مفاجآت لوبيز ساهمت في انتصار العنابي

حقق منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بداية إيجابية من كل النواحي بانتصاره على لبنان في افتتاح آسيا 2023، ولم تكن البداية الإيجابية متوقفة فقط على الانتصار، لكنها امتدت الى ان الانتصار تحقق بثلاثية، كما ان الانتصار تحقق بعد أداء فني جيد باعتراف الجميع، وهو امر طيب ودفعة معنوية كبيرة، حيث كان منتخبنا بحاجة الى هذا الانتصار في هذا التوقيت، كونه حامل اللقب ومستضيف البطولة، وكونها أيضا اول مباراة رسمية للفريق تحت قيادة فنية جديدة للإسباني ماركيز لوبيز حيث كان هناك ترقب لما سيقدمه العنابي في الخطوة الاولى.

البداية كانت جيدة أيضا لان المنتخب اللبناني رغم خسارته بثلاثية الا انه كان ندا قويا ومنافسا شرسا ولم يهدأ ولم تتوقف محاولاته عن تعديل النتيجة حتى اللحظة الأخيرة من عمر المباراة، وهو ما جعل للانتصار قيمة كبيرة.
هذا الانتصار سيدفع العنابي بكل قوة لمواصلة الأداء الجيد والانتصارات في اللقاءات القادمة حتى يضمن التأهل ان شاء الله مبكر الى دور الـ 16.
وهذا الانتصار خفف الكثير من الأعباء النفسية على اللاعبين وعلى المنتخب والجهاز الفني، وسوف يساعده إن شاء الله على اكمال المشوار الصعب حتى النهاية، والذي سيواجه فيه العنابي منتخبات اقوى وفرق أكثر طموحا في الفوز باللقب.
لابد من الإشادة هنا بالجماهير القطرية التي حققت رقما قياسيا جديدا في حضور المباريات الافتتاحية للبطولة، والتي كانت أكبر سند للعنابي وللاعبين ولعبت دورا مهما في قيادة الادعم الى الانتصار الأول في البطولة. 
ومن المؤكد ان وقوفها بجانب الفريق في المباراتين القادمتين امام طاجيكستان ثم الصين سيسهم في تأهل العنابي ان شاء الله.
مفاجآت لوبيز
علينا ان تعترف ان لوبيز مدرب العنابي فاجأنا كما فاجأ المنتخب اللبناني بالتشكيل الذي خاض به المباراة خاصة في الدفاع حيث اعتمد للمرة الأولى على لوكاس منديز والمهدي علي في قلبي الدفاع، ومحمد وعد في الظهير الايسر، بينما كان بيدرو ميجيل الظهير الأيمن هو الوحيد من المدافعين من آسيا 2019 كما كان اشتراك حسن الهيدوس قائد العنابي ويوسف عبد الرزاق في الوسط مفاجأة أيضا كون الهيدوس كان خارج التشكيل الأساسي في آخر مباراتين وديتين وكذلك يوسف عبد الرزاق، ومن الواضح ان لوبيز كان يعدهما للمواجهة، بينما كان الهجوم العنابي وقلبا الوسط متوقعا بوجود الثنائي الهجومي أكرم عفيف والمعز علي، وبوجود لاعبي الوسط عبد العزيز حاتم واحمد فتحي.
ويحسب للمدرب الاسباني انه بدأ وضع بصمته على الفريق، واهم هذه البصمات الأداء السريع وهو سر الانتصار على المنتخب اللبناني، صحيح ان المنافس كانت له هجمات مرتدة خطيرة، لكن الفريق منذ اللحظة الأولى كان قريبا من التهديف، وقد نجح في تسجيل الهدف الأول فعلا بعد 6 دقائق لكنه ألغي لتسلل المعز.
كما ان العنابي كان الأكثر خطورة على المرمى والأكثر حصولا على الفرص والتي لو استغلها نجومنا لكان الانتصار قياسيا  في نفس الوقت لابد من الإشارة الى ان الدفاع كان جيدا واستطاع مواجهة مرتدات المنتخب اللبناني ومن خلفه الحارس مشعل برشم الذي انقذ اكثر من فرصة محققة.

لا غنى عن الهيدوس
اثبت حسن الهيدوس قائد العنابي انه لاعب لا غنى عنه في كل مباراة من مباريات العنابي بما يملكه من خبرة ومن مستوى ومن أداء جيد للغاية يصب في مصلحة منتخبنا.
الهيدوس كان علامة بارزة في مباراة لبنان سواء كقائد للفريق او كنجم في الوسط وفي الهجوم وقدم أداء جيدا للغاية حتى خرج في الشوط الثاني، وكان قريبا من هز الشباك لولا عدم التوفيق.

وعد في الوسط أفضل
رغم نجاح محمد وعد في مركزه الجديد كظهير ايسر، ورغم صناعته الهدف الثاني للعنابي من عرضية وصلت على رأس المعز، الا ان وجوده في الوسط افضل لمنتخبنا وافضل لوعد الذي يملك إمكانيات اكثر فائدة للعنابي في الوسط لاسيما التسديد البعيد، ربما كانت هناك وجهة نظر ورؤية خاصة لمدرب العنابي في اشراك محمد وعد في الظهير الايسر مثل معرفة المنتخب اللبناني جيدا بان همام الأمين الظهير الايسر الأساسي إحدى الأوراق الرابحة والاساسية في العنابي. 

برشم لم يخيب الآمال
لم يخيب مشعل برشم حارس مرمى العنابي الآمال في دفاعه بجراءة وشجاعة عن شباك منتخبنا في اول مباراة له ببطولة كأس آسيا، حيث تألق وأنقذ مرماه من بعض الفرص المحققة 
ورغم ان مشاركة مشعل برشم ليست مفاجأة باعتباره واحدا من أفضل الحراس الحاليين الا ان الجميع توقع مشاركة سعد الشيب بعد تواجده أساسيا في تجربتي كمبوديا والاردن.

 
عفيف متألق كعادته
ظهر أكرم عفيف كعادته واحدا من ابرز نجوم المباراة، وكان من مصادر الخطورة على المرمى اللبناني وأعاد الى الاذهان صورته الرائعة في آسيا 2019، ولم يكتف بمحاولاته صناعة الأهداف، لكنه اكمل دوره بأحرازه هدفين من اجمل الأهداف وبالتالي كان من اهم عوامل النصر. 
ولو استمر على ادائه الذي ظهر عليه سواء في مباراة لبنان او في المباريات الودية فانه بلا شك سيلعب دورا مهما في مساعدة العنابي على الاحتفاظ بلقبه، وسيكون أيضا مرشحا وبقوة للقب أفضل لاعب في البطولة.

المعز واستمرار التهديف 
مباراة بعد مباراة يثبت المعز علي ان مكانه الطبيعي هو رأس الحربة، وليس اللعب على الاجنحة او اللعب في الوسط كما يفعل بعض المدربين، حيث اثبت خطورته منذ اللحظة الأولى امام لبنان وسجل هدفا والغى الحكام هدفا ثانيا له. ولا شك ان استمرار المعز علي في اللعب بمركز رأس الحربة امر إيجابي للعنابي وامر جيد يتناسب مع امكانياته كمهاجم خطير يجيد استغلال الفرص. 
ومن المؤكد ان لوبيز ادرك جيدا الإمكانيات الجيدة للمعز كرأس حربة، ورفض اشراكه في مركز الجناح كما كان يفعل أيضا البرتغالي كارلوس كيروش المدرب السابق للعنابي والذي كان يشرك المعز في الجناح في بعض المباريات الودية. 
 

المصدر: العرب القطرية