عدوان أمريكي بريطاني على اليمن.. هل ارتكب الغرب الصهيوني أكبر حماقة في تاريخه؟
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في أعقاب العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن رداً على دعمه مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، يبدو أن العالم أجمع سيكون على موعد لمرحلة جديدة من المتغيرات الجذرية التي قد تطرأ على وجه النظام الدولي برمته، فهل سيكون اليمن_مقبرة الغزاة_ هو اليد الطولى التي ستُعجّل بسقوط الإمبراطورية العجوز في ظل ما يملكه اليمن من قدرة على صد العدوان الصهيوني وتكبيد القوى الغربية خسائر موجعة.
في البداية يمكن التأكيد أن تشكيل التحالف الأمريكي لحماية “إسرائيل” في البحر الأحمر، ومن ثم العدوان على اليمن، ما هو إلا دليل على فشل كل محاولات هذا التحالف لفك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية، أمام حنكة وقدرة القوات البحرية اليمنية التي نجحت بدقة عالية في فرض هذا الحصار بنسبة %100 وذلك باعتراف وسائل إعلام العدو، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الخيارات العسكرية في هذا الميدان.
وبتنفيذها عدواناً على اليمن، تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد ارتكبت أفدح خطأ وأكبر حماقة في تاريخها، فاليمن العنيد والمقاوم لن يبقى مكتوف الأيدي، بل أن لديه خيارات كثيرة وواسعة لردع هذا العدوان والرد على منفذيه وكل المتورطين والمشاركين فيه، ولعل الأمريكي يخبر ذلك جيداً خاصة بعد أن جاءه الرد السريع من صنعاء التي لم تتردد في تدمير سفينة أمريكية رداً على الإعتداء الأمريكي على البحرية اليمنية في البحر الأحمر.
لذلك، من المتوقع أن يكون هناك رد يمني قوي على العدوان الأمريكي البريطاني، وهو ما صرح به رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الذي أكد أن أمريكا وبريطانيا ستدفعان الثمن جراء عدوانهما، تزامناً مع تأكيد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، على جهوزية القوات المسلحة اليمنية لردع العدوان والرد عليه، وهو ما سبق وأن أكده قائد أنصار الله في اليمن، عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير، والذي أشار إلى الرد على العدوان الأمريكي وكل الدول التي قد تشارك في هذا العدوان.
إذاً فإن مسألة الرد اليمني على العدوان الأمريكي البريطاني أمر مفروغ منها، وهذا أيضاً ما يمكن ملاحظته من خلال القلق الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، الذي تصاعد بعد دقائق من شن العدوان، وعبرت عنه تصريحات المسؤولين العسكريين والسياسيين لدى حكومات دول العدوان، وكذلك تسريبات وسائل الإعلام الغربية التي تحدثت عن اتصالات أمريكية بريطانية مع دول في المنطقة للتوسط لدى انصار الله بشأن الرد، مشيرةً إلى أن اليمنيين رفضوا تلك الوساطات وأكدوا على حقهم في الرد.
على أية حال، فإن هذا العدوان الذي بدأته الولايات المتحدة، هو تصعيد خطير قد يجر المنطقة إلى حرب واسعة خاصة إذا ما استمر الأمريكي في هذا التصعيد، ما يعني أن القواعد القوات الأمريكية والبريطانية المنتشرة على إمتداد المنطقة، قد تكون هدفاً إستراتيجيا للقوات اليمنية، ناهيك عن القطع البحرية الأمريكية والبريطانية المتناثرة في المياه العربية التي ستكون في مرمى الصواريخ والطائرات اليمنية، وهو ما أشار إليه نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية ، العميد عبدالله بن عامر، الذي أكد أنه إذا وسعت واشنطن ولندن المعركة فسيضربون قواعدهما بالمنطقة.
علاوة على ذلك، فإن كل الاحتمالات واردة ومفتوحة على المشهد، فالخيارات اليمنية قد تكون صادمة لحسابات العدو الذي قد لا يدرك أن العدوان على اليمن اليوم قد يقود في نهاية المطاف إلى حرب إقليمية واسعة وربما عالمية، فالعدوان الأمريكي هو تهديد صريح للملاحة الدولية في البحر الأحمر، في وقت لن تتهاون صنعاء في استهداف جميع السفن التابعة لأي دولة مشاركة سواء علنا أو سراً في العدوان الصهيوني على اليمن، كما سبق وأكد قائد الثورة.
أهم ما ملاحظته في خضم هذه التطورات، هو تماسك الشعب اليمني وإصراره على مواصلة الطريق لدعم مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، رغم كل التهديدات الغربية الصهيونية، ولعل الحشود المليونية التي تدفقت أمس الجمعة، إلى ميدان السبعين وكل ساحات المحافظات اليمنية، رفضاً للعدوان الأمريكي وتأييداً لاستمرار دعم غزة، دليل على أن هذا الشعب سيكسب أي مواجهة قد يخوضها ضد أمريكا كما سبق وكسب مواجهات سابقة مماثلة مع التحالف السعودي الأمريكي، في وقت لم يسبق أن توحد اليمنيين كما هو حال توحدهم اليوم لمواجهة العدوان الأمريكي.
إلى ذلك، فإن المؤشرات والمعطيات القائمة تشير إلى إمكانية اندلاع حرب كبرى في المنطقة جراء التصعيد الأمريكي المستمر ضد اليمن، وما يقابله من تصعيد صهيوني مماثل في غزة، إلا أن نيران هذه الحرب قد لا تلتهم المصالح والوجود العسكري الأمريكي في هذه المنطقة وحسب، بل قد تقود لسقوط حتمي للولايات المتحدة الأمريكية الغارقة في ملفات عديدة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، إضافة إلى غرقها في الديون والإنقسامات الداخلية.. وقد يكون هذا السقوط شاملاً ونهائياً لآفول الإمبراطورية العجوز .. من يدري !
حلمي الكمالي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمریکی البریطانی العدوان الأمریکی على الیمن
إقرأ أيضاً:
لماذا لم يستوعب اسلاميو السودان درس اليمن؟!
أذكر أيام التقدمات الكاسحة التي حققها الجيش بمدينة الخرطوم بحري والتي توجها بوصول الإشارة وربطها بالقيادة العامة.. واحد من الاسلاميين شالتو “الهاشمية” وكتب فرِحًا: “الخرطوم ليست صنعاء”! والحقيقة هذه العبارة لم أقرأها أول مرة؛ تكررت على مسامعي كثيرًا. وبخلاف التنبيه إلى أنّ هذه العبارة مُضللة، وفاسدة، وتنطلق من ذات تستبطن التعالي والغرور الكذوب، والاستكبار عن جهل وسفاهة.. هي قبل ذلك عبارة حقيرة ومُنحطّة وتصدرُ عن نفس لا تتحلى بالنبل ورد الحقوق والاقرار بالذنب بل تتباهى بالخسة والرذائل.
أما عن حرب العدوان على اليمن فهي من مخازينا الوطنية؛ بل عار سنحملهُ على أعناقنا جيلًا بعد جيل؛ إذ شارك السودان في العدوان على اليمن ضمن “التحالف العربي” بقيادة السعودية وسند استخباري وعون لوجستي من الولايات المتحدة وبريطانيا فيما عُرف ب “عاصفة الحزم” في العام 2015. وتسبب السودان جنبًا إلى جنب مع الإمارات العربية التي تحاربهُ اليوم بلا رحمة في جريمة بشعة وصفت بأنها: “كارثة أو مأساة إنسانية”. وقتها قننت سلطات البشير أسوأ عملية ارتزاق مُنظّم؛ واقتيدت الدولة بجلالها لتعمل كخادم ذليل يحرس الملك السعودي، ويعمل على تنفيذ المخططات الشريرة للإمارات بما فيها التعاون في الإجْهاز على شعب من أطيب وأنبل الشعوب والسيطرة على أجزاء من أراضيه ومقدّراته.
الاسلامي على النكهة العثمانية الأردوغانية أو الخليجية بعد كل عبر التاريخ التي يمكن قراءتها من الأحداث القريبة.. ليس في وسعه فهم أنّ أركان الدولة قد اهتزّت وبدأت تزيح اللثام عن أمنها القومي عشية المشاركة في حرب اليمن!
وينتصر اليمن في نهاية المطاف، ويقفُ اليمن الحرّ اليوم ببسالة كرأس رمح في مواجهة قوى الاستكبار والهيمنة.. وكان الأول في مساندة أهل غزة وشعب فلسطين ودفع وحيدًا الفاتورة العظمى نظير وقفته المشرّفة في وجه الإرهاب الدولي بقيادة الولايات المتحدة والكيان الإسرائِِيليِّ.
صنعاء هذه مدينة الأحرار والشرفاء.. ولا يتناولها بتحقير إلا من كتب الله عليه الخزي جنبًا إلى جنب مع نتنياهو وسموتريتش وغالانت وبن غفير.
ولا تكريم لأهل اليمن بعد الذي قاله عنهم سيدنا النبي:
“الإيمان يمان والحكمة يمانية”
محمد أحمد عبد السلام
إنضم لقناة النيلين على واتساب