يمانيون – متابعات

تأكيداً لإصرارهما الكبير على حماية الكيان الصهيوني ودعمه لمواصلة إبادة الشعب الفلسطيني، اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا قرار الاعتداء العسكري على اليمن، وشنتا عشرات الغارات الغادرة، فجر الجمعة، على عدد من المحافظات اليمنية ومن ضمنها العاصمة صنعاء، في محاولة بائسة لفرض إجراء ردع ضد معادلة الحصار البحري المؤثر والفعال الذي تفرضه القوات المسلحة على كيان العدو في البحر الأحمر، الأمر الذي كشف عن سوء تقدير كبير لدى الحكومتين الغربيتين اللتين تجاهلتا بحماقة تحذيرات واضحة ومعادلات استراتيجية حرصت القيادة اليمنية على تحديدها بشكل مسبق بخصوص الرد على أي اعتداء يطال اليمن، في خطأ تأريخي ستثبت الأيام القادمة فداحته، لأن رد الفعل الرسمي والشعبي على الاعتداء جاء مشحوناً بتأكيدات صارمة وقاطعة على أنّ الثأر لن يتأخر وسيكون مزلزلاً، وأنّ معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ليست مجرد عنوان، بل واقع سيجد الأمريكيون والبريطانيون صعوبة كبيرة في تجاهله وتجاوز مفاعيله.

تفاصيل الاعتداء

حول تفاصيل الاعتداء الأمريكي البريطاني الغادر، أوضح المتحدث باسم القوات المسلحة، في بيان رسمي أنه تضمن 73 غارة، استهدفت كلّ من العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، وأدّت إلى ارتقاء خمسة شهداء وإصابة ستة آخرين من أبطال القوات المسلحة.

وعلى عكس ما حاول الأمريكيون والبريطانيون الترويج له في حملة التهويل الدعائية التي رافقت الاعتداء، حيثُ زعموا أنّ الغارات استهدفت القدرات العسكرية اليمنية المستخدمة في العمليات البحرية، فقد أكّد ناطق “أنصار الله” محمد عبد السلام، في تصريحات لقناة الجزيرة، أنّ معظم الأماكن التي تم استهدافها قد تم قصفها سابقاً خلال السنوات الماضية، وأنه لا وجود للأضرار التي يتحدث عنها العدو.

وفي حديثه لقناة الجزيرة أوضح عبد السلام، أنّ من يقف وراء العدوان بشكل كامل هي الولايات المتحدة وبريطانيا، وبرغم أنّ واشنطن حاولت حشد أسماء مجموعة من الدول في بيان مشترك حول الاعتداء، فقد كشف عبد السلام أنّ معظم تلك الدول قد تواصلت بصنعاء وأكّدت عدم علاقتها بالضربات العدوانية على اليمن.

معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس:

لكن المسألة بالنسبة للقيادة اليمنية والشعب اليمني، لا تتعلق بتفاصيل القصف فقط، فمسألة الاعتداء على اليمن كانت حاضرة وبقوة خلال الأسابيع والأيام الماضية كخط أحمر يمثل تجاوزه دخولاً في مرحلة استراتيجية جديدة، حرص قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بنفسه على توضيح العديد من معادلاتها وملامحها بشكل مسبق، حتى أنّه وضع لها عنواناً رسمياً يتمثل في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”، وهي رسالة واضحة للأمريكيين والبريطانيين بأنّ المغامرة في اليمن لن تخضع لحساباتهم وتقديراتهم، بل لحسابات ومعادلات أعدها اليمن مسبقاً بناء على نظرة عقائدية عميقة للصراع مع أمريكا كصراع فاصل وحاسم لا مفر منه.

المعادلة الأولى هي معادلة الرد على الاعتداء، حيث حرص قائد الثورة في خطابين، آخرهما كان قبل الاعتداء بساعات، على ترسيخ ملامح هذه المعادلة بوضوح، وأكّد على نقاط هامة، أولها أنّ الاعتداء لن يمر دون رد وعقاب، والثانية أنّ حجم الرد سيكون أكبر بكثير من العملية الأخيرة، التي أعلنت القوات المسلحة تنفيذها الأسبوع الماضي ضد سفينة أمريكية كانت تقدم الدعم لكيان العدو، والتي كشف القائد أنها نفذت بأكثر من 24 طائرة مُسيَّرة وبعدة صواريخ، وقد وصفتها القيادة المركزية الأمريكية نفسها بـ”هجوم معقد”.

وهناك نقطة ثالثة ضمن هذه المعادلة كان قائد الثورة قد حددها بوضوح في خطابه قبل الأخير، وهي أنّ أي اعتداء أمريكي على اليمن، سيجعل المصالح والبوارج والسفن والملاحة الأمريكية تحت نيران القوات المسلحة.

وقد أكّد بيان القوات المسلحة بشأن الاعتداء الأخير على هذه المعادلة، حيثُ أعلن العميد يحيى سريع، أنّ “الاعتداء الأمريكي البريطاني لن يمر دون رد وعقاب”، وأنّ “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ لن تترددَ في استهدافِ مصادرِ التهديدِ وكافةِ الأهدافِ المعاديةِ في البرِّ والبحرِ دفاعاً عنِ اليمنِ وسيادتِهِ واستقلالِهِ”.

وفي السياق نفسه أكّد رئيس الجمهورية، أنّ “الأمريكيين والبريطانيين سيدفعون ثمناً باهظاً لعدوانهم غير المبرر على اليمن”، معلناً أنّ “الدم اليمني غالٍ وثأرنا لا يبات”.

وترسخ هذه المعادلة حقيقة مهمة من حقائق مشهد ما بعد الاعتداء على اليمن، وهي أنّ عمليات نوعية كبرى ومؤلمة سوف يتم تنفيذها ضد مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا في البر والبحر رداً على الاعتداء، وهي عمليات ستخضع لحسابات القيادة اليمنية، ولن يكون بمقدور أحد أن يتحكم في إطارها أو يحاول التأثير على خياراتها بحجة تجنب توسيع الصراع في المنطقة، لأن الاعتداء على اليمن هو مبادرة فعلية نحو توسيع الصراع.

المعادلة الثانية التي حرصت القيادة اليمنية على توضيحها مسبقاً بشأن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، والرد على أي اعتداء ضد اليمن، هي أنه لن يكون بالإمكان اللجوء إلى جهود دبلوماسية لتمرير الاعتداء دون رد، حيثُ أكّد قائد الثورة في خطابه قبل الأخير وبشكل صريح بأنه إن تورطت الولايات المتحدة في أي ضربات على اليمن فلن يكون هناك مجال للبحث عن وساطات لتهدئة الوضع، لأن ورطتها ستكون “ورطة كاملة”، وهو ما يعني أنّ الأساليب المعتادة التي تلجأ إليها واشنطن للنجاة من عواقب سلوكها، لن تفلح هذه المرة، وأنّ الإقدام على الاعتداء برغم هذا التحذير الواضح، يغلق الباب أمام أية ضغوطات أو مساومات، لتجنب الرد الحتمي.

المعادلة الثالثة الرئيسية التي حددتها القيادة اليمنية بشأن الاعتداء على اليمن، هي أنّ الحصار البحري على الكيان الصهيوني في البحرين الأحمر لن يتوقف، حيثُ أوضح قائد الثورة بشكل صريح في خطابه الأخير أنّ “الموقف الأمريكي والبريطاني لحماية السفن المرتبطة بإسرائيل ليواصل الإسرائيلي جرائمه بدون ازعاج لن يثنينا”، فيما أكد بيان القوات المسلحة أنّ “العدوانَ الغاشمَ لن يثنيَ اليمنَ عن موقفِه الداعمِ والمساندِ لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ، والاستمرار في منعِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ أوِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ من المِلاحةِ في البحرينِ العربيِّ والأحمر”.

وأكّد رئيس الجمهورية بدوره أنه “مهما كان حجم العدوان الأمريكي الصهيوني البريطاني على الشعب اليمني، سنستمر في منع السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى فلسطين المحتلة”، وجدّد التأكيد على أنّ “الملاحة الدولية في البحرين العربي والأحمر آمنة للجميع باستثناء السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة”.

وفي السياق نفسه أكّد ناطق أنصار الله، محمد عبد السلام، أنّ “الأمريكيين والبريطانيين مخطئون إن فكروا أنهم سيردعون اليمن عن مساندة فلسطين وغزة”، مشيراً إلى أنّ “الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي آمنة، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة”، وأنّ “اليمن مستمر في موقفه الديني والإنساني وسيظل إلى جانب غزة بكل ما يستطيع، ولن يزيده هذا العدوان إلا صلابة وقوة”.

وتمثل هذه المعادلة جداراً صلباً أمام الهدف الرئيسي المعلن للعدوان الأمريكي البريطاني والمتمثل في وقف عمليات القوات المسلحة في البحر الأحمر، بل إن هذه المعادلة تجعل الاعتداء على اليمن خطوة انتحارية بالكامل لا تتضمن حتى مكاسب ثانوية، لأن نتائجها ستكون مقتصرة فقط على تلقي ضربات يمنية مؤلمة والمخاطرة بتوسع الصراع في المنطقة بشكل ليست واشنطن ولا لندن مستعدتان لمواجهته، ولن يتضمن هذا التوسع أية إمكانية لتخفيف الحصار على الكيان الصهيوني، بل قد يتضمن فرض حصار يمني جديد على الملاحة الأمريكية والبريطانية، الأمر الذي يكشف بوضوح أن الاندفاع للاعتداء على اليمن جاء مبنياً على حسابات إرضاء الكيان الصهيوني أكثر مما كان مبنياً على أهداف واقعية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ معادلة استمرار الحصار البحري على الكيان الصهيوني قد تضمن مؤخراً معطى جديداً كشفت عنه تحذيرات القوات المسلحة وتصريحات لناطق أنصار الله، وهو ما يتعلق بالتعامل مع أي إجراءات لحماية السفن المرتبطة بالعدو الصهيوني، في إشارة إلى أنّ أية محاولة لمرافقة هذه السفن وحمايتها ستعرض السفن المرافقة للاستهداف.

وهناك معادلة خامسة أيضا، حرصت القيادة اليمنية على تحديدها بشكل مسبق فيما يتعلق بالرد على أي اعتداء، حيثُ أكّد قائد الثورة في خطابه الأخير، على أنّ “كلّ من يريد أن يتورط وأن يعتدي على أبناء شعبنا العزيز وأن يستهدف القوات البحرية فهو يخاطر فعلاً بملاحته وبسفنه التجارية”، وهي معادلة تؤكد بوضوح أنّ أي طرف ينخرط في العدوان الأمريكي البريطاني ستنطبق عليه نفس معادلات الرد والردع.

ومن خلال هذه المعادلات الواضحة التي تتقاطع عند الكثير من التفاصيل المهمة، يتضح وبشكل جلي أنّ القيادة اليمنية قد بادرت مبكراً للتعامل مع مسألة الاعتداء على اليمن وحددت ملامح واضحة، كلها تنسجم مع قدرات القوات المسلحة ومع السقف العالي للموقف الرسمي والشعبي، وهو ما لا يستطيع الأمريكيون والبريطانيون قوله عن تحركهم الذي يفتقر بوضوح حتى إلى دعم الحلفاء المتعصبين، ولا يتضمن أي أهداف واقعية، الأمر الذي يعني أنّ اليمن سينجح مرة أخرى بفضل الإرادة الاستثنائية وتظافر عناصر الإعداد والتفاعل والإمكانات والمشروعية في فرض معادلاته على الأعداء، كما فعل خلال السنوات الماضية، لكن هذه المرة سيكون صدى انكسار الأعداء أقوى ومفاعيل النصر اليمني أوسع تأثيراً على المنطقة والعالم. +++++

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الفتح الموعود والجهاد المقدس الأمریکی البریطانی الاعتداء على الیمن الولایات المتحدة اعتداء على الیمن الکیان الصهیونی القیادة الیمنیة القوات المسلحة هذه المعادلة على الاعتداء قائد الثورة عبد السلام أی اعتداء فی خطابه الرد على

إقرأ أيضاً:

الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني العاشر عن آثار العدوان على اليمن

الثورة نت/..

أطلقت الجمهورية اليمنية، اليوم، التقرير الوطني العاشر عن آثار العُدوان الأمريكي، البريطاني، الصهيوني، السعودي، والإماراتي على اليمن.

وفي مؤتمر صحفي نظمته وزارة العدل وحقوق الإنسان، بحضور وزير الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان، أكد نائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم الشامي، أن التقرير الحقوقي العاشر يرصد ويوثق آثار العدوان والانتهاكات الممنهجة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها دول العدوان وأدواتها ومرتزقتها من اليمنيين والأجانب على مدى عشر سنوات من العدوان بحق الشعب اليمني.

وأشار إلى أن العدوان الذي تعددت أشكاله من قصف مباشر بأعتى الأسلحة المحرمة دولياً على المحافظات اليمنية الحرة، استهدف المدنيين، والأعيان المدنية، والأحياء المكتظة بالسكان، والمنشآت الصحية والتعليمية والقضائية والاجتماعية والثقافية والدينية، بما في ذلك المنشآت التي تقدم المساعدات الإنسانية من الغذاء والدواء.

وذكر القاضي الشامي أن دول العدوان، بالإضافة إلى حصارها الجائر والشامل على اليمن، ونقل وظائف البنك المركزي اليمني من صنعاء، احتلت أيضاً أجزاء كبيرة من المحافظات الجنوبية والشرقية، ونهبت ثروات البلاد في تلك المحافظات، ودعمت الجماعات الإرهابية لممارسة أبشع الجرائم بحق المواطنين.

وأوضح أن التقرير لخص بإيجاز آثار وانعكاسات العدوان ومرتزقته، ويظهر أرقام ضحايا العدوان البشرية والمادية المباشرة وغير المباشرة، مشيراً إلى أن تلك الإحصاءات التي تضمنها التقرير غير نهائية، تم التوصل إليها من قبل وزارة العدل وحقوق الإنسان أثناء رصدها وتوثيقها لجرائم العدوان، بالإضافة إلى المعلومات التي حصلت عليها الوزارة من مختلف الجهات الحكومية.

ولفت إلى أن التقرير يظهر تدهور حقوق الإنسان في اليمن جراء المعاناة الكارثية التي عاشها اليمنيون خلال عقد من الزمن تحت العدوان والحصار.

وانتقد نائب وزير العدل وحقوق الإنسان عدم اضطلاع المجتمع الدولي بدوره إزاء انتهاكات دول العدوان لحقوق الإنسان في اليمن، وعدم إعماله لمبادئ القانون الدولي، ما شجع العدوان الأمريكي الصهيوني على الاستمرار في عربدته، لا سيما بعد أن انبرى الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية الشجاعة للوقوف مع الشعب الفلسطيني، باعتبار القضية الفلسطينية هي قضية الشعب اليمني المركزية والأولى في ظل تخاذل عربي وإسلامي تجاهها.

كما أكد أن التقرير الحقوقي العاشر بقدر ما يمثل شاهداً على حجم الجريمة، يعتبر وصمة عار في جبين المنظومة الإنسانية الدولية، وإدانةً صارخة لدول ترفع شعارات حقوق الإنسان بينما هي تقتل وتمول وتسلح القتلة.

وقال: “لطالما رفعت أمريكا شعار حقوق الإنسان سيفاً، لتبرير تدخلاتها، لكن تاريخها يفضح حقيقتها بجلاء، لا سيما وهي تسلح الاحتلال الصهيوني الخبيث الذي يرتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني منذ عقود، وقيامها بتعطيل كل قرارات الأمم المتحدة لوقف تلك المجازر”.

واستغرب القاضي الشامي من فشل منظمة الأمم المتحدة الذريع في وقف العدوان وكسر الحصار على اليمن، لحد منع إيصال الدواء والغذاء إلى أطفال اليمن وفلسطين، معتبراً هذا الصمت الأممي ليس حياداً بل تواطؤًا واشتراكاً يكافئ المجرمين ويعاقب الضحايا.

وحيا صمود الشعب اليمني في وجه العدوان الأمريكي الهمجي، لافتاً إلى أن اليمن لم يتصد فقط للعدوان، إنما مد يده لنصرة الأشقاء في فلسطين، وأصبح اليمن اليوم يعلّم العالم معنى التضامن الإنساني الحقيقي.

وعد نائب وزير العدل العدوان المتجدد على اليمن امتداداً لعقلية الاستعلاء التي تجيز للقوي أن ينهب الضعيف، وهذه سياسة يرفضها اليمن رفضاً قاطعاً، مؤكداً وقوف الشعب اليمني مع القرارات الحكيمة والاستراتيجية لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي أرسى مبادئ المقاومة المشروعة ضد العدوان، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية والإنسانية وعدم التستر على جرائم العدوان تحت ذرائع السياسة.

وأفاد بأن اليمن لن يتنازل عن حقه في مقاضاة كل من سفك دماء أبنائه، وسيستخدم كل الوثائق التي بحوزته كأدلة دامغة على وحشية العدوان، وسيعمل على تحريك الجانب الحقوقي والقانوني وتجهيز ملفات عن الجرائم بالأدلة الموثقة، وإرسال نسخ منها للجهات الدولية ذات العلاقة، مثل محكمة لاهاي وغيرها، لمحاكمة مجرمي الحرب.

ونوه القاضي الشامي بجهود الفرق التي عملت على إنجاز التقرير الحقوقي العاشر، لافتاً إلى أن وزارة العدل وحقوق الإنسان ستواصل رصد كل جريمة وتوثيق كل انتهاك ورفعه للمحاكم الدولية، لأن حقوق الشعب لا تسقطها السنوات ولا تتقادم، فدماء الأبرياء لن تذهب هدراً.

وفي المؤتمر الذي حضره نائبا وزيري الإعلام الدكتور عمر البخيتي، والكهرباء والطاقة والمياه عادل بادر، وممثلو عدد من الوزارات والمنظمات وشخصيات اجتماعية، اعتبر مسؤول قطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل وحقوق الإنسان، علي تيسير، العدوان على اليمن سابقة تاريخية سطر فيها اليمنيون ملاحم خالدة أبهرت العالم.

وذكر أن العدوان بذرائعه المكشوف زيفها لا يمكن وصفه سوى بعدوان جبان، استهدف المدنيين، والأعيان المدنية والتاريخية والأثرية، ودمر المدارس والجامعات والمستشفيات والمطارات والجسور، وما له علاقة بالإنسان من كهرباء ومياه، وثروة حيوانية وسمكية.

ولفت تيسير إلى أن العدوان تسبب في نزوح قهري لنحو أربعة ملايين و500 ألف من الأطفال والنساء والشيوخ، وخلف أزمة إنسانية مركبة، وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ كارثة في التاريخ المعاصر، واستخدم في عدوانه كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً طوال عشر سنوات.

وبين أن العدوان على اليمن منذ عشر سنوات، يؤكد أن مجرمي الحرب لا يعرفون شيئاً عن تاريخ اليمن الذي يُعد مقبرة للغزاة، مؤكداً أن معركة اليمن لإسناد الشعب الفلسطيني هي امتداد للصمود الأسطوري للشعب اليمني أمام قوى العدوان البربري.

وأشار مسؤول قطاع حقوق الإنسان بوزارة العدل إلى أن الشعب اليمني لم ير أو يسمع للأمم المتحدة صوتاً إزاء الجرائم التي ارتكبها العدوان، بل لا تزال هذه المنظمة مصرة على أن ما يجري في اليمن لا يربو عن كونه حرباً داخلية، وليس عدوانًا خارجيًا.

وقال: “القوانين الدولية والإنسانية أصبحت مجرد حبر على ورق، ولم تعد الأمم المتحدة قادرة على أن تحقق أي نصر للإنسان في أي مكان، وأصبح وجودها مضللًا للعالم وفقدت مبررات وجودها اليوم”.

في حين استعرض المستشار القانوني لوزارة العدل وحقوق الإنسان، حميد الرفيق، ملخص التقرير الوطني العاشر عن آثار العُدوان الأمريكي، البريطاني، السعودي والإماراتي على اليمن، والذي أوضح أن عدد الشهداء والجرحى المدنيين جراء العدوان منذ 26 مارس 2015 حتى 26 أبريل 2025 بلغ 95 ألفًا و346 مواطناً، بينهم 24 ألفاً و126 شهيداً، وذلك في إحصائية غير نهائية.

وأفاد التقرير بأن من بين الشهداء أربعة آلاف و176 طفلاً، وثلاثة آلاف و154 امرأة، وجُرح أربعة آلاف و175 طفلًا، وثلاثة آلاف و154 امرأة جراء عمليات تحالف العدوان خلال السنوات العشر الماضية. ومن بين الضحايا 69 طبيباً ومسعفاً، بينهم 66 شهيداً وثلاثة جرحى.

ولفت إلى أن مليوناً و483 ألفًا و23 مدنياً قضوا نتيجة العدوان بطريقة غير مباشرة جراء الحصار والعمليات العسكرية، وذلك لأسباب متعددة من الأمراض المزمنة، وسوء التغذية، وتفشي الأمراض، والسموم الناتجة عن المواد الكيميائية، وأمراض أخرى.

وتطرق التقرير إلى ارتفاع معدل وفيات الأمهات عند الولادة خلال العدوان، بنسبة 160 بالمائة عما كان عليه قبل العدوان، بواقع 400 حالة وفاة لكل 100 ألف حالة ولادة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد وفيات المواليد، حيث يتوفى 100 مولود من أصل ألف ولادة حية، ويموت 65 طفلاً دون سن الخامسة من أصل ألف طفل.

وبين أن مليونين و900 ألف طفل دون الخامسة يعانون من سوء التغذية، من إجمالي خمسة ملايين و366 ألفًا و767 طفلاً، يموت منهم 400 ألف بسبب سوء التغذية الحاد والوخيم.

وحسب التقرير، يموت كل 10 دقائق في اليمن طفلٌ بسبب أمراضٍ ترتبطُ بسُوء التَّغذيةِ، والأوبئة. وتُشيرُ البياناتُ إلى أنَّ 86 بالمائة منَ الأطفالِ دونَ سنِّ الخامِسةِ يُعانُون أحدَ أنواع فقر الدَّم، وهناك تسعة آلافِ حالةٍ تُضافُ سنويَّاً من مرضى السَّرطان، 15 بالمائة منها منَ الأطفال، وأكثرُ من ثلاثة آلافِ طفلٍ مُصابُون بسرطانِ الدَّم، ويحتاجُ 300 طفلٍ مُصابٍ بسرطانِ الدَّم للسَّفر إلى الخارج بصُورةٍ عاجلةٍ لتلقّي العِلاج، وسُجِّلتْ أكثرُ من 389 حالةَ وفاةِ أطفالٍ، بسبب سُوء التَّغذيةِ خلالَ العام 2022م.

وتسبب العدوان في معاناة مليون و800 ألف امرأة من سوء التغذية، تُوفّيَ منهُنَّ خلالَ عشرِ سنواتٍ، أكثرُ من 46 ألف امرأة، نتيجةَ سُوءِ التَّغذيةِ، ومُضاعفاتٍ أخرى ناجمةٍ عنِ الحِصَار والعُدوان، فيما قضى 120 ألف مواطن بسببِ عدمِ قُدرتهم على السَّفر للخارج لتلقّي العِلاج.

وتعرَّضتْ أكثرُ من أربعة آلاف و623 امرأةً لحالةِ إجهاضٍ قسريٍّ؛ بسببِ الخوف، والرُّعب، وعدم تمكُّن مُعظمِهنَّ من الوصُول إلى المستشفيات والمراكز الصِّحيَّة.

وأظهرت تقاريرُ صحيَّةٌ عديدة أنَّ 350 ألف حالة إسقاط أجنة منَ بطون أمَّهاتِهم الحواملِ لإنقاذ حياتهنَّ لأسبابٍ صِحيَّةٍ تُعانِي منها الأمَّهاتُ، ما اضطّر المستشفيات للعنايةَ بالأمَّهات وإنقاذِ حياتِهنَّ.

ووفقًا للتقرير، سجلّت وزارةُ الصِّحَّة أكثرَ من 22 ألف حالة من تشوُّهات الأجِنَّة، منها ألف و200 حالة وَفَاةٍ منَ الأجِنَّة المشوَّهَةِ خلالَ العام 2022م، فيما ظهرت حالاتُ تشوُّهَاتٍ مُعقَّدةٍ لا تُوجدُ ضمنَ الأطلسِ العالميّ لتشوُّهاتِ الأجِنَّة.

كما تم تسجيل 95 ألفاً و850 حالةَ إصابةٍ بأمراضِ الأورام بمركزِ الأورامِ خلالَ عشرِ سنوات، ووجود عشرات المرضى لم يستطيعُوا الوصُولَ إلى مراكز الأورام؛ بسببِ عدم قُدرتهم على سدادِ رُسُوم المواصلات، أو بُعدِ المسافة عن تلك المراكز.

وأوضح التقرير الوطني العاشر أن أكثر من 37 ألفًا و320 حالةَ فشلٍ كُلويّ تحتاجُ إلى أكثر من مليونينِ ونصفِ غسلةٍ بشكلٍ دوريّ، يمُوتُ من بينهُم (2-3) مرضى يوميًّا، ويُواجهُ حاليًّا أكثرُ من خمسة آلافِ مريضٍ بالفشلِ الكلويّ نقصًا حادًّا في المخزون الدوائي، والأدوية المصاحبة لجلسات الغسيل، فيما تحتاجُ أكثر من 498 جهازَ استصفاءٍ دمويّ في عدة مراكزَ إلى قطع غيارٍ.

وبلغتْ حالاتُ الاشتباهِ بوباءِ الكوليرا مُنذ 2016م، حتى مارس 2021م حوالي مليونين و525 ألفاً و556 حالة، تُوفّيَ منهُم ما يُقاربُ ثلاثة آلاف و979 حالة.

ولفت التقرير إلى أن اليمن في 14 مارس 2024م شهد عودة لوباءِ الكوليرا، تمَّ تأكيدُ سبعِ حالاتٍ إيجابيَّةٍ، وبلغ إجماليّ الحالاتِ، منذ عودةِ الوباءِ حتى 30 يوليو 2024م، حوالي 122 ألفاً و154 حالة، وإجماليّ الوفيات 461 وفاة، وثلاثة آلاف و378 حالة مؤكدة مخبريًّا.

وبيّن أن أعلى المحافظاتِ التي سجَّلتْ إصاباتٍ بوباء الكوليرا، هي محافظة حجة بواقع 21 ألفاً و227 حالة، توفي منها 56 حالة، ثم محافظة عمران بعدد 15 ألفاً و532 حالة، توفي منها 32 حالة، يليها محافظة ذمار بـ10 آلاف و948 حالة، توفي منها 34 حالة، ثم محافظة الحديدة بـ10 آلاف و129 حالة، توفي منها 93 حالة.

وفيما يتعلق باستهداف العدوان للأعيان المدنية، قدم التقرير الوطني العاشر تفصيلًا بالأضرار الجسيمة للأعيان جرَّاءَ العُدوان الأمريكيّ، البريطانيّ، الصُّهيُونيّ، وأدواته السُّعُوديّة والإماراتيّة، في مختلف القطاعات.

في قطاع التعليم، ألحق العدوان أضرارًا جسيمة بـ2,775 منشأة تعليمية وتربوية، و45 جامعة، و74 معهدًا فنيًا وتقنيًا، وفي قطاع الصناعة، استهدف العدوان 408 مصانع، وخمس صوامع غلال.

وفي قطاع الكهرباء والاتصالات، استُهدفت 5,601 شبكة ومحطة كهرباء، و2,181 موقعًا ومنشأة وشبكة اتصالات، أما في قطاع الطاقة، استُهدفت 537 محطة وقود وغاز، و391 ناقلة وقود، و163 ألف أسطوانة غاز منزلي.

وفي قطاع النقل والموانئ، استُهدف 14 ميناءً مع تكرار الاستهداف، وأربع رافعات موانئ، وتسعة مطارات مع تكرار الاستهداف، ومرافق ثلاثة مطارات، وأربع طائرات مدنية، ومنظومة جهاز الإرشاد الملاحي، بالإضافة إلى ستة من قطاعات الطيران المدني والأرصاد.

ووفقاً للتقرير الوطني العاشر، استهدف العدوان 58 مؤسسة إعلامية مرئية، و28 مركز إرسال إذاعي، وانتهك 232 حرية للإعلام خلال العام 2023 فقط.

وأشار التقرير إلى أن العدوان استهدف 49 من مجمعات ومباني ومحاكم من منشآت السلطة القضائيَّة والسجلات والوثائق والملفات القضائية في 33 منشأة ومنازل 48 قاضياً وعاملاً في القضاء و136 منشأة رياضية وشبابية.

وفيما يخص شبكة الطرق، دمّر العدوان 7,848 طريقاً وجسراً وأعطب وأتلف 5,378 طريقاً واستهدف 133 جسراً علوياً ودمر 8,462 سيارة ووسيلة نقل مختلفة.

كما أكد التقرير أن العدوان استهدف 2,214 مبنى حكومياً خدمياً عاماً و11 مبنى تابعاً لصناديق الرعاية الاجتماعية و10 منشآت من دور ومراكز الرعاية الاجتماعية ومركزاً واحداً لرعاية المكفوفين.

وفيما يتعلق بالمنشآت الدينية والثقافية استهدف العدوان 1,836 مسجداً و91 مقبرة وضريحاً و419 موقعاً أثرياً وتاريخياً و367 منشأة سياحية.

تخلل المؤتمر الصحفي عرض ريبورتاج مصور عن انتهاكات وجرائم العدوان على اليمن خلال السنوات الماضية.
سبأ

مقالات مشابهة

  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف قاعدة جوية إسرائيلية شرق حيفا بصاروخ دقيق
  • بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية في تمام الساعة التاسعة صباحا بتوقيت العاصمة صنعاء.
  • والي شمال دارفور وقائد الفرقة السادسة يهنئان البرهان بالإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة على المليشيا بالفاشر
  • الجبهة الشعبية: اسقاط طائرة أمريكية إف-18 دليل على صلابة واقدام القوات اليمنية
  • اليمن ينتصر لغزة
  • اليمن يؤكد إسقاط المقاتلة الأمريكية "إف-18" واستهداف "أكبر مطار أمريكي عائم"
  • الحوثيون: استهدفنا حاملة الطائرات الأمريكية “فينسون” وأهدافا حيوية وعسكرية في إسرائيل
  • ترقبوا.. بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية للإعلان عن عدد من العمليات العسكرية، في تمام الساعة 9:30 مساءً
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني الـ10 عن آثار العدوان على اليمن
  • الجمهورية اليمنية تُطلّق التقرير الوطني العاشر عن آثار العدوان على اليمن