تحليل غربي: التصعيد الأمريكي في اليمن لن يحل أي شيء ويضر بآفاق السلام (ترجمة خاصة)
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
قال تحليل غربي إن الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، مؤخرا على مواقع عسكرية لجماعة الحوثي ردا على هجماتها على السفن في البحر الأحمر لن تحل أي شيء وستضر بآفاق السلام.
وذكر موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت" في تحليل للباحث بول ر. بيلار وترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن الحوثيين صمدوا أمام هجمات مماثلة، ولا يؤدي الهجوم إلا إلى تفاقم اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال "لقد توسعت الحرب في غزة للتو، ولم تكن على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أو غيرها من مناطق الاضطرابات التي تحظى بمراقبة كبيرة والتي قد لا تزال تشهد المزيد من التصعيد. وبدلاً من ذلك، جاء ذلك ليلة الخميس على شكل غارات جوية بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف في الجزء الذي يسيطر عليه نظام الحوثي من اليمن".
وأضاف "لا يخطئن أحد: إن هذا الإجراء هو تصعيد ونتيجة للهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. لقد أوضح الحوثيون مرارا وتكرارا أن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر - والتي كانت الغارات الجوية الأمريكية ردا عليها - هي في حد ذاتها رد على الهجمات الإسرائيلية القاتلة ضد الفلسطينيين في غزة. وسوف تتوقف الهجمات على السفن إذا توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة".
وبحسب التحليل فإن الحوثيين كانوا فضفاضين وغير دقيقين في استهدافهم، وأثرت أفعالهم على الشحن الذي لا علاقة له بإسرائيل. وقال "لكن هذه الحقيقة لا تنفي حقيقة أنه إذا كان هناك حل دائم للمواجهة العنيفة الحالية في منطقة البحر الأحمر، فإن هذا الحل سيكون سياسيا وليس عسكريا فقط، ولن يشمل اليمن والحوثيين فحسب، بل أيضا. إسرائيل والفلسطينيون ووقف إطلاق النار في غزة".
وبشأن "استعادة الردع" هو الأساس المنطقي الذي يتم تقديمه في أغلب الأحيان لهذا النوع من الضربات الأمريكية، والذي تم التعبير عنه في الكابيتول هيل من قبل أولئك الذين يدعمون الهجوم الجديد على اليمن. قال الباحث بول ر. بيلار "ما يتم نسيانه هو أن الطرف الآخر ليس لديه رغبة في "استعادة الردع" أقل من رغبة الولايات المتحدة. وهذا يعني أن هجومًا أمريكيًا يحفز الانتقام المضاد بدلاً من التسبب في إرتباك الخصم خوفًا مما قد يفعله الجيش الأمريكي بعد ذلك.
وأفاد أن الانتقام المتكرر بين الولايات المتحدة وميليشيات معينة في العراق، حيث تتعرض القوات الأمريكية هناك البالغ عددها 2500 جندي للهجوم بشكل متكرر، يوضح هذه الديناميكية.
وأكد أن الحوثيين أعطوا أسباباً كافية للاعتقاد بأنهم سيردون بدلاً من أن يجبنوا. وقال "إنهم يرحبون بمواجهة مسلحة مع الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى دافعهم الرئيسي المتمثل في دعم الفلسطينيين في غزة، فإن الحوثيين، من خلال استعراض بعض عضلاتهم في البحر الأحمر، يظهرون أنفسهم كلاعب إقليمي يجب أن يؤخذ على محمل الجد وليس مجرد علاقة سيئة في زاوية من شبه الجزيرة العربية".
وطبقا للباحث سيكون رد الحوثيين الأرجح هو المزيد من العمليات في البحر الأحمر. مشيرا إلى أن هناك أشكال أخرى من ردود الفعل العنيفة غير المتكافئة ضد الولايات المتحدة ممكنة أيضًا.
يقول التحليل "من غير الواضح إلى أي مدى أدت الغارات الجوية هذا الأسبوع إلى تدهور قدرة نظام الحوثيين على القيام بمثل هذه العمليات، أو إلى أي مدى ستؤدي أي هجمات أمريكية لاحقة إلى إضعافها. لكن أحد المفاتيح للإجابة على هذا السؤال هو أن الحرب التي خاضتها المملكة العربية السعودية منذ ست سنوات - بدعم من الولايات المتحدة - في اليمن، والتي تضمنت هجومًا جويًا مدمرًا وحصارًا بحريًا، لم تمنع الحوثيين أيضًا من الرد بهجمات صاروخية على السعودية. شبه الجزيرة العربية أو القيام بعملياتهم الأخيرة في البحر".
يضيف من غير المرجح أن تخفف هذه الضربات الجوية الأمريكية، ناهيك عن حل، مشكلة المخاطر التي تهدد الشحن الذي يستخدم البحر الأحمر وقناة السويس.
وأكد أن التصعيد العسكري في منطقة غير مستقرة بالفعل لن يطمئن شركات الشحن أو شركات التأمين التي تصدر وثائق التأمين الخاصة بها.
بالإضافة إلى كونها غير فعالة، يتابع "فإن الضربات ضد اليمن تنطوي على أضرار أخرى. الأول هو تعريض فرص التوصل إلى تسوية دائمة للحرب داخل اليمن للخطر".
وأردف "لقد ولّدت تلك الحرب ما كان على الأرجح أكبر كارثة إنسانية مستمرة من صنع الإنسان في العالم حتى تم تصنيفها على أنها تمييز بغيض بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة".
وزاد "ساد وقف إطلاق النار بحكم الأمر الواقع، مع مفاوضات سلام بوساطة، في اليمن خلال معظم العامين الماضيين، منذ أن خلص الحاكم السعودي محمد بن سلمان إلى أن استمرار الحرب كان اقتراحًا عقيمًا وكان الانتشال مما أصبح مستنقعًا في السعودية، ولا تزال هذه هي السياسة السعودية، لافتا إلى أن الرد الفعل السعودي الرسمي على الضربات الأمريكية هو الدعوة إلى ضبط النفس و"تجنب التصعيد". لكن التصعيد الأمريكي الذي حدث بالفعل يعقد الصورة ولا يمكن إلا أن يضر بآفاق السلام اليمني، ولا يساعدها."
أما الضرر الأعم -وفقا للتحليل- فيتكون من التكاليف والمخاطر المرتبطة بأي توسع للحرب الإسرائيلية في غزة. وتشمل هذه مخاطر تحفيز المزيد من التصعيد في أماكن أخرى من قبل لاعبين آخرين تأثروا بتلك الحرب، فضلاً عن زيادة النشاط العسكري الأمريكي الذي يؤدي إلى حوادث غير مقصودة تخرج عن نطاق السيطرة.
وخلص الباحث بول ر. بيلار في تحليله إلى أنه وبالنظر إلى سياسات الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ومبرر الحوثيين لمهاجمة السفن في البحر الأحمر - فسوف يُنظر إلى الضربات الأمريكية على نطاق واسع على أنها دعم أمريكي أكبر للدمار الإسرائيلي لغزة. وعلى هذا النحو، فإنه يدفع الولايات المتحدة بعيدًا عن نوع السياسة تجاه إسرائيل التي سيكون لها فرصة لإنهاء الدمار بدلاً من إطالة أمده. فهو يضعف رغبة الدول العربية في التعاون مع الولايات المتحدة في مسائل أخرى. كما أنه يزيد من احتمال وقوع أعمال إرهابية انتقامية ضد الولايات المتحدة من أولئك الغاضبين من تواطؤ الولايات المتحدة فيما يعتبره الكثيرون في العالم إبادة جماعية".
*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر اسرائيل الولایات المتحدة فی البحر الأحمر إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحليل: أحدث فروع الجيش الأمريكي ماذا تفعل قوات الفضاء الأمريكية فعليا؟
واشنطن"د ب أ": تعد قوات الفضاء الأمريكية أحدث فروع الجيش الأمريكي، وقد أنشئت بهدف حماية المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة في الفضاء. ورغم حداثة عهدها، تعد مهامها كثيرة. وبينما تبقى تفاصيل كثيرة من عملياتها طي السرية، فإن دورها المتنامي يعكس الأهمية المتزايدة للفضاء كمجال جديد للصراعات الجيوسياسية. ويقول هاريسون كاس، المحلل البارز في شؤون الدفاع والأمن القومي، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست، إنه على الورق، تكرس قوات الفضاء الأمريكية للدفاع عن المصالح الأمريكية في الفضاء. وتحديدا، تتولى قوات الفضاء حماية الأصول الفضائية، وغالبا ما تكون أقمارا اصطناعية، وضمان حرية العمليات في الفضاء، ومراقبة الحطام الفضائي وتطوير تقنيات الحروب الفضائية.
وترك تأسيس قوات الفضاء الأمريكية في عام 2019، رغم أنه اعتبر تطورا إيجابيا للأمن القومي الأمريكي، بعض المواطنين في حالة من الحيرة. إذ لم يفهم الكثيرون، ولا يزال البعض لا يفهم، الفرق بين قوات الفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، التي تستكشف الفضاء منذ خمسينيات القرن الماضي.
ويقول هاريسون كاس إن الفرق الجوهري بين الكيانين هو أن "ناسا" وكالة مدنية تركز بشكل واضح على استكشاف الفضاء والبحث العلمي وتطوير التكنولوجيا. أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي فرع عسكري يركز بشكل صريح على حماية المصالح الأمريكية في الفضاء. ويقدم هاريسون كاس نظرة أقرب على هذه الفروقات بين الجهتين الحكوميتين المعنيتين بالفضاء.
ويقول إنه على الرغم من أن وكالة "ناسا" تدار من قبل الحكومة الأمريكية، فإنها وكالة مدنية وليست فرعا من فروع الجيش. والسبب الذي يجعل بعض الأشخاص يخلطون بين مهمة "ناسا" الاستكشافية ومهمة قوات الفضاء الأمريكية ذات الطابع الدفاعي، هو أن "ناسا" تأسست في ذروة الحرب الباردة، كرد فعل على النشاطات السوفييتية خارج الغلاف الجوي للأرض. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن "ناسا" وكالة مدنية، فإن برامجها غالبا ما تكون قريبة من الطابع العسكري. ففي السنوات الأولى من سباق الفضاء، كانت "ناسا" تستخدم طيارين عسكريين حصريا في مهماتها التجريبية، مثل ألان شيبارد وجون جلين ونيل أرمسترونج وباز ألدرين، وجميعهم كانوا في الخدمة العسكرية الفعلية في وقت إنجازاتهم في الفضاء.
لكن، من حيث المبدأ، كانت مهمة وكالة "ناسا" تتعلق بمساع سلمية، وتحديدا اكتساب المعرفة العلمية. لذلك، ركزت برامج "ناسا" دائما على تطوير مركبات فضائية جديدة، وإجراءات جديدة للرحلات الفضائية، وإجراء الأبحاث على كواكب أخرى، وتصوير المجرات، وما إلى ذلك. وتعد برامج "ناسا" الأكثر شهرة مثل "أبولو" و"سبيس شاتل" و"مارس روفر" وتلسكوب "جيمس ويب"، برامج علمية موجهة لجميع أفراد الأسرة، وتدرس للأطفال في المدارس، وغالبا ما تعرض وبحق باعتبارها من أعظم الإنجازات العلمية للبشرية.
أما قوات الفضاء الأمريكية، فهي بالتأكيد ليست وكالة مدنية، بل فرع من فروع الجيش، إلى جانب الجيش البري والبحرية، وسلاح الجو ومشاة البحرية وخفر السواحل.
وبحسب موقع "سبيس إنسايدر"، هناك عدة طرق تنفذ بها قوات الفضاء مهمتها، إحداها ببساطة المراقبة والانتظار، باستخدام أنظمة قائمة على الأرض وأخرى في الفضاء لتعقب الأجسام في المدار." وتشمل هذه الأجسام حطاما فضائيا وأقمارا اصطناعية وصواريخ، وربما مركبات فضائية معادية.
ويضيف الموقع: "من المهام الأخرى لهذا الفرع توفير الاتصالات العسكرية من خلال عدة أساطيل من الأقمار الاصطناعية المصممة خصيصا لهذا الغرض، بالإضافة إلى الحفاظ على نظام الملاحة العالمي /جي بي إس / كما أن عدة أقسام من (قوات الفضاء) مكرسة للعمليات الفضائية الدفاعية والهجومية." وطبيعة هذه العمليات، بطبيعة الحال، سرية للغاية. لكنها لا تشمل قتالا مداريا يتضمن انفجارات، لأن ذلك من شأنه أن يخلف سحبا من الحطام المداري الشبيه بالشظايا، ما يهدد الأقمار الاصطناعية الأمريكية نفسها. "بل إن الهدف هو إعماء وإسكات الأقمار الاصطناعية المعادية باستخدام أسلحة إلكترونية." كما أن قوات الفضاء منخرطة في عمليات حرب إلكترونية (سيبرانية).
لكن هذه القوات لم تتجاوز عامها الخامس بعد، ويرجح أن تكون مهمتها لا تزال في مراحلها الأولية. ويمكن اعتبار التوسع المتواصل في ميزانيتها، الذي تجاوز بالفعل ميزانية "ناسا"، مؤشرا على اتساع نطاق وتعقيد مهامها في السنوات المقبلة.