نظرات ووقائع: قليل من العلم (ما بعد الإنسان)
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
ما بين القراءة والإستماع ، كنت وعلى وعى تدهشني نظرات الدكتور وائل خليل ، أستاذ فلسفة العلوم بالجامعات السودانية (الجزيرة والسودان) ، كان يلمح أن نظريات الراسمالية والشيوعية تهدف لصناعة (الإنسان الكامل) أو هذا ما فهمته ، وقد وجدت رؤية منظورا راقيا لدى البروفيسور عبدالله زروق عن فلسفة العلم ، وأذكر أننى علقت على محاضرته بالقول (إن الإنسان يترقى فى مقامات الله حتى تسمو نفسه وتصبح كأنها خارج حال الدنيا ومتعلقة بعوالم اخرى) ورد على بكلمتين (كتر خيرك).
فى بدايات انتشار دراسة تأثير التكنولوجيا على الإنسان ، اسهم استاذ الإعلام عماد الدين حسن مكاوى بعدة إصدارات ومنها (تاثير التكنولوجيا على وسائل الإتصال) وما توقفت عنده هو سعى هذه الوسائل لخلق حالة تفتيت وتشتيت ( Fragmentation) وتعزيز حالة الفردية (individualism) .. ويبدو لى أنه بنى نظراته على بعض منظورات ارمال و ميشال ماتلار (نظريات الإتصال)..
اليوم أستمعت لهذا المنظور الاكثر وضوحا فى مقطع الفيديو وفيه شرح أكثر لصناعة الإنسان (الآلة) وما أسموه (ما بعد الإنسان) ، وهى رؤية وإن بدأت بعيدة ، فإن بعض حيثياتها صحيحة ، لإن نزع نوازع الخير وتحطيم القيم الدينية والثوابت الاخلاقية ، تحول الإنسان من روح وجسد ، إلى مجرد آلة تتحرك وكأنها خيارات (برمجة) ودون أى إعتبار آخر..
ويصبح الإنسان بلا إنسانية..
هل هذه فعلا ما يريدونه.. ؟ ..
على الاقل المؤشرات تؤكد ذلك وإن عجزوا ، فبعد سلسلة عمليات فاقت 360 مليون لم يستطع الإنسان تفكيك خلية DNA واحدة ناهيك عن مليارات DNA فى كل عضو من المخلوقات .. الله غالب على أمره ..
للنظر والدراسة
د.ابراهيم الصديق على
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
التواضع زينة الأخلاق.. تأملات في قول الله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}
التواضع سمة عظيمة تزين الإنسان وترفع قدره بين الناس، وهو خلق دعا إليه الإسلام وأكد عليه القرآن الكريم في مواضع عديدة، ومن أبلغ هذه الدعوات ما ورد في قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18].
التواضع في القرآن الكريمفي هذه الآية الكريمة، يوجه الله تعالى الإنسان إلى التحلي بفضيلة التواضع، محذرًا من مظاهر الكبر والغرور التي تتنافى مع جوهر الإيمان. فقد نهى الله عز وجل عن صعر الوجه، وهو الميل به عن الناس تكبرًا واحتقارًا لهم، كما نهى عن المشي في الأرض بمرح وأشر، لأن ذلك يعكس غطرسة لا تليق بالإنسان المؤمن.
وقد جاء في تفسير الإمام النسفي: أن المقصود بـ {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ} هو الإقبال على الناس بوجه بشوش وعدم إظهار التعالي عليهم. أما {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}، فهو تحذير من المشي بغرور وتفاخر، لأن الله لا يحب المتكبر الذي يعدد مناقبه ويتفاخر على الآخرين.
التواضع في السنة النبويةالتواضع خلق عظيم تجسد في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان خير قدوة في معاملته للناس. فقد كان يجالس الفقراء ويزور المرضى ويجيب دعوة الضعفاء. وقال صلى الله عليه وسلم: "وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ" [رواه مسلم].
أثر التواضع في بناء المجتمعالتواضع لا يقتصر على كونه خلقًا فرديًا، بل هو ركيزة أساسية في بناء مجتمع متحاب ومتسامح. فالإنسان المتواضع يُحبّه الناس ويقتربون منه، بينما ينفرون من المتكبر الذي لا يرى سوى نفسه.
كيف نطبق التواضع في حياتنا اليومية؟استقبال الآخرين بوجه بشوش: كن ودودًا وبشوشًا في تعاملك مع الجميع، بغض النظر عن مكانتهم أو حالتهم الاجتماعية.
الاعتراف بفضل الآخرين: لا تجعل النجاح يدفعك لتقليل قيمة من حولك، بل اشكر من ساعدك وأثنِ على جهودهم.
التواضع في الحديث: تجنب التفاخر بإنجازاتك أمام الآخرين، وشاركهم قصصك بروح متواضعة.
الإنصات للآخرين: اجعل وقتًا للاستماع لآراء من حولك، واحترم أفكارهم دون تقليل من شأنها.
التواضع خلق عظيم يجلب المحبة والقبول، وهو مفتاح السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة. فلنجعل من هذه الآية الكريمة نبراسًا نهتدي به في تعاملاتنا اليومية، ولنتذكر أن الكبر لا يزيد الإنسان إلا بعدًا عن الآخرين وعن رحمة الله.