صرح الرئيس الأمريكى جو بايدن بأن بلاده لا تدعم استقلال تايوان، بعد أن تحدى الناخبون هناك الصين وأبقوا على الحزب الديمقراطى التقدمى الحاكم لثالث فترة حكم على التوالى، وهو الحزب الذى سعى إلى تحجيم تأثير بكين.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن بايدن قوله للصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض يوم السبت، متوجهًا إلى كامب ديفيد: "نحن لا نؤيد استقلال تايوان بعد هذا التصويت".


وذكرت وكالة بلومبرج أنه يبدو أن تصريح الرئيس بايدن يستهدف تهدئة مخاوف الصين التى لم تكن ترغب فى انتخاب لاى تشينج تى نائب الرئيسة الحالية كرئيس لتايوان.

معارضة صينية

وأكدت الصين معارضتها الشديدة للإجراءات الرامية إلى تحقيق استقلال تايوان وتدخل القوى الخارجية فيها.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية يوم السبت، عن المتحدث باسم مكتب مجلس الدولة الصيني لشؤون تايوان تشن بينهوا، قوله في تعليق على نتائج الانتخابات التايوانية: "سوف نتمسك بتوافق 1992، الذي يجسد مبدأ صين واحدة، ونعارض بشدة الأعمال الانفصالية التي تهدف إلى تحقيق استقلال تايوان، وكذلك تدخل القوى الخارجية".

أخبار متعلقة رغم تحذيرات الصين.. فوز المرشح المؤيد لاستقلال تايوان بانتخابات الرئاسةصور| ماذا يحدث بالعاصمة؟.. مظاهرة نادرة بالجرارات الزراعية في ألمانيافوز مرشح الحزب الحاكم في #تايوان بالانتخابات الرئاسية#اليوم https://t.co/Bs8MmPzf8z— صحيفة اليوم (@alyaum) January 13, 2024


وأضاف: "الانتخابات في تايوان لن تغير الاتجاه الرئيسي لتنمية العلاقات على جانبي مضيق تايوان، وسنعمل مع الأحزاب السياسية والجماعات وممثلي مختلف قطاعات السكان في تايوان لتعزيز التبادلات والتعاون بين جانبي مضيق تايوان".

المعاملة بالمثل والكرامة

وأعلن رئيس تايوان المنتخب لاى تشينج تى، مرشح الحزب الديمقراطى التقدمى التايوانى يوم السبت، أن نتيجة الانتخابات فى البلاد أظهرت للعالم أن تايوان اختارت الوقوف إلى جانب الديمقراطية.
وخلال الحملة الانتخابية، أكد لاي مجددًا ضرورة دمج تايوان في المجتمع العالمي الأوسع، بدلًا من الوقوع في فخ الصين.
وأشار لاى، في المؤتمر الصحفي الذى عقده لدى إعلان فوزه في انتخابات الرئاسة، إلى أنه على أساس المعاملة بالمثل والكرامة، فإنه يود التواصل مع الصين.
وتابع: "في الوقت نفسه، نحن عازمون أيضًا على حماية تايوان من أعمال التهديدات والترهيب المستمرة من جانب الصين".

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واشطن جو بايدن تايوان تايوان وأمريكا تايوان والصين استقلال تايوان انتخابات تايوان استقلال تایوان

إقرأ أيضاً:

أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة

 

بعد 9 أشهر من القتال، أسفرت عملية “طوفان الأقصى” والحرب العدوانية الإسرائيلية التي تلتها وتصدي المقاومة على الجبهات كافة بفاعلية، عن إحباط محاولة استعادة الردع الإسرائيلي، وإنهاك “جيش” الاحتلال واضطرابه وعجزه حتى عن الاستخدام العقلاني لذخائر وقنابل الدمار الأمريكية الغبية والذكية، واستنفاد قوات الاحتياط، كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، وعجز عن تجنيد قوات إضافية، وتراكم خسائر الاقتصاد وتأزم المالية العامة وهروب الاستثمارات الأجنبية ومئات آلاف المستوطنين إلى الخارج، ما يطرح سؤالاً جوهرياً:
أين “الجيش” المتفوّق الذي لا يقهر؟ أين الخطر الذي كان يشكله والتهديد الذي تُساق به دول عربية إلى الخضوع، ويُرغم به النظام العربي الرسمي على إعلان الهزيمة والاستسلام والتطبيع وتوقيع اتفاقيات “سلام”؟ وأين دور هذا الكيان الصهيوني في خدمة إمبريالية أمريكا وهيمنتها بعد أن أصبح عبئاً ثقيلاً يحتاج إلى النصرة والدعم والتمويل على مدار الساعة، وباتت أكلافه الباهظة تفوق العائد من وجوده إن كان هناك عائد؟
منذ أن بدأ الانحطاط الاستراتيجي للكيان الصهيوني في حرب تموز 2006م وسقوط هيبته أمام شعوب الأمة ومقاومتها والعالم، وسقوط روايته وانكشاف أباطيله أمام مختلف الأجيال في عقر دار الغرب الإمبريالي، وفي ظل “طوفان الأقصى” وما تلاها، ازدادت أعباء استمرار الكيان على رعاته، أخلاقياً ودبلوماسياً ومالياً واستراتيجياً، وأصبحت تكلفة وجوده وحمايته تفوق فوائده حتى في المنظور الإمبريالي.
ومن أقرب الأمثلة على ذلك، المواجهة العسكرية، نيابة عن “إسرائيل”، بين الأساطيل الأمريكية والغربية وبين أنصار الله، التي قررت حظر مرور السفن التجارية المتجهة من موانئ الكيان المحتل وإليها في بحر العرب وخليج عدن والبحر الأحمر وباب المندب، واستهدفت هذه السفن بالأسر أو بالقصف، نصرةً لشعب فلسطين في غزة، فتَشكل تحالف عسكري بحري بدعوى حماية حرية الملاحة بعنوان “عملية حارس الازدهار”، وقيل إنه يضم الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، وقد تبخر معظمه، وربما لم يبق منه سوى الولايات المتحدة وبريطانيا.
تكررت الاعتداءات والغارات الأمريكية والبريطانية على اليمن، كما توالى الإنكار الغربي لعلاقة الاستهدافات البحرية اليمنية بالعدوان وحرب الإبادة في غزة، فتوسعت المواجهة، واستهدفت حركة أنصار الله سفناً تجارية وحربية أمريكية وبريطانية وحاملة طائرات أمريكية بالصواريخ الباليستية والطائرات والزوارق المسيَّرة، ناهيك عن استهداف ميناءي إيلات (أم الرشراش) وحيفا بالقصف الجوي.
يقول مايك غلين في “واشنطن تايمز” مؤخراً: أثبت “الحوثيون” أنهم معركة صعبة بينما يحاول الجيش الأمريكي تأمين الممر المائي الحيوي، وتستمر الهجمات رغم جهود الحلفاء لإغلاق ترسانتهم… لا يبدو الأمر معركة متكافئة: حركة في إحدى أفقر دول العالم تواجه أقوى قوة عسكرية في العالم وحلفاءها، عازمين على حماية ممر مائي بالغ الأهمية للتجارة العالمية، ومع ذلك، بعد أشهر من الاشتباك، لم يظهر اليمنيون أي علامة على التراجع”.
وتابع: “شنت الحركة ما يقرب من 200 هجوم ضد السفن العسكرية والتجارية التي تمر عبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023م، وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بضربات جوية انتقامية متعددة في عمق اليمن وأمضت أكثر من ستة أشهر في إسقاط أسراب من طائراتهم المسيَّرة وصواريخهم المتجهة نحو السفن التجارية في البحر”.
ويضيف غلين “رغم التحالف البحري الأمريكي والدولي الضخم الذي يصطف ضدهم، فإن اليمنيين يواصلون هجماتهم وينجحون في إحداث اضطراب كبير في أنماط الشحن البحري الدولي، شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها نحو 450 ضربة ضد مواقع الجيش اليمني على طول الساحل اليمني، بما في ذلك بعض الطلعات الجوية الأكثر كثافة في الأسابيع القليلة الماضية.”
لقد نجم إذاً عن هذه المواجهة الأمريكية الباهظة مع قوة عسكرية صغيرة إنهاك عسكري للبحرية الأمريكية وفشل استراتيجي وحرج جيوسياسي وإحباط شديد للقوة العظمى الوحيدة في العالم وحلفائها ونظام الأحادية القطبية الدولي ومزاعم أمريكا حماية حرية الملاحة العالمية! ذلك أن التهور الطائش والاندفاع الغاشم نحو صراعات عدمية ومواجهات بلا جدوى أو مبرر، وإنكار حقائق الواقع، يجعل مصداقيتها على المحك، ويعرضها لخسائر وانتكاسات غير محسوبة!
هذه نتائج “الدعم الأمريكي العدمي لإسرائيل”، بتعبير المؤرخ الفرنسي اليهودي إيمانويل تود، في حرب غزة وقبلها، وتظهر كيف تتجاوز تكاليف العلاقة الأمريكية بهذا الكيان الاستيطاني العدواني، حدود عقل الدولة ومنطقها ومصالحها، إلى ارتباط عاطفي Passionate Attachment، والذي حذّر منه الرئيس الأمريكي الرابع، وأحد الآباء المؤسسين توماس جيفرسون، ويستدعي عقلاء في أمريكا، كالسفير جورج بول- وكيل وزارة الخارجية الأسبق، تحذير جيفرسون في سياق انتقاد انحياز العلاقة الأمريكية -الإسرائيلية واختلالها.
فما هي إذاً الغاية أو المصلحة القومية العليا المتحققة من زرع هذا الكيان في المشرق العربي ودعمه وتسليحه، إن لم يكن عدواناً وإثماً وقهراً وإفقاراً واحتواء للعرب والمسلمين، بلا مبرر أو تاريخ من عداء سابق ولا عائق أمام مصالح أمريكا النفطية أو التجارية أو حتى الاستراتيجية، منذ أن بدأت علاقاتها بهذه المنطقة في ثلاثينيات القرن الماضي؟
في ظل الحرب العدوانية الدائرة، تشهد أمريكا والعالم صحوة كبيرة تناصر قضية فلسطين ورواية النكبة الفلسطينية وسقط شبه الإجماع الأمريكي على دعم “إسرائيل”، وأصبحت المعارضة الشعبية الأمريكية لدعم الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني قضية رأي عام واسع النطاق في عام انتخابي حرج، لأول مرة في تاريخ العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية، وسبباً مباشراً لإحراج الرئيس جو بايدن، وانفضاض ناخبين أساسيين رجحوه في انتخابات 2020م، وأوصلوه إلى سدة الحكم في البيت الأبيض.
فتراجعت حظوظ إعادة انتخابه، خاصة في ولايات متأرجحة فاز بايدن بأغلبية أصواتها في انتخابات 2020م، وتشير أحدث استطلاعات الرأي العام إلى أن نسبة تأييد هذه الولايات للرئيس السابق دونالد ترامب تفوق بعدة نقاط مئوية نسبة تأييد بايدن حالياً، وفي ضوء أداء بايدن البائس في المناظرة الرئاسية الأولى بينه وبين ترامب، في 27 يونيو 2024م، تراجعت حظوظ إعادة انتخابه أكثر، وناشده أصدقاؤه قبل خصومه، بأن يتنحى عن الترشح مجدداً، ويتقاعد نهائياً من العمل السياسي، ما يعني دخول الحزب الديمقراطي دوامة خطيرة في سنة انتخابية حرجة.
لن يمر زمن طويل قبل أن تبدأ مراكز البحث والتفكير في أمريكا بطرح مسألة أكلاف استمرار دعم الكيان الصهيوني وتمويله وتسليحه والدخول في مواجهات خطيرة لأجل بقائه، طرحاً جاداً، خاصة مع تحوّل توازن القوى إقليمياً لصالح محور وحركات المقاومة ودولياً نحو عودة التعددية القطبية في النظام الدولي.
في الحقيقة، لقد بدأ ذلك الطرح بالفعل منذ 20 عاماً في مقال ثم كتاب بعنوان “اللوبي الإسرائيلي والسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط”، بقلم اثنين من كبار علماء السياسة والعلاقات الدولية في أمريكا وهما ستيفن والت (جامعة هارفرد)، وجون ج. ميرشايمر (جامعة شيكاغو).
حيث خلص والت وميرشايمر إلى أن اختلالات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وما تنجم عنها من اضطرابات وعدم استقرار وعداء للولايات المتحدة واستهداف مصالحها، يعود إلى نفوذ اللوبي الإسرائيلي في واشنطن ودوره في صنع السياسة الخارجية الأمريكية، والانحياز الدائم إلى “إسرائيل” والعداء لشعب فلسطين وإنكار حقوقه، ودعم استمرار الاحتلال الإسرائيلي، حتى لو تناقض كل ذلك مع المصلحة القومية الأمريكية.
ورغم الحملة الصهيونية ضدهما لتشويه سمعتهما الأكاديمية وإسقاط مصداقيتهما، لا يزال هذان المفكران يتمتعان باحترام وتقدير كبيرين في أوساط البحث الأكاديمي والإعلام، بل إن أفكارهما ومحاضراتهما، وخاصة ميرشايمر، وجدت سبيلها كمقاطع فيديو إلى قنوات “يوتيوب”، وتلقى احتراماً بين الجمهور الأمريكي غير المتخصص.

مقالات مشابهة

  • إجلاء الآلاف بعد تسرب المياه من سد بالصين
  • أمريكا وأكلاف الكيان الصهيوني الباهظة
  • سيئة وتتدهور بشكل سريع.. خبير سياسي يكشف عن الحالة الصحية لبايدن (فيديو)
  • ‏الأثرياء الديمقراطيين: سنوقف تمويل الحزب حتى انسحاب ‎بايدن
  • تايوان ترصد 36 طائرة عسكرية صينية في محيطها
  • الفلبين: أمريكا عرضت المساعدة بعملياتنا في بحر الصين الجنوبي
  • نتنياهو يشكر أمريكا على دعمها لإسرائيل.. ويؤكد: أتمنى لكم عيد استقلال سعيد
  • ولي العهد يستقبل عضو الحزب الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي بمجلس الشيوخ الأمريكي
  • الصين تطالب أمريكا بالتوقف عن نهب موارد سوريا وتعويض الشعب السوري
  • الانتخابات الأمريكية.. تداعيات سقوط بايدن خلال مناظرة ترامب.. هلع في الحزب الديمقراطي.. والأنظار تتجه نحو هاريس