هليفي: صادقنا على خطط لزيادة الضغط العسكري على حماس في غزة
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي،مساء السبت 13 يناير 2024 ، إنه "صادق على خطط في قيادة المنطقة الجنوبية لمواصلة القتال وزيادة الضغط العسكري على حماس "، معتبر أن "الضغط العسكري سيؤدي إلى تفكيك حماس وإعادة المحتجزين. إن هذا الضغط وحده أتاح حتى الآن إعادة العديد من الرهائن".
أخبار غـزة الآن لحظة بلحظة عبر قناة تليجرام وكالة سوا الإخباريةوأضاف هليفي في مؤتمر صحافي عقده "نعمل بكل الوسائل، معظمها سرية، من أجل إعادة الرهائن وسنستمر في ذلك حتى إعادتهم جميعًا.
واعتبر أن "قيادة حماس تعلق آمالها على وقف القتال، وهي على قناعة بأن هذه اللحظة قريبة. غير أننا مصممون ومستمرون في العمل على تحقيق الأهداف"، وأضاف أن "تحقيق الأهداف أمر معقد سوف يستغرق وقتًا طويلًا؛ قلنا ذلك منذ اللحظة الأولى. إن تفكيك حماس يتطلب ويقتضي التحلي بالصبر".
وقال إن "أربع فرق قتالية تعمل في غزة . القوات تتقدم في الميدان وفق الخطة المرسومة، فيما يتم تكييف أساليب العمل مع المهام وطبيعة الميدان والعدو"، وادعى أنه "لقد أنجزنا تفكيك الأطر العسكرية لحماس في شمال القطاع، وتتوجه القوات الآن للقيام بمهامها من أجل تكثيف الإنجازات والحفاظ عليها في هذه المنطقة".
وتابع "حوّلنا جهودنا المكثفة إلى وسط وجنوب القطاع، حيث اكتشفنا مصانع لإنتاج الوسائل القتالية فوق الأرض وتحتها، بما في ذلك إنتاج القذائف الصاروخية التي تستهدف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وهي عبارة عن صناعة عسكرية حقيقية. من المهم تدميرها لأجل منع التعاظم المستقبلي لقوة حماس، ولم يكن هناك مجالا للقيام بذلك دون التوغل البرية". وأضاف "ندمر هذه البنى التحتية بشكل ممنهج بالتزامن مع مواصلة تصفية المخربين من الجو والبحر وعبر الاشتباكات التي تحدث وجهًا لوجه في ميدان قتالي معقَّد".
وأكد هليفي أنه "قررنا، مع تقدم سير القتال، تسريح بعض أفراد الاحتياط"، وأضاف "سنحتاجهم خلال عام 2024"، وتابع "لن نستدعيهم إلا بعد منحهم الوقت الكافي لاتخاذ الاستعدادات اللازمة، إلى جانب منحهم المكافآت وتكريمهم بالشكل اللائق مع عائلاتهم التي صانت وحافظت على ديارهم طوال فترة غيابهم".
عن المواجهات مع حزب الله: "نستعد للحرب ونرفع مستوى قدراتنا باستمرار"
وأضاف هليفي أنه "إننا ندير القتال في عدة ساحات بصورة متزامنة وبدرجات متفاوتة من الشدة، ونعمل في كل مكان. ولن يكون أي ممن يسعون لإضرار بدولة إسرائيل في مأمن، سواء في غزة أو في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) أو في ساحات أخرى في أنحاء الشرق الأوسط".
وأضاف "لقد قرر حزب الله أداء دور ‘درع حماس الحامي‘ منتدبًا من إيران، وها نحن نُحَصّل منه ثمنًا متزايدًا عن ذلك. إن من يشترط وقف الاحتكاك في شمال البلاد بوقف القتال في غزة سيدفع الأثمان المتزايدة"، معتبرا أن "معالم الواقع الأمني في الشمال تتضح في هذه الأيام".
وأضاف "إننا نُبعد قوة رضوان (تابعة لحزب الله) عن الحدود ونضرّ بقدرات كان حزب الله قد بناها على مدى سنوات. ونمارس عملنا بحرية في المجال الجوي اللبناني ونتعامل مع أي تهديد"، وقال إن "منطقة جنوب لبنان أصبحت منطقة قتال وستظل هكذا طالما يعمل حزب الله انطلاقًا منها".
واعتبر أن "حزب الله قد يحوّل أراضي الدولة اللبنانية بأكملها إلى منطقة قتال. هذا سيكبده ثمنًا باهظًا"، وأضاف "إننا نستعد للحرب ونرفع مستوى قدراتنا باستمرار. إننا ملتزمون بتغيير الأوضاع الأمنية بشكل يسمح بعودة السكان بشكل آمن تمامًا إلى ديارهم، سواء في شمال البلاد أو في جنوبها".
وعن العمليات العدوانية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، قال: "نعمل في يهودا والسامرة على مدار الساعة في القرى والبلدات والمحاور. نفذنا خلال الحرب (على غزة) عددًا غير مسبوق من العمليات الهجومية واعتقلنا مخربين كانوا في طريقهم لارتكاب اعتداءات. نجري التحقيقات اللازمة في أي حادث، بالتعاون مع السكان المدنيين، ونعزز الحماية".
وعن التحقيق في إخفاقات الحيش الإسرائيلي في التصدي لهجوم المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال "إننا نجري التحقيقات الداخلية باستمرار، مما يمهّد لنا طريق التعليم الذاتي وتحسين المستوى. إن الجيش مسؤول عن أمن الدولية ويتحتم عليه تحسين أدائه وتكييفه مع مقتضيات القتال الميداني".
وأضاف أن التحقيق العملياتي لن يكون بديلاً عن أي مراجعة أو تحقيق خارجي؛ إذ ندرك أن الحرب ستستغرق وقتًا طويلًا، وبالتالي بدأنا بصياغة هيكلية التحقيقات اللازمة. يجب علينا تعلّم الدروس حتى بالتزامن مع الحرب، غير أن القتال نفسه سيحتلّ دائمًا أعلى سلم الأولويات ولن نضرّ به بأي حال من الأحوال، علمًا بأننا نجريه بأنفسنا".
وأضاف أنه "لم نتخذ بعد القرار عن موعد بدء التحقيقات، لكن قررنا مباشرة التحقيق بأسرع وقت ممكن في الأحداث التي أدت إلى اندلاع الحرب وأحداث السابع من أكتوبر. يجب علينا مباشرة دراسة وفهم ما جرى من أجل تحسين إجراءات حماية سكان غلاف غزة وضمان عدم تكرار أحداث ذلك اليوم".
وقال إن "الجيش الإسرائيلي يخضع للمستوى السياسي ويحترمه. يجب طرح التساؤلات وتوجيه الانتقادات. إننا ننصت ونستفيد من أي مقولة، لكن القرار بشأن مباشرة التحقيقات يخص الاحتياجات العملياتية نفسها ولا يُعدّ قرارًا سياسيًا. إن الجيش معني ومطالَب بتحسين أدائه. إنني على قناعة بأن الجميع يدرك هذه الحقيقة".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: لماذا نعلم؟
الإنسان من أفضل المخلوقات على وجه البسيطة كونه يمتلك التفكير المجرد الذي يساعده في أن يسخر مفردات ومقومات الطبيعة من أجله، ومن ثم يستطيع أن يحدث تغيرًا إيجابيًا ملموسًا يسهم في إعمار الأرض، ويخلق مناخًا مواتيًا لحياة أفضل له وللكثير من الكائنات الحية التي وهبها الله البقاء بغية إحداث توازن بيئي يخدم ماهية البقاء والاستمرارية.
ومن ثم بات التعليم أمرًا وجوبيًا للإنسان كي يستطيع أن يمتلك الخبرة في التعامل الوظيفي مع كل ما يحيط به في البر والبحر والجو، وبالطبع يصعب أن يحدث هذا بعيدًا عن مقدرته على التفكير والتفكر بما يعينه على الفهم والتفسير والاستنتاج والرصد ومحاولة البحث والتنقيب والتجريب ليصل إلى مبتغاه بصورة مقصودة ومخططة أو قد تكون مبنية على المحاولة والخطأ بشكل تحكمه متغيرات في كثير من الأحيان مقننة.
ورغم أن الإنسان لا يمتلك القوة الخارقة التي تمكنه من السيطرة على كل ما يدور في فلك الطبيعة؛ لكنه يمتلك ما هو أفضل من ذلك؛ حيث المعرفة التي تمكنه من تسخير قوى الطبيعة لصالحه، وتحقيق الرفاهية من خلالها، وهذا سر وجوده على الكوكب؛ إذ يقع على عاتقه الإصلاح والصلاح والإعمار من أجل نهضة ورفعة السلوك والوجدان، وبالطبع يعلو ذلك الامتنان لخالق السماء بلا عمد؛ حيث شكر نعمته وعبادته الخالصة تفريدًا وتمجيدًا.
وفي هذا الإطار يتحتم علينا أن ننتقي ما نعلمه للإنسان؛ حيث يستوجب البناء الصحيح له أن نغرس فيه النسق القيمي الذي يصون به نفسه والأخرين، ويصبح بالنسبة له نبراسا يهتدى به في أقواله وأفعاله ووجدانه؛ فينعكس ذلك على تعاملاته وانفعالاته وتفاعله، ويصبح لديه الرغبة الحقيقية في أن يشارك مراحل البناء ويتعاون من أجل البقاء والرقي، ومن ثم يبحث دأبًا على حلول لمشكلات تواجه ومجتمعه ليستشعر الرضا وينبعث في وجدانه الأمل وتتفتح لديه رؤى المستقبل المشرق.
إننا نعلم من أجل مستقبل أفضل لجيل تلو آخر؛ فما نعايشه ونعيشه من ثورة تقنية وتطور في شتى مناحي الحياة وجودة غير مسبوقة في كل ما تنتجه الآلة في ضوء ذكاء اصطناعي مدخله الرئيس ذكاء الإنسان الطبيعي، كل ذلك وأكثر يصب في مصلحة البشرية ويحسن من مدخلات وعمليات الحياة لنعكس أثره دون مواربة على صحة مستدامة وعقل مستنير وفعل وسلوك يرتبط بقيم نبيلة وأخلاق حميدة.
إننا نعلم من أجل بناء إنسان يمتلك خبرة صحيحة سديدة تتضمن في طياتها معرفة غير مشوبة وسلوك مرغوب فيه ووجدان نقي بغرض تشكيل سياج يحميه من براثن الانحراف الفكري وما يترتب عليه من سلبيات أقل ما فيها التشتيت عن الهدف وضلالة الطريق وسوء المنقلب والانتكاسة في كل شيء وأمر.
إننا نعلم من أجل أن يتفوق الإنسان على رغباته وشهواته وينتصر لنفسه اللوامة؛ ليؤكد ماهية تقييم الذات والمقدرة على إصلاح ما قد يتسبب في إفساده بعمد وغير عمد؛ ليستطيع أن يستكمل طريق نهضته ومسار تقدمه ورقيه وازدهاره، ومن ثم يترك الأثر الطيب الذي يحمل بين مكونه رسالة الأمل والتفاؤل لأجيال تلو أخرى؛ بغية الحفاظ على فلسفة البقاء واستكمال المسيرة التي خلقنا جميعًا لأجلها.
إننا نعلم من أجل أن يسود العدل والسلام والحق وفق دستور رباني فطرنا عليه، ومن ثم يتوجب علينا أن نغرس بذور المحبة ونزيل الأحقاد ومسبباتها، ونعضد التراحم والتكافل من أجل أن نخلق مجتمعات تتضافر من أجل البقاء ومواجهة التحديات والأزمات الطبيعية منها وغير الطبيعية، وهذا ما يؤكد على أن الطاقة البشرية تعد الأقوى والأبقى على وجه الأرض كونها لا تنضب ما بقيت الحياة.
إننا نعلم من أجل أن نصون النفس من السقوط في بوتقة الأمراض النفسية؛ فنقدح الأذهان بمزيد من الأفكار الإيجابية التي تعضد من طاقته النورانية، وتجعله يستثمر الفكرة ليخرج منها بما يفيد به نفسه ومجتمعه والبشرية كلها، وتدفعه لاستكمال الطريق القويم ليحقق في مجاله ما يجعله يثق في ذاته ويرضى عن نفسه ويوجب الشكر لذوي الفضل عليه وفي القلب ربه الذي وهبه نعم لا تعد ولا تحصى.
إننا نعلم من أجل أن نتناقل ثقافة تحمل في طياتها الهوية وتدعم الوطنية وتعزز القومية وتحافظ على مكتسبات الحضارة وتصون العقيدة والمعتقد؛ فتقينا من الانصهار أو الذوبان في بوتقة الثقافات العابرة الحديثة منها والمستحدثة الواردة منها والشاردة؛ فنصنع عقولًا واعية تحمل فكرًا مستقبليًا مستنيرًا محاط بقيم نبيلة تجعله قادرًا على فلترة وغربلة غير المجدي وغير الصحيح، أو ما به لبس، أو ما يشوبه مغلوط، أو المشوه في أصله.
وفي النهاية يصعب أن نحصي ثمرات التعليم وما نقوم به من أجل بناء الإنسان سواءً أكان في حيز الأسرة، أو المؤسسة التربوية، أو المؤسسة العقدية، أو المؤسسات الاجتماعية قاطبة؛ لكنها إشارات وومضات من جهد مقل يبتغي إلقاء الظلال على ما قد نتناساه في خضم حياة مليئة بمجريات أحداث مثل النهر الجاري.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.