مقار إقليمية بالإمارات لـ90% من شركات الأدوية العالمية
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد مسؤولون في القطاع الدوائي والصيدلاني، أن الإمارات أصبحت بمثابة مختبر مفتوح لأحدث الابتكارات والحلول الذكية في الصناعة الدوائية والصيدلانية، مما يعزز ريادة وتنافسية الدولة في المجال الصحي والدوائي وأيضاً كمركز للتقنيات المتطورة والتطبيقات الذكية والاستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأشاروا في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» على هامش مشاركتهم في مؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا، إلى أن الإمارات أصبحت منطلقاً إقليمياً ودولياً لشركات الأدوية التي تتطلع إلى طرح منتجاتها في منطقة الشرق الأوسط، بسبب ثقتهم في سرعة وفعالية العملية التنظيمية.
وأظهرت البيانات الإحصائية الرسمية، أن أكثر من 90% من شركات الأدوية العالمية لها مقرات إقليمية ومكاتب علمية في الإمارات، وأكثر من 50% منها تخدم منطقة تمتد إلى أفريقيا وأوروبا الشرقية.
ويوجد في الوقت الحالي قرابة 95 مكتباً علمياً تمثل هذه الشركات الدولية في الإمارات، وتوفر هذه الشركات خدمات لوجستية انطلاقاً من الإمارات لدعم 41 دولة في مجال الأدوية والمستلزمات الطبية والتدريب والبرامج
وقالوا: «تتميز الإمارات، بتوفير الدعم اللوجستي على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن التشريعات والأنظمة الحديثة التي تشجع على الاستثمار في هذا القطاع».
توطين الصناعة
وتفصيلاً، قال الدكتور عبدالله خلفان الكتبي، نائب رئيس جمعية الإمارات للصيدلة، المدير التنفيذي للمؤتمر الدولي للصيدلة والطب، إن «التصنيع الدوائي في الإمارات أصبح أولوية في الوقت الحالي لتغطية الاحتياج المحلي والتصدير الخارجي».
وأشار إلى أن عدد مصانع الأدوية في دولة الإمارات بلغ أكثر من 30 مصنعاً بعد أن كانت 16 مصنعاً عام 2015، وقد جاءت الزيادة بفضل التسهيلات التي تقدمها الدولة للمستثمرين من مختلف الجنسيات، مؤكداً أن دولة الإمارات تحولت إلى مركز إمداد عالمي للأدوية والأجهزة الطبية والتدريب والبرامج اللوجستية المتعلقة بصناعة الدواء والمستلزمات الطبية.
الاستثمار الدوائي
من جهته، ذكر الدكتور علي السيد، مستشار هيئة الصحة في دبي، رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا، أن حجم سوق الأدوية يشهد تطوراً كبيراً، حيث، إنه من المتوقع أن يصل إلى 4.7 مليار دولار بحلول 2025، مؤكداً أن السوق الدوائي في الدولة جاذب للاستثمار ومقصد لكبرى الشركات الدوائية العالمية.
وأوضح أن عدد الأدوية المسجلة في إمارة دبي ارتفع ليصل إلى نحو 14 ألف صنف لعلاج الأمراض المختلفة، مشيراً إلى أن مهنة الصيدلة تشهد اليوم تحولاً جوهرياً مع الاتجاه نحو زيادة الأتمتة والروبوتات والارتقاء بمستوى الخدمات ذات الجودة العالية.
وأشار السيد، إلى أن الإمارات أصبحت مكان الاجتماعات وعقد الصفقات بين الموردين ومصنعيّ أدوية في كافة مجالات قطاع الصيدلة والتكنولوجيا
وبلغت قيمة الصفقات الدوائية والصيدلانية، التي أبرمت في مؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا «دوفات 2024»، الذي اختتم أعماله يوم الخميس الماضي، 8.5 مليار درهم، وهو ما يجسد حجم النمو الكبير الذي تحمله صناعة الصيدلة والتكنولوجيا.
شركات جديدة
من جانبه، قال الدكتور سيف صلاح، مسؤول تطوير الأعمال بشركة «بونير» للأدوية بالعراق التي شاركت بمعرض «دوفات 2024»: «يتميز سوق الأدوية بالإمارات بحجم التسهيلات وسهولة الإجراءات، ومن هذا المنطلق بدأنا مؤخراً العمل على الدخول إلى هذا السوق، لنكون أول شركة عراقية تحظى بهذه الفرصة المميزة».
وأضاف: «قررنا دخول السوق الدوائي الإماراتي لكونه من أهم وأكبر الأسواق الخليجية وأكثرها نمواً، وليكون بوابة للتوسع في باقي دول الخليج». وأشار إلى أنه سيتم هذا العام التركيز على تسجيل العديد من أدويتنا في دولة الإمارات، ومن أبرز هذه الأدوية صنف لعلاج حالات الارتجاع التي تصيب مرضى السرطان، وأيضاً تسجيل وإدخال دواء لعلاج مرض السكري.
وذكر أنه تم الدخول في شراكة مع شركة لايف فارما الإماراتية، لتوفير وتسويق وتوزيع 43 صنفاً دوائياً بالسوق المحلي، أغلبها من الأدوية المنقذة للحياة، منها 20 دواء خلال عام 2024.
الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات الإنتاج
أكد الدكتور زاهد السبتي، المدير التنفيذي لمجموعة ماجتنا للاستثمار، أن دولة الإمارات تتميز باستخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأدوية، مما أدى إلى تحسين عملية اتخاذ القرار بشأن الأدوية الجديدة وتحسين الأساليب المبتكرة والبحوث وكفاءة التجارب السريرية.
وأفاد، أن بعض الصيدليات الكبيرة قد عملت بالفعل مع شركات الرعاية الصحية عن بُعد على خلق طرق للتفاعل بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية مثل الدردشة المرئية.
ولفت إلى تطور تكنولوجيا الروبوتات مؤخراً في تحضير الأدوية، مما سيمنح الصيادلة مزيداً من الوقت للتركيز على الرعاية المباشرة للمرضى والتفاعل مع الأطباء لتحسين حالة النتائج العلاجية للمريض. وذكر أنه في المستقبل القريب من المتوقع أن الصيادلة سيكونون قادرين على استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة المخزون والتنبؤ بمتطلبات المرضى وتذكير المرضى باحتياجاتهم من الأدوية. وشدد، على أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في إدارة مخزون الأدوية بكفاءة، وتقليل الفترة اللازمة لتوريد الدواء والتسليم للمرضى وتقليل أسعار المخزون.
وتوقع السبتي، أن تشهد الفترة المقبلة طفرة في تشجيع الاستثمار في القطاع الدوائي الصيدلاني في الدولة، ضمن جهود توفير الرعاية الصحية في الدولة بأعلى معايير الجودة والكفاءة، وضمان الأمن الصحي والدوائي في كافة الحالات، ومنها حالات الأزمات والطوارئ.
مركز عالمي للأدوية المبتكرة
أفاد الدكتور هشام عبد الله، المدير التنفيذي للشركة الحديثة للأدوية، أن نجاح الدولة عالمياً وإقليمياً في المجال الدوائي يقف وراءه الكثير من الإمكانيات والتسهيلات وعوامل القوة، ومن بينها الشراكات والتعاون القوي الذي تم إرساؤه بين الجهات الصحية وشركات الأدوية.
وقال: «من خلال العمل معاً، أصبحت الصناعات الدوائية لجميع الأصناف، بما فيها الأدوية المبتكرة في دولة الإمارات، محط أنظار الشركات العالمية المعنية بالدواء والمستلزمات والمعدات الطبية، حيث تسعى إلى إنتاج أدويتها ومستلزماتها الطبية في دولة الإمارات».
وأضاف:«الإمارات مهيأة لحدوث مزيد من النمو في استقطاب الصناعات الدوائية خلال الفترة المقبلة وتحقيق قفزة نوعية جديدة في مجال الاستثمار الدوائي على المستوى الإقليمي والعالمي».
ولفت عبدالله، إلى البنية التحتية والأنظمة الحديثة التي تساعد على الاستثمار في القطاع الدوائي وتشجع الشركات العالمية لإيجاد مكانتها الإقليمية وإنتاج أدويتها المبتكرة والمثيلة في الإمارات، في ظل دعم الابتكار والإبداع وتشجيع الاستثمار في القطاع الصحي بشكل عام والقطاع الدوائي بشكل خاص.
مصانع
أفاد الكعبي، أن الزيادة المطردة والنمو المتسارع في عدد المصانع الدوائية في دولة الإمارات، تمثل مؤشراً قوياً على نمو مكانتها في مجال الصناعات الدوائية، وحرص الحكومة على دعم الاستثمار في القطاع الدوائي، مع وجود البنية التحتية والمطارات والمناطق الحرة.
وتوفر الدولة أكثر من 2.500 دواء منتج (محلياً)، ما يعكس القدرة التصنيعية القوية والمميزة لدولة الإمارات في قطاع الصيدلة.
وتشير التقديرات العالمية، إلى أن قيمة سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتجاوز الـ 50 مليار دولار أميركي، ما يعزز مكانة المنطقة في قطاع الصيدلة وصناعة الأدوية عالمياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الأدوية الذكاء الاصطناعي الاستثمار فی القطاع فی القطاع الدوائی الذکاء الاصطناعی فی دولة الإمارات الدولی للصیدلة شرکات الأدویة فی الإمارات إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأنبا مقار: الرهبان أصحاب الفضل في ترجمة الفلسفة والعلوم اليونانية إلى العربية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الأنبا مقار، أسقف مراكز الشرقية ومدينة العاشر، أن الرهبنة القبطية كان لها الفضل على الكنيسة من عدة جوانب منها الجانب الروحي وهو الأهم بالنسبة للرهبنة، وخصوصا حياة القدوة والقداسة، فهناك رجال ونساء أتوا من أنحاء العالم إلى مصر وحملوا مشعل الرهبنة في العالم كله، فسيرة الأنبا أنطونيوس بقلم البابا أثناسيوس أشعلت الروح النسكية في العالم، وكانت الصلاة تحمي الكنيسة كلها، والرهبان هم الخطوط الخلفية للحرب الروحي، وفى الجانب الإيماني العقائدي، كان الرهبان هم حراس العقيدة وخط الدفاع الأول مع الاكليروس، فالانبا انطونيوس لم ينزل من الإسكندرية إلا مرتين لمساندة المضطهدين ولمساندة البابا أثناسيوس في جهاده ضد الأريوسيين سنة 338 ميلادية، وتوجه البابا كيرلس الكبير إلى مجمع أفسس 431 ميلادية لمقاومة نسطور. وفى الجانب التأليفي في العلوم اللاهوتية، كان الرهبان لهم الدور الأبرز في التأليف في اللاهوت العقيدي وايضا اللغوي بالنسبة للغة القبطية وتراثها، وتعتبر مؤلفات الأنبا شنودة هي قمة ازدهار الأدب القبطي الصعيدي.
فضل الرهبنة على المجتمع
وأضاف الأنبا مقار، خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط ، اليوم الاثنين 23 ديسمبر 2024، بعنوان "الرهبنة القبطية من مصر إلى العالم"، وأدارها الدكتور القس عاطف مهني، مدير المركز، أن الأنبا باخوميوس جعل القراءة والكتابة شرطا للالتحاق بالأديرة، واهتم الأنبا شنوده بتعليم رهبانه وأيضا المنطقة المجاورة له، بالإضافة إلى الاهتمام بعظات تفسير الكتاب المقدس للرهبان في الأديرة، ومن الناحية الاجتماعية، كان اختيار الرئاسات الدينية من الرهبان أسرع في الحياة الاجتماعية للأقباط، فالنماذج الحية للفضيلة والمحبة وإنكار الذات كان لها الأثر المباشر في حياة الأقباط، وكان لها أكبر الأثر في مقاومة الاحتلال والمادية والإلحاد. كما أن الأديرة كانت الملجأ في أوقات الحروب والأوبئة والمجاعات.
فضل الرهبنة على الحضارة العالمية
وأشار الأنبا مقار، إلى فضل الرهبنة على الحضارة العالمية، من خلال مرحلتين، المرحلة الأولى كان للرهبان فضل كبير في ترجمة الفلسفة والعلوم اليونانية إلى العربية حيث أن الترجمة والنساخة هم من أهم الأعمال الرهبانية في أديرة الشام. والمرحله الثانية: كانت في الأندلس حيث ترجم الرهبان كل العلوم العربية إلى اللاتينية.
الرهبنة في الجزيرة العربية
كما أوضح الانبا مقار خلال كلمته، ان القارئ للسيرة النبوية لابن هشام يكتشف عدة نقاط هامة: أولا: الرهبان هم أهل أمان حيث رحلات التجارة كانت تتخذ الأديرة محطات للراحة، ثانيا: الرهبان هم أهل ضيافة وكرم حيث ينال الكل ما يحتاج إليه وبخاصة الماء، ثالثا: كان الرهبان يقرأون الكتب بلغات متعددة ويجيبوا على أسئلة الناس.
واختتم كلمته، بالإشاره إلى فضل الرهبنة على الغرب، ففي العصور الوسطى كانت الأديرة هي المدارس وتطورت إلى جامعات والحقت بالأديرة المستشفيات وبيوت الاضافة والملاجئ، والرهبان هم الذين بشروا بالمسيحية في العالم الجديد (الأمريكتين).