شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن هل يصل العالم إلى شطب الديون؟، هل يصل العالم إلى شطب الديون؟خلال جائحة كورونا، طُرح اقتراح في أمريكا لتصفية الديون من السجلات العامة كحل للديون التي تكبدها الأفراد .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات هل يصل العالم إلى شطب الديون؟، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
هل يصل العالم إلى شطب الديون؟
خلال جائحة كورونا، طُرح اقتراح في أمريكا لتصفية الديون من السجلات العامة كحل للديون التي تكبدها الأفراد والمؤسسات.
لا طريقة سهلة لكبح شراهة الحكومات والشركات والأفراد للاستدانة والرهان على الأموال الرخيصة (الاقتراض بفائدة منخفضة).
ما العمل لمعالجة معضلة المديونية التي يبدو العالم متعايشاً معها ما دامت تفاعلاتها الداخلية مكتومة ولا تسبب مغصاً معويا حاداً، للمدينين والدائنين؟
شطب الديون لا يحظى بشعبية لدى كبار الدائنين لكن الأحداث قد تنقله إلى صدارة الأولويات، ومعه إعادة هندسة كبرى لعقليتي صانع السياسة والمجتمع.
هناك إشارات متزايدة إلى دنو أجل واستحقاق تطبيق «يوبيل الديون»، باعتباره التغيير الكبير الذي يمكن أن يشفي الاقتصادات الوطنية والاقتصاد العالمي من عللها.
في أزمة 2008 ساندت حكومة أوباما البنوك في رفض إلغاء الديون المشكوك بتحصيلها من ملايين الأمريكيين أصحاب منازل الرهن العقاري وعائلات طلاب الجامعات المعسرين!
* * *
بلغ اجمالي الديون العالمية حتى منتصف عام 2022، 305 تريليونات دولار، بحسب تقديرات معهد التمويل الدولي، أي ما يشكل 350% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وبتبسيط شديد، فإن موظفاً مرتبه مئة دينار، مطالب بسداد ديونه البالغة 350 ديناراً. وما سيفاقم أزمة المديونية العالمية التي بدأت تعاني منها الدول والبنوك، الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة المصرفية التي زادت من خدمة الديون (قيمة الأقساط + الفوائد)، وأضافت للمديونية العالمية ما يصل إلى نحو 3 تريليونات دولار.
فما العمل لمعالجة هذه المعضلة التي يبدو كأن العالم صار متعايشاً معها، ما دامت تفاعلاتها الداخلية مكتومة، ولا تسبب مغصاً معويا حاداً، للمدينين والدائنين، على حد سواء.
ربما احتاج الأمر إلى تغيير جذري للممارسة الاقتصادية الدولية. فلا توجد طريقة سهلة لكبح شراهة الحكومات والشركات والأفراد للاستدانة والرهان على الأموال الرخيصة (الاقتراض بفائدة منخفضة).
قد تجدي نفعاً بعض الإجراءات، كما سيتراءى للبعض، مثل وقف الإفراط في الإقراض، وتقليل الإنفاق المفرط، وإعادة هيكلة الشركات ذات الأداء المنخفض، والأهم من كل هذا وذاك، شطب الديون.
وهو مطلب لا يحظى بشعبية لدى كبار الدائنين، لكن الأحداث قد تنقله مع الوقت إلى صدارة الأولويات، ومعه بطبيعة الحال، إعادة هندسة كبرى لعقلية صانع السياسة، ولعقلية المجتمع الذي سيتعين عليهما تقبل نتائج هذا التحول الجذري في السياسات المالية، والاقتصادية بوجه عام.
تعود قصة الإعفاء من الديون التي دخلت التاريخ الاقتصادي باسم يوبيل الديونDebt jubilee، إلى أكثر من 4000 سنة مضت؛ وكان ذلك في سومر القديمة، وبابل، ومناطق أخرى في غرب آسيا.
فقد جرت العادة في تلك الأزمان الغابرة، أن يعلن الملوك القدماء، في إحدى المناسبات الاحتفالية، إعفاء كل أفراد المجتمع من ديونهم، بهدف تأمين الاستقرار العام. ويذهب بعضهم في نسبة المصطلح إلى اليوم السابع الوارد في الكتاب المقدس.
وعلى المنوال نفسه، كانت السنة السابعة سبتية. ثم بعد سبع مجموعات من سبع سنوات، تكون السنة الخمسون هي سنة اليوبيل التي يتم فيها إعفاء الديون، وتحرير العبيد، وإعادة الأرض التي فقدها الدائنون في سنوات الحصاد السيئة.
وخلال يوبيل الديون، كان يتم الإعفاء من جميع التزامات الديون، مثل الأرض أو المحاصيل التي تعهد بها المدينون للدائنين. وكان الدائنون الرئيسيون، في ذلك الوقت، هم بشكل أساسي العائلات المالكة والمقربين منها، ورجال الدين والنبلاء الأثرياء.
إذن، المفهوم والتبرير قصة قديمة قدم الحضارة الإنسانية. نظراً لأن الفائدة الإجمالية التي يتم دفعها على الديون تعيق الاقتصاد والمشاركين فيه، وقد تؤدي بهم إلى مهاو لا تحمد عقباها.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق العظيم هو إحداث تغيير كبير. فمع وجود تريليونات، بل وكوادريليونات من الدولارات من المشتقات المتداولة في الأسواق المالية العالمية، هناك إشارات متزايدة إلى دنو أجل واستحقاق تطبيق «يوبيل الديون»، باعتباره التغيير الكبير الذي يمكن أن يشفي الاقتصادات الوطنية والاقتصاد العالمي من عللها.
الفكرة من وراء الإعفاء من الديون، عدم تحول الديون إلى سبب لتمزيق المجتمع، كما حدث على سبيل المثال في الأزمة التي عصفت بالولايات المتحدة عام 2008، عندما ساندت حكومة أوباما البنوك في رفض إلغاء الديون المشكوك في تحصيلها من ملايين الأمريكيين أصحاب منازل الرهن العقاري، وآلاف عائلات طلاب الجامعات المعسرين!
وكذلك الحال بالنسبة للديون التي مزقت اليونان، نتيجة لإصرار صندوق النقد الدولي والبنوك الألمانية والفرنسية، وغيرها، على إجبار اليونانيين على عمل السخرة لتحصيل هذه الديون بالضرائب وخفض الأجور، ورفض طلب اليونان للسماح لها بالتخلف عن السداد ليتسنى لها أصلاح أعطابها الاقتصادية والاجتماعية.
اليوم، كما بالأمس، تتحول الديون، وما يعنينا هنا هو دين الدولة الخارجي، إلى مادة للجدل الساخن بين أوساط كبار الاقتصاديين في أمريكا، بسبب وطأة هذه المشكلة واستفحالها وتهديدها للاستقرار العام هناك.
ما بين من يصر على «قدسية الديون» حتى لو أدى ذلك إلى إفقار معظم الناس نتيجة لتحصيلها جبائياً منهم لسدادها؛ وما بين من يرى ضرورة تقديم أولوية استعادة الاستقرار الاقتصادي والمجتمعي، من خلال إخضاع الديون للقدرة على السداد، وقدرة المجتمع على الاستمرار في العمل على أساس قابل للتطبيق.
في الماضي السحيق، كان الغرض من إلغاء ديون اليوبيل، اجتماعياً بالدرجة الأساس، لذلك يصعب تصور نسخ تلك التجارب في الوقت الحاضر، نظراً لأن معظم علاقات الدين/الائتمان تتم عبر مؤسسات مالية (بنوك وشركات تأمين وما إلى ذلك)، وليست كما كانت في السابق علاقات كانت الحكومات والعائلات الثرية، أطرافها الأساسية بشكل مباشر.
لكن هذا لا يقدح مط
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
ندوب الحرب التي لن تبرأ بصمت المدافع
توشك المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس أن تصل إلى ذروتها بإتمام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. ورغم أن جانب دولة الاحتلال غير مأمون بناء على التجارب التاريخية وبناء على تجارب مفاوضات الحرب الحالية، لكن المؤشرات والتسريبات التي رشحت خلال الأيام الماضية والمشهد العام في المنطقة والمزاج الأمريكي كلها تشير إلى أن إسرائيل مضطرة هذه المرة إلى التوقيع قبل بدء الفترة الرئاسية للرئيس الأمريكي ترامب.
إن هذه الخطوة كان يمكن أن تحدث منذ أكثر من عام لولا تعطش رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة للدماء ولولا الأحقاد التي تستعر في نفوسهم ضد الشعب الفلسطيني، ولو حدثت في ذلك الوقت لكان يمكن لآلاف الأطفال الذين استشهدوا في هذه الحرب أن يكونوا من بين الذين سيفرحون بالقرار وهم يعودون إلى قراهم المدمرة ليبحثوا عما تبقى من ذكرياتهم وألعابهم وبعض طفولتهم.
لكن قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأبرياء لا يفهمون معنى الطفولة ولا قدسيتها حتى خلال الحرب ومن باب أولى لا يفهمون معنى أن تعود الأمهات الثكلى بأطفالهن فلا يجدن حتى قميصا فيه رائحة طفلها قد يخفف بعض حزنها أو يوقف دموع عينها المبيضة من الحزن والبكاء.
من حق الفلسطينيين أن يشعروا بالنصر رغم كل الخسائر التي منوا بها: خسائر في الأرواح التي قد تصل الآن بعد أن تتلاشى أدخنة الحرب إلى نحو 50 ألف شهيد وأكثر من 200 ألف جريح وبنية أساسية مهدمة بالكامل وغياب كامل لكل مظاهر الحياة الإنسانية وانعدام كامل للمواد الغذائية والطبية.. وشعور النصر مصدره القدرة على البقاء رغم الإبادة التي عملت عليها قوات الاحتلال، الإبادة المدعومة بأعتى الأسلحة الغربية التي جربها العدو خلال مدة تصل إلى 18 شهرا.
في مقابل هذا لا أحد يستطيع أن ينكر أن الموازين في المنطقة قد تغيرت بالكامل خلال هذه الحرب، والمنطقة في اليوم التالي لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار ليست هي المنطقة التي كانت عليها قبل يوم 7 أكتوبر.
وإذا كانت إسرائيل قد صفَّت الكثير من خصومها في هذه الحرب وفككت محور المقاومة وأثخنت الكثير من جبهاته وآخرها الجبهة السورية إلا أنها كشفت عن ضعفها في المواجهات المباغتة، وفضحت أسطورة أجهزتها الأمنية وقبتها الحديدية.
وفي مقابل ذلك فإن حركة حماس رغم ما تعرضت له من خسائر فادحة في رجالها وقياداتها الميدانية إلا أنها أثبتت في الوقت نفسه أنها منظمة بشكل دقيق ومعقد وأنها قادرة على الصمود وتجديد نفسها وتقديم قيادات جديدة.
والأمر نفسه مع حزب الله ومع إيران التي دفعتها هذه الحرب إلى دخول مواجهة مباشرة لأول مرة في تاريخها مع إسرائيل، ولا شك أن تلك المواجهات كشفت لإيران نفسها عن مواطن الضعف في منظوماتها كما كشف مواطن القوة.
ورغم أن بعض الخبراء يرون أن حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله يمكنهم تجديد قوتهم خلال المرحلة القادمة إلا أن الأمر يبدو مختلفا في سوريا التي يظهر أنها خرجت من المحور تماما سواء كان ذلك على المستوى الأيديولوجي أو حتى مستوى العمل الميداني واللوجستي.
وأمام هذا الأمر وتبعا لهذه التحولات ما ظهر منها وما بطن فإن الموازين في المنطقة تغيرت بالكامل، ولا يبدو أن ذلك ذاهب لصالح القضية الفلسطينية في بعدها التاريخي أو في جوهر ما تبحث عنه وهو دحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المحتلة ولو على حدود 5 يونيو 1967.
لكن هذا لا يعني أن المقاومة ستنتهي أو تنتهي نصرة القضية الفلسطينية من الشعوب الحرة المؤمنة بالقضية، بل ستزهر في كل مكان في فلسطين أشكال جديدة من المقاومة والندوب الذي أحدثتها الحرب في أجساد الفلسطينيين وفي أرواحهم، ستبقى تغلي وستكون بذورا لمواجهات أخرى أكثر ضراوة وأكثر قوة وإصرارا على النصر.