درنة تنتظر إعادة الإعمار بعد 4 أشهر من الكارثة
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
دينا محمود (بنغازي، لندن)
أخبار ذات صلة اقتراح بإنشاء خط غاز بين نيجيريا وأوروبا مروراً بليبيا حكومة الوحدة تتحرك لمعالجة المشكلات في جنوب ليبيامع مرور 4 أشهر على الفيضانات العارمة التي ضربت درنة في العاشر من سبتمبر من العام الماضي، وهو ما أدى لمقتل وفقدان الآلاف من الأشخاص، وإلحاق دمار واسع النطاق بهذه المدينة الساحلية الواقعة في شمال شرقي ليبيا، لا تزال المدينة تنتظر إعادة الإعمار فيما يشكل حجم تلك الكارثة تحدياً هائلاً للسلطات، على المستويين المحلي والوطني في البلاد.
ويتطلب احتواء التبعات المدمرة المستمرة لهذه الفيضانات الكارثية، وفقاً لخبراء، مواصلة بذل جهود منسقة، لتسهيل عملية إعادة الإعمار التي لا تزال متعثرة، رغم انهماك السلطات المحلية، في تقديم المساعدة والدعم للمنكوبين، وتوفير مراكز الإيواء المؤقتة لهم، وتوزيع الإمدادات الإغاثية عليهم. ويؤكد صندوق إعادة إعمار درنة والمدن والمناطق المتضررة، مواصلة العمل على فتح المسارات الجديدة وتهيئة الطرق في أحياء درنة كافة.
وشدد الخبراء على أن الأزمة التي تواجهها درنة، منذ أن اجتاحتها الفيضانات، جعلتها في أمسِّ الحاجة، لتلقي الدعم والمساعدات الإنسانية من المجتمع الدولي، من أجل توفير كميات أكبر من السلع الأساسية للمتضررين، وتعزيز خدمات الرعاية الطبية الموجهة إليهم، بجانب تهيئة وتجهيز المزيد من أماكن الإقامة، لمن شردوا منهم جراء تلك الكارثة.
وأشاروا إلى أن تلبية هذه الاحتياجات الإنسانية العاجلة، لا يغني عن إطلاق مبادرات طويلة المدى، تركز على استعادة البنية التحتية المدمرة في درنة، وتوفير الرعاية النفسية للمتضررين من سكانها، بما سيلعب دوراً حيوياً، في مساعدة المجتمع المحلي على التعافي.
وتكتسب خدمات الدعم النفسي أهميتها، بالنظر إلى أن فيضانات درنة لم تسبب أضراراً بشرية ومادية فادحة فحسب، بل كانت لها أيضاً تأثيرات واسعة على الحالة النفسية للسكان، الذين سبق أن تحملوا صعوبات الفترة، التي خضعت خلالها درنة، لسيطرة تنظيم «داعش» الإرهابي، من أواخر عام 2014 وحتى منتصف 2018.
ويقول متابعون للشأن الليبي، إن سنوات الإرهاب الأربع، عرقلت الجهود التي كانت ترمي للاستفادة من الموقع الساحلي المتميز لدرنة، وطي صفحة تهميش عانت منه لفترة طويلة، وهو ما أدى إلى تدهور أوضاع مرافق البنية التحتية فيها، خاصة المدارس والمستشفيات. وعقب وقوع فيضانات سبتمبر، تساءل مراقبون عما إذا كان السماح لسكان درنة بالعودة إليها بعد تحريرها مباشرة من يد «داعش» في 2018 خطوة صائبة من عدمه، نظراً لاستمرار الانقسامات السياسية في ليبيا، التي كادت أن تحول بعد وقوع الكارثة الأخيرة، دون انعقاد مؤتمر دولي، لإعادة الإعمار في المدينة. ومن بين التساؤلات التي أثارتها تلك الكارثة كذلك، بحسب تقرير نشره موقع «يوراشيا ريفيو» الإلكتروني، ما إذا كان سيتم محاسبة المسؤولين المحليين، الذين اتُهِموا بالإهمال في صيانة مرافق البنية التحتية في درنة، خاصة سديْ المدينة اللذين انهارا تحت وطأة الفيضانات، ما تسبب في وصول خسائرها البشرية والمادية لمستويات غير مسبوقة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: درنة ليبيا الفيضانات إعادة الإعمار
إقرأ أيضاً:
الصحة الفلسطينية تُعلن حصيلة جديدة للعدوان الإسرائيلي على غزة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 47,487 شهيدا و 111,588 مصابا منذ 7 أكتوبر عام 2023.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وأشارت الوزارة في بيانها الصادر اليوم السبت إلى وصول 8 مصابين وجثامين 27 شهيدا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وكان القطاع الطبي في قطاع غزة هو الأكثر تحملاً لفاتورة العدوان الإسرائيلي على غزة على مدار 15 شهراً.
ونقل تقرير نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" تأكيد خُبراء في المجال الطبي على أن النظام الصحي منهار تماما في عموم القطاع جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، وإعادة بنائه تتطلب نحو 12 عاماً.
وأشار التقرير إلى أن ذلك التأكيد جاء في فعالية تحت عنوان "الاحتجاج الكبير في الخيمة البيضاء" تم تنظيمها أمام مكتب الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، لتسليط الضوء على الأحداث في غزة.
وجاء ذلك مُتوافقاً مع ما ذهبت إلى متحدثة الصليب الأحمر التي أكدت أن النظام الصحي في قطاع غزة دمر بشكل كامل والمستشفيات لم تعد قادرة على تقديم خدماتها
يواجه القطاع الطبي في قطاع غزة أزمات حادة نتيجة الحروب المتكررة والحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007، مما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية والبنية التحتية الصحية. تعرضت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية للقصف خلال جولات التصعيد العسكري، مما تسبب في دمار واسع وضعف القدرة الاستيعابية للمرافق الصحية.
تعاني غزة من دمار واسع بعد كل حرب تشنها إسرائيل، مما يجعل إعادة الإعمار ضرورة إنسانية ملحة. تشمل جهود إعادة التأهيل إصلاح البنية التحتية، وإعادة بناء المنازل المدمرة، وترميم المستشفيات والمدارس التي تعرضت للقصف. تشارك المنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة والصليب الأحمر، إلى جانب دول عربية وإسلامية، في تمويل مشاريع إعادة الإعمار، لكن هذه الجهود غالبًا ما تواجه قيودًا إسرائيلية على دخول مواد البناء، مما يؤدي إلى بطء الترميم واستمرار معاناة السكان.
رغم الجهود المستمرة، تبقى إعادة الإعمار في غزة محدودة بسبب الحصار الإسرائيلي، الذي يمنع وصول المعدات اللازمة، إضافة إلى نقص التمويل الكافي. يعتمد السكان بشكل كبير على الدعم الدولي والمبادرات المحلية، إلا أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة تزيد من التحديات. لضمان إعادة تأهيل مستدامة، يحتاج القطاع إلى مشاريع تنموية طويلة الأمد، واستثمارات في البنية التحتية، ودعم دولي مستمر لمواجهة الأزمات المتكررة.