13 يناير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تشهد محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، تكراراً للأحداث الأمنية المستمرة بين مجموعات مسلحة اذ لا يمضي شهر دون حدوث مشكلة أمنية أو استعراض مسلح ويظهر ذلك كنتيجة لإظهار القوة، وتوجيه رسائل تحذيرية، أو تهديد جهات سياسية معينة.

وخلال العام الماضي، ارتفع عدد الاشتباكات في البصرة إلى عدة حوادث، لم يسفر عنها خسائر بشرية كبيرة، ولكنها تثير قلقاً في الوضع الأمني وتخلق حالة من الرعب بين المدنيين.

وعلى الرغم من أن البصرة تُعد واحدة من أغنى المناطق في العراق من حيث النفط، وتعد الرئة الاقتصادية للبلاد، إلا أنها تتحول في كل مواجهة واشتباكات إلى مصدر للقلق الأمني والتوتر السياسي.

ويثير هذا الوضع غضب الشعب العراقي، الذي يعاني بالفعل من آثار الأزمات الاقتصادية والأوضاع الأمنية.

وتعكس التطورات في البصرة العراقية وتكرار الاشتباكات، الوضع الأمني والسياسي الهش في المنطقة. وتتجلى هذه الأحداث في تنافس المجموعات على النفوذ والتأثير، سواء كان ذلك لإظهار القوة أو توجيه رسائل إلى فئات معينة.

تعتبر البصرة بوصفها قلب الإنتاج النفطي في العراق، وبالتالي تأثيرها الكبير على الاقتصاد الوطني، ومع ذلك، يعكس التوتر الدائم والاشتباكات المستمرة سوء الوضع الأمني الذي يؤثر سلباً على حياة المدنيين ويعرض الاستقرار السياسي للخطر.

هذه الأحداث تضيف إلى تحديات الحكومة العراقية في الحفاظ على الأمان العام وتحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين. ويظهر الغضب الشعبي كرد فعل لهذه الأزمات المستمرة، مما يضع ضغطًا إضافيًا على السلطات لتحسين التوازن بين الأمان والتنمية الاقتصادية.

وأكدت قيادة عمليات “حشد البصرة” أن اشتباكات البصرة الأخيرة وقع بين مجاميع سمّتها بـ”غير المنضبطة”، مقلّلة من تأثيره. وذكرت هذه القيادة، في بيان، أن هيئة “الحشد الشعبي” فـي البصرة اعتقلت هؤلاء الأفراد، وأنه “ستُتخذ بحقهم كافة الإجراءات القانونية”.

من جهته، علّق مسؤول جماعة “جند الإمام” علاء المحمداوي، على البيان، منتقداً وصف جماعته بالجماعة “غير المنضبطة”. وأضاف المحمداوي في بيان: “يؤسفنا ما صدر من بيانات وتصريحات بحقنا جردتنا من تاريخنا الجهادي في الدفاع عن الوطن والدين والمذهب والانتماء للحشد المقدس”، مشيراً إلى أنه “مهما صدر بحقنا من أبناء جلدتنا فلن نردّ، حفاظاً على سمعة المجاهدين وسمعة الحشد”، مستدركاً بالقول “لكننا لن نقبل بأن نجرّد من الانتماء للحشد”.

وسجّلت البصرة خلال العام الماضي مواجهات عدة، تسببت في حرق المقرات والمكاتب ما بين الطرفين إضافة إلى وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.

 

وتشعب الانتماءات الحزبية والجماعات المسلحة يعد أحد أبرز الأسباب وراء فشل القوى السياسية في استئصال نفوذ هذه الجماعات. كل جهة تسعى لتحقيق أهدافها الخاصة، ما يصعب تحقيق التوحيد في مواجهتها. هذا التنوع يجعل من الصعب تكوين جبهة موحدة لمواجهة التحديات الأمنية.

ترتبط الجماعات المسلحة في البصرة بشبكات معقدة من المصالح السياسية والاقتصادية، مما يجعل بعض القوى السياسية تستفيد من وجود هذه الجماعات في سبيل تحقيق أهدافها، إذ يُظهر الارتباط الوثيق بين النفوذ العسكري والمصالح الاقتصادية كيف يتشابك السياسي بالعسكري في صراع السلطة.

وتلعب البصرة دورًا هامًا في إنتاج النفط الوطني، وهذا يجعل السيطرة على هذا القطاع ذو أهمية كبرى. الجماعات المسلحة تستفيد من تنافس القوى السياسية على هذا المورد الحيوي لتعزيز نفوذها وتحقيق مكاسب مالية. هذا التنافس يشوب العملية السياسية بالتوتر والصراع.

وتداخل المصالح الدينية والعرقية يجعل مهمة القضاء على الجماعات المسلحة أكثر تعقيداً. يستغل بعض هذه الجماعات التحالفات الدينية أو العرقية للحفاظ على وجودها ومقدراتها. وتكون هذه التحالفات عائقاً أمام أي جهد جاد لفرض السيطرة وتحقيق الاستقرار.

كما ان ضعف البنية الأمنية في البصرة يلعب دوراً هاماً في صعوبة القضاء على الجماعات المسلحة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الجماعات المسلحة فی البصرة

إقرأ أيضاً:

بيربوك : ينبغي نزع سلاح الجماعات الكردية المسلحة في سوريا

أنقرة –  وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنه يتعين نزع سلاح الجماعات الكردية المسلحة في سوريا وضمها إلى القوات الأمنية للحكومة الجديدة في البلاد.

وأشارت بيربوك في مؤتمر صحفي بعد محادثاتها مع نظيرها التركي هاكان فيدان في أنقرة يوم أمس الجمعة إلى أن “أمن الأكراد ضروري لسوريا حرة، لكن يتعين أيضا معالجة المخاوف الأمنية التركية لضمان الاستقرار”.

وأضافت: “يتعين نزع سلاح الجماعات الكردية ودمجها في هيكل الأمن الوطني”.

وبحسب وكالة “رويترز” تقول تركيا إن “وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا التي تقاتل منذ سنوات إلى جانب القوات الأمريكية، هي امتداد لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الدولة التركية وتصنفه أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية”.

وفي وقت سابق أعلن قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن المقاتلين الأكراد الذين قدموا إلى سوريا من مختلف أنحاء الشرق الأوسط لدعم القوات الكردية السورية سيغادرون إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في المواجهة مع تركيا بشمال سوريا.

ويمثل انسحاب المقاتلين الأكراد غير السوريين أحد المطالب الرئيسية لتركيا، التي تعتبر الجماعات الكردية في سوريا تهديدا لأمنها القومي وتدعم حملة عسكرية جديدة ضدهم في الشمال، بحسب وكالة “رويترز”.

وكان عبدي قد أعلن قبل ذلك، الاستعداد لتقديم مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في كوباني (عين العرب)، مع إعادة توزيع القوات الأمنية تحت إشراف وتواجد أمريكي.

واتهمت القيادة العامة لـ”قسد”، في بيان لها الجانب التركي باستغلال التطورات من خلال “مهاجمة مناطق شمال شرق سوريا، وإرسال مرتزقتها إلى منبج”، مشيرة إلى أن تركيا “شاركت بشكل سري في الهجوم” على منبج.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي  بتمديد وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا حتى نهاية الأسبوع.

وتواجه قوات “قسد” ضغطا متزايدا من الحكومة التركية والفصائل السورية العاملة بإمرتها، والتي شنت في الأيام الأخيرة هجمات دامية على منطقتي منبج وتل رفعت اللتين كانتا تحت سيطرة “قسد” التي أجلت مقاتليها منهما تباعا.

المصدر: “رويترز” + RT

مقالات مشابهة

  • تقرير يكشف كيف ساعدت بريطانيا جماعة القاعدة في سوريا
  • اليسير: الدبيبة مجرد سلطة أمر واقع بفضل الجماعات المسلحة المسيطرة على طرابلس
  • أحمد الشرع يناقش مع هاكان فيدان نزع سلاح الجماعات المسلحة
  • كيف ساعدت بريطانيا جماعة القاعدة في سوريا
  • هذه ثروات أبرز 10 مليارديرات في العالم.. كم حققوا هذا العام؟
  • نيجيريا: مقتل 212 إرهابيًا وتحرير 152 رهينة في عمليات خلال أسبوع
  • نيجيريا: مقتل 212 إرهابيا وتحرير 152 رهينة في عمليات خلال أسبوع
  • تحالف الفتح:التحشيد العسكري على الحدود مع سوريا لمنع اختراق الجماعات الإرهابية
  • بيربوك : ينبغي نزع سلاح الجماعات الكردية المسلحة في سوريا
  • اشتداد الاشتباكات المسلحة مع أجهزة أمن السلطة في محيط مخيم جنين