميها الغربيين.
والخوف الآن من التصعيد الأفقي للقتال، فضلا عن التصعيد العمودي وصولا إلى مزيد من العنف. ولذلك يجب على التحالف إجراء حسابات عسكرية واستراتيجية دقيقة وحكيمة في هذا الملف.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: البحر الأحمر الحوثيون سفن حربية صواريخ طوفان الأقصى قطاع غزة هجمات إسرائيلية
إقرأ أيضاً:
"تحالف مشبوه" بين الحوثيين وقراصنة الصومال بعد حرب غزة
بعد ما يقرب من عقد من التراجع، عادت عمليات القرصنة الصومالية للظهور مجدداً، مدفوعة بالأزمة المستمرة في البحر الأحمر والحرب في غزة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وقالت الشبكة إن "هجمات ميليشيا الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر أجبرت القوات البحرية الدولية على تحويل مواردها إلى تلك المنطقة، مما ترك فجوات أمنية استغلها القراصنة الصوماليون".
وذكرت أن "حادثة اختطاف سفينة بنغلاديشية في مارس (آذار) 2024، على بعد 550 ميلاً بحرياً من سواحل الصومال، سلطت الضوء على هذا التهديد، حيث احتجز القراصنة طاقمها المكون من 23 فرداً لمدة 32 يوماً، قبل إطلاق سراحهم بعد دفع فدية".
من صيادين إلى قراصنة وتعود جذور ظاهرة القرصنة الصومالية إلى التسعينيات، عندما حمل الصيادون المحليون السلاح ضد سفن الصيد الأجنبية، التي كانت تستنزف مواردهم البحرية، وفق التقرير.لكن القرصنة تحولت مع مرور الوقت إلى نشاط إجرامي منظم مدفوع بدوافع مالية، أكثر من كونه انتقاماً من استغلال الثروة السمكية.
ويرى التقرير أن المجتمع الدولي بذل جهوداً لمواجهة القرصنة، من خلال دوريات بحرية وإجراءات أمنية على متن السفن، إلا أنه تم تجاهل الأسباب الأساسية مثل الفقر، وغياب الحكم الرشيد، والصيد غير المشروع. لماذا عادت؟
وأشارت "سي إن إن" إلى أن عدة عوامل ساهمت في عودة القرصنة، من بينها قرار إزالة منطقة الخطورة العالية (HRA) في المحيط الهندي عام 2023، ما أدى إلى تراجع الإجراءات الأمنية على السفن التجارية.
كما أن عدم تجديد مجلس الأمن لقرار يسمح بالتدخل البحري الدولي في المياه الصومالية عام 2022 أضعف الدفاعات البحرية.
بالإضافة إلى ذلك، تفيد تقارير بأن القراصنة أقاموا تحالفات مع جهات إقليمية مثل حركة الشباب الصومالية الإرهابية وميليشيا الحوثيين، ما وفر لهم موارد وقدرات أكبر.
ووفقًا لمصادر استخباراتية، يستخدم الحوثيون القراصنة في عمليات التهريب، ويتشاركون المعلومات حول مسارات السفن، مما يجعل التهديد أكثر تعقيداً.
يؤكد التقرير أن ظاهرة القرصنة لا تقتصر على عمليات الاختطاف فحسب، بل تؤثر على التجارة العالمية ككل، فارتفاع تكاليف الشحن، نتيجة اضطرار السفن إلى تجنب البحر الأحمر، والإبحار حول رأس الرجاء الصالح، أدى إلى زيادة نفقات الوقود والتأمين والتشغيل.
كما انخفضت حركة التجارة عبر قناة السويس بنسبة 50%، مما تسبب في اضطرابات بسلاسل الإمداد العالمية.
ولفت التقرير إلى معاناة البحارة، الذين وقعوا ضحايا للقرصنة، مثل "مد أتيك الله خان"، أحد أفراد طاقم السفينة (MV Abdullah)، الذي تحدث عن ظروف الاحتجاز القاسية، حيث عانى الطاقم من نقص المياه وسوء التغذية والخوف الدائم.
وحتى بعد الإفراج عنهم، تستمر آثار الصدمة النفسية، مما يترك البحارة أمام خيارات صعبة بين تأمين لقمة العيش والمخاطرة بحياتهم، بحسب التقرير.