حارس الازدهار.. بين الاستعمار الجديد والتدليس اللغوي
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
يدرك المراقب للشؤون الدولية أن الأوربيين، الاتحاد الأوروبي ارتضى أن ينزوي تحت العباءة الأمريكية ويكون تابعاً لها حاله حال بريطانيا التي لم تعد عظمى بل أصبحت تابعاً صغيراً مربوطاً بسياسات الولايات المتحدة الأمريكية يلهث ساستها وراء السياسات الأمريكية، صارت تبعيتها للولايات المتحدة هي العظمى ارتضت هي الأخرى أن تلحق مصالحها باجندات وألاعيب سيدها الولايات المتحدة الأمريكية.
لا يختلف اثنان على أن الاتحاد الأوروبي عملاق اقتصاديا ولكنه مع ذلك قزم سياسيا في الساحة الدوليةأ حيث ارتضى أن يكون قراره ملحقاً بقرارات وسياسات الولايات المتحدة بالرغم من أن هناك دولا بقدرات اقتصادية اقل بل في بعض الأحيان أضعف استطاعت امتلاك قرارها والاستقلال بسيادتها أمام محاولات منظومة الهيمنة للولايات المتحدة الأمريكية سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا، يبدو أن القوى العظمى في قارة أوروبا العجوز قد تبخرت.
تستغل الولايات المتحدة ببراعة الأزمات التي تنتجها، لقد استغلت الولايات المتحدة الحرب الروسية الأوكرانية في إعادة هندسة اقتصاد الاتحاد الأوروبي ودول أوروبا وإعادة هندسة هيكل إمدادات الطاقة فيها، وهندسة هيكلها الأمني بشكل يناسب مصالحها ومصالح شركاتها خصوصا شركات إنتاج السلاح (المجمع الصناعي العسكري)وشركات الطاقة، حيث قامت بنقل وتوزيع قدراتها ومواردها العسكرية بشكل كثيف جدا، وتجديد مخزونات ما يطلق علية “العتاد الحربي الاحتياطي المتموضع مسبقا” وتوسيعه في أوروبا ما يكسبها القدرة على إحكام مزيد من السيطرة وإجهاض أي محاولة للاستقلال والسيطرة أكثر فأكثر على القرار السياسي والاقتصادي والخيارات الاستراتيجية لدول الاتحاد والدول الأوروبية من خارج الاتحاد، وضرب وإجهاض أي قوة صاعدة تحاول الاستقلال بخياراتها الاستراتيجية وبهذا الانتشار العسكري من خلال منظمة الناتو هذا الهيكل العسكري العابر للجيوش الوطنية وإعادة تشكيل القوى السياسية والاقتصادية داخل دول القارة الأوروبية خلقت توازنات جديدة تعمل لمصالحها أتاحت لها مزيدا من التحكم في قرارات دول الاتحاد الأوروبي والدول من خارج الاتحاد وهذا ما نشهده بشكل واضح في محطات عدة آخرها ما أنشأته الولايات المتحدة وسمي *”بتحالف حارس الازدهار”* الذي ولد ميتا، و ما هو في حقيقة الأمر إلا إبداع لغوي للتدليس والتضليل. وفي أحيانا كثيرة تكون هذه القرارات لا تصب في مصلحة تلك الدول بل تورطها.
ولكننا لو عدنا في مراجعة سريعة للمسار التاريخي للسياسات الأمريكية والأوروبية سنكتشف أن التمايز الأمريكي الأوروبي في السياسات لا يكاد يتجاوز حد الخلافات أو التباينات الهامشية والشكلية فقط وليس في الجوهر ويعود ذلك إلى المشتركات فيما بينهم فهي ذات العقلية التي تتمثل في الأبعاد السياسية المتعلقة بشبكة المصالح السياسية المشتركة، والأبعاد الفكرية المتأصلة بالجذور الاستعمارية، والأبعاد الاقتصادية المتعلقة بالشبكة العنكبوتية للشركات والمصارف متعددة الجنسيات ومركزية وهيمنة الدولار الأمريكي.
وهذه المشتركات أنتجت لنا ما عرف في العلوم السياسية “العالم الغربي” وما ترتب عليه من مصالح لهذا الغرب في دولنا العربية والإسلامية ودول عالم الجنوب الذي ننتمي اليه.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نهائيات «أمم أوروبا» بين إيطاليا وألمانيا
باريس (أ ف ب)
يُقام الدور نصف النهائي ونهائي دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم على أرض الفائز من مواجهة ربع النهائي بين إيطاليا وألمانيا، وذلك وفق ما أعلن الاتحاد القاري للعبة (اليويفا) خلال اجتماع لجنته التنفيذية.
وقال الاتحاد القاري في بيان «اختارت اللجنة التنفيذية لـ «اليويفا» الفائز من ربع النهائي بين إيطاليا وألمانيا مضيف مبدئياً لنصف نهائي ونهائي البطولة بين 4 و8 يونيو 2025».
وأضاف «وتم اختيار ملعبي تورينو، الخاص بيوفنتوس والخاص بتورينو، وملعبي ميونيخ وشتوتجارت لاستضافة المباريات».
وتتواجه إيطاليا مع ألمانيا في 20 مارس في ميلانو ذهاباً، على أن يكون الإياب في دورتموند بعدها بثلاثة أيام.
وفي بيان منفصل، أفاد الاتحاد الإيطالي لكرة القدم بأن ملعب يوفنتوس «أليانتس أرينا» الذي يتسع لـ41500 متفرج، سيستضيف مباراتي نصف النهائي في 4 و5 يونيو والمباراة النهائية في الثامن منه، على أن تكون مباراة المركز الثالث المقررة في يوم النهائي على الملعب الأولمبي في تورينو (28500 متفرج).
وفي المواجهات الثلاث الأخرى في ربع النهائي، تلتقي البرتغال مع الدنمارك، هولندا مع إسبانيا بطلة أوروبا وحاملة اللقب، وكرواتيا مع فرنسا.
كما حدد «اليويفا» موعد مباراة الكأس السوبر التي تجمع سنوياً بين بطلي دوري الأبطال و«يوروبا ليج»، حيث ستقام في 13 أغسطس على «ستاديو فريولي» الخاص بنادي أودينيزي الإيطالي.