2 مليون فلسطيني يعانون أزمة غذاء حادة.. و26% منهم استنفدوا إمداداتهم
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
«الناس فى غزة يائسون، يمكنك رؤية الخوف فى عيون النساء والأطفال. يعيش سكان غزة مكتظين فى ملاجئ غير صحية، أو فى الشوارع مع اشتداد برد الشتاء، يعانون الأمراض وقلة الطعام»، هكذا وصف نائب المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى، كارل سكاو، سكان غزة خلال زيارة قام بها فى الثامن من ديسمبر الماضى، بصحبة عدد من قيادات المنظمة.
بدأ «سكاو» تسجيل مشاهداته خلال تلك الزيارة، منذ بدايتها، عند معبر رفح، قائلاً «انتظرنا لساعات، ولم يكن ذلك إلا تذكيراً بمدى صعوبة إدخال المساعدات الحيوية وفرق الإغاثة إلى غزة والحاجة الماسة للمزيد من نقاط العبور».
وعن «قلة الطعام» تحديداً قال: أظهر استطلاع أجراه برنامج الأغذية العالمى خلال الهدنة أن سكان غزة ببساطة لا يأكلون. أمضت تسع من كل عشر عائلات فى بعض المناطق يوماً وليلة كاملين دون طعام إطلاقاً. وعندما سئلوا عن عدد المرات التى حدث فيها ذلك، أخبرونا أنهم لم يتناولوا أى طعام لمدة تصل إلى 10 أيام فى الشهر الماضى.
ولفت «سكاو» إلى أنه خلال الهدنة التى استمرت 7 أيام، أظهر برنامج الأغذية العالمى أن بإمكانه توفير المساعدات إذا سمحت الظروف بذلك، مشيراً إلى أن لديهم أغذية على الشاحنات، ولكنهم بحاجة إلى أكثر من معبر واحد. وبمجرد دخول الشاحنات، هناك حاجة لممر حر وآمن للوصول للفلسطينيين أينما كانوا. ولن يكون ذلك ممكناً إلا من خلال وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وإنهاء هذا الصراع.
وكان برنامج الغذاء العالمى قد أصدر فى الخامس من الشهر نفسه، بياناً حول «تفاقم الكارثة الإنسانية فى غزة»، أكد فيه أن هدنة الـ7 أيام أتاحت بعض الأمان للبرنامج وشركائه لتوسيع نطاق عمليات الإغاثة ومضاعفة نقاط توزيع المساعدات خارج الملاجئ وإيصال الغذاء إلى أماكن كان من المستحيل الوصول إليها، بما فى ذلك بعض المناطق الشمالية، وأن استئناف الأعمال العدائية فى غزة سيؤدى بلا شك لتفاقم أزمة الجوع الكارثية التى تهدد بزيادة معاناة السكان المدنيين.
وكان هذا ما حدث بالفعل، ففى 21 ديسمبر، أصدر برنامج الغذاء العالمى بياناً بعنوان «غزة تواجه جوعاً كارثياً.. وتقرير جديد يتوقع حدوث مجاعة حال استمرار النزاع»، أشار فيه إلى أن أكثر من أسرة من كل أربع أسر فى غزة يواجهون حالياً الجوع الشديد، وهناك خطر لحدوث مجاعة فى غزة ما لم تتم استعادة توفير الغذاء الكافى والمياه النظيفة والخدمات الطبية والصرف الصحى، طبقاً لتقرير صدر عن التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى، وهو أداة موحدة تُستخدم لتصنيف شدة ومستوى انعدام الأمن الغذائى وسوء التغذية، وحجم أزمة الجوع، وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً.
وقد أكد هذا التحليل الأخير للأمن الغذائى فى غزة، الذى تضمن بيانات من برنامج الأغذية العالمى ووكالات الأمم المتحدة الأخرى ومنظمات غير حكومية، أن جميع سكان القطاع، أى حوالى 2.2 مليون شخص، يعانون على الأقل من أزمة غذاء ومعيشة حادة، وأن 26% منهم أو 577 ألف شخص قد استنفدوا إمداداتهم الغذائية وقدراتهم على التكيف مع الوضع ويواجهون خطر المجاعة من المستوى الخامس من التصنيف، والموت جوعاً.
وفقاً لهذا التصنيف، هناك خطر حدوث مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر الوضع الحالى من الصراع الشديد وتقييد وصول المساعدات الإنسانية. وحسب تقييمات سابقة، كان خبراء الأمن الغذائى فى برنامج الأغذية العالمى قد أجمعوا بالفعل على أن سكان غزة قد استنفدوا جميع مواردهم، وانهارت سبل عيشهم، ودُمرت المخابز، وأصبحت المتاجر فارغة، ولا تستطيع الأسر العثور على الطعام. وأخبر الناس موظفى «الأغذية العالمى» أنهم غالباً ما يمضون أياماً كاملة دون طعام، وأن العديد من البالغين يعانون الجوع حتى يتمكنوا من إطعام الأطفال.
وتعليقاً على ذلك، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمى، سيندى ماكين: «لقد حذر برنامج الأغذية العالمى منذ أسابيع من هذه الكارثة القادمة، ومن المأساوى أنه بدون التدفق الآمن والمستمر للمساعدات الذى ندعو إليه، فإن الوضع أصبح أسوأ من أى وقت مضى، ولا يوجد أحد فى غزة فى مأمن من خطر الموت جوعاً».
وأضافت: «لا يمكننا أن نقف مكتوفى الأيدى بينما يتضور الناس جوعاً. هناك حاجة فورية لتدفق المساعدات الإنسانية لجميع أنحاء غزة، حتى يتمكن المدنيون من الحصول على المساعدات الضرورية بأمان»، لافتة إلى أن «ما نحتاجه الآن أكثر من أى شىء آخر هو السلام» مكررة الدعوة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
«الفاو»: انقطاع إمدادات المياه والأغذية والوقود تسبب فى انهيار جميع القطاعات المرتبطة بالأغذية بما فيها إنتاج الخضراوات والثروة الحيوانية ومصايد الأسماكوبدورها أعربت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو» عن قلقها العميق إزاء تدهور حالة الأمن الغذائى فى غزة، وما أظهره تقرير المبادرة العالمية للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائى، عن أن جميع السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة الآن يواجهون جوعاً حاداً، وأن خطر المجاعة يزداد يوماً بعد يوم فى ظل الأعمال العدائية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.
وأشارت المنظمة إلى أن جميع السكان فى قطاع غزة مصنفون فى المرحلة الثالثة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائى أو أكثر للفترة التى تشملها التوقعات من 8 ديسمبر 2023 حتى 7 فبراير 2024. وتعيش نسبة 79% منهم فى حالة طوارئ أو مرحلة كارثة.
ولفت إلى أنه تواجه أسرة معيشية واحدة على الأقل من بين كل أربع أسر معيشية «أى أكثر من نصف مليون نسمة» ظروفاً كارثية من الانعدام الحاد فى أمنها الغذائى فى غزة، وذلك ضمن المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائى. وتنطوى هذه المرحلة على معاناة الأسر المعيشية من الافتقار الشديد للغذاء، ما يفضى لحدوث مجاعة، وعلى معدلات مرتفعة للغاية لسوء التغذية الحاد فى صفوف الأطفال دون الخامسة، وارتفاع كبير فى معدل الوفيات. فيما قال المدير العام للفاو، شو دونيو، إن انقطاع إمدادات المياه والأغذية والوقود تسبب فى انهيار جميع القطاعات المرتبطة بالأغذية بما فيها إنتاج الخضراوات والثروة الحيوانية ومصايد الأسماك.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: خطة إسرائيل للتهجير دخول المساعدات الأمن الغذائى الغذائى فى سکان غزة أکثر من إلى أن فى غزة
إقرأ أيضاً:
ضبط قضايا اتجار فى العملات الأجنبية بقيمة 17 مليون جنيه خلال 24 ساعة
أسفرت جهود قطاع الأمن العام، بالاشتراك مع الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة ومديريات الأمن، خلال 24 ساعة، عن ضبط عدد من قضايا "الاتجار" فى العملات الأجنبية المختلفة بقيمة مالية قرابة (17 مليون جنيه)، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
مشاركة