المسيري متأملًا شعر المقاومة الفلسطيني
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
كما كتب المفكّر عبد الوهاب المسيري موسوعته عن الصهيونيّة، فقد وقف مطولًا – وهو أستاذ الأدب الإنجليزي -مع الشعر الفلسطيني متأملًا، ومحللًا، ومقدمًا معانيَ تثير الخيال، يجدر بنا الوقوف عندها، وذلك في كتابه: "فلسطينية كانت ولم تزل".
يبرر المسيري اختياره الشعرَ كمجال للدراسة؛ بأنه فن أدبي يشغل مكانة خاصة في تراث العرب الحضاري؛ فهو الشكل الفني الذي صاحبهم عبر تاريخهم؛ معبرًا عن انتصاراتهم وانكساراتهم، وكان العرب القدامى يظنون أن العبقرية العربية تعبر عن نفسها بشكل كامل من خلاله، وخاصة الغنائي منه؛ ولذا لم يكن من قبيل الصدفة أن يكون هذا الشعر هو لسان المقاومة الفلسطينية.
يَعتبر المسيري أنّ الغنائية في الشعر تعبّر عن الانتماء الإنساني والعربي لشعر المقاومة الفلسطيني؛ فالمبالغة في الغنائية، والإفراط فيها، من خصائص الفارس المنتصر، أو المؤمل في الانتصار الواثق منه ومن نفسه.
ولا يمكن فهم هذه الغنائية المتدفّقة؛ إلا في إطار تلك الشخصية البطولية المعطاءة؛ التي تكتسب مضمونها، لا من تأكيد الذات الضيقة، وإنما عبر التمسك بقوميّتها وتاريخها.. لذلك لا يستسلم الشاعر الفلسطيني للهزيمة؛ لأنه يتمسّك بكرامته العربية، وبانتمائه واستمراره.
ويبرهن على ذلك بقول توفيق زياد:
"حملت دمي على كفي
وما نكست أعلامي
وضعت العشب فوق قبور أسلافي"
ويضيف المسيري: لعلّ هذا الإيمان العميق بالاستمرار العربي، هو الذي يُعين الشاعرة ليلى علوش في إحدى لحظات محنتها وإحساسها بالغربة.. ففي قصيدة "درب المودة" تنظر من نافذة سيارتها في الأرض المحتلة، فترى الأرض الحبيبة السليبة، لكنها لا تستسلم للأحزان، لأنها تخترق ببصيرتِها الأقنعة والدعاية والأصوات الحديثة، لتسمع صوت التاريخ العربي؛ فتقول:
"كل شيء عربي رغم تغير اللسان
رغم كل اللافتات الخضر والزرق الهجينة
شجر الحور وبيارات أجدادي الرزينة
كلها كانت – يمين الله – تضحك لي بود عربي"
بين فلسطين والعروبةوعروبة هذا الشعر -حسب رأيه- لا تقتصر على الموضوعات السياسية الظاهرة، وإنما هي كامنة في اللغة التي يستخدمها الشاعر، وفي الصورة التي يرسمها لنفسه، وفي إدراكه لنفسه كإنسان وشاعر.
توضح ذلك قصيدة عبد اللطيف عقل " عن وجه واحد فقط":
"وأنت هنا جدائل شعرك العربي في عيني
عيناك المبللتان بالأحزان
ساكنتان في ألمي وفي صمتي"
الشاعر المحارب الشهيديقول المسيري: "إن الإنسان عندما يصبح تجسيدًا لكلمته؛ أي حينما يستشهد، فموته يتجاوز الحروف والكلمات.. ويقف الشهيد شامخًا كجدار بيت في غزة؛ فالشهيد يتحول إلى الكلمة الحلم.. والقصيدة تتخطى لحظة الهزيمة الحاضرة، لتصل إلى لحظة الانتصار المقبلة، فليس هناك قضية أخرى استشهد من أجلها كل هذا العدد من الشعراء".
لاحظ المسيري أن شعر المقاومة متفائل، فالمقاومة تنطلق من إيمان بأن لحظة الهيمنة لحظة عابرة، وأن الكيان الصهيوني الاستيطاني ليس له مستقبل رغم كل انتصاراته.
وتوضح قراءته المتعمقة للشعر الفلسطيني نمطًا متكررًا في قصائد المقاومة: فالواقع الظالم يحدق بالمقاوم، لكنه يتجاوزه، فينهض ويقاتل وينتصر، وينكسر لكنه لا يستسلم أبدًا.. وهنا يسأل أسئلة هامة: كيف يتجاوز هذا الشعب واقعه وظروفه؟ وكيف تخرج من مخيمات اللاجئين كل تلك الأغاني والألوان؟ وكل هؤلاء المقاتلين والشهداء، ما الذي يجعلهم يتماسكون، وماذا يشد أزرهم؟ وماذا يجعل أطفالًا في عمر الزهور يذهبون لإلقاء الحجارة على العدو؟ وما الذي يجعل هذا الشاب يذهب إلى أمه بعد أن يكون قد توضأ ليخبرها أنه سيذهب للقتال وربما للاستشهاد، فلا تعترض ولا تمانع؛ بل تقدم أبناءها الشهيد تلو الآخر؟
والإجابات التي يقدمها تتحدى الفكر الغربي؛ حيث يرى أننا لا يمكن أن نجد لذلك تفسيرًا ماديًا، حتى لو كان جدليًا، فمثل هذه القوة لا يمكن أن تستند إلى الحسابات الرشيدة، أو إلى شواهد مادية توجد في عالم الحواس الخمس؛ فلابد أن نبحث عن شيء وراء السطح، وراء المعطى المادي.
ويقدم على ذلك من شعر محمود درويش، يقول:
"أفلست الحواس وأصبحت قيدًا
على أحلامنا
وعلى حدود القدس
أفلست الحواس، وحاسة الدم أينعت فيهم
وقادتهم إلى الوجه البعيد"
فدرويش يطلب من عالم الأشياء المادي، عالم الأمر الواقع، أن ينزاح عن أفقه؛ لأنه قيد على رؤى الإنسان وأحلامه، إنه عالم مفلس؛ وبدلًا من ذلك تظهر حاسّة الدم، وهي ليست من الحواس الخمس، فهي تتحرك في عالم ما وراء الطبيعة.. لذلك يقول:
"والحلم أصدق دائمًا
لا فرق بين الحلم والوطن المرابط خلفه
الحلم أصدق دائمًا
لا فرق بين الحلم
والجسد المخبأ في شظية
والحلم أكثر واقعية "
يقول المسيري: "ما في الغيب هو الوعد والمكتوب، أما ما هو ظاهر للحواس، فهو أكاذيب الإعلام ودبابات الجيش الإسرائيلي.. هذا ما يعرفه المظلومون والمقهورون، لكنهم يعرفون أيضًا أن الله عادل، وأنهم يرجون من الله ما لا يرجو أتباع الطاغوت.. لذلك كان شعر المقاومة الفلسطينية – رغم قناعات الشعراء المعلنة – شعرًا عميق الإيمان".
الغناء في حب فلسطينويلفت المسيري إلى أن حب فلسطين كان الموضوع الكامن المتواتر في الشعر الفلسطيني، وكل شاعر فلسطيني يعبر عن حبه للمدينة الفلسطينية التي نشأ فيها، ويظل وفيًا ثابتًا على حبه لها، وفي ذلك يقول فوزي الأسمر في قصيدة "الناي المتجول":
" ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله
وخسر اللوز الأخضر من كرم أبيه؟
ماذا ينتفع الإنسان
لو شرب القهوة في باريس
وخسرها في منزل أبيه؟
ماذا ينتفع الإنسان لو جاب العالم كله
وخسر الأزهار على تل بلاده؟
لا يربح غير الصمت الميت في جوف
البشر الأحياء "
أما يوسف حمدان فالقدس في قصائده هي الحبيبة، لكنه لن يقابل تلك الحبيبة إلا بعد أن يحررها ليصبح جديرًا بحبها.
كما لاحظ أن "شعر المقاومة مليء بالإشارات لأشجار اللوز والزيتون، والبرتقال والياسمين والزعتر.. وفلسطين هي الحبيبة التي تستوعب كل حب الشعراء، وتحتكر لنفسها كلمات العشق والغرام.. وهنا يظهر الامتزاج الكامل بين الشاعر ومحبوبته، وهو امتزاج يؤدي إلى تآكل المسافة والحدود الفاصلة بينهما، وهو حب يجعل المحب جسورًا قادرًا على أن يمزج كلمات الغرام والعشق الرقيقة، بكلمات خشنة مستقاة من عالم السجون والتعذيب".
يقول عبد اللطيف عقل:
"أسافر عبر التخوم وأنت الحبيبة
وأزهو بتهريب عينيك
عند الحدود
وأزهو وأزهو وأفخر
وحين يهشم رأسي الجنود
وأشرب برد السجون
لأنساك، أهواك أكثر "
الصمود والجذوروتستنتج دراسة المسيري أن شعراء فلسطين يدركون أن الصهاينة لا يعرفون الطمأنينة الداخلية التي يأتي بها الحب الحقيقي والالتصاق بالأرض. إن ما يفتقده الصهاينة هو التجذر في الأرض، والارتباط بها، وهذا ما يمتلكه الفلسطيني بوفرة، وهو أحد أسباب صموده الرائع.
ويحتفي شعر المقاومة بالصمود، فهو شكل فريد من أشكال المقاومة الفلسطينية، فرغم أنّ الشعر الثوري عادة ما يدعو إلى التغيير والحركة، فإن التصاق الشعراء المتطرف بالأرض يعبّر عن نفسه في كثير من صور الثبات.
ويفسر المسيري ذلك بأن الصمود شكل صامت من أشكال الرفض والمقاومة الإيجابية، والشاعر الفلسطيني يعرف أن ثمنًا فادحًا لا بد أن يُدفع، لكن المناضل يقوم بالبذل والعطاء في هدوء وسكينة؛ لأن إيمانه يشد أزره.
إنّ فلسطين ذلك الوطن المفقود لا يزال الحقيقة الأساسية في وجدان الشعراء.. لذلك يعبر الشعراء عن الشهادة باعتبارها الحرية الناتجة عن الإيمان، والشهيد يتحول إلى رمز للصمود، فهو في استشهاده يشبه الشاعر الحق الذي لا يلقي كلماته جزافًا، وهو ينزف من دمه ليضفي مصداقية عليها، والدماء الفلسطينية لا تتوقف عن النزيف، وبذا تصبح أنشودة الانتصار الفلسطينية أنشودة انتصار للإنسان.
يقول توفيق زياد:
"هنا على صدوركم باقون كالجدار
نجوع نعرى نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
ونصنع الأطفال جيلًا ثائرًا وراء جيل
كأننا عشرون مستحيل
إنا هاهنا باقون
فلتشربوا البحرَ
نحرس ظل التين والزيتون
ونزرع الأفكار كالخمير في العجين
يا جذرنا الحي تشبث
واضربي في القاع يا أصول".
aj-logoaj-logoaj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلاميةالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینی شعر المقاومة
إقرأ أيضاً:
الوجه الجديد لجائزة السلطان قابوس
أعلنت مساء الأربعاء الماضي أفرع الدورة القادمة من جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب التي تحمل رقم 12، والمخصصة هذه المرة للمثقفين العرب، وقد شملت مجالات المؤسسات الثقافية الخاصة عن فرع الثقافة، والنحت عن فرع الفنون، والسِيَر الذاتية عن فرع الآداب، وقد بشرنا سعادة حبيب بن محمد الريامي؛ الأمين العام للجائزة في «المؤتمر الصحفي» في 13 نوفمبر الماضي -(وسأشرح بعد قليل لماذا وضعت «المؤتمر الصحفي» بين علامتَي تنصيص)- بأننا سنشهد في العام القادم «وجهًا جديدًا ورؤية أخرى متطورة جدًّا لجائزة السلطان قابوس»، وسيُعلَن عن ذلك في مؤتمر صحفي يُعقد في فبراير القادم. وقد استبق سعادته أي سؤال حول هذه الرؤية بالقول: «أعلم بأن الإخوة الإعلاميين دائما يقولوا أنت تقول كلام وبعدين ما نشوف منّه شي. لا أنا أعدكم أن هذا العام ستكون أشياء، وأشياء جميلة إن شاء الله، تثري الساحة الفكرية والثقافية والفنية، وتُغنينا عن فتح باب الأسئلة في هذا اللقاء، لذلك أستميحكم عذرا!»
بعد أن أعدتُ مشاهدة هذا التصريح في اليوتيوب سألتُ الذكاء الاصطناعي: ما المقصود بـ«المؤتمر الصحفي؟» فأجابني قبل أن يرتد إليَّ طرْفي: «هو تجمّع إعلامي يعقده شخص أو جهة معينة (مثل مسؤول حكومي أو شركة منظمة أو شخصية عامة) بهدف تقديم معلومات أو تصريحات مهمّة للجمهور عبر وسائل الإعلام. يتميز المؤتمر الصحفي بتوفير فرصة مباشرة للصحفيين لطرح الأسئلة والحصول على إجابات مباشرة من المتحدث أو المتحدثين الرسميين». انتهت الإجابة.
والحال أنه حسب هذه التعريف فإن اللقاء الذي عقده سعادته في نوفمبر الماضي بالصحفيين (وبعضهم جاء من دول عربية شقيقة بدعوة رسمية من مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم لتغطية هذا الحدث الثقافي المهم) لم يكن مؤتمرًا صحفيًّا، وإنما إعلان النتائج من طرف واحد فحسب. ولا أدري لماذا يَمنع مؤتمر صحفي مستقبلي سيُعقد بعد ثلاثة أشهر، الصحفيين والإعلاميين من طرح أسئلتهم في مؤتمر صحفي حاليّ يُعقد اليوم، ولا علاقة له بما سيكون في فبراير. فذلك «المؤتمر (أعني «مؤتمر» نوفمبر») معقود حول نتائج الدورة الحادية عشرة، التي من حق الصحفيين أن يوجهوا أسئلة حولها، سواء إلى لجنة التحكيم التي كانت حاضرة، أو لسعادته شخصيا بصفته مسؤولًا عن الجوانب الإجرائية لهذه المسابقة.
وفي الحقيقة فإن سعادته تجاوز في ذلك اللقاء الحديث عن الجوانب الإجرائية إلى الحديث باسم لجان التحكيم، وقال كلامًا يثير الكثير من الأسئلة، خصوصًا في مجال الشعر. ذلك أننا اعتدنا أن تكون الجائزة المخصصة للعُمانيين جائزة تشجيعية لا تقديرية، أي أنها تُمنح لعمل واحد فقط من أعمال المتقدِّم للمسابقة، لا لمسيرته الثقافية كاملة كما هي الحال في الجائزة المخصصة للعرب. ومن هنا فإن تصريح سعادته- باسم لجنة تحكيم الشعر- فجّر تساؤلات عدة حول عدالة هذا التحكيم، فقد طرح سعادته أحد شروط نيل العمل الشعري الجائزة على هيئة تساؤل: «هل هذا العمل الذي قُدِّم يتكئ على رصيد سابق، سواء كان من حيث وجود منشورات أو دواوين سابقة، وكذلك من حيث ارتباط هذا الشعر بنتاجات أخرى، وأيضًا مدى تقبُّل الذائقة العامة لهذا الشعر، ولا أقصد بالذائقة هنا انحدار المستوى، ولكن أقصد نمطية الشعر ومحتواه وما يمكن أن تدور حوله هذه القصائد التي قُدِّمتْ». انتهى تصريح سعادته الذي يقول ضمنيًّا: إن الموضوع الذي يطرقه الديوان هو الذي يحدد فوزه من عدمه، لا كيف تناول الشاعر هذا الموضوع، وإن أي شاعر تقدم بديوانه للمسابقة لن يفوز مهما كانت القوة الفنية لديوانه ما لم يكن له دواوين سابقة، ولن يفوز إذا كان يكتب قصيدة النثر، مهما كانت قصائده جميلة، لأن «الذائقة العامة» في عُمان على الأقل لا تتقبّل هذا النوع من الشعر. والسؤال الذي كان يمكن أن يطرحه صحفيّ على سعادته لو أنه سمح بالأسئلة: «هل يتم تحكيم المسابقات الأدبية والفكرية حسب «الذائقة العامة» أم حسب «الذائقة الخاصة» التي تمثلها لجنة التحكيم؟، والسؤال الآخر الذي كان ممكنًا أن يسأله صحفي ثان: «هل هذا رأي سعادتك الشخصيّ أم هو رأي لجنة التحكيم؟».
وإذا كان سعد البازعي قد فاز بجائزة السلطان قابوس في النقد لمجمل أعماله النقدية، وفاز بها علي الحجّار لمجمل تجربته الغنائية، وفاز واسيني الأعرج بالجائزة لمجمل تجربته الروائية، أي أن هؤلاء الثلاثة كان لديهم تراكم كبير من الأعمال أهلهم لنيل الجائزة التقديرية، فإن التساؤل هنا حول تخصيص جائزة الآداب للعام القادم حول السير الذاتية، ونحن نعلم أنه لا تراكم في هذا الجنس الكتابي، فالمرء يكتب سيرته مرة واحدة فقط، حتى وإن نُشِرت أحيانًا على أجزاء، وعليه فإنه جنس كتابي يصلح لجائزة تشجيعية على عمل واحد لا لجائزة تقديرية تُمنح لأعمال كثيرة متراكمة. كما أن طرحها بصيغة الجمع «السير الذاتية» وليس «السيرة الذاتية» يطرح تساؤلات أخرى، قد تحتاج إلى توضيحات مستقبلًا أثناء وضع شروط المسابقة.
وإذْ ننتظر بترقّب الوجه الجديد لجائزة السلطان قابوس الذي بشرنا به سعادته، فإنه لا يسعني إلا أن أطرح اقتراحَيْن يمكن أن يصبّا في تطوير الجائزة ويُسهما في صنع هذا الوجه الجديد؛ الأول: أنه آن الأوان لينال المثقف والأديب والفنان العُماني جائزة تقديرية عن مجمل أعماله، أسوة بأخيه العربي، لا تشجيعية عن عمل واحد فقط، وقد أثبت مبدعونا العمانيون في السنوات الماضية أنهم ليسوا فقط قادرين على المنافسة على جوائز عربية ودولية، وإنما أيضًا الفوز بهذه الجوائز. أما الاقتراح الثاني: فهو أن يكون إعلان الفائزين بأفرع الجائزة الثلاثة من قِبَل لجان التحكيم نفسها، كما هي حال مسابقات عربية كثيرة، وأن تتلقى هذه اللجان أسئلة الحاضرين وتجيب عنها، وهذا من شأنه أن ينأى بأمانة الجائزة عن أي تساؤلات قد تثيرها- لا سمح الله- هذه النتائج.
سليمان المعمري كاتب وروائي عماني