ليست أمريكا.. كاتب بريطاني: لهذا إيران هي القوة المهيمنة في المنطقة
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
يرى الكاتب البريطاني سيمون تيسدال أن "القوة المهيمنة في الشرق الأوسط لم تعد الولايات المتحدة، أو مصر المتحالفة مع الغرب، أو السعودية أو حتى إسرائيل، وإنما إيران المتحالفة مع الحوثيين"، وفقا لمقال في صحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) ترجمه "الخليج الجديد".
تيسدال تابع أن الضربات الغربية، بقيادة المتحدة، لجماعة الحوثي اليمنية المدعومة إيران، يومي الجمعة والسبت، تمثل "علامة فارقة أخرى مثيرة للقلق في سلسلة طويلة من إخفاقات السياسة الغربية في الشرق الأوسط، وأكثرها أهمية هي تلك المستمرة منذ عقود، وهو الفشل في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني".
وأضاف أن "حقيقة اضطرار الولايات المتحدة، بدعم من بريطانيا، إلى استخدام القوة ردا على هجمات الحوثيين الخانقة للتجارة على السفن (المرتبطة بإسرائيل) في البحر الأحمر، تعكس أن نفوذ واشنطن السياسي آخذ في تضاؤل، ودبلوماسيتها غير فعالة، وسلطتها محل ازدراء".
وشدد على أن "الرئيس الأمريكي جو بايدن عمل على تنفير الرأي العام العالمي (والكثير من الأمريكيين) عبر التعهد المتهور بتقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل بعد (الهجمات) التي ارتكبتها حركة "حماس" (في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي)، واستخدام حق النقض ضد خطط الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار".
اقرأ أيضاً
بين إسرائيل وأمريكا وإيران والخليج.. هذا ما ينتظر المنطقة في 2024
تعزيز مكانة إيران
في المقابل، و"من خلال القتال بالوكالة، يتم تعزيز مكانة إيران من خلال كل ضحية فلسطينية (جراء حرب إسرائيل)، وصواريخ "حزب الله" (في لبنان)، والقصف العراقي والسوري (ضد أهداف أمريكية)، والطائرات بدون طيار الحوثية"، كما أضاف تيسدال.
وأردف: "بالنظر إلى حماس في غزة، والفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية، والميليشيات المتمركزة في العراق وسوريا، فمن الواضح أن إيران قامت بتجميع تحالف يتم التحكم فيه عن بعد".
واعتبر أن "قصف قواعد الحوثيين، بدلا من الضغط لوقف إطلاق النار في الحرب الأهلية المستمرة منذ فترة طويلة في اليمن (9 سنوات)، لن يغير هذا الواقع. والأرجح أن ذلك سيغذي خطاب المقاومة المناهض للغرب وإسرائيل على مستوى المنطقة".
كما "اتخذت إيران، التي أصبحت أكثر ذكاءً من أي وقت مضى، خطوات عملية لإصلاح العلاقات مع منافسيها العرب في الخليج العام الماضي، إذ استعادت العلاقات الدبلوماسية مع السعودية (...)، وكان الجانب الأكثر أهمية في الصفقة هو أن الصين توسطت فيها"، بحسب تيسدال.
اقرأ أيضاً
إيران تتغلب على أمريكا.. هكذا بدد هجوم أكتوبر تهدئة سبتمبر
دور الصين وروسيا
وقال تيسدال إن "الصين وروسيا هما الصديقان الجديدان لإيران. وهذا، أكثر من العوامل الأخرى، هو الذي حوّل حظوظ إيران، وجعلها قوة لا يستهان بها. وكان غزو (روسيا لـ)أوكرانيا (منذ 2022)، واتفاق التعاون "بلا حدود" السابق بين الصين وروسيا، بمثابة الحافز لهذا التحول".
وزاد بأن "الحرب وتداعياتها بلورت الاعتقاد الناشئ بالفعل في بكين وموسكو بتراجع القيادة العالمية الأمريكية، في مرحلة ما بعد (الرئيس السابق الأمريكي) دونالد ترامب (2017-2021)".
وزاد بأنه بـ"التآمر مع بكين للتحايل على العقوبات، تبيع إيران ملايين البراميل من النفط الخام بأسعار مخفضة إلى الصين شهريا (...)، أما مع روسيا، فكل شيء يتعلق بالأسلحة، إذ تزود إيران روسيا بطائرات بدون طيار مسلحة تستخدمها لقتل الأوكرانيين".
و"بحسب ما ورد، تعتقد المخابرات الأمريكية أن مجموعة فاجنر المرتزقة الروسية تخطط لتزويد "حزب الله" بنظام دفاع جوي متوسط المدى، وهو استفزاز مذهل إذا كان صحيحا"، كما اضاف تيسدال.
وخلص إلى أنه "بعد 45 عاما من المحاولة (منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979)، اتضح أن فرض العقوبات ونبذ وتهديد إيران لم ينجح".
وأكد أن "الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل تواجه خصما هائلا، وهو جزء من تحالف عالمي ثلاثي تدعمه ميليشيات قوية وقوة اقتصادية. ولابد من نهج دبلوماسي جديد إذا أردنا تجنب صراع أوسع نطاقا".
((3))
المصدر | سيمون تيسدال/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
إقرأ أيضاً:
ليست مزحة.. وزير خارجية أميركا يعلّق على عرض ترامب لشراء غرينلاند
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس إن الرئيس دونالد ترامب جادّ في سعيه لشراء غرينلاند، الإقليم الدنماركي المتمتع بحكم ذاتي.
وفي مقابلة، قلّل روبيو من أهمية التهديد الذي قد تلجأ إليه الولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية ضد الدنمارك، العضو في حلف شمال الأطلسي، لكنه أكّد أن تصريحات ترامب بشأن غرينلاند "ليست مزحة".
وأوضح روبيو لإذاعة سيريوس إكس إم "لقد أعلن الرئيس ترامب ما ينوي القيام به، وهو شراؤها".
وأضاف "لا يتعلق الأمر بشراء الأرض لغرض شراء الأرض. هذا في مصلحتنا الوطنية ويجب حلّه".
وفي إشارة إلى ضمانات الناتو للدنمارك، قال روبيو "لدينا اتفاقية دفاع معهم لحماية غرينلاند إذا تعرضت لهجوم".
وتابع قائلا: "إذا كنّا بالفعل ملزمين بفعل ذلك، فقد يكون من الأفضل أن تكون لدينا سيطرة أكبر على ما يحدث هناك".
وحشدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن دعم أوروبا في مواجهة طموحات ترامب.
وتحدثت فريدريكسن في منتصف يناير هاتفيا مع ترامب، مؤكدة أن غرينلاند سيدة مستقبلها.
وبحسب عدة مصادر أجرت صحيفة فايننشال تايمز مقابلات معها، فإن هذه المحادثة التي وصفها الدنماركيون بأنها "طويلة وصريحة"، كانت في الواقع "سيئة".
وإذ أكد الوزير الأميركي أنه لم يكن حاضرا خلال المكالمة الهاتفية بين ترامب وفريدريكسن، أكّد أن الرئيس الأميركي "يتحدث بصراحة ووضوح مع الناس".
وأوضح أنه "في نهاية المطاف أعتقد أن الدبلوماسية في كثير من الحالات تعمل بشكل أفضل عندما تكون صريحا بدلا من استخدام كلمات مبتذلة ولغة لا تترجم إلى أي شيء".
وأعرب روبيو عن قلقه من أن الصين التي تسعى للوصول إلى القطب الشمالي، قد تحقق مكاسب في غرينلاند من خلال شركات تديرها الدولة.
وشدد على أنه "من الواقعي تماما الاعتقاد بأن الصينيين سيحاولون في نهاية المطاف، وربما حتى في الأمد القريب، أن يفعلوا في غرينلاند ما فعلوه في قناة بنما وأماكن أخرى".
وأظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة دنماركية الأربعاء أن الغالبية العظمى من سكان غرينلاند لا يريدون أن يكونوا جزءا من الولايات المتحدة.
وأجاب نحو 85 في المئة من سكان غرينلاند بـ "لا" على سؤال عن تأييدهم الانفصال عن مملكة الدنمارك التي تضم أيضا جزر فارو، ليصبحوا جزءا من الولايات المتحدة، وذلك خلال استطلاع أجرته وكالة فيريان لصحيفة بيرلينغسكي اليومية وصحيفة سيرميتسياك في غرينلاند.
وأيّد 6 في المئة فقط ممن شملهم الاستطلاع فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة فيما لم يحسم 9 في المئة رأيهم بعد.