قالت صحيفة "إيكونوميست" في تقرير حديث إن المخاوف تتزايد بشأن احتمال عودة التضخم للارتفاع بسبب اضطرابات التشغيل في قنوات السويس وبنما.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في ظل الظروف العادية، تحمل قناتا السويس وبنما ما يقرب من 10% و5% من التجارة البحرية العالمية على التوالي. ومع ذلك، فرضت هيئة قناة بنما مؤخرا قيودا على عدد السفن المسموح لها بالعبور، بسبب انخفاض مستويات المياه.

بالإضافة إلى ذلك، أجبرت التوترات المتصاعدة في مضيق باب المندب، وهو ممر حيوي من المحيط الهندي إلى قناة السويس، بعض السفن المسافرة بين أوروبا وآسيا على اتخاذ الطريق الأطول حول أفريقيا.

وتزامن ذلك مع شن الولايات المتحدة اليوم السبت ضربات جديدة على أهداف لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بعد مضي 24 ساعة على غارات مشتركة مع بريطانيا استهدفت مواقع عدة في اليمن.

وجاءت هذه الضربات ردا على شن جماعة الحوثي هجمات على سفن إسرائيلية أو مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر في أعقاب حرب إسرائيل على غزة، وهو ما تسبب في تضرر الاقتصاد الإسرائيلي وزيادة أسعار الشحن وتعليق رحلات شركات شحن عالمية.

ولفتت الصحيفة إلى هذه الاضطرابات باعتبارها اختناقات فعلية في سلسلة التوريد العالمية، وشبهتها بالسدادة التي وضعت على طرق التجارة الحيوية هذه.

ارتفاع أسعار الشحن وعلاقته بالتضخم

وشددت الصحيفة على أن هذا الاضطراب مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة لصانعي السياسات في وقت بدا فيه أن الدول الغنية تتغلب على التضخم.

وأشارت إلى أن ارتفاع أسعار الشحن من منتصف عام 2020 إلى أوائل عام 2022 تزامن مع الارتفاع الأولي في موجة التضخم هذه، وتزامن انخفاضها اللاحق مع تراجعه.

ومع ذلك، منذ أن بدأت هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، شهدت أسعار الشحن مرة أخرى قفزة كبيرة.

ونقلا عن بيانات من مؤشر "فرايتوس بلطيق" الرائد في أسعار الشحن الدولي، فإن تكلفة شحن حاوية قياسية ارتفعت بنسبة 93% في الأسبوع المنصرم في التاسع من يناير/كانون الثاني الحالي.

وتشير شركة دروري الاستشارية أيضا إلى زيادة بنسبة 114% في تكلفة الشحن من شنغهاي إلى روتردام خلال فترة مماثلة، وهو الطريق الذي يمر عادة عبر قناة السويس.

طائرات وبوارج حربية أميركية وبريطانية شنت غارات جوية على مواقع تابعة لجماعة الحوثي في اليمن (رويترز)

ورغم هذه الزيادات، يشير التقرير إلى أنه من غير المرجح تكرار التضخم مثلما كان في عصر وباء كورونا، لأن اضطرابات الشحن الحالية ليست على نفس النطاق كما كانت من قبل، حيث تعد القراءة المذكورة على المؤشر ربع الذروة التي تم الوصول إليها في عام 2022.

وفي سبتمبر/أيلول2021، أجاب المشاركون في استطلاع لآراء مديري المشتريات الذي أجرته "ستاندارد آند بورز غلوبال ريتنغز" على أن تكاليف الشحن تساهم في رفع الأسعار بنسبة 17 مرة أكثر من المتوسط ​​على المدى الطويل، حسب الصحيفة.

وفي أحدث استطلاع لنفس المؤسسة، أجاب مديري المشتريات أن هذا الاحتمال مطروح بنسبة 3 مرات أكثر من المتوسط ​على المدى ​الطويل فقط.

ويشير كريس روجرز من ستاندرد آند بورز إلى أن الدراسات الاستقصائية المستقبلية قد تشير إلى مزيد من القلق، حيث يتم الاتفاق عادة على عقود الشحن السنوية في مارس/آذار، وقد لا تعكس المعدلات الحالية بدقة التكلفة الحقيقية للنقل.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أسعار الشحن إلى أن

إقرأ أيضاً:

التضخم يتراجع في مصر إلى 12.5% في فبراير

أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في مصرتراجع إلى 12.5% في فبراير/ شباط من 23.5% في يناير/ كانون الثاني متباطئا بوتيرة أسرع مما توقعه محللون.

وتوقع استطلاع للرأي أجرته رويترز الأسبوع الماضي وشمل 15 محللا تراجع معدل التضخم إلى متوسط 14.5% في فبراير/ شباط.

وعلى أساس شهري، زادت الأسعار 1.4% في فبراير/ شباط عن يناير/ كانون الثاني.

وزادت أسعار الأغذية والمشروبات على أساس سنوي 3.7% بعد أن زادت 0.2% عن يناير/ كانون الثاني.

التضخم تراجع في مصر بأكثر من توقعات المحللين  (الجزيرة) سعر الصرف

وعزا رئيس قسم التحليل الفني في النعيم القابضة، إبراهيم النمر هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى استقرار سعر الصرف، مضيفا أن التأثير الناجم عن تغيرات سعر الصرف كان محدودا على عكس ما شهدته السنوات القليلة الماضية، إلى جانب إجراءات اتخذتها الحكومة والبنك المركزي لضبط الأسواق.

وأضاف أن هذا التراجع في معدل التضخم قد يعطي متنفسا للبنك المركزي ويساعده على التفكير في خفض أسعار الفائدة، إذ يعطيه قدرة على المناورة مع الاقتراب من هدف معدل التضخم البالغ 7%.

ويرتفع التضخم منذ فبراير/شباط 2022 مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية والذي دفع مستثمرين أجانب إلى سحب مليارات من الدولارات من أسواق سندات الخزانة المصرية.

ووصل التضخم الأساسي إلى ارتفاع قياسي في سبتمبر/ أيلول 2023 مسجلا 38%.

إعلان مسار هبوطي

من جانبه، قال الباحث الاقتصادي ومحلل أسواق المال، سمير رؤوف إن التضخم ما زال على مساره الهبوطي، بما يدعم خفض أسعار الفائدة بما بين نصف نقطة مئوية ونقطة مئوية كاملة، متوقعا المزيد من الانخفاضات خلال الشهور القليلة المقبلة لكلا التضخم وسعر الفائدة.

وارتفعت الأسعار لأسباب منها النمو السريع في المعروض النقدي، وتظهر بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) زاد بأعلى نسبة على الإطلاق بلغت 32.1% في عام حتى نهاية يناير/ كانون الثاني.

وقبل عام خفضت مصر قيمة الجنيه بشكل حاد ورفعت أسعار الفائدة بمقدار 600 نقطة أساس ووقعت حزمة دعم مالي موسعة بقيمة 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي مما ساهم في إعادة الماليات لنطاق السيطرة.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع التضخم في الأردن بنسبة 2.21% منذ مطلع العام
  • رانيا المشاط: انخفاض التضخم واستقرار الاقتصاد الكلي يعززان جاذبية الاستثمار
  • بعد موافقة النقد على 1.2 مليار دولار| التضخم في مصر يتراجع إلى أكثر من النصف
  • معدل التضخم السنوي يتباطأ لـ 23.2% في يناير 2025.. والمواطنون: لماذا لم تنخفض أسعار السلع والخدمات؟
  • التضخم يتراجع في مصر إلى 12.5% في فبراير
  • تراجع أسعار النفط متأثرة بمخاوف من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على نمو الاقتصاد العالمي
  • بنسبة 12.8%.. التضخم في مصر يتراجع لأدنى مستوى خلال 3 سنوات في فبراير الماضي
  • تراجع معدل التضخم السنوى لشهر فبراير 2025
  • الناتج المحلي الإجمالي للسعودية ينمو 1.3% في 2024
  • خطة النواب: السيطرة على التضخم تتطلب زيادة الإنتاج وتحفيز الاستثمار