أدى القصف المروع الذي شنته إسرائيل على غزة، إلى استشهاد العشرات من الصحفيين، الذين يغطون الصراع، ما يقتل مصداقية إسرائيل على الساحة العالمية.

وتلقت منظمة "مراسلون بلا حدود"، وهي منظمة دولية تركز على الحريات الصحفية، تأكيدًا هذا الأسبوع بأن المحكمة الجنائية الدولية، التي تحاكم الأفراد، تنظر في الهجمات على الصحفيين أثناء التحقيق في جرائم الحرب المحتملة التي وقعت وسط الصراع بين إسرائيل وحماس.

ووفق تقرير لشبكة "إم إس إن بي سي" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، فقد تزايدت الدعوات لإجراء تحقيقات في مقتل الصحفيين وشركائهم في غزة منذ نهاية الأسبوع الماضي، عندما استشهد نجل مراسل "الجزيرة" في غزة وائل الدحدوح، في غارة جوية.

وادعى جيش الاحتلال في البداية أنه كان يستهدف "إرهابيا" في السيارة، كان يقود طائرة بدون طيار بها كاميرا تشكل تهديدا لجنوده.

لكنها تراجعت في وقت لاحق، وقالت إن استخدام طائرة بدون طيار جعل الصحفي "يبدو مثل الإرهابيين"، على الرغم من أن طائرات الكاميرا بدون طيار تستخدم بشكل شائع من قبل المؤسسات الإعلامية.

وقُتلت زوجة الدحدوح واثنين من أبنائه الآخرين وأحد أحفاده في قصف سابق في أكتوبر/تشرين الأول.

اقرأ أيضاً

جيش الاحتلال يحتجز طواقم صحفية في مستوطنات غلاف غزة

وقد دفع الهجوم الأخير بعض المراقبين، مثل لجنة "حماية الصحفيين" وقناة "الجزيرة"، إلى الدعوة إلى إجراء تحقيقات حول ما إذا كان الهجوم، بالإضافة إلى الهجمات الأخرى على الصحفيين وشركائهم، قد تم استهدافه.

والأربعاء، دعت منظمة "مراسلون بلا حدود"، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع طارئ بشأن الانتهاكات الإسرائيلية المحتملة للقاعدة المعروفة بالقرار (2222)، الذي تم اعتماده في عام 2015 لحماية الصحفيين من الأذى أثناء قيامهم بتغطية مناطق القتال.

وأبلغت الحكومة الإسرائيلية، للعلم، وسائل الإعلام التي تنشر تقاريرها في غزة بأنها لا تستطيع ضمان سلامتهم بينما تقصف المنطقة بشكل متكرر.

ويزعم الجيش الإسرائيلي أن حمزة، نجل دحدوح، كان عضوا في حركة "الجهاد الإسلامي" ومتورطا في الأنشطة الإرهابية للمنظمة، وهو ادعاء لم يتم التحقق منه من قبل الشبكة الأمريكية.

وشكك مدير تحرير "الجزيرة" في ادعاء الجيش الإسرائيلي في بيان صدر الخميس، قائلا: "الجزيرة ترفض جميع الاتهامات الموجهة ضد صحفيينا، وتدعو المجتمع الدولي إلى ضمان محاسبة الجيش الإسرائيلي بشكل كامل على جرائمه".

ووفقاً لإحصائيات لجنة حماية الصحفيين، استشهد 79 عاملاً إعلامياً حتى الآن في غزة، منذ أن بدأت إسرائيل حملة القصف، فيما أصيب العشرات من الصحفيين أو اعتقلوا وسط الصراع.

اقرأ أيضاً

لماذا تخشى إسرائيل من دخول الصحفيين الأجانب لغزة خلال الهدنة المرتقبة؟

في المقابل، يقول المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن حصيلة الشهداء من الصحفيين داخل القطاع، بلغ 117، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حتى الخميس الماضي.

وتخطّى عدد الصحفيين الذين فقدوا حياتهم جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، مجموع الصحفيين الذين قتلوا بالعالم عامي 2021 و2022، والذي بلغ نحو 109 من الصحفيين.

لكن الاستياء الدولي من الضرر الذي تلحقه إسرائيل بالصحفيين قد يتفاقم قريباً، وفق الشبكة.

يأتي هذا في الوقت الذي ترفع فيه جنوب أفريقيا قضية "إبادة جماعية" ضد إسرائيل، في محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتي تعمل على تسوية النزاعات بين الدول.

وتدعي إسرائيل أن مزاعم الإبادة الجماعية "فظيعة ومنافية للعقل"، وقد قاموا بتشكيل فريقهم القانوني استعدادًا للمعركة القضائية.

وحتى الآن، وبعيدًا عن التصريحات المصاغة بعناية، بدا المسؤولون الأمريكيون غير متأثرين بالضرر الذي تلحقه إسرائيل بالصحفيين، أو الإدانة التي تلقتها هذه الهجمات.

اقرأ أيضاً

عبر رسالة.. 750 صحفيا ينتقدون تغطية الإعلام الغربي للحرب في غزة

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن هذا الأسبوع إنه كأب يتعاطف مع الدحدوح، الذي عانى من "أسوأ خسارة ممكنة".

لكن بلينكن ادعى أن إسرائيل تواجه "تحديا لا يصدق عندما يكون لديك عدو (حماس) يدمج نفسه عمدا مع المدنيين".

وقال الوزير الأمريكي إن إدارة الرئيس جو بايدن ضغطت على إسرائيل "لبذل كل ما في وسعها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين"، على الرغم من أن القتل المتكرر للصحفيين، يشير إلى أن الضغط لا يبدو ناجحا.

ولهذا السبب تسعى منظمات مثل منظمة مراسلون بلا حدود إلى الحصول على المساعدة من أماكن أخرى، وتحديداً الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.

ويواصل الاحتلال عدوانه الغاشم على قطاع غزة منذ 99 يوما، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والوقود.

وخلّف العدوان الإسرائيلي، حتى السبت 23 ألفا و843 شهيدا و60 ألفا و317 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

اقرأ أيضاً

نقابة الصحفيين المصرية تدعو لتنظيم قافلة ضمير العالم لكسر حصار غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: صحفيون إسرائيل غزة حرب غزة أمريكا حمزة الدحدوح من الصحفیین اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

إدانات عربية وإقليمية للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا

أثار القصف الإسرائيلي الذي استهدف سوريا فجر الأربعاء الماضي، موجة إدانات إقليمية وعربية شديدة.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية: "تدين جمهورية مصر العربية بأشد العبارات الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي السورية، بما يعد تصعيدا ممنهجاً وانتهاكًا صارخا للقانون الدولي واستخفافا بميثاق الأمم المتحدة، وتشدد مصر على أن ذلك النهج الإسرائيلي يزيد من حدة التوتر والصراع، ويعد انتهاكًا سافرًا للسيادة السورية واستقلالها ووحدة أراضيها".

وأضافت الخارجية المصرية "تطالب جمهورية مصر العربية الأطراف الدولية الفاعلة ومجلس الأمن بالاضطلاع بمسئولياتهم في إلزام إسرائيل بوقف هذه التجاوزات السافرة وضرورة وضع حد لها، كما تشدد على أهمية انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية التي احتلتها مؤخراً في انتهاك صارخ لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974 توطئة لتحقيق الانسحاب الكامل من الأراضي السورية المحتلة عام 1967 باعتبار أن الجولان أرض سورية محتلة".

وقالت الخارجية السعودية في بيان لها إنها تعرب عن "عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية عدة مناطق في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، ومحاولاتها زعزعة أمنها واستقرارها في انتهاكات متكررة للاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة".

وأضاف البيان أن الوزارة تعبر "عن تضامن المملكة مع سوريا حكومةً وشعباً، مؤكدة على ضرورة نهوض المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف التصرفات الإسرائيلية التي تزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة، ومنع اتساع رقعة الصراع، وهو الأمر الذي حذرت منه المملكة مرارًا".

السعودية تدين قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق في سورياإسرائيل: آلاف من مقاتلي حماس والجهاد في سوريا يستعدون لجبهة حرب جديدةتصعيد خطير وانتهاك صارخ للسيادة .. مصر تدين الاعتداءات الإسرائيلية على سورياالإمارات ترحب بالحوار الوطني السوري وتؤكد دعمها لاستقرار سوريا ونمائهاأهمية زيارة الشرع للأردن وعلاقتها بانسحاب إسرائيل من سورياملك الأردن يشدد على أهمية عودة سوريا إلى دورها الفاعل في محيطها العربيلافروف: روسيا ستسعى لرفع العقوبات عن سوريا دون شروطحماس تدين

وأمس أدانت حركة حماس توغل إسرائيل بريا في ريفي درعا والقنيطرة وقصفها ريف دمشق الجنوبي، مطالبة بوقف "العربدة الإسرائيلية" بالمنطقة.

وقالت حماس في بيان "ندين بأشد العبارات العدوان الصهيوني الإجرامي على أراضي الجمهورية العربية السورية، والتوغل البري لجيش الاحتلال الفاشي في ريفي درعا والقنيطرة، إضافة إلى القصف الجوي الذي استهدف جنوب دمشق".

وأضافت "نعد العدوان اعتداء سافرا على السيادة السورية، واستمرارا لسياسة العربدة التي ينتهجها كيان الاحتلال ضد الدول العربية".

ودعت حماس الدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه "الجرائم الصهيونية المتصاعدة"، واتخاذ موقف جاد للجم إسرائيل، والتصدي لاعتداءاتها المتواصلة على دول وشعوب المنطقة.

كما طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بإدانة هذا العدوان، ومحاسبة قادة الاحتلال بوصفهم مجرمي حرب، على جرائمهم وانتهاكاتهم المتكررة للقانون الدولي.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إن الاعتداءات التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأخيرة على الأراضي السورية "استفزاز أرعن، وتصعيد ينتهز فرصة التحول السياسي لتثبيت واقع غير قانوني وغير شرعي".

ونقل المتحدث باسم الأمين العام، جمال رشدي، عن أبو الغيط قوله إن الاحتلال الإسرائيلي لأي أراض سورية ينتهك القانون الدولي، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ "مواقف واضحة لإدانة هذا العدوان غير المبرر الذي يستهدف إشعال فتيل التوتر في المنطقة، ووضع العراقيل في طريق الانتقال السياسي في سوريا"، مؤكدًا تضامن الجامعة العربية مع سوريا في مواجهة العدوان الإسرائيلي على أراضيها، ومحاولات إسرائيل المكشوفة لزرع بذور الفتنة.

من جانبه، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس الأربعاء، أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول سوريا تعكس بوضوح عدم دعمه للسلام.

وقال فيدان خلال مؤتمر صحفي عقده في أنقرة مع نظيره الجورجي ماكا بوتشوريشفيلي، إن على إسرائيل إنهاء توسعها الإقليمي تحت ستار إرساء الأمن.

وأكد أن تركيا "دولة قوية ومهمة للمنطقة، وبالتأكيد ستؤدي دوراً مهماً في تنفيذ واستمرار السلام والحفاظ على وقف إطلاق النار". ودعا رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، لجعل الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح ومحظورة على الجيش السوري، ما أثار صدمة في الجنوب السوري.

والأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي قرب تل أبيب "نطالب بجعل المنطقة إلى الجنوب من دمشق منزوعة السلاح (..) لن نسمح للجيش السوري الجديد بالانتشار في هذه المنطقة، كما لن نقبل بأي تهديد لأبناء الطائفة الدرزية في جنوب سوريا"، على حد زعمه.

ومنذ 1967، تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في سوريا واحتلت المنطقة السورية العازلة، كما شنت غارات جوية دمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.

مقالات مشابهة

  • إدانات لترحيل 40 إيغوريا مسلما من تايلند إلى الصين
  • مجلس التعاون الخليجي يدين قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في سوريا  
  • صاحب المدة الأطول في سجون إسرائيل.. من هو نائل البرغوثي الذي أُفرج عنه الخميس؟
  • الأورومتوسطي: مصدومون من حجم الفظائع والتعذيب الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في سجون إسرائيل
  • إسرائيل في مرمى هجمات الهاكرز.. ثاني أكبر مستهدف عالميًا بـ 1550 هجمة سيبرانية
  • إدانات عربية وإقليمية للاعتداءات الإسرائيلية على سوريا
  • المالية النيابية: التحول الرقمي في المصارف يسير بوتيرة متصاعدة
  • إدانات فلسطينية لاستيلاء الاحتلال على صلاحيات بالمسجد الإبراهيمي
  • نقابة صحفيي كردستان تستنكر الاعتداء على الإعلاميين اثناء تغطيتهم التظاهرات
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحقق في أصوات انفجارات دوت وسط إسرائيل