هل ورّط الحوثيون إيران ووضعوها في الزاوية؟
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
سلط التصعيد الحاصل في اليمن الضوء على الموقف "الحرج" الذي وضع فيه الحوثيون طهران، التي تجنبت خلال سنوات المواجهة المباشرة سواء مع إسرائيل أو الولايات المتحدة رغم العداء الكامن بينها وبين الغرب.
وأشار تقرير لوكالة "بلومبرغ" إلى أن الميليشيا التي ساعدت طهران في بنائها ربما ستجر طهران إلى الحرب، لافتا إلى أن المواجهة بين الحوثيين والولايات المتحدة تعد لحظة فاصلة بالنسبة لـ"محور المقاومة" الإيراني.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس الجمعة أكثر من 150 ضربة على أكثر من ثلاثين موقعا عسكريا يسيطر عليه الحوثيون. وأعلنت واشنطن مساء الجمعة أنها وجهت ضربة جديدة في اليمن.
يقول تقرير بلومبرغ إن "الغارات الجوية التي تهدف إلى ترهيب الحوثيين في اليمن، تضع الولايات المتحدة وحلفاءها في مواجهة حركة مدعومة من إيران تشعر أن لحظتها قد حانت وتحاول اغتنام فرصة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس".
تنقل الوكالة عما يقرب من عشرين مصدرا، بما في ذلك مسؤولون يمنيون حاليون وسابقون، القول إن "زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يرى في مواجهة القوة العظمى في العالم المتمثلة بالولايات المتحدة بمثابة خطوة نحو تحقيق ما يعتقده الرجل وأتباعه أنه قدره في أن يصبح زعيما إسلاميا".
نجحت إيران في ربط حركة الحوثي أيديولوجيا وتنظيميا بأعضاء آخرين في محورها، وخاصة حزب الله، وفقا لمحللين درسوا استراتيجية طهران الإقليمية.
يقول الباحث اليمني عدنان الجبرني إن "الحوثيين أصبحوا الآن هم من يغيرون قواعد اللعبة في محور المقاومة.. إيران نفسها فوجئت بكفاءتهم".
لا يقتصر الدعم الإيراني على مجرد تزويد الحوثيين بالأسلحة ونقل تكنولوجيا الصواريخ والخبرة، بل يشير الجبرني إلى أن "ضباطا من حزب الله والحرس الثوري الإيراني يشاركون في اجتماعات المجلس الجهادي الذي يرأسه الحوثي ويعمل كمركز للقيادة والسيطرة".
ومع ذلك يرى التقرير أن طموحات الحوثي قد تصطدم بحقيقة أن إيران لا تريد خوض حرب شاملة تخاطر من خلالها بأن تتفوق عليها إسرائيل والغرب.
بالمقابل يصف تقرير لمجلة "ذي أتلانتيك" تصعيد الحوثيين في اليمن بأنه وضع الإيرانيين في "الزاوية".
يقول التقرير إن قيادات طهران أمضت الأشهر القليلة الماضية في رقصة محفوفة بالمخاطر، فمن ناحية تؤكد دعمها الكامل لحماس وتكرر مطالبتها بتدمير إسرائيل، لكنها من ناحية أخرى، تعمل جاهدة على تجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة.
يشير التقرير إلى أن إيران "تعلم جيدا أنها قد لا تنجو من مثل هذا الصدام المباشر".
يبين التقرير أن النظام الإيراني اعتقد لسنوات أنه نجح في اتقان هذه المناورة من خلال اعتماد سياسة "الصبر الاستراتيجي" المتمثلة بتجنب المواجهة وفي الوقت ذاته تقوية أذرعه من الميليشيات العراقية واللبنانية والسورية والفلسطينية واليمنية.
بعد "ضربة تلو الأخرى".. الحرس الثوري الإيراني يرد بـ "الصبر الاستراتيجي" أثار تعليق الحرس الثوري الإيراني، على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، تأويلات وتحليلات عدة، تمحورت حول الرسائل التي يتضمنها البيان، والتي تعكس في صياغتها، توجه لتجنب الرد على اغتيال العاروري، بتوصيفه وكأنه محاولة استدراج سيجري تفاديها.خلال تلك الفترة تعرضت طهران لعدة ضربات موجعة بينها مقتل قائد الحرس الثوري السابق قاسم سليماني في ضربة أميركية حيث توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بتنفيذ رد قاس لكن ذلك لم يحصل أبدا، وفقا للمجلة.
وفي الوقت نفسه، عملت إسرائيل بشكل متكرر على الأراضي الإيرانية وساعدت في قتل قادة في إيران وسوريا والعراق ولبنان.
يقول التقرير إن خامنئي يتعرض في الوقت الحالي لانتقادات نادرة من العديد من أنصاره باعتبار أنه حذر أكثر من اللازم.
وحتى حزب الله اللبناني، أبرز الميليشيات التي تحتضنها طهران، اضطر إلى تنفيذ رد محدود للغاية على إسرائيل، حيث يشير التقرير إلى أن خطابات زعيم الحزب حسن نصر الله باتت موضع سخرية في الأشهر القليلة الماضية لأنها جمعت بين التهديد والوعيد مع عدم وجود أي عمل ملموس.
بالتالي يعتقد كاتب التقرير أن طهران وفي حال اتبعت قواعد اللعبة المعتادة بالنسبة لها (تجنب المواجهة)، فمن المرجح أن تحاول كبح جماح الحوثيين وتجنب الصدام المباشر، وهو أمر قد لا يرضي طموحات الحوثيين أنفسهم.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
لبنان يطالب إيران بتأمين وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله
طلب رئيس الوزراء اللبناني المؤقت، من إيران المساعدة في تأمين وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحزب الله وبدا أنه يحثها على إقناع الجماعة المسلحة بالموافقة على صفقة تتطلب منها الانسحاب من الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
بينما زار أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي لبنان لإجراء محادثات، قال مسؤولون لبنانيون إن اقتراحاً أمريكياً باتفاق وقف إطلاق النار تم تمريره إلى حزب الله، بهدف لإنهاء 13 شهراً من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل والتنظيم المسلح، بحسب ما ذكرت وكالة "اسوشيتدبرس".
???????????????? LEBANON TO IRAN: “CAN YOU ASK HEZBOLLAH TO COOL IT?”
Lebanon’s caretaker PM Najib Mikati has allegedly asked Iran to step in and get Hezbollah to back off Israel, saying Lebanon’s ready for a cease-fire after 13 months of fighting.
As Iran’s top adviser Ali Larijani… pic.twitter.com/GzL6L4R48k
وتعد إيران من الداعمين الرئيسيين لتنظيم حزب الله وتمّول وتسلح التنظيم المسلح لعقود من الزمان، ووفقاً لوسائل الإعلام اللبنانية، سلمت السفيرة الأمريكية ليزا جونسون مسودة مقترحة لاتفاق وقف إطلاق النار إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي كان يقود المحادثات ممثلاً لحزب الله.
وأكد مسؤول لبناني أن بيروت تلقت نسخة من مسودة اقتراح تستند إلى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي أنهى آخر حرب بين إسرائيل وحزب الله، في صيف عام 2006.
وقال سياسي لبناني إن مسؤولي حزب الله تلقوا المسودة، وأنهم يدرسونها وسوف يعبرون عن رأيهم فيها إلى بري.
وينص قرار الأمم المتحدة رقم 1701 من بين أمور أخرى، على أن الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة فقط يجب أن تعمل في جنوب لبنان، مما يعني أن حزب الله سوف يضطر إلى إنهاء وجوده هناك ولم يتم تنفيذ هذا البند قط، ويتهم لبنان إسرائيل بانتهاك القرار أيضاً من خلال الاحتفاظ بمنطقة حدودية صغيرة متنازع عليها وإجراء تحليقات عسكرية متكررة فوق لبنان.
ولم يدل المسؤول اللبناني بتفاصيل أخرى غير قوله إن إسرائيل تصر على تضمين بعض الضمانات ورفضت السفارة الأمريكية تأكيد أو نفي التقارير.
وفي محادثات مع مستشار خامنئي علي لاريجاني، حث رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي، إيران على المساعدة في تنفيذ القرار 1701، وقال إن الحكومة اللبنانية تريد إنهاء الحرب وتنفيذ القرار "بكل تفاصيله"، وفقاً لبيان عن المحادثات أصدره مكتبه.
وقال ميقاتي، الذي أصبح في الأسابيع الأخيرة أكثر انتقاداً لدور إيران في لبنان، إن الحكومة تريد من إيران مساعدة الوحدة الوطنية في لبنان وعدم اتخاذ أي موقف يدعم طرفاً ضد آخر.
Iran backs Lebanon in ceasefire talks, seeks end to 'problems' https://t.co/im7nrHItwx
— The Straits Times (@straits_times) November 15, 2024 هيمنة حزب اللهوساعد دعم إيران لتنظيم حزب الله الذي يعد الفصيل الأكثر قوة بين الفصائل في لبنان، على الهيمنة على السياسة في البلاد خلال العقد الماضي.
وبعد لقائه ميقاتي وبري، قال لاريجاني إن الهدف الرئيسي من زيارته هو "القول بصوت عال إننا سنقف إلى جانب حكومة وشعب لبنان" وعندما سُئل عما إذا كان يحاول إحباط وساطة الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار، قال لاريجاني: "نحن لا نحاول تفجير أي جهد، لكننا نريد حل المشكلة وسنقف إلى جانب لبنان، مهما كانت الظروف".
ويوم الخميس، وزع الأعضاء العشرة المنتخبون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مشروع قرار يطالب "بوقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط والدائم" في غزة.
وتحمل الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، مفتاح ما إذا كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيتبنى القرار ومن المتوقع أن تدعمه الدول الأربع الدائمة الأخرى (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) أو تمتنع عن التصويت.