تقرير/ أسماء البزاز
واقع مأساوي يعيشه أطفال غزة والبالغ عددهم نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ، يعيشون تحت قصف مستمر منذ العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر 2023.
استشهد أكثر من 5 آلاف طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما يعادل 40 % من الضحايا، في حين أصبح الآلاف يتامى نتيجةً لوفاة والديهم جراء القصف.


ورغم عدم حصر أعداد الأطفال الفلسطينيين الذين أصبحوا يتامى، فإن مصيراً صعباً ينتظرهم بالنظر إلى ضعف الإمكانات في القطاع.
هذا وقد تسبب الحصار والنزوح والقصف الإسرائيلي المستمر على غزة في معاناة شديدة لسكان القطاع، وخاصة الأطفال.
ووفقاً لتقديرات اليونيسف، يحصل الأطفال النازحون مؤخراً في جنوب قطاع غزة على ما بين 1.5 إلى 2 لترين من الماء يوميًا، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى – ثلاثة لترات يوميًا – الذي يتيح لهم البقاء أحياء.
وبحسب أرقام الأمم المتحدة، يُقدّر أن 1.7 مليون شخص في قطاع غزة هُجّروا، أكثر من نصفهم أطفال، وقد نفدت إمدادات المياه والأغذية والوقود والأدوية، كما دمرت منازل الأطفال وشتت أسرهم.
ويعاني أكثر من 80 بالمئة من الأطفال الصغار فقراً غذائياً حاداً، وأكثر من ثلثي المستشفيات لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود والمياه والإمدادات الطبية الحيوية أو بسبب تعرضها لأضرار كارثية.
أطفال “غزة” اليوم ممن يتعرضون للموت على مدار الساعة
ووفق الحصيلة التي أعلنتها منظمة “اليونيسف”، إن حوالي 9000 آلاف بإصابات مختلفة، وهناك العشرات مفقودون تحت أنقاض البنايات التي قُصفت بأسلحة العدوان الإسرائيلي.
يأتي هذا وسط مناشدات عربية ودولية بتوفير الحماية للمستشفيات التي تحوى حضانات الأطفال المبتسرين .

مشاهد مروعة :
«ما رأيته كان مفجعا! “..هكذا وصفت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لمنظمة “اليونيسف” وضع الأطفال لدى زيارتها للقطاع مؤخرا ، مضيفةً: لقد تحمل الأطفال القصف والنزوح المتكرر داخل القطاع، لا يوجد مكان آمن ليلجأ إليه مليون طفل فى القطاع المدمر.
وأشارت إلى الانتهاكات الجسيمة بحق هؤلاء الأبرياء؛ وتشمل هذه الانتهاكات القتل والتشويه والاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات ومنع وصول المساعدات الإنسانية، مضيفة إلى أن الفتح المتقطع لمعابر غزة الحدودية أمام شحنات الإمدادات الإنسانية غير كاف لتلبية الاحتياجات المتزايدة بشكل هائل، وفي فصل الشتاء، تصبح الحاجة إلى الوقود أكثر إلحاحاً ، ليضيف إلى المعاناة، إن نفاد الوقود يمثل تحديا كبيرا ، حيث أدى إلى توقف المستشفيات والمراكز الصحية عن العمل ، كما توقفت محطات تحلية المياه عن إنتاج مياه الشرب، ولن نتمكن من توزيع الإمدادات الإنسانية.
وناشدت “راسل” المجتمع الدولي لضمان حماية الأطفال ومساندتهم، وفقا للقانون الإنساني الدولي.
كما دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية للإفراج الآمن عن جميع الأطفال المختطفين والمحتجزين وضمان وصول الجهات الإنسانية العاملة بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى المحتاجين بكافة الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة.”، كما يجب حماية المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية خاصة التي تحوى الأطفال الرضع من الهجمات.
فمنذ بدء التصعيد، تقدم المنظمات الأممية الإمدادات الطبية ومستلزمات الأطفال إلى المستشفيات في المناطق الجنوبية والوسطى من القطاع، لدعم حوالي 244 ألف شخص، بما في ذلك الأطفال حديثي الولادة في وحدات العناية المركزة الأخرى لحديثي الولادة. وبالإضافة إلى ذلك، تم نقل المياه لخمسة مستشفيات بالشاحنات لتوفير الحد الأدنى وهو 3 لترات للشخص الواحد يوميًا لحوالي 50 ألف شخص.
وفي الوقت نفسه، يموت حديثو الولادة ممن يحتاجون إلى رعاية متخصصة في واحد من مستشفيات غزة الكبرى “الشفاء، مع نفاد الكهرباء والإمدادات الطبية، واستمرار العنف بآثار عشوائية.
وفي مستشفى ناصر في خان يونس لا يختلف الحال كثيرا ، فهناك أطفال كثيرون ينتظرون الأدوية أملا في الحياة .
وفي جناح الأطفال حديثي الولادة بالمستشفى، كان الأطفال الصغار جداً يتشبثون بالحياة في الحاضنات، بينما كان الأطباء قلقون حيال كيفية إبقاء الآلات تعمل بدون وقود.
وتم نقل 31 طفلاً رضيعًا متشبثين بالحياة من مستشفى الشفاء في شمال غزة إلى جنوب القطاع، فحياتهم معرضة للخطر، وحالاتهم الصحية متدهورة .
50 % من أطفال غزة بحاجة للرعاية النفسية:
حملت الحرب على قطاع غزة للكثير من الأطفال تغييرا قاسيا طويل الأمد في حياتهم، فالبعض أصبح معاقا أو يتيما ـ على أقل تقدير ـ ما يعني حاجة هؤلاء لعملية تأهيل نفسى، فهي صدمات نفسية معقدة وطويلة الأمد، وفق المتحدث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، سليم عويس، مشيرا إلى أن أكثر من 50 % من الأطفال في قطاع غزة بحاجة للرعاية النفسية.

882 طفلا معتقلا
وبلغ عدد حالات الاعتقال للأطفال (دون 18 سنة) 882 حالة اعتقال، ما زال منهم 150 طفلاً في سجون الاحتلال، حيث يعيشون ظروفاً اعتقالية تخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل، وفي حالة حرمان من طفولتهم بما فيه مواصلة دراستهم.
10 % من الأطفال يتعرضون للعنف” الإلكتروني:
يجابه أطفال فلسطين مختلف أشكال العنف ، فهناك حوالي 10 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (12 – 17 سنة) في فلسطين يتعرضون لأحد أشكال العنف الإلكتروني عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي؛ بواقع 11 % في الضفة الغربية، و9 % في قطاع غزة ، كما تعرض نحو 3 % من الأطفال (12 – 17 سنة) إلى العنف من خلال الاتصالات (أي تهديد أو ابتزاز أو تحرش أشخاص أو جهات مختلفة عبر المكالمات أو الرسائل) في فلسطين؛ 3 % في الضفة الغربية، 2 % في قطاع غزة ، وفق ( جهاز الإحصاء الفلسطيني).

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی قطاع غزة من الأطفال أکثر من

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية:حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع شملت 600 ألف طفل

جنيف"أ.ف.ب": أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية اليوم الخميس أن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة شملت أكثر من 600 ألف طفل، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار أتاح تلقيح من فوتوا الجرعة سابقا.

وبعد أن عاود المرض الظهور في غزة لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاما، ما أدى إلى إصابة رضيع يبلغ 10 أشهر في أغسطس الماضي، أجريت جولتان من التطعيم في سبتمبر و أكتوبر.

وتم منح أكثر من 95% من الأطفال المستهدفين الجرعتين اللازمتين من اللقاح الفموي.

لكن عيّنات بيئية جمعت من موقعين في ديسمبر 2024 و يناير 2025، أظهرت أن فيروس شلل الأطفال لا يزال منتشرا.

ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في 19 يناير، ما سمح بإطلاق حملة تطعيم جديدة تستهدف 591 ألف طفل دون سن العاشرة السبت بمشاركة 1600 فريق تطعيم وأكثر من 1200 "مرشد اجتماعي".

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبرييسوس عبر منصة إكس إن الحملة التي استمرت خمسة أيام انتهت الأربعاء وشملت 602,795 طفلا دون سن العاشرة.

وأضاف أن "وقف إطلاق النار سمح للعاملين في مجال الصحة بالوصول إلى عدد أكبر من الأطفال مقارنة بجولتي التطعيم السابقتين في عام 2024، من بينهم الأطفال الذين ربما فاتتهم فرصة الوصول بسبب حركة السكان، وأولئك الذين لم يكن من الممكن الوصول إليهم بسبب انعدام الأمن".

وتابع تيدروس "يتوقف القضاء على شلل الأطفال على تطعيم كل طفل على أكمل وجه وضمان الوصول المستمر إلى المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة والتغذية السليمة. ولكن الدواء الذي يحتاجه كل أطفال غزة هو السلام الدائم".

يتفشي فيروس شلل الأطفال في أغلب الأحيان من خلال مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة، وهو فيروس شديد العدوى وقد يكون مميتا.

ويمكن أن يسبب الفيروس تشوهات وشللا، ويؤثر أساسا على الأطفال دون سن الخامسة.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن الثلاثاء إنه رغم البرد والأمطار، فإن الأهالي أحضروا أطفالهم إلى مراكز التطعيم.

وقال إن الوصول إلى هذا العدد الكبير من الأطفال في الأيام الثلاثة الأولى يعد "إنجازا رائعا، وأنا شخصيا لم أكن أعتقد أننا سنصل إلى هذا العدد".

ومن المقرر إجراء جولة تطعيم أخرى في غضون أربعة أسابيع.

مقالات مشابهة

  • تحذير أممي.. أزمة غذاء تهدد أطفال لبنان
  • تقرير يتناول وضع أطفال لبنان... هذا ما فعلته الحرب بهم
  • يونيسف: لا يزال أكثر من 25 % من أطفال لبنان خارج المدرسة
  • يونيسف: أكثر من نصف أطفال شرق لبنان تحت سن الثانية يعانون فقرًا غذائيًا
  • جورجينا تفاجئ أطفال مرضى السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي.. صور
  • سوريا.. مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص بينهم أطفال ونساء بأعمال عنف
  • الصحة العالمية:حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع شملت 600 ألف طفل
  • «أطفال البرلمان العربي» يستشرفون المستقبل
  • ستة أطفال حديثي الولادة في غزة يتجمدون حتى الموت
  • صراع الخلافة في الفاتيكان يشتد وانقسام بين الكرادلة والبابا فرنسيس على قيد الحياة