يمانيون – متابعات
في أعقاب العدوان الأمريكي البريطاني الصهيوني على اليمن رداً على دعمه مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، يبدو أن العالم أجمع سيكون على موعد لمرحلة جديدة من المتغيرات الجذرية التي قد تطرأ على وجه النظام الدولي برمته، فهل سيكون اليمن_مقبرة الغزاة_ هو اليد الطولى التي ستُعجّل بسقوط الإمبراطورية العجوز في ظل ما يملكه اليمن من قدرة على صد العدوان الصهيوني وتكبيد القوى الغربية خسائر موجعة.

في البداية يمكن التأكيد أن تشكيل التحالف الأمريكي لحماية “إسرائيل” في البحر الأحمر، ومن ثم العدوان على اليمن، ما هو إلا دليل على فشل كل محاولات هذا التحالف لفك الحصار اليمني المفروض على الملاحة الإسرائيلية، أمام حنكة وقدرة القوات البحرية اليمنية التي نجحت بدقة عالية في فرض هذا الحصار بنسبة %100 وذلك باعتراف وسائل إعلام العدو، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الخيارات العسكرية في هذا الميدان.

وبتنفيذها عدواناً على اليمن، تكون الولايات المتحدة الأمريكية قد ارتكبت أفدح خطأ وأكبر حماقة في تاريخها، فاليمن العنيد والمقاوم لن يبقى مكتوف الأيدي، بل أن لديه خيارات كثيرة وواسعة لردع هذا العدوان والرد على منفذيه وكل المتورطين والمشاركين فيه، ولعل الأمريكي يخبر ذلك جيداً خاصة بعد أن جاءه الرد السريع من صنعاء التي لم تتردد في تدمير سفينة أمريكية رداً على الإعتداء الأمريكي على البحرية اليمنية في البحر الأحمر.

لذلك، من المتوقع أن يكون هناك رد يمني قوي على العدوان الأمريكي البريطاني، وهو ما صرح به رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، الذي أكد أن أمريكا وبريطانيا ستدفعان الثمن جراء عدوانهما، تزامناً مع تأكيد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، على جهوزية القوات المسلحة اليمنية لردع العدوان والرد عليه، وهو ما سبق وأن أكده قائد أنصار الله في اليمن، عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير، والذي أشار إلى الرد على العدوان الأمريكي وكل الدول التي قد تشارك في هذا العدوان.

إذاً فإن مسألة الرد اليمني على العدوان الأمريكي البريطاني أمر مفروغ منها، وهذا أيضاً ما يمكن ملاحظته من خلال القلق الأمريكي البريطاني الإسرائيلي، الذي تصاعد بعد دقائق من شن العدوان، وعبرت عنه تصريحات المسؤولين العسكريين والسياسيين لدى حكومات دول العدوان، وكذلك تسريبات وسائل الإعلام الغربية التي تحدثت عن اتصالات أمريكية بريطانية مع دول في المنطقة للتوسط لدى انصار الله بشأن الرد، مشيرةً إلى أن اليمنيين رفضوا تلك الوساطات وأكدوا على حقهم في الرد.

على أية حال، فإن هذا العدوان الذي بدأته الولايات المتحدة، هو تصعيد خطير قد يجر المنطقة إلى حرب واسعة خاصة إذا ما استمر الأمريكي في هذا التصعيد، ما يعني أن القواعد القوات الأمريكية والبريطانية المنتشرة على إمتداد المنطقة، قد تكون هدفاً إستراتيجيا للقوات اليمنية، ناهيك عن القطع البحرية الأمريكية والبريطانية المتناثرة في المياه العربية التي ستكون في مرمى الصواريخ والطائرات اليمنية، وهو ما أشار إليه نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع اليمنية ، العميد عبدالله بن عامر، الذي أكد أنه إذا وسعت واشنطن ولندن المعركة فسيضربون قواعدهما بالمنطقة.

علاوة على ذلك، فإن كل الاحتمالات واردة ومفتوحة على المشهد، فالخيارات اليمنية قد تكون صادمة لحسابات العدو الذي قد لا يدرك أن العدوان على اليمن اليوم قد يقود في نهاية المطاف إلى حرب إقليمية واسعة وربما عالمية، فالعدوان الأمريكي هو تهديد صريح للملاحة الدولية في البحر الأحمر، في وقت لن تتهاون صنعاء في استهداف جميع السفن التابعة لأي دولة مشاركة سواء علنا أو سراً في العدوان الصهيوني على اليمن، كما سبق وأكد قائد الثورة.

أهم ما ملاحظته في خضم هذه التطورات، هو تماسك الشعب اليمني وإصراره على مواصلة الطريق لدعم مظلومية الشعب الفلسطيني في غزة، رغم كل التهديدات الغربية الصهيونية، ولعل الحشود المليونية التي تدفقت أمس الجمعة، إلى ميدان السبعين وكل ساحات المحافظات اليمنية، رفضاً للعدوان الأمريكي وتأييداً لاستمرار دعم غزة، دليل على أن هذا الشعب سيكسب أي مواجهة قد يخوضها ضد أمريكا كما سبق وكسب مواجهات سابقة مماثلة مع التحالف السعودي الأمريكي، في وقت لم يسبق أن توحد اليمنيين كما هو حال توحدهم اليوم لمواجهة العدوان الأمريكي.

إلى ذلك، فإن المؤشرات والمعطيات القائمة تشير إلى إمكانية اندلاع حرب كبرى في المنطقة جراء التصعيد الأمريكي المستمر ضد اليمن، وما يقابله من تصعيد صهيوني مماثل في غزة، إلا أن نيران هذه الحرب قد لا تلتهم المصالح والوجود العسكري الأمريكي في هذه المنطقة وحسب، بل قد تقود لسقوط حتمي للولايات المتحدة الأمريكية الغارقة في ملفات عديدة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، إضافة إلى غرقها في الديون والإنقسامات الداخلية.. وقد يكون هذا السقوط شاملاً ونهائياً لآفول الإمبراطورية العجوز .. من يدري !

حلمي الكمالي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الأمریکی البریطانی العدوان الأمریکی على الیمن

إقرأ أيضاً:

ما هي شركات الطيران التي ألغت أكبر عدد من الرحلات الجوية في 2024؟

الاقتصاد نيوز - متابعة

يعد إلغاء الرحلات الجوية في اللحظات الأخيرة، تجربة محبطة للغاية للمسافرين، سواء كانوا عائدين إلى ديارهم لقضاء العطلات، أو مسافرين لأغراض العمل، أو يحاولون حضور جولة "Eras" المرتقبة للمغنية تايلور سويفت.  

في بعض الأحيان، تكون الإلغاءات مبررة بسبب ظروف طيران غير آمنة مثل الأحوال الجوية الخطرة أو مخاوف أمنية أو مشكلات فنية في الطائرات.  

ومع ذلك، هناك حالات إلغاء تقع ضمن نطاق سيطرة شركات الطيران، مثل تلك الناجمة عن نقص الطواقم، أو تضارب الجداول، أو تأخيرات الصيانة التي كان من الممكن تفاديها عبر تخطيط أفضل.  

 ما هي شركات الطيران الأعلى في معدل إلغاء الرحلات الجوية؟  

سجلت "دانا إير" أعلى معدل إلغاء للرحلات بين شركات الطيران، ويرجع ذلك إلى تعليق عملياتها في أبريل نيسان 2024 من قبل هيئة الطيران المدني النيجيرية عقب حادث على المدرج. وحتى يناير كانون الأول 2025، لا تزال الشركة متوقفة عن العمل بانتظار عمليات تدقيق تتعلق بالسلامة والملاءة المالية، بحسب موقع visualcapitalist. 

تتركز معظم شركات الطيران التي سجلت أعلى معدلات إلغاء في مناطق آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط وأفريقيا، مع وجود شركة واحدة فقط من أميركا الشمالية "كيب إير" وأخرى أوروبية "أورال إيرلاينز" ضمن القائمة.  

في عام 2024، أُدرجت "أورال إيرلاينز" ضمن قائمة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي، بسبب مزاعم دعمها للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، عبر نقل أفراد عسكريين وإنشاء نظام خاص لبيع التذاكر بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية.

غالباً ما تواجه شركات الطيران الصغيرة التي تربط المناطق النائية أو الجزر، مثل "إير سيشيل" و"وين إير" (الكاريبي) و"إير أوسترال" (جزيرة ريونيون وجزر المحيط الهندي) و"كيب إير" (الولايات المتحدة والكاريبي)، معدلات إلغاء مرتفعة بسبب تحديات تتعلق بالطقس والبنية التحتية والتعقيدات التشغيلية.  

كما تكافح شركات الطيران الإندونيسية، مثل "ليون إير" و"وينجز إير" و"باتيك إير"، مع تحديات مماثلة تتعلق بتشغيل رحلات عبر أرخبيل يضم أكثر من 17 ألف جزيرة، بالإضافة إلى الظروف الجوية القاسية مثل الرياح الموسمية والانفجارات البركانية.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • ما هي شركات الطيران التي ألغت أكبر عدد من الرحلات الجوية في 2024؟
  • الخارجية الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال ومستوطنيه على المواطنين الفلسطينيين
  • حيدر يتفقد الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي في صور والقرى الحدودية
  • اليمن يمدد لمتحف أمريكي حق استضافة 80 قطعة أثرية
  • ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين في قطاع غزة إلى 47,487 منذ بدء العدوان الصهيوني
  • اليمن يمدد لمتحف أمريكي حق استضافة 80 قطعة أثرية لمدة عامين إضافيين
  • أسمته “إسرائيل” رجل الموت.. من هو محمد الضّيف مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني؟ (تفاصيل + فيديو)
  • بالفيديو.. تعرف على “محمد الضّيف” مهندس معركة “طوفان الأقصى” الذي أرعب الكيان الصهيوني
  • 30 يناير خلال 9 أعوام.. 30 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • اتحاد نقابات عمال اليمن يدين التصنيف الأمريكي لأنصار الله ويؤكد انحياز واشنطن للعدو الصهيوني