قال تحليل غربي إن الضربات الجوية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، مؤخرا على مواقع عسكرية لجماعة الحوثي ردا على هجماتها على السفن في البحر الأحمر لن تحل أي شيء وستضر بآفاق السلام.

 

وذكر موقع "ريسبونسيبل ستايت كرافت" في تحليل للباحث بول ر. بيلار وترجم أبرز مضمونه "الموقع بوست" إن الحوثيين صمدوا أمام هجمات مماثلة، ولا يؤدي الهجوم إلا إلى تفاقم اتساع نطاق الحرب الإسرائيلية على غزة.

 

وقال "لقد توسعت الحرب في غزة للتو، ولم تكن على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية أو غيرها من مناطق الاضطرابات التي تحظى بمراقبة كبيرة والتي قد لا تزال تشهد المزيد من التصعيد. وبدلاً من ذلك، جاء ذلك ليلة الخميس على شكل غارات جوية بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف في الجزء الذي يسيطر عليه نظام الحوثي من اليمن".

 

وأضاف "لا يخطئن أحد: إن هذا الإجراء هو تصعيد ونتيجة للهجوم الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة. لقد أوضح الحوثيون مرارا وتكرارا أن هجماتهم على السفن في البحر الأحمر - والتي كانت الغارات الجوية الأمريكية ردا عليها - هي في حد ذاتها رد على الهجمات الإسرائيلية القاتلة ضد الفلسطينيين في غزة. وسوف تتوقف الهجمات على السفن إذا توقف الهجوم الإسرائيلي على غزة".

 

وبحسب التحليل فإن الحوثيين كانوا فضفاضين وغير دقيقين في استهدافهم، وأثرت أفعالهم على الشحن الذي لا علاقة له بإسرائيل. وقال "لكن هذه الحقيقة لا تنفي حقيقة أنه إذا كان هناك حل دائم للمواجهة العنيفة الحالية في منطقة البحر الأحمر، فإن هذا الحل سيكون سياسيا وليس عسكريا فقط، ولن يشمل اليمن والحوثيين فحسب، بل أيضا. إسرائيل والفلسطينيون ووقف إطلاق النار في غزة".

 

وبشأن "استعادة الردع" هو الأساس المنطقي الذي يتم تقديمه في أغلب الأحيان لهذا النوع من الضربات الأمريكية، والذي تم التعبير عنه في الكابيتول هيل من قبل أولئك الذين يدعمون الهجوم الجديد على اليمن. قال الباحث بول ر. بيلار "ما يتم نسيانه هو أن الطرف الآخر ليس لديه رغبة في "استعادة الردع" أقل من رغبة الولايات المتحدة. وهذا يعني أن هجومًا أمريكيًا يحفز الانتقام المضاد بدلاً من التسبب في إرتباك الخصم خوفًا مما قد يفعله الجيش الأمريكي بعد ذلك.

 

وأفاد أن الانتقام المتكرر بين الولايات المتحدة وميليشيات معينة في العراق، حيث تتعرض القوات الأمريكية هناك البالغ عددها 2500 جندي للهجوم بشكل متكرر، يوضح هذه الديناميكية.

 

وأكد أن الحوثيين أعطوا أسباباً كافية للاعتقاد بأنهم سيردون بدلاً من أن يجبنوا. وقال "إنهم يرحبون بمواجهة مسلحة مع الولايات المتحدة. وبالإضافة إلى دافعهم الرئيسي المتمثل في دعم الفلسطينيين في غزة، فإن الحوثيين، من خلال استعراض بعض عضلاتهم في البحر الأحمر، يظهرون أنفسهم كلاعب إقليمي يجب أن يؤخذ على محمل الجد وليس مجرد علاقة سيئة في زاوية من شبه الجزيرة العربية".

وطبقا للباحث سيكون رد الحوثيين الأرجح هو المزيد من العمليات في البحر الأحمر. مشيرا إلى أن هناك أشكال أخرى من ردود الفعل العنيفة غير المتكافئة ضد الولايات المتحدة ممكنة أيضًا.

 

يقول التحليل "من غير الواضح إلى أي مدى أدت الغارات الجوية هذا الأسبوع إلى تدهور قدرة نظام الحوثيين على القيام بمثل هذه العمليات، أو إلى أي مدى ستؤدي أي هجمات أمريكية لاحقة إلى إضعافها. لكن أحد المفاتيح للإجابة على هذا السؤال هو أن الحرب التي خاضتها المملكة العربية السعودية منذ ست سنوات - بدعم من الولايات المتحدة - في اليمن، والتي تضمنت هجومًا جويًا مدمرًا وحصارًا بحريًا، لم تمنع الحوثيين أيضًا من الرد بهجمات صاروخية على السعودية. شبه الجزيرة العربية أو القيام بعملياتهم الأخيرة في البحر".

 

يضيف من غير المرجح أن تخفف هذه الضربات الجوية الأمريكية، ناهيك عن حل، مشكلة المخاطر التي تهدد الشحن الذي يستخدم البحر الأحمر وقناة السويس.

 

وأكد أن التصعيد العسكري في منطقة غير مستقرة بالفعل لن يطمئن شركات الشحن أو شركات التأمين التي تصدر وثائق التأمين الخاصة بها.

 

بالإضافة إلى كونها غير فعالة، يتابع "فإن الضربات ضد اليمن تنطوي على أضرار أخرى. الأول هو تعريض فرص التوصل إلى تسوية دائمة للحرب داخل اليمن للخطر".

 

وأردف "لقد ولّدت تلك الحرب ما كان على الأرجح أكبر كارثة إنسانية مستمرة من صنع الإنسان في العالم حتى تم تصنيفها على أنها تمييز بغيض بسبب الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة".

 

وزاد "ساد وقف إطلاق النار بحكم الأمر الواقع، مع مفاوضات سلام بوساطة، في اليمن خلال معظم العامين الماضيين، منذ أن خلص الحاكم السعودي محمد بن سلمان إلى أن استمرار الحرب كان اقتراحًا عقيمًا وكان الانتشال مما أصبح مستنقعًا في السعودية، ولا تزال هذه هي السياسة السعودية، لافتا إلى أن الرد الفعل السعودي الرسمي على الضربات الأمريكية هو الدعوة إلى ضبط النفس و"تجنب التصعيد". لكن التصعيد الأمريكي الذي حدث بالفعل يعقد الصورة ولا يمكن إلا أن يضر بآفاق السلام اليمني، ولا يساعدها."

 

أما الضرر الأعم -وفقا للتحليل- فيتكون من التكاليف والمخاطر المرتبطة بأي توسع للحرب الإسرائيلية في غزة. وتشمل هذه مخاطر تحفيز المزيد من التصعيد في أماكن أخرى من قبل لاعبين آخرين تأثروا بتلك الحرب، فضلاً عن زيادة النشاط العسكري الأمريكي الذي يؤدي إلى حوادث غير مقصودة تخرج عن نطاق السيطرة.

 

وخلص الباحث بول ر. بيلار في تحليله إلى أنه وبالنظر إلى سياسات الولايات المتحدة تجاه إسرائيل ومبرر الحوثيين لمهاجمة السفن في البحر الأحمر - فسوف يُنظر إلى الضربات الأمريكية على نطاق واسع على أنها دعم أمريكي أكبر للدمار الإسرائيلي لغزة. وعلى هذا النحو، فإنه يدفع الولايات المتحدة بعيدًا عن نوع السياسة تجاه إسرائيل التي سيكون لها فرصة لإنهاء الدمار بدلاً من إطالة أمده. فهو يضعف رغبة الدول العربية في التعاون مع الولايات المتحدة في مسائل أخرى. كما أنه يزيد من احتمال وقوع أعمال إرهابية انتقامية ضد الولايات المتحدة من أولئك الغاضبين من تواطؤ الولايات المتحدة فيما يعتبره الكثيرون في العالم إبادة جماعية".

 

*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا الحوثي البحر الأحمر اسرائيل الولایات المتحدة فی البحر الأحمر إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

في ظل تصعيد الحوثيين.. وزير الدفاع المصري يطّلع على جاهزية قوات قاعدة "البحر الأحمر" البحرية

تفقد الفريق أول عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى في جمهورية مصر، اليوم الاثنين، قاعدة البحر الأحمر البحرية بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة.

 

وذكرت وسائل إعلام مصرية أن الزيارة تأتى في إطار المتابعة الميدانية للجاهزية والإستعداد القتالى لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة.

 

واستمع القائد العام للقوات المسلحة إلى عرض تقديمى تضمن إجراءات تأمين مسرح عمليات قاعدة البحر الأحمر البحرية، كما شاهد عدد من الأنشطة التدريبية التي أظهرت مدى ما يتمتع به رجال القوات البحرية من كفاءة قتالية عالية، أعقبه المرور على عدد من الوحدات البحرية للإطمئنان على مدى جاهزيتها.

 

وناقش عددًا من الأطقم التخصصية في إسلوب تنفيذهم لمهامهم وإتقانهم للمنظومات القتالية الحديثة التي زودت بها القوات البحرية.

 

كما التقى الفريق أول عبدالمجيد صقر بعدد من رجال القوات البحرية، مؤكدا حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على تعزيز القدرات القتالية للقوات البحرية وتطويرها وفقاً لأحدث النظم بما يمكنها من حماية سواحل مصر ومياهها الإقليمية والتصدى لكافة التهديدات البحرية على مختلف الإتجاهات الإستراتيجية.

 

وطالب القائد العام للقوات المسلحة رجال القوات البحرية بالحفاظ على أعلى مستويات الكفاءة والإستعداد القتالى لتنفيذ كافة المهام التي توكل إليهم تحت مختلف الظروف.

 

وأكد أن القوات المسلحة بما تمتلكه من قدرات قتالية عالية وفرد مقاتل على أعلى درجات الجاهزية قادرة على حماية الوطن وصون مقدساته في ظل ما تموج به المنطقة من تحديات راهنة.

 

وتنفذ جماعة الحوثي هجمات على سفن الشحن الدولية المرتبطة بإسرائيل وأمريكا في البحر الأحمر وباب المندب منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، حيث بلغت خسائر مصر اثر تراجع إيرادات قناة السويس أكثر من 7 مليار دولار وفق تقارير مصرية رسمية.


مقالات مشابهة

  • “لويدز لست”: “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • صحيفة “لويدز لست”: رغم إعلان اليمن وقف الهجمات البحرية إلا أن قطاعات صناعية لم تعد للمنطقة
  • “الانتقام لأمريكا وإسرائيل” عنوانًا للتحشيد الإقليمي ضد اليمن: مرارة الهزيمة تفضحُ أهدافَ واشنطن
  • اندلاع حريق في سفينة قبالة اليمن
  • معهد أمريكي: هل تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية استباق أمريكي لإجراء عسكري مباشر ضدهم في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • كاتب غربي: ترامب يدفع اقتصاد اليمن بأكمله إلى السقوط الحر ويحكم بالإعدام على ملايين الأبرياء (ترجمة خاصة)
  • لماذا تتردد شركات الشحن بالعودة إلى البحر الأحمر رغم وقف الحوثيين عملياتهم؟
  • في ظل تصعيد الحوثيين.. وزير الدفاع المصري يطّلع على جاهزية قوات قاعدة "البحر الأحمر" البحرية
  • تحليل إسرائيلي: هجمات الحوثيين على تل أبيب تكتيك لضمان البقاء في مشهد جيوسياسي متغير (ترجمة خاصة)
  • مجلة عبرية: الدبلوماسية والغارات الجوية لم توقف الحوثيين.. فما الذي سيوقفهم؟ (ترجمة خاصة)