شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن فاغنر ونهاية المرتزقة، فاغنر ونهاية المرتزقةإذا كانت هذه الجماعات المسلحة خارجة عن القانون، فلماذا لا يصنفها القانون الدولي كلها ضمن الجماعات الإرهابية؟ .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات «فاغنر» ونهاية المرتزقة، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
«فاغنر» ونهاية المرتزقة
إذا كانت هذه الجماعات المسلحة خارجة عن القانون، فلماذا لا يصنفها القانون الدولي كلها ضمن الجماعات الإرهابية؟
صمت النظام العالمي عن فاغنر وجرائمها حيث لم تصنف كمجموعة إرهابية إلا بعد غزو أوكرانيا رغم جرائمها في ليبيا والسودان ودول إفريقيا.
أغلب الدول الكبرى تملك مجموعات مرتزقة تعمل خارج إطار القانون وتكلف بعمليات قذرة لا تريد الدولة أن تتورط فيها قانونيا بشكل مباشر.
لن تسمح روسيا لدول أخرى بامتلاك جماعات مقاتلة خارج إطار القانون بعد أن تحرم هي من جيش المرتزقة الأضخم ممثلا في مجموعة فاغنر.
لا نملك اليوم معطيات مؤكدة تسمح لنا بتفسير حقيقة المواجهة الأخيرة بين فاغنر والجيش الروسي. فهل كانت مواجهة حقيقية أم مسرحية استخبارية؟
لن يكون مستقبل المرتزقة كما كان قبل حرب أوكرانيا وهو أمر لا يعني الاستغناء عنها تماما بل ستشهد تحولات كبيرة فيما يتعلق بوضعها القانوني دوليا.
* * *
ليست «مجموعة فاغنر» الروسية إلا واحدة من بين عشرات القوات المسلحة المرتزقة غير النظامية التي تتبع هذا البلد أو ذاك فقبلها كانت مجموعة «بلاك ووتر» الشهيرة التي ارتكبت في العراق مجازر بشعة لا توصف في أماكن عديدة منه.
لا شك أنّ أغلب الدول الكبرى تملك مجموعات مرتزقة تعمل خارج إطار القانون وتكلف بعمليات قذرة لا تريد الدولة أن تتورط فيها قانونيا بشكل مباشر.
لكنّ الجديد في حال مرتزقة فاغنر أنهم وصلوا إلى حدود التمرد على الجيش الروسي وعلى قيادات الجيش، وهدد زعيمهم بريغوجين باحتلال موسكو قبل أن يتراجع عن قراره بعد وساطات دولية.
لا يزال أمر هذه المغامرة غامضا لكن المداهمات التي عرفتها مقراته كشفت عن صور له في ليبيا وهو يضع لحية كثيفة تذكر بقيادات الجماعات السلفية خلال المواجهات المسلحة مع حكومة طرابلس وقيادات الثورة بها.
صحيح أننا لا نملك اليوم من المعطيات المؤكدة ما يسمح لنا بتفسير حقيقة المواجهة الأخيرة بين فاغنر والجيش الروسي. فهل كانت مواجهة حقيقية أم مسرحية استخبارية؟
مهما كانت الإجابة فإن الواقعة الأخيرة تؤكد مرة أخرى خطورة هذه التنظيمات المسلحة الخارجة عن القانون وقدرتها على تهديد أنظمة بعينها بما فيها الأنظمة التي صنعتها.
لكن الأخطر من ذلك كله هو صمت النظام العالمي عنها وعن جرائمها حيث لم تصنف مجموعة فاغنر كمجموعة إرهابية إلا بعد غزو أوكرانيا رغم جرائمها في ليبيا والسودان ودول إفريقيا.
إن كيل النظام العالمي بمكيالين فيما يخص مجموعات المرتزقة هذه هو الذي يفسر ما تمتعت به من حصانة من التتبعات القانونية وكيف تحولت إلى وسائل تهديد للنظام العالمي وللأمن القومي لكثير من الدول. بل إن كثيرا من الأنظمة العربية التي حاربت ثورات الشعوب قد وظفتها في ضرب مسارات التغيير مثلما حدث مع تنظيم فاغنر في ليبيا مثلا.
لن يكون مستقبل جماعات المرتزقة كما كان قبل الحرب الروسية الأوكرانية وهو أمر لا يعني الاستغناء عنها تماما بل إنها ستشهد تحولات كبيرة فيما يتعلق خاصة بوضعها القانوني دوليا.
لن تسمح روسيا للدول الأخرى أن تمتلك جماعات مقاتلة خارج إطار القانون بعد أن تحرم هي من جيش المرتزقة الأضخم ممثلا في مجموعة فاغنر. الأمر الأكثر إثارة للجدل هو التالي: إذا كانت هذه الجماعات المسلحة خارجة عن القانون، فلماذا لا يصنفها القانون الدولي كلها ضمن الجماعات الإرهابية؟
*د. محمد هنيد أستاذ محاضر في العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس مجموعة فاغنر عن القانون فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
إمَّا أن تكون معادياً لـ”إسرائيل” أو مجنداً لخدمتها
محمد محسن الجوهري
مع وصول ضباط إسرائيليين وآخرين بجنسيات مختلفة موالية للصهيونية إلى مناطق سيطرة السعودية والإمارات في اليمن، لم يَعُد أمام كل يمني خيار آخر، فالحياد انتصار للكيان المؤقت، وقد شجّعته الخلافات الداخلية في اليمن على توظيفها لصالحه، ها هم فصائل المرتزقة يحشدون لفتح جبهة استنزاف لحماية السفن والمصالح الإسرائيلية.
ولا يقتصر الأمر على مرتزقة اليمن بل يمتد إلى سائر الأنظمة العربية غير المعادية للكيان الصهيوني التي بغبائها انجرّت تدريجياً إلى المعسكر اليهودي، وبات اليوم يُفرض عليها الدخول في مغامرات غير محسوبة العواقب لتشتيت محور المقاومة، تحت قاعدة “من ليس صهيونياً فهو مع إيران”، في هذا السياق ستسقط دول وأنظمة في سبيل الباطل، وكان بإمكانها أن تقدم بعض تلك التضحيات في سبيل الحق لتأمين حكمها وشعبها.
المخطط اليوم في اليمن تُشرف عليه “إسرائيل” بشكل مباشر، وقد وصل خبراؤها مؤخراً إلى مناطق يمنية محتلة مثل المخا ومأرب، بذريعة تدريب قوات محلية مرتزقة لاستعادة الدولة اليمنية حسب وصفهم، وقد استُقبلت تلك العناصر بترحيب كبير من قبل قيادات حزب الإصلاح ومرتزقة الإمارات في الساحل الغربي، وهذا بحد ذاته يُعتبر ردة علنية عن كل الثوابت الدينية والوطنية التي يتمتع بها اليمنيون، ويُعتبر علامة فارقة بينهم وبين سائر الشعوب في المنطقة.
ومن العار علينا أن نقبل بهيمنة الصهاينة على أرض يمنية، ولا خير نرتجيه أو ترتجيه تلك الفصائل العميلة بعد اليوم، فقد تنازلت عن كل مقدس في دينها وعقديتها، وباتت في خندق واحد مع اليهود، رغم علمهم بأن القبول بذلك عار وخزي في الدارين، فما كان اليمن عبر تاريخه مؤيداً لليهود، بل كان في خندق الإسلام المحمدي الأصيل، وحاضراً في كل المواطن الإسلامية المشرفة، بدءاً بغزوة بدر وما تلاها من فتوحات إسلامية، كفتح خيبر، وانتهاءً بعملية طوفان الأقصى المباركة، والتي لو لم يكن من حسناتها إلا أنها فرزت العرب اليمنيين بين مسلم صريح ويهودي صريح.
وإن كانت المعركة مع فصائل المرتزقة محسومة بعد ما أقدموا عليه من تطبيع وخيانة مع الكيان المؤقت، فإن الرد سيتجاوز تلك الجماعات إلى من يقفون وراءها ويمولونها بالمال والسلاح لتحقيق الأطماع الصهيونية في اليمن، ليس فقط عبر الصواريخ والطائرات المسيرة، بل أيضاً عبر الجبهات البرية مع حلفاء الكيان.
ومن يدري! ربما يكون المشهد السوري الذي يريدون استنساخه في اليمن أقرب إليهم من ذلك، وتكون عاقبة الأنظمة الخليجية مشابهة لعاقبة الأسد، سيما وأن تلك الدول لا تملك الجيوش الفعلية القادرة على حمايتها، وتراهن فقط على القواعد الأجنبية، والتي بدورها أثبتت فشلها الذريع في مواجهة المجاهد اليمني.
نحن اليوم أمام مرحلة حاسمة وفاصلة في تاريخ اليمن، وعلينا التوحد لمواجهة العدو التاريخي للعرب والمسلمين، وتقديم كل التضحيات في هذا المسار، ما لم، فإن فصائل المرتزقة موعودة بالهلاك المجاني في قضية معادية للإسلام والعروبة، وليس لها مبرر في افتعال أي أزمات داخلية، فالعالم كله يعرف أنها أدوات أجنبية لزعزعة الوحدة اليمنية، ومعاقبة المجاهدين وردعهم عن مهاجمة العدو الصهيوني وحلفائه الغربيين.