أبرز تطورات اليوم الـ99 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
في اليوم الـ99 من الحرب الإسرائيلية على غزة، استشهد العشرات في قصف مدفعي وجوي على خان يونس جنوبي القطاع وعلى شرق المنطقة الوسطى، لترتفع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 23 ألفا و800 وفقا لوزارة الصحة.
وفيما تكبد جيش الاحتلال خسائر جديدة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحرب ستستمر رغم ثمنها الباهظ، مشيرا إلى ضرورة التدخل في محور فيلادلفيا على حدود مصر.
أعلنت وزارة الصحة في غزة ظهر اليوم السبت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 135 شهيدا و312 مصابا خلال 24 ساعة.
وبذلك ترتفع حصيلة الضحايا منذ بداية الحرب إلى 23 ألفا و843 شهيدا و60 ألفا و317 مصابا، وفقا للمتحدث باسم الوزارة الذي قال إن "الإبادة الجماعية جعلت واحدا من كل 20 فلسطينيا في غزة إما شهيدا أو جريحا أو مفقودا".
معارك ورشقات صاروخية
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده خلال المعارك في غزة وإصابة ضابطين وجندي بجروح خطيرة، لترتفع حصيلة القتلى في صفوفه منذ عملية طوفان الأقصى إلى 521، والمصابين إلى 2523 وفقا للبيانات الرسمية.
في تلك الأثناء، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قصف مستوطنات غلاف غزة بدفعة من الصواريخ، كما ذكرت أن مقاتليها قتلوا جنديين إسرائيليين من مسافة صفر شرق خان يونس، واستهدفوا مروحية بصاروخ أرض جو، كما استهدفوا مجموعات راجلة من جنود الاحتلال وعددا من الدبابات والآليات.
وكذلك أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أنها قصفت بالصواريخ مواقع ومستوطنات بغلاف غزة الشمالي، كما ذكرت أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية شرق مخيمي البريج والمغازي وسط قطاع غزة.
تصاعد الاحتجاجات بإسرائيلخرجت حشود من الإسرائيليين في مظاهرات امتدت من تل أبيب إلى حيفا لمطالبة حكومة بنيامين نتنياهو بالاستقالة والدعوة إلى استعادة الأسرى عبر صفقة تبادل جديدة.
وقال مراسل الجزيرة إن المتظاهرين أغلقوا طريقا رئيسيا في تل أبيب لأول مرة منذ بدء الاحتجاجات.
في غضون ذلك، قال نتنياهو في كلمة متلفزة إن الحرب تفرض ثمنا باهظا لكنها ستستمر، مشيرا إلى أن التدخل في محور فيلادلفيا جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر ضروري، حسب وصفه.
مصير مجهول لـ4 أسرى
أعلنت كتائب القسام في تسجيل مصور أنها فقدت الاتصال بخلية مسؤولة عن 4 إسرائيليين أسروا في غزة منذ عام 2014، وقالت في رسالتها إلى أهالي بقية الأسرى إن "الوقت ينفد".
من ناحية أخرى، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنه بدأ نقل أدوية إلى المحتجزين الإسرائيليين في غزة بموجب اتفاق مع دولة قطر.
اشتباكات بالضفة الغربيةاندلعت اشتباكات بين المقاومين الفلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم الفارعة جنوبي طوباس شمال شرق الضفة الغربية، حيث أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح.
وبحلول الليل، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة جنين، وحاصرت المدخل الرئيسي لمخيمها وسط اشتباكات مسلحة.
واصلت القوات الأميركية قصف مواقع في اليمن، حيث استهدفت قاعدة بحرية لجماعة أنصار الله الحوثيين في الحديدة غربي البلاد، بعد ساعات من استهداف موقع رادار في صنعاء.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده وجهت رسالة خاصة إلى إيران بخصوص تلك الضربات في اليمن، مؤكدا أن بلاده مستعدة بشكل جيد للتعامل مع الوضع في المنطقة.
من ناحية أخرى، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أميركيين أنه ثبت أن العثور على أهداف للحوثيين "أكثر صعوبة مما كان متوقعا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
مبتورو الأطراف بغزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية
في إطار حرب الإبادة الإسرائيلية المتواصلة والمدمرة على غزة منذ أكثر من عام ونصف، تزداد أعداد ومعاناة وآلام مبتوري الأطراف، معظمهم من الأطفال والنساء، لا سيما مع النقص الحاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب استمرار الحصار الخانق على القطاع.
ومن بين هؤلاء، الفلسطيني رائد أبو الكاس، الذي يجلس داخل مركز الأطراف الصناعية والشلل في مدينة غزة، بانتظار دوره في تلقي خدمة العلاج الطبيعي والتأهيل الجسدي لاستخدام الطرف الصناعي، بعد أن بترت قدمه في قصف إسرائيلي أثناء ممارسة عمله في تشغيل آبار المياه.
وتجسد قصة أبو الكاس، أحد موظفي بلدية غزة، حجم المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب الإسرائيلية، فقد بترت قدمه اليمنى واستشهد اثنان من زملائه. وبينما كان يحاول الجيران وأبناؤه إسعافه وسط الدمار والدخان، لاحقتهم الطائرات من جديد، فقتل أحد أبنائه وأصيب الآخر بإصابات بليغة أدت إلى بتر قدمه لاحقا.
يتذكر رائد أحداث ذلك اليوم بصوت يختنق بالألم يقول: كنت أفتح محابس المياه للمواطنين، وكنت أظن أن عملي في خدمة الناس سيحميني، لكن الاحتلال لم يترك لنا أي أمان. استهدفونا ونحن عُزّل، بترت قدمي أمام عيني، واستشهد ابني، وتعرض محمود لإصابة غيرت حياته للأبد.
إعلانأما محمود، الذي كان يحلم بأن يصبح لاعب كرة قدم محترفا في صفوف ناشئي نادي الشجاعية، فيروي قصته لمراسل الأناضول، بصوت حزين: كنت ألعب كرة القدم يوميا، كان حلمي أن أرتدي قميص النادي وأسعد عائلتي، لكن الاحتلال دمر حلمي وبتر قدمي.
وأضاف: الآن أجلس على كرسي متحرك وأحلم فقط أن أركب طرفا صناعيا متطورا يساعدني على الوقوف مرة أخرى، حتى أعين والدي الذي بترت قدمه.
خلال الأشهر الماضية، خضع رائد ومحمود لعدد كبير من العمليات الجراحية داخل مستشفى المعمداني، في ظل ظروف طبية صعبة ونقص حاد في الإمكانيات، وتم تركيب أطراف صناعية لهما عبر مركز الأطراف الصناعية، إلا أن نقص المعدات والكوادر الفنية يؤثر على عمل المركز.
اليوم، يقضي الأب والابن عدة ساعات يوميا داخل مركز الأطراف، يتدربان على استخدام أطرافهما الصناعية، ويتلقيان جلسات التأهيل والتدريب، ووسط هذه الرحلة الشاقة، يحدوهما حلم واحد: السفر إلى الخارج لتركيب أطراف صناعية متطورة تمكنهما من استعادة جزء من حياتهما الطبيعية.
وبهذا الخصوص، قال رائد، وهو ينظر إلى نجله محمود بعينين حزينتين: لم يتبق لي من أبنائي إلا محمود، وزوجتي التي تتحمل العبء الأكبر في رعايتنا، وحلمنا أن نركب أطرافا خفيفة نتمكن من خلالها أن نساعد بعضنا بعضا ونعيش بكرامة.
ويقاطعه محمود قائلا: أحلم بالسفر، أريد أن أركض مجددا، أن أعود للعب الكرة ولو بشكل بسيط مع أصدقائي (..)، الاحتلال دمر أحلامي، لكن لم يدمر إيماني بأننا سنعود للحياة.
أعداد مضاعفة
ويشهد قطاع غزة تصاعدا كبيرا في أعداد المصابين بحالات البتر نتيجة الإبادة الإسرائيلية المدمرة المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسط نقص حاد في المعدات الطبية والأدوات اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية، بسبب الإغلاق المستمر للمعابر ومنع دخول المستلزمات الأساسية.
إعلانوسُجلت 4700 حالة بتر بسبب الحرب الإسرائيلية، ضمن قوائم برنامج صحتي، الذي تنفذه وزارة الصحة الفلسطينية بالشراكة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومركز الأطراف الصناعية والشلل التابع لبلدية غزة، في كافة محافظات القطاع، وفق مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المركز حسني مهنا.
وشدد مهنا، للأناضول، على أن تضاعف أعداد حالات البتر المسجلة منذ بداية الحرب الإسرائيلية ناتج عن الاستخدام المكثف للأسلحة المتفجرة والاستهداف المباشر للمدنيين.
وقال: إنّ مركز الأطراف الصناعية استقبل نحو 600 حالة من مبتوري الأطراف منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ويتم متابعتهم دوريا عبر المختصين والطواقم الفنية.
وأضاف أن المركز تمكن منذ بداية الحرب من تركيب أطراف صناعية لنحو 100 مصاب، كما قام بتسليم عشرات الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة للمحتاجين.
وأشار مهنا إلى تزايد الطلب على خدمات المركز يوميا.
وحذر من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى ارتفاع عدد الحالات بشكل كارثي، خاصة أن 48% من حالات البتر الجديدة هي لسيدات، و20% لأطفال،مما يفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.
نقص حاد
وأشار مسؤول الإعلام والعلاقات العامة إلى أن المركز يعاني من نقص في المواد الخام الأساسية لتصنيع الأطراف الصناعية، بالإضافة إلى حاجة ماسة للأجهزة والمعدات الطبية وقطع الغيار اللازمة للمعدات الموجودة، مما يعيق تقديم الخدمات بشكل فعال للمصابين.
وبين مهنا أن الطواقم العاملة في المركز، التي تعمل تحت ضغط شديد وبإمكانيات محدودة، تكافح يوميا لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المصابين، مع الحاجة إلى مضاعفة الكوادر البشرية لمواكبة هذه الزيادة الكبيرة.
وتخضع حاليا 320 حالة للعلاج الطبيعي داخل مركز الأطراف الصناعية والشلل، حيث تُقدم خدمات العلاج الطبيعي والتأهيلي ومتابعة تركيب الأطراف الصناعية والصيانة الدورية لها، بحسب مهنا.
إعلانوفي مطلع مارس/آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل من جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.
وفي 18 مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
وتسبب تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته من الاتفاق وعدم إكمال مراحله في إبقاء المحتجزين الإسرائيليين قيد الأسر لدى حماس، حيث تشترط الحركة وقف الحرب وانسحاب كافة القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.