شنت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات جوية على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، فجر الجمعة، ردا على هجمات الجماعة على سفن تجارية في البحر الأحمر.

وقالت وسائل إعلام أمريكية إن الضربات، التي جاءت في أعقاب تحذيرات من الحلفاء الغربيين، شاركت فيها طائرات مقاتلة واستعملت فيها صواريخ توماهوك.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن القوات الأمريكية بالتعاون مع بريطانيا وبدعم من أستراليا نفذت هجمات، ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة في أحد الممرات المائية الأكثر حيوية في العالم للخطر.

أبرز ردود الفعل :

 أدانت روسيا الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على أهداف للحوثيين في اليمن، قائلة إنها تؤدي إلى تصعيد التوترات في الشرق الأوسط، وتظهر تجاهلا تاما للقانون الدولي.

ودعت موسكو إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، لبحث القضية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن "الضربات الجوية الأمريكية على اليمن هي مثال آخر على انحراف الأنجلوسكسونيين عن قرارات مجلس الأمن الدولي".

وأضافت أن الضربات تظهر "تجاهلا تاما للقانون الدولي وتؤدي إلى تصعيد الوضع في المنطقة".

وفي نفس السياق قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن "هذه الهجمات تشكل انتهاكا واضحا لسيادة اليمن ووحدة أراضيه وانتهاكا للقوانين الدولية، ولن تؤدي إلا إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة".

وقال المتحدث باسم الحوثيين، محمد عبدالسلام، إنه لا يوجد أي مبرر لهذه الهجمات، وإن الجماعة ستواصل استهداف السفن المتجهة نحو إسرائيل.

وأكد في منشور عبر منصة "إكس" أنه "لم يكن هناك خطر على الملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي، والاستهداف كان وسيبقى يطال السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة".

وتحدث نائب وزير خارجية الحوثيين، حسين العزي، إلى قناة المسيرة التلفزيونية اليمنية عقب الهجمات، متوعداً بأن الولايات المتحدة وبريطانيا "ستدفعان ثمنا باهظا" لهذا "العدوان الصارخ".

وقال حزب الله اللبناني في بيان: إن "العدوان الأمريكي يؤكد مرة أخرى أن الولايات المتحدة شريك كامل في المآسي والمجازر، التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة والمنطقة".

 

من جانبها دعت السعودية إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، وقالت إنها تراقب الوضع بقلق بالغ.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان: "تؤكد المملكة على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، حيث أن حرية الملاحة فيها مطلب دولي".

 

وأعربت مصر عن قلقها إزاء الغارات الجوية على مواقع باليمن، وجددت تحذيرها من مخاطر توسيع رقعة الصراع نتيجة استمرار الحرب في غزة.

وأصدرت مصر بيانا دعت فيه إلى "ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة في البحر الأحمر".

وأكد البيان على "حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار وإنهاء الحرب القائمة ضد المدنيين الفلسطينيين، لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين".

 

وفي هولندا، قال رئيس الوزراء مارك روتي إن الإجراء الأمريكي البريطاني "يستند إلى حق الدفاع عن النفس، ويهدف إلى حماية حرية المرور ويركز على وقف التصعيد. وتولي هولندا، بتاريخها الطويل كدولة بحرية، أهمية كبيرة لحق حرية المرور وتدعم هذه العملية المستهدفة".

 

وفي تصريحات لوزير الدولة البريطاني للقوات المسلحة، جيمس هيبي، اعتبر الضربات "مشروعة ودفاعا عن النفس".

و قال: "لا يمكننا أن نسمح للحوثيين باستخدام التجارة العالمية كرهينة"، مضيفا: "مهما كان رأيك في قضية الحوثيين ومبرراتهم... لا يمكننا أن نسمح لهم بالسعي إلى خنق التجارة العالمية كفدية لتحقيق أهدافهم السياسية والدبلوماسية مهما كانت".

 

كيف كانت الهجمات وما الذي استهدفته؟

قالت الولايات المتحدة إنها نفذت ضربات متعمدة على أكثر من 60 هدفا في 16 موقعا للحوثيين.

وفي حين لم يتم تقديم أرقام محددة لعدد الصواريخ التي تم إطلاقها، تقول واشنطن إنه تم استخدام أكثر من 100 ذخيرة موجهة بدقة "من أنواع مختلفة".

 

وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في بيان إن الضربات استهدفت أجهزة رادار وبنى تحتيّة لمسيرات وصواريخ، مشيرا إلى أن الهدف يتمثل في "تعطيل وإضعاف قدرة الحوثيّين على تعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة الدولية".

وفي الوقت نفسه، قالت بريطانيا إنها أرسلت أربع طائرات تايفون تابعة لسلاح الجو الملكي من قبرص، تحمل قنابل موجهة من طراز Paveway IV، ولم تذكر عدد القنابل التي تم إطلاقها.

وفي اليمن، قال المتحدث العسكري للحوثيين إنه تم تنفيذ 72 غارة على مواقع مختلفة.

وقال نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين، حسين العزي: "تعرضت بلادنا لهجوم عدواني واسع من سفن وغواصات وطائرات حربية أمريكية وبريطانية. يتعين على أمريكا وبريطانيا الاستعداد لدفع الثمن باهظا".

وذكرت وسائل إعلام تابعة للحوثيين أن الضربات طالت "قاعدة الديلمي الجوية" الواقعة بالقرب من مطار العاصمة صنعاء، محيط مطار الحديدة، مناطق في مديرية زبيد، معسكر كهلان شرقي مدينة صعدة، مطار تعز، معسكر اللواء 22 بمديرية التعزية، ومطارا في مديرية عبس.

حصيلة القتلى

أدى الهجوم الأمريكي البريطاني على صنعاء وعدة محافظات في اليمن، تتمركز فيها جماعة الحوثي، إلى مقتل 5 وإصابة 6 من القوات المسلحة اليمنية بحسب بيان الجماعة.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، "إن العدوان الأمريكي البريطاني لن يمر دون عقاب، وأن اليمن لن يتردد باستهداف مصادر التهديد كافة".

 

ويعد الهجوم الأمريكي البريطاني هو الأول من نوعه منذ عام 2016، وجاء بعد تشكيل تحالف أطلق عليه اسم "الازدهار" بقيادة واشنطن في ديسمبر الماضي لحماية السفن التجارية التي تعبر ممر مضيق باب المندب في البحر الأحمر، الذي يمر من خلاله نحو 12 في المئة من التجارة العالمية.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الولايات المتحدة البحر الاحمر الحوثيون مضيق باب المندب روسيا غزة سفن تجارية الأمریکی البریطانی الولایات المتحدة فی البحر الأحمر قال المتحدث فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مجلس الشورى: العدوان الأمريكي يزيد اليمنيين تمسكًا بموقفهم تجاه غزة

يمانيون../
جدد مجلس الشورى اليمني موقفه الراسخ في وجه العدوان الأمريكي، مؤكدًا أن الجرائم المتواصلة التي ترتكبها واشنطن بحق المدنيين اليمنيين لن تفتّ من عزيمة الشعب اليمني أو تُضعف التزامه الديني والإنساني والأخلاقي في مناصرة الشعب الفلسطيني، حتى يتوقف العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة وتُرفع الحصار وتُفتح ممرات الإغاثة للمدنيين المحاصرين.

وأكد المجلس في بيان له اليوم أن صلف العدوان الأمريكي، بما فيه من استهداف مباشر للمنشآت والأعيان المدنية في اليمن، لن يزيد اليمنيين إلا إصرارًا على دعم الخيارات التي تتخذها القوات المسلحة في مواجهة التصعيد الأمريكي الغاشم، وفضح دعمه المطلق للكيان الصهيوني في حربه الإجرامية على غزة.

وأشار البيان إلى أن القصف الأمريكي الأخير الذي استهدف مصنعًا للسيراميك في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، وأسفر عن استشهاد سبعة مواطنين وإصابة 29 آخرين بينهم نساء وأطفال، ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل الجرائم الأمريكية المتعمدة، والتي تتعمد النيل من المدنيين والبنية التحتية وسط صمت دولي مخزٍ.

ووصف مجلس الشورى هذه الجرائم بأنها انعكاس لحالة العجز والتخبط التي تعاني منها الإدارة الأمريكية، التي تلجأ إلى استهداف المدنيين ومحطات المياه والمستشفيات في محاولة يائسة لثني الشعب اليمني عن موقفه المبدئي، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات الصارخة تمثل خرقًا فاضحًا للقوانين الدولية وتخدم بشكل مباشر أهداف كيان الاحتلال في عدوانه المستمر على غزة.

وحمل البيان واشنطن المسؤولية الكاملة عن تصعيدها العسكري ضد اليمن، مؤكداً أن القصف الجوي المتواصل منذ منتصف مارس الماضي، أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 370 مواطنًا، معظمهم من النساء والأطفال، في جرائم ترقى إلى مصاف جرائم الحرب المتكاملة.

ودعا المجلس الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وكافة المنظمات الحقوقية الدولية إلى إدانة هذا العدوان الأمريكي بشكل صريح، والتحرك الفاعل لوقفه، ومحاسبة المسؤولين عنه أمام محكمة العدل الدولية، سواء في اليمن أو في فلسطين المحتلة.

كما طالب الشعوب العربية والإسلامية، والمنظمات الحرة، بالتحرك الجاد والمستمر في الشوارع والميادين، للتعبير عن غضبهم من هذه الجرائم المتكررة، ومساندة الموقف اليمني الذي انطلق منذ البداية من منطلق أخلاقي وإنساني أصيل في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة.

مقالات مشابهة

  • دون نتائج واضحة.. الضربات الأمريكية في اليمن يدخل شهرها الثاني
  • سلسلة غارات أميركية تستهدف عدة مواقع للحوثيين في اليمن
  • ‏تسريب الهجوم البري الأمريكي في اليمن: قراءة استراتيجية في تكتيكات الحرب غير المعلنة
  • المقاتلات الأمريكية تنفذ 20 غارة على مواقع للحوثيين في اليمن
  • الطيران الأمريكي يشن قصفا عنيفا على مواقع للحوثيين في صنعاء
  • الكرملين : الصين وروسيا ستكونان ضامنتين لاتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران
  • غارات أميركية عنيفة على مواقع للحوثيين في اليمن
  • مجلس الشورى: العدوان الأمريكي يزيد اليمنيين تمسكًا بموقفهم تجاه غزة
  • نائب في الكونجرس: ما يفعله ترامب في اليمن غير قانوني ولا دستوري (فيديو)
  • مجلة أمريكية: اليمن يتحدى هجمات الولايات المتحدة بمواصلة إطلاقه الصواريخ على “إسرائيل”