جريدة الحقيقة:
2025-04-30@19:25:12 GMT

ماذا تقول الأرقام عن غزة المنكوبة بعد 100 يوم؟

تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT

100 يوم مرّت على غزة المنكوبة منذ بدء الحرب على القطاع، اختفت عائلات بأكملها، وآلاف فقدوا أحباءهم، وأيتام لم يبق لهم إلا الذكريات، في حين تحولت الأحياء السكنية إلى مدن أشباح، بعد دمار معظمها، وفرار السكان بحثاً عن أمان مفقود.

شنّت إسرائيل حرباً على غزة، أطلقت عليها اسم “السيوف الحديد”، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وبدأت بقصف جوي وبحري، ثم عملية برية واسعة النطاق، ولا تزال مستمرة حتى الآن، دون أي أفق للنهاية.

وجاءت الحرب رداً على هجوم “طوفان الأقصى” الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل، وخلف نحو 1200 قتيل، واحتجاز 240 شخصاً، ما يزال أكثر من نصفهم لدى الفصائل في غزة.
بحر من الدماء
بحسب إحصائيات وزارة الصحة في غزة، التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة، اقترب عدد القتلى من 24 ألف، بينما ما يزال عدد آخر تحت الركام، في ظل عجز سلطات الإنقاذ عن انتشالهم.
وخلفت الحرب، 60 ألفاً و317 جريحاً، في وقت تقول فيه سلطات القطاع إن هذه الحرب تعد الأكثر دموية عبر التاريخ، مشيرة إلى أن واحدا من بين عشرين في القطاع إما قُتل أو جُرح جراء الهجوم الإسرائيلي.
وضاقت المقابر بالقتلى، فلجأ السكان إلى دفن ضحاياهم في مقابر جماعية في باحات المستشفيات، وملاعب كرة القدم، وأراض زراعية.

ودفعت الحرب والهجوم البري 1.3 مليون غزّي إلى ترك منازلهم في شمال ووسط القطاع، والتوجه جنوباً نحو رفح، التي تعاني من “هشاشة” في بنيتها التحتية، كما تقول وزارة الصحة.
وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في بيان، السبت، “إن جسامة الموت، والدمار، والتهجير، والجوع، والخسارة، والحزن في الأيام الـ100 الماضية يُلطّخ إنسانيتنا المشتركة”.
وشدد المفوض العام للأونرواً على أن جيلاً كاملاً من الأطفال يتعرض لصدمات نفسية، وسيستغرق تعافيه سنوات.
مدينة أشباح
لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المباني التي دمرتها الحرب سواء كلياً أو جزئياً في غزة، إلا أن حركة حماس تؤكد أن أكدت أن عشرات آلاف المباني والوحدات السكنية أصبحت كومة ركام، بسبب القصف المتواصل.

في الخامس من يناير (كانون الثاني) الجاري، قال أستاذان أمريكيان، هما خامون فان دين هوك وكوري شير، أن عدد 45 – 56% من المباني في غزة قد دمرت أو تضررت بحسب صور الأقمار صناعية.
ومقابل كل وحدة سكنية دمرت في القطاع ولدت خيمة، بينما تكدس آخرون في مدارس ومراكز إيواء أممية.
ويقول مسؤولون إن توقف الحرب لا يعني عودة سكان غزة النازحين إلى منازلهم بعد دمار معظمها.
ولم تستثن الحرب المواقع الأثرية والمعالم المهمة، التي تعرض معظمها إلى الدمار، خصوصاً المسجد العمري، الذي يمتد تاريخه إلى مئات السنين،

جوع وأمراض
وخرجت معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة، في ظل استهداف الجيش الإسرائيلي لها بزعم استخدامها من قبل حماس لأغراض عسكرية، كما فاقم الحصار أزمة القطاع الصحي مع انعدام الأدوية.
وما يزال 15 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل بشكل جزئي، وهي غير قادرة، على تقديم الخدمة للجرحى والمرضى.
ويقول ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية ريتشارد بيبركورن، إن المستشفيات تشهد حالة من الفوضى، و”بقع الدماء على الأرض”، وصراخ الجرحى الذين ينتظرون أحياناً أياماً قبل تلقي العلاج، مشيراً إلى أن بعض غرف العمليات تضاء بالهواتف النقالة لانقطاع الكهرباء، وتجري العمليات الجراحية أحياناً بدون تخدير.

من جهتها، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن حالات الإسهال لدى الأطفال ازدادت الشهر الماضي من 48 ألف حالة إلى 71 ألفا خلال أسبوع، بالمقارنة مع ألفي حالة في الشهر قبل الحرب، في وقت تتحدث فيه منظمات عن انتشار أمراض أخرى وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في المنطقة كورين فلايشر: “لم أرّ خلال ثلاثين عاماً نقصاً في الأغذية بهذا الحجم”.
وأضافت في تصريحات صحافية “إنتاج الأغذية متوقف تماماً ولا يستطيع الناس التوجه إلى حقولهم ولا الصيد في البحر، لا سيما مع قصف مرفأ غزة”، الذي كان الصيادون يفرغون أسماكهم فيه كل يوم.

أما الأراضي الزراعية، فلا يمكن الوصول إليها، وأصيب العديد من المخابز أو أغلقت لعدم توافر الوقود.
وقالت: “المتاجر فارغة، ليس هناك ما يمكن شراؤه لتناول الطعام، الناس يتضورون جوعاً”.
وتفرض السلطات الإسرائيلية عراقيل أمام دخول المساعدات، التي تكدست على الجانب الآخر من معبر رفح.

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

البيت الفلسطيني.. ماذا يحدث بين حماس وفتح؟

يُعد الوضع السياسي الفلسطيني في الوقت الراهن أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، إذ يواصل الانقسام بين حركتي "حماس" و"فتح" التفاقم، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي دخلت شهرها الثامن عشر. فقد أودت الحرب بحياة أكثر من 50 ألف فلسطيني، وأدت إلى إصابة أكثر من 113 ألف آخرين. وتستمر الحركتان في تبادل الاتهامات والتصريحات الحادة، مما يعمق الانقسام، ويؤثر على وحدة "البيت الفلسطيني".

تستمر الحركتان في تبادل الاتهامات والتصريحات الحادة، مما يعمق الانقسام، ويؤثر على وحدة "البيت الفلسطيني".جذور وأسباب الانقسام

التوتر بين حركتي "حماس" و"فتح" ليس جديدًا، بل هو نتاج تاريخ طويل من الاختلافات السياسية والإيديولوجية. وقد أرجع منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي لحركة فتح، السبب الأساسي للانقسام إلى "فكر حركة حماس الذي نشأ بهدف مناكفة منظمة التحرير الفلسطينية"، مؤكدًا أن هذا الفكر "مبني على الاختلاف في البرامج". وأشار الجاغوب إلى أن حماس قد رفضت السلام مع إسرائيل منذ توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، بينما سعت باقي الفصائل الفلسطينية إلى السلام.

من ناحية أخرى، ترى حماس أن حركة فتح "تستمر في تجاهل تطلعات الشعب الفلسطيني"، معتبرة أن الضغط الخارجي، وخاصة من الولايات المتحدة، هو من يقف وراء عرقلة أي اتفاق بين الحركتين.

هل نحن أقرب إلى الوحدة أم إلى الخلاف؟

ووفقًا للجاغوب، فإن الفجوة بين حماس وفتح تتسع، مشيرًا إلى أن العالم بأسره يدعو لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لكن حماس وإسرائيل ترفضان هذا الحل، مما يعمق الهوة بين الطرفين. ويؤكد الجاغوب أن هجوم السابع من أكتوبر 2023 قد دمر الوضع الفلسطيني، ونقل المواجهة إلى الضفة الغربية.

من جانبها، أكدت حماس أنها تسعى لترتيب البيت الفلسطيني، مشيرة إلى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشمل جميع الفصائل، وهو ما يقابل بتشكيك من قبل رئيس منتدى العلاقات الدولية شرحبيل الغريب، الذي يرى أن الوحدة الفلسطينية غير واردة في الوقت الحالي.

كيف تؤثر الوحدة الفلسطينية على الصراع مع إسرائيل؟

يرى شرحبيل الغريب أن وجود استراتيجية فلسطينية موحدة كان من شأنه أن يغير المعادلة السياسية والحقوقية، ويمنح الموقف الفلسطيني قوة أكبر في مواجهة إسرائيل. وفي هذه المرحلة الحرجة، يصبح من المهم جدًا أن يتوحد الفلسطينيون في مواجهة محاولات تصفية قضيتهم.

نشأة الحركتين: حماس وفتح

تأسست حركة فتح في أواخر خمسينيات القرن الماضي، وركزت على النضال المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، بينما ظهرت حركة حماس في عام 1987 بالتزامن مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. وعلى الرغم من أن حماس لم تكن منضوية في منظمة التحرير الفلسطينية، إلا أنها كانت تسعى دائمًا إلى تمثيل الفلسطينيين، معلنةً أن مرجعيتها في العمل السياسي هي الإسلام.

الاختلافات الإيديولوجية

بينما تعتمد حركة حماس على فكر المقاومة المسلحة ضد إسرائيل، تعتبر حركة فتح أن الحل السياسي هو السبيل لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ففي الوقت الذي تقر حركة فتح بمشروع السلام مع إسرائيل، ترفض حماس التنازل عن "فلسطين التاريخية"، متمسكة بحقها في المقاومة بكل أشكالها.

التنافس على تمثيل الشعب الفلسطيني

منذ تأسيسها، حملت حركة فتح شعار "التحرير الوطني"، في حين اعتمدت حماس على المقاومة المسلحة، مما أدى إلى توتر كبير بين الحركتين. في عام 1993، بعد توقيع اتفاق أوسلو، بدأت الخلافات تتسارع، حيث رفضت حماس الاتفاق واعتبرت أنه يقدم تنازلات غير مقبولة. ومع تصاعد التوتر بين الطرفين، شهدت غزة اشتباكات بين أنصار الحركتين في عام 1994.

وفي عام 2006، فازت حماس بالأغلبية في الانتخابات التشريعية، مما دفع فتح إلى رفض الانضمام للحكومة الجديدة، وهو ما أدى إلى تصاعد العنف بين الحركتين. وفي 2007، سيطرت حماس على غزة، بينما استمرت فتح في السيطرة على الضفة الغربية، مما أدى إلى حدوث انقسام سياسي عميق.

محاولات المصالحة 

حاولت العديد من الأطراف العربية والدولية التوسط بين الحركتين لإنهاء الانقسام، لكن محاولات المصالحة باءت بالفشل. ففي عام 2011، وقع اتفاق في القاهرة بين الحركتين لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن لم يتم تنفيذ هذا الاتفاق. وفي عام 2014، تم تشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة رامي الحمد الله، لكن الاتفاقات كانت عرضة للفشل بسبب الاتهامات المتبادلة.

في عام 2017، تم توقيع اتفاق آخر بين الحركتين، ولكنه انهار مجددًا بسبب توترات أمنية بين السلطة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة. كما استمرت الاتهامات المتبادلة بشأن الانتهاكات الأمنية والتنسيق مع إسرائيل.

الواقع الحالي والتحديات

في الوقت الراهن، يبقى التوتر بين حماس وفتح على أشده، خاصة بعد الهجوم الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، حيث اتهمت حركة فتح حماس بمسؤوليتها عن تفاقم الوضع، فيما ردت حماس بتوجيه اللوم إلى السلطة الفلسطينية على مواقفها.

وفي يوليو 2024، تم الإعلان عن وثيقة جديدة تهدف إلى تحقيق وحدة وطنية شاملة، والمعروفة باتفاق "بكين"، لكن جددت المواجهات بين الطرفين، بما في ذلك العمليات الأمنية في مخيم جنين، التي كانت لها تأثيرات كبيرة على محاولات المصالحة.

الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس ما يزال يُعيق تحقيق الوحدة الوطنية، وهو أمر يعقد من قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي. في الوقت نفسه، يبقى السؤال مفتوحًا حول كيفية التوصل إلى حلول فعلية لهذه القضية التي تستمر في التسبب في معاناة كبيرة للشعب الفلسطيني.

 

مقالات مشابهة

  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • ما أشبه فيتنام قبل 50 عاما بغزة اليوم.. الصورة تقول ما لا يقوله كتاب
  • مدير الشؤون السياسية بحلب والمشرف على عمل مديريتي الصحة بحلب وإدلب يبحثان مع عدد من الصيادلة التحديات التي تواجه القطاع الدوائي
  • إسرائيل تدرس جديًا إلغاء الأرقام التسلسلية للأموال المتداولة في غزة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • أرسنال ضد سان جيرمان.. ماذا تقول سجلات التاريخ؟
  • القضاء على حماس والنصر المطلق.. ماذا يقول مسؤولون ومحللون إسرائيليون؟
  • ماذا تعرف عن صاروخ بار الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة بغزة؟
  • جميع الأرقام القياسية التي حققها لامين جمال جوهرة برشلونة
  • البيت الفلسطيني.. ماذا يحدث بين حماس وفتح؟