أكد وزير السياحة والآثار أحمد عيسي أن الوزارة تعمل، خلال الفترة الحالية، على إيجاد طرق مبتكرة خارج الأطر التقليدية والقدرة على جذب الاستثمارات لتحقيق البعد الاقتصادي المرجو من المتحف المصري الكبير، عند افتتاحه.

جاء ذلك استقبال الوزير اليوم، بالمتحف المصري الكبير، النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب، والنائبة فيبي فوزى وكيل مجلس الشيوخ والمستشار محمود عتمان أمين عام مجلس الشيوخ وعدد من روؤساء اللجان المختلفة بالمجلسين.

وقام الوفد البرلماني بجولة داخل أقسام المتحف التي تستقبل الزائرين بعد البدء مؤخراً في التشغيل التجريبي لها، بالإضافة إلى زيارة المعرض التفاعلي للملك توت عنخ آمون.

واستهل وزير السياحة والآثار الجولة بشرح عام للمتحف والأقسام، التي تم البدء في التشغيل التجريبي لها ورسالة المتحف، والغرض الثقافي والسياحي والاقتصادي منه، والعوائد المالية المقدرة منه عند افتتاحه كاملا ليكون صرحاً ثقافياً واقتصادياً ومؤسسة علمية تعليمية عالمية.

وأشار الوزير إلى ما شهده المتحف، منذ البدء في إنشائه، من برامج إنفاق من الدولة المصرية قدرت بنحو مليار ونصف دولار، لافتا إلى أنه من المقرر أن يقوم المتحف بالحفاظ على مقدرات الدولة واستعادة ما تم إنفاقه بمجرد افتتاحه، سواء بطريقة مباشرة من خلال إيراداته، أو بطريقة غير مباشرة من خلال ما سينفقه السائح، الذي سيأتي خصيصاً لزيارة المتحف خلال فترة تواجده بالمقصد السياحي المصري.

وأكد أن تحقيق هذه العوائد يرتبط ارتباطا وثيقا بما تقوم به وزارة السياحة والآثار من مجهودات للترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافي الجديد والذي يجعل من مدينة القاهرة مقصداً سياحياً قائماً بذاته يمكن من خلاله زيارة العديد من الأماكن السياحية والأثرية بها من خلال برنامج سياحي واحد لتكون بذلك مدينة القاهرة Short City Break، يأتي إليها السائح لقضاء 5 ليالي على عكس ما هو متبع الآن حيث أن الليالي السياحية في القاهرة لا تتعدي الليلتين، مؤكدا على أن المتحف سيكون هو النواه الأولي لهذا المنتج جنبا إلى ما تشهده منطقة قلعة صلاح الدين الأيوبي من تطوير.

وتحدث الوزير عن البعد الإجتماعي للمتحف عند افتتاحه حيث أنه سيعمل على إستعادة علاقة جموع الشعب المصري بتاريخه ويُعرفه كيف أن المصري القديم نجح في تقديم العديد من المفاهيم التي أتاحت للإنسانية التقدم الملموس في كافة مناحي الحياة، فضلا عن البعد العلمي حيث أن المتحف يعتبر مؤسسة علمية تعليمية عالمية.

واستعرض عيسى ما يشهده المجلس الأعلى للآثار من إصلاح مالي خلال العامين الماضيين ومضاعفة التمويل الذاتي له خمس مرات خلال العام المالي 2023/2024، مقارنة بالعام المالي المنقضي 2021/2022، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في قدرة المجلس على تمويل مشروعاته والإنفاق على المواقع الأثرية والمتاحف بما تستحقه من إنفاق وتوفير ما يستحقه السائح من تجربة سياحية متميزة دون الإعتماد على الموازنة العامة للدولة، بشكل واضح، والذي بدوره أتاح الفرصة أمام التوسع في أعمال الترميم والصيانة للمواقع الأثرية المختلفة.

وأشار إلى أن هذا الإصلاح أتاح للمجلس الأعلى للآثار أن يرتفع بالإنفاق الاستثماري من 1، 5 مليار جنيه إلى 3 مليار جنيه خلال عامين، مع الانخفاض بالعجز الممول من الدولة من 2 مليار جنية إلى ما يقارب الصفر.

كما استعرض عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، من خلال عرض تقديمي، أعمال البناء والإنشاء وقاعات العرض المتحفي ومنطقة الخدمات الموجودة به.

ولفت إلى أهم العوامل التي يتفرد بها المتحف دون غيره من متاحف العالم والمتمثلة في عرض للحضارة المصرية القديمة وما بها من غموض دائم واكتشاف مستمر، وكذلك التصميم المعماري المتفرد له وربط المشروع بمنطقة أهرامات الجيزة، وما حققه فريق العمل من مرممي وأثري المتحف من نجاح في عمليات نقل القطع الأثرية الكبيرة بفكرهم الواعي والعمل الدؤوب، مؤكداً على أن ما يمتلكه المتحف المصري الكبير من عوامل متفردة سوف تستطيع الحفاظ على مقدرات الدولة بشكل كبير.

كما قام عاطف مفتاح بسرد تاريخ إنشاء المتحف منذ تخصيص موقعه عام 1992 وتوقفه في عام 2011، ثم استئناف العمل به من جديد، فضلا عن استعراض ماحصل عليه المتحف من شهادات جودة وشهادات استدامة بيئية منها 8 شهادات أيزو للمشروع خاصة في ضوء كونه مشروع صديق للبيئة، وحصولة على جائزة المبنى الأخضر لمنتدى البيئة والتنمية عام 2022.

وقام الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير بشرح سيناريو العرض المتحفي الخاص بالمتحف والقاعات الخاصة به ومنها الدرج العظيم والذي يتناول الآثار الملكية والمقسمة إلي أربع موضوعات هي الهيئة الملكية، الدور المقدسة، والمعبودات والملوك وانتهاءاً برحلة الملوك إلى العالم الآخر. كما تناول بالشرح سيناريو العرض الخاص بالقاعات الرئيسية والتي تبلغ مساحتها مايزيد عن 22 ألف متر مربع مقسمة تاريخياً من عصر ماقبل الأسرات وتنتهي بالعصر اليوناني الروماني وتتناول موضوعات رئيسية هي المجتمع المصري والملكية والمعتقدات الدينية وتم الانتقال بعد ذلك لشرح سيناريو العرض الخاص بقاعات الملك الشاب توت عنخ آمون والتي سوف يعرض فيها لأول مرة المجموعة الكاملة للملك تحت سقف واحد بأسلوب عرض مميز به أحدث الطرق الحديثة لوسائل العرض المتحفي.

كما تم استعراض محتوي متحف مراكب الملك خوفو وسيناريو العرض الخاص به وكيف سيستطيع الزائر رؤية مركب خوفو الأولى والثانية، جنبا إلى جنب لأول مرة. كما تناول بالشرح المركز التعليمي بالمتحف ودوره في رفع الوعي الأثري ونشر الثقافة المصرية القديمة بين مختلف الفئات العمرية وكذلك خطة المتحف المستقبلية ليكون واحدًا من أهم مراكز البحث العلمي في علم المصريات.

وقد تضمنت الجولة زيارة منطقة المسلة، والبهو، والدرج العظيم الذي يعدُ من أكثر الأماكن تفرداً بالمتحف والتي تميزه عن باقي المتاحف العالمية، حيث يُعرض عليه مجموعة من أفضل وأضخم القطع الأثرية التي تجسد روائع فن النحت بمصر القديمة، والتي تبدأ من عصر الدولة القديمة وحتى العصر اليوناني الروماني، وينتهي الدرج العظيم بمشهد بانورامي جميل يُظهر أهرامات الجيزة الخالدة.

كما حرص الحضور على زيارة المعرض التفاعلي للملك الذهبي توت عنخ آمون الذي افتتح مؤخراً، ليقدم لزائريه رحلة متجددة مع الملك توت عنخ آمون التي أبهرت مقتنياته العالم أجمع، وذلك من خلال تجربة تفاعلیة باستخدام أحدث أجهزة العرض الرقمية ليتمكن الزائرين من رؤية أنفسهم في حياة الملك الأسطوري توت عنخ آمون.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأعلى للآثار الاستثمارات المتحف المصري وزير السياحة المتحف المصری الکبیر السیاحة والآثار وزیر السیاحة توت عنخ آمون من خلال

إقرأ أيضاً:

غرفة الأخشاب: منتدى الأعمال المصري الفرنسي فرصة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة الأخشاب والأثاث وعضو لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات، أن العلاقات الثنائية الفرنسية المصرية تقوم على روابط تاريخية زخمة تستند إلى الصداقة والثقة المتبادلة، ونمت هذه الروابط بشدة منذ أربع سنوات وعلى مختلف المستويات.

و تستضيف كل من باريس ومارسيليا (جنوب فرنسا)، يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، منتدى الأعمال المصري الفرنسي، الذي تنظمه وكالة "بيزنس فرانس" بالتنسيق مع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، للترويج للاستثمارات المشتركة، وجذب المزيد من الاستثمارات الفرنسية للسوق المصرية، وهو ما اعتبره علاء نصر الدين فرصة كبيرة لجذب الاستثمارات الفرنسية إلى مصر وتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

أضاف علاء نصر الدين في تصريحات صحفية له اليوم أن الحكومة  المصرية حريصة على تنمية العلاقات الاقتصادية بين مصر وفرنسا ، كما أنها حريصة على جذب الاستثمارات الفرنسية إلى مصر، مشيراً إلى شركة أستوم الفرنسة أعلنت عن خططها لإقامة مجمع صناعي على مساحة 66 فدان  بمدينة برج العرب، حيث سيساهم المشروع في تلبية احتياجات السوق المحلي، والتصدير إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

أكد نصر الدين ، أن قيمة التجارة بين مصر وفرنسا سجلت 4 مليارات يورو خلال 2023 منها 1.8 مليار يورو صادرات مصرية، في حين كان حجم التجارة يسجل 2.8 مليار يورو خلال 2021.

كما أكد أن فرنسا تعد واحدة من أبرز البلدان المُستثمرة فى مصر فى مختلف القطاعات، إذ بلغت الاستثمارات الفرنسية فى مصر نحو 7.2 مليار دولار أمريكى من خلال 940 شركة فرنسية فى مصر فى مجالات البنية التحتية والبنوك والتأمين والطاقة والنقل والاتصالات وغيرها. 

مقالات مشابهة

  • السياحة والآثار: 600 ألف زائر لمعارض مصر الأثرية في الخارج
  • "بحوث الصحراء" ينظم ورشة عمل حول إيجاد حلول مبتكرة للإدارة المستدامة للأراضي والمياه
  • بحوث الصحراء ينظم ورشة عمل حول إيجاد حلول مبتكرة للإدارة المستدامة للأراضي والمياه
  • «السبكي»: مصر في مرحلة ذهبية لجذب الاستثمارات الأجنبية بالقطاع الصحي
  • «مدبولي»: نعمل على الارتقاء بالبنية التحتية لجذب مزيد من الاستثمارات
  • وزير الاقتصاد يُشارك في حوار برلين العالمي لمناقشة السياسات التي تدعم النمو الاقتصادي العالمي
  • نائب وزير الزراعة يدعو إلى تبني حلول زراعية مبتكرة لزيادة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي
  • كاتب صحفي: الدولة تسعى لجذب الاستثمارات المواكبة لخطط التنمية المستدامة
  • غرفة الأخشاب: منتدى الأعمال المصري الفرنسي فرصة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • «الغرف السياحية»: افتتاح المتحف المصري الكبير سيساهم في جذب مزيد من السائحين