الثورة نت:
2025-01-09@23:39:55 GMT

أمريكا تهدر كرامتها

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

 

 

تفيد تعليقات العالم – خلال اليومين الماضيين – بأن أمريكا قد تهورت بفعلتها، ولا يبدو أن الأمر سيمرّ كما تشتهي، صحيح أن جرأتها في استهداف بعض منشآتنا كان محاولة واضحة لحفظ ماء الوجه ليتبعه التراجع الصهيوني من غزة، إلا أنه أخطأ تقدير ما أطلقه السيد القائد من تحذير، وتهاوَن في حساب العواقب، فكل اعتداء أمريكي سيكون له رد، معادلة وقاعدة تسبب بتثبيتها الصلف الأمريكي بتعامله الاستعلائي والفوقي منتهيّ الصلاحية.


عدوان أمريكا لن يمر دون رد، وهذا أمر مفروغ منه، ووفق مقتضى القانون التشريعي والفيزيائي لكل فعل رد، إلا أن ترقُّب هذا الشيء في معركة صنعاء وواشنطن تبدل في حسابات المطالب بسبب الطيش الأمريكي حتى قبل قصف فجريّ الجمعة والسبت، وبات بالضرورة على واشنطن الانصياع لها، إذ تعزز حقنا بالثأر لشهدائنا أولا، وبالرد على الاعتداء غير المبرر على أرضنا ثانيا، وصار عليها تسليم القتلة أولا، والاستعداد لتلقي الرد على التعدي غير المسؤول، ثانياً.
وحين عمدت أمريكا لاستهداف زوارق القوات البحرية ومنعت أفرادها من القيام بمهامهم الروتينية المعتادة، تجاوزت بذاك الفعل الأحمق حدّها وتعدّت على السيادة الوطنية للجمهورية اليمنية في المياه الإقليمية.
وعلى هذا الوزن من التحرك ستبقى القوات المسلحة اليمنية تمارس مهامها، ولا معنى لأي تحرك أمريكي عسكري أو تحريضي ضدها، وهي ثوابت معلنة منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، ويدخل الآن ضمن المهام العمل على أخذ الثأر لأرواح البحارة العشرة، يضاف إليهم الشهداء الخمسة في غارات الجمعة، وسيبقى اشتعال البحر الأحمر على حاله حتى تسليم القتلة لمحاكمتهم في صنعاء، وفق الشريعة الإسلامية، وللأمريكان – بطبيعة الحال وحكم القانون – أن يعينوا لهم محامين.
كل فعل أمريكا، واضح الإجرام والتحدي ولا يمكن أن تبقى المنطقة العربية مرتعا للكائنات الأمريكية ولن يبقى الشعب اليمن ومنشآته هدفا لها تستهدفه متى شاءت، لإجباره على الامتثال لرغباتها في امتهانهم، والسيطرة عليهم.
ولو أن واشنطن تعي العواقب لرأت في التسليم والانسحاب من البحر الأحمر أهون مما لو رُفع سقف المطالب، وربما لم يضِع الوقت بعد بالنسبة لها، كي تتحرك وفق حقيقة أن الواقع يشير إلى بدء نهاية التأثير لوجودها وأنها باتت أضعف من أن تفرض إرادتها على اليمنيين.
وفي استخلاص العديد من المراكز البحثية الأمريكية والدولية ما يؤكد أن اليمن قد نجح في تمريغ أنف واشنطن – ومن معها من لوبي صهيوني وأمم متحدة ومجلس أمن – في التراب.
أمريكا وقطعانها يدركون جيدا أن عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، قانونية وشرعية وأخلاقية، والعالم بأسره يدرك ذلك، ولكنه التعمد في إذلال العرب لأن يقولوا ما يناقض قناعتهم وأن ينخوا أمام الرغبات الأمريكية.
أما مجلس الأمن الدولي – المختص بتبني قرارات البيت الأبيض، وتنفيذ رغبة واشنطن لتكريس قاعدة الكيل بالمكاييل الأمريكية – فإن ما نتج عن مخاضه الأربعاء من قرار يدين عمليات الدفاع اليمنية، عن الإنسانية من الإبادة على أيدي الصهاينة الإرهابيين ضد الشعب الفلسطيني، فقد كشّف عن النفاق العالمي في أوضح صوره.
ولأن قرار مجلس الأمن، المشار إليه، ليس بأكثر من فقاعة جديدة ستتلاشى على وقع الرد اليمني، تجاهل قائد الثورة حتى الإشارة إليه لا من قريب ولا من بعيد في خطابه الأخير، والمتغيرات التي أدت إلى هكذا واقع للتأثير الصفري للشيطنة الأمريكية، هو حاصل فعل هذا الإرباك الصهيوني الأمريكي للعالم، وهو الذي دفع قبلا وسيدفع لاحقا لتحولات جديدة لن ينجو منها إلا أصحاب المواقف، وبعدها ربما سيتسلم العالم زمام إعادة صياغة السياسة الدولية على قاعدة الاحترام المتبادل وتبادل المصالح، وقبل ذلك إخراج الجرثومة الصهيونية من الأراضي العربية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية ( الحلقة 27)

احمد القردعي

كنا في مدرستنا النجمة الحمراء ندرس جانب تربوي وجانب عسكري وكان يوجد للمدرسة مديران مدير للجانب التربوي ومدير للجانب العسكري والأهم من ذا وذاك أن مدرسة النجمة الحمراء كانت مكون وحدوي بمعنى الكلمة فقد كان نصف عدد الطلاب تقريباً من الشطر الجنوبي من الوطن والنصف الآخر من الشطر الشمالي من الوطن.

الحدث العاشر: تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، تأسس اتحاد الأدباء والكُتاب اليمنيين بتاريخ 16/6/1971م وهو مكون وحدوي أعضاءه من كل محافظات اليمن شمالاً وجنوباً وتأسيسه يعد محطة إيجابية لمت الشمل لكل الكتُاب والأدباء في اليمن بأكمله.
• الحدث الحادي عشر: تأسيس الكلية العسكرية في جنوب الوطن: تأسست الكلية العسكرية في جنوب الوطن بتاريخ 1/9/1971م وقد سُمي ذلك اليوم بيوم الجيش وكان يتم الاحتفال به سنوياً.
كان ذلك الحدث من الأحداث الباهرة المميزة.
• الحدث الثاني عشر: نشوب الحرب الأولى بين شطري الوطن في أكتوبر عام 1972م فقد نشبت الحرب بضغط من السعودية والقبائل على السلطة الضعيفة التي كان يرأسها القاضي عبدالرحمن الإرياني- الله يرحمه- كان الغرض من الحرب هو إسقاط الحكم في دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.. لكن جيش الشطر الجنوبي صد الهجوم وأحبطه وقام بهجوم مضاد واحتل أجزاء من الشطر الشمالي وما قيل بأن القوات الشمالية احتلت جزيرة كمران واعتقلت القوات الجنوبية التي كانت فيها فهذا غير صحيح والصحيح أن القوات الجنوبية كانت قد أخلت الجزيرة قبل الحرب بعدة أيام على اعتبار أن جزيرة كمران بعيدة عن عدن وقريبة من الحديدة وعلى كل حال جيش الجنوب هزم جيش الشمال لكن في واقع حروب أبناء الوطن الواحد أو ما تسمى الحروب الأهلية فإنه لا يوجد منتصر فيها فالمنتصر خاسر.. بعد تلك الحرب توغلت القوات الجنوبية في مساحات واسعة من أراضي الجمهورية العربية اليمنية ثم توسطت جامعة الدول العربية وأوقفت الحرب ثم ضغطت على القيادات الجنوبية وسحبوا قواتهم إلى مواقعها السابقة.. وبعد أسابيع تم الاتفاق بين دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ودولة الجمهورية العربية اليمنية على الوحدة بينهما في أسرع وقت ممكن كان مكان الاتفاق في القاهرة ثم العاصمة الليبية طرابلس تم التوقيع على اتفاقية الوحدة اليمنية وقعها عن جانب الشطر الجنوبي علي ناصر محمد رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وعن جانب الشطر الشمالي محسن العيني رئيس مجلس الوزراء.
ملاحظة: من المرجح أن بعض الدول العربية والأجنبية قد استغربوا منا وقالوا: هولاء “المداريم” خرجوا من حرب ويريدون وحدة!! على الأكثر يوقعون اتفاقية عدم اعتداء.
عودة إلى الموضوع: بعد اتفاق طرابلس تواصلت لقاءات قيادات الشطرين وكل واحد يحث على تحقيق هذا الهدف وهذا الهدف كان مزايدة نسبية لبعض قيادات الشطر الشمالي من الوطن أما قيادات الشطر الجنوبي فقد كانوا جادين في تحقيق الوحدة اليمنية.
• الحدث الثالث عشر: بتاريخ 27نوفمبر من عام 1972م صدر قانون التاميم ومن بينها الإسكان والعقارات والأراضي والمؤسسات والشركات الخاصة وبقية المنشآت الرأسمالية الطفيلية أي أن قانون التأميم قد حقق حقاً بعض النجاح مثل تأميم بعض المرتفعات الاقتصادية باستثناء شركة مصافي عدن وهي كانت آنذاك من الشركات البريطانية العملاقة ولم تمُلك للدولة إلا تدريجياً بعد عدة سنوات.
يتبع العدد القادم

مقالات مشابهة

  • لأول مرة.. السيد عبدالملك الحوثي يكشف عن إنجاز عسكري كبير حققته القوات الأمريكية في البحر الأحمر
  • واشنطن تواجه مخاوف متصاعدة من استهداف اليمن لحاملات الطائرات الأمريكية
  • ضربات أميركية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية
  • امريكا تعترف بهجومين يمنيين جديدين على سفنها في البحر الأحمر
  • فورين بوليسي تنشر تحليلا مشتركا لنائبة مدير الاستخبارات الأمريكية السابقة حول عمليات اليمن البحرية
  • مسؤولة استخبارية أمريكية: الحملة الأمريكية ضد اليمن فشلت وأظهرت عجز واشنطن
  • “اليمنُ ” يواصلُ تثبيتَ واقع التفوُّق على جبهة العدوّ في كافة مسارات الإسناد لغزة
  • مسؤولة استخبارية أمريكية سابقة: الحملة الأمريكية ضد اليمن فشلت
  • أمريكا تقر بهزيمتها وفشل تحالف ما يسمى (حارس الازدهار )
  • خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية ( الحلقة 27)