راسل مستشارون بمجلس مقاطعة الحي الحسني محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات، بشأن استخلاص واجبات استغلال المركب الثقافي في المنطقة من طرف المقاطعة المعنية.

تقول المراسلة التي وقعها ثلاثة مستشارين ينتمون إلى أحزاب المعارضة، بمجلس مقاطعة الحي الحسني، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والعدالة والتنمية، بالإضافة إلى التقدم والاشتراكية إن المركب الثقافي، قام بتنظيم عرض من طرف “troupe artistar”، ويضيف المصدر نفسه، أنه حسب الإعلان الصادر عن هذا العرض، أن هناك عرضين السبت والأحد 6 و 7 يناير 2024 بالمركب الثقافي الحسني الكائن بشارع مولاي عبد الله، والخاص بالأطفال.

وتشدد المراسلة على أن العرضين لم يكونا بالمجان بل بمقابل مادي يؤدى عن كل طفل مستفيد ومرافقه، متسائلة، أن العرض السالف الذكر لا يندرج ضمن الأنشطة المنظمة من طرف مقاطعة الحي الحسني، فهل استخلصت هذه الأخيرة واجب استغلال قاعة المسرح الجماعي؟

وتشير المراسلة نفسها والموجهة إلى الوالي، إلى أنه وفقا للقانون وطبقا للفصل 47 من القرار الجبائي، فإنه يؤدى مبلغ 5 آلاف درهم عن كل يوم أي 10 آلاف درهم عن يومين؟

ويقول المصدر نفسه، إنه بتاريخ 22 دجنبر الفائت نظمت فرقة روائع الطرب والجمهور سهرة فنية، حيث حددت أثمنة التذاكر ابتداء من 200 درهم، وكانت القاعة ممتلئة عن آخرها دون أن تستخلص من المقاطعة ما يوجبه الفصل 47 من واجبات.

ويدعو المستشارون الوالي إلى إجراء بحث وتدقيق في موضوع عدم القيام باستخلاص واجبات استغلال المركب الثقافي؟

إلى ذلك، يؤكد مجلس مقاطعة الحي الحسني في مدينة الدار البيضاء، أن المعطيات المتضمنة ضمن المراسلة التي اطلع “اليوم 24” عليها هي “عارية من الصحة” و”غير دقيقة”.

ويضيف مجلس المقاطعة في بيان، أن “الجمعيات المستفيدة من الأنشطة هي جمعيات تشتغل في المجال الثقافي والاجتماعي والرياضي”، ويوضح الطاهر اليوسفي رئيس المقاطعة أن “الجمعية الأخيرة التي استفادت من الترخيص تدعى ارتيستار للفنون الجميلة وليس Troup artistar، كما أن لها قانون أساسي ولائحة أعضاء مكتب ولها وصل إيداع قانوني كجمعية”، ويشير إلى  أن “الاستفادة من العروض التربوية في هذه الجمعية كانت فقط مقابل 25 درهما”.

ويؤكد البيان، أن الجمعية السالفة الذكر تتوفر على ترخيص بمزاولة النشاط، مؤشر عليه وموقع ومسجل بمكتب الضبط المركزي للمقاطعة، وتضمن عبارة ” شريطة الواجب الجبائي “، كما أنه أرسل إلى مصلحة الجبايات التي قامت بواجبها، وتم استخلاص الواجب الجبائي من الجمعية وفق ما ينص عليه القرار الجبائي المعمول به”.

ويؤكد أن ” المقاطعة تشتغل وفقا للقانون وستسطر برنامجا ثقافيا اجتماعيا ورياضيا برسم سنة 2024، وفق مقاربة تشاركية، لذا على جميع الفعاليات المهتمة التقدم ببرنامجها إلى المقاطعة قصد دراسته”.

كلمات دلالية الحي الحسني المعارضة

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الحي الحسني المعارضة

إقرأ أيضاً:

حي الزيتون.. قلعة حصينة تحولت لـ"كابوس" تؤرق بمقاومتها الاحتلال 

غزة - خــاص صفا

حي عنيد مقاوم، أهله مُتشبثون بأرضهم، لا يستكينون لحظة في الدفاع عنه، وقف وما زال سندًا منيعًا أمام الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة، حتى تحول إلى "كابوس" يُؤرق الاحتلال في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة.

على مساحة 9 آلاف دونم تقريبًا في قلب المدينة القديمة جنوب شرقي مدينة غزة، يقع حي الزيتون الذي تردد اسمه كثيرًا في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية الحرب على غزة، لما شكله من قلعة حصينة صامدة بمقاومتها وأهلها أمام توغلات الاحتلال وغطرسته التي لم تتوقف. 

هذا الحي، الذي يتميز بكثرة أشجار الزيتون التي تُغطي معظم أراضيه الجنوبية، يُعد واحدًا من أقدم وأكبر أحياء مدينة غزة مساحةً، وثاني أكبرها سكانًا، إذ يبلغ عددهم 80 ألف نسمة.

منذ بدء العملية البرية في القطاع بداية تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي، نال الحي الصامد النصيب الأكبر من الاجتياحات الإسرائيلية التي خلفت دمارًا هائلًا في منازله وبنيته التحتية، فضلًا عن استشهاد وإصابة المئات من أهله. 

اعتداءات لا تتوقف 

هذا الحي- كما يقول المواطن جلال عرفات أحد سكانه لوكالة "صفا"- يشكل درعًا واقيًا وحصنًا منيعًا لباقي أحياء غزة، كونه يتصدى بمقاومته لاجتياحات جيش الاحتلال، رغم تعرضه للتدمير والمجازر الوحشية. 

ويضيف أن "حي الزيتون واحد من أكثر أحياء غزة التي تعرضت لاعتداءات الاحتلال وعملياته العسكرية البرية، كما تعرض للتدمير الواسع ولتغيير معالمه الجغرافية خلال الحرب المستمرة".

واجتياح الحي المتكرر- وفقًا لعرفات- يعد جزءًا من استراتيجية أوسع يستخدمها جيش الاحتلال في حربه، نظرًا لما يشكله من موقع استراتيجي، كونه يقع في منطقة محورية وحدودية بسبب قربه من محور "نتساريم" وتل الهوا، بالإضافة إلى تداخله مع أحياء أخرى، إذ يربط شارع (٨) جنوبي الحي بشارع الرشيد وتشعبه داخل أحياء أخرى مثل تل الهوا والصبرة والدرج. 

ويوضح أن المناطق الواسعة والأراضي الزراعية تجعل الحي أكثر عرضة للاجتياحات، كما أنه يشكل النقطة الأولى للمواجهة، ومعروف بقوة المقاومة فيه.

وكان الحي على موعد مع أول توغل إسرائيلي في الحرب الحالية بمنتصف نوفمبر/ تشرين أول 2023، من جهته الجنوبية الغربية، ووصلت آليات الاحتلال حينها إلى منطقة "المصلبة" وشارع المدارس، وعمل الاحتلال على نسف وحرق وتدمير عدد من المنازل والبنية التحتية، إلا أن المقاومة أجبرته على التراجع إلى محيط شارع (١٠) جنوبًا.

ولم تتوقف مأساة الأهالي عند ذلك، ففي الثاني من كانون أول/ ديسمبر الماضي، أعاد جيش الاحتلال توغله في الحي من المناطق الجنوبية الشرقية، وبعد عدة أيام انسحب منه، مخلفًا أيضًا دمارًا في المباني السكنية البنية التحتية. 

ويتابع عرفات أن الاحتلال لم يكتف بهذا التدمير والقتل، بل توغل مجددًا في الحي يوم 20 شباط/ فبراير الماضي، تحت غطاء كثيف من القصف المدفعي والجوي والأحزمة النارية، حتى تمركز في شارع (٨)، وبعد عشرة أيام من التدمير وارتكاب الجرائم بحق المواطنين انسحب من الحي، بفعل ما واجهه من مقاومة واشتباكات ضارية. 

وفي فجر التاسع من أيار/ مايو المنصرم، كان الاجتياح الرابع للحي، والذي استمر أسبوعًا، وشهد عمليات قصف في محيط مسجد حسن البنا، وتدمير عدة بنايات سكنية ولاسيما في شارعي عياد والمدارس، وحرق مستوصف شهداء الزيتون، وشق طرق بين المنازل، وتدمير آبار المياه. 

وأجبر القصف العنيف عشرات آلاف المواطنين على النزوح مجددًا من الحي، حفاظًا على حياتهم وسلامة أطفالهم. 

وخلال اجتياحاته المتكررة، تكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة في الضباط والجنود والآليات العسكرية، بفعل ما واجهه من مقاومة واشتباكات ضارية وكمائن وعمليات مركبة وتفجير للعديد من المباني المفخخة ضد قواته المتوغلة.

حكاية صمود

وما زال حي الزيتون يتعرض بشكل متواصل للقصف المدفعي والجوي، وسط إصرار الأهالي على البقاء والصمود فيه.

ومن أبشع وأبرز المجازر التي ارتكبها الاحتلال في حي الزيتون خلال حرب الإبادة المتواصلة، مجزرة مستشفى المعمداني التي أدت لاستشهاد نحو 500 مواطن. 

وبهذا الصدد، يقول عرفات إن هذا يعبر عن مدى بشاعة الاحتلال وإجرامه بحق المدنيين والمستشفيات، التي تعتبر مكانًا آمنًا وفقًا للقرارات الدولية واتفاقيات جنيف.

ويوضح أن الاحتلال لم يضع هذه الأماكن تحت أي اعتبارات إنسانية، بل عمل على استهدافها وتدميرها، وارتكاب مجازر فيها. 

ولم تسلم عائلات الحي من جرائم الاحتلال، فهناك عائلات مُسحت من السجل المدني، وهناك من فقدت أكثر من شهيد، مثل عائلات "عاشور، حسين، السرحي، الزعبوط، ارحيم، وخليفة"، فضلًا عن عشرات الجرحى والأسرى. 

وعن حجم الدمار بالحي، يقول عرفات إن حجم الدمار هائل يفوق الـ97٪، بعدما أحرق ودمر جيش الاحتلال غالبية منازله إما جزئيًا أو كليًا، بفعل القصف المدفعي والجوي الذي شهده خلال الاجتياحات المتكررة له. 

ففي الاجتياح الأخير للحي، تعمد الاحتلال إحراق أكثر من 75 منزلًا بمحاذاة مستوصف الزيتون ومنطقة "المصلبة" وشارع مسجد علي، عدا عن تدمير المستوصف الذي يخدم عشرات آلاف المواطنين سواء من أهالي الحي أو المناطق المحيطة به، وكذلك تدمير آبار المياه وشبكات الكهرباء والصرف الصحي. 

حي عنيد 

وعرفات واحد من سكان حي الزيتون الذين تضرر منزله وتم إحراقه في الاجتياح الأخير، وحين عودته لتفقده قرب منطقة "المصلبة" لم يعرف مكانه، من هول المشهد وتغيير معالم المنطقة، وحجم الدمار والركام الذي يفوق الخيال. 

وما يميز هذا الحي وجود الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية القديمة، أبرزها مسجد كاتب ولاية، ومستشفى المعمداني وحمام السمرة، وكنيسة القديس بريفيريوس.

ويصف عرفات في حديثه لوكالة "صفا"، الحي بأنه "عنيد ومثابر يتحدى عنجهية الاحتلال، وأهله متشبثون في أرضهم، رغم ما قدموه من تضحيات وشهداء".

ويضيف "لن نستسلم وسنواصل مقاومتنا للاحتلال حتى دحره عن أراضينا، ولن نترك بيوتنا حتى لو دُمرت وأُحرقت، سنعمرها من جديد". 

ويوجه عرفات رسالة للعالم، قائلًا: "يجب عليكم التدخل العاجل لإجبار الاحتلال على وقف عدوانه ومجازره بحق أبناء شعبنا".

مقالات مشابهة

  • هيئة نسائية : الملك قطع الطريق على استغلال الدين في إصلاح مدونة الأسرة
  • حي الزيتون.. قلعة حصينة تحولت لـ"كابوس" تؤرق بمقاومتها الاحتلال 
  • حرب غزة.. مأساة الأيتام وتمزيق النسيج الاجتماعي في القطاع
  • الجامعة العربية: المقاطعة وسيلة ناجحة ومشروعة لمقاومة الاحتلال
  • الجامعة العربية تؤكد أهمية المقاطعة للاحتلال الإسرائيلي
  • وزير العمل: اتخاذ 4 إجراءات لمكافحة استغلال الأطفال بالتعاون مع الأجهزة الأمنية
  • مقتل امرأة وإصابة شخص بقصف أوكراني على مقاطعة خيرسون
  • "ضباط" يناقشون وضع شركات  المستوطنات.. وجهود دولية  لوقف الاستيطان وتوثيق الجرائم
  • هكذا المقاطعة العربية ضربت الشركات الأمريكية
  • بالفيديو.. الوالي شوراق: إطلاق برامج التنمية المحلية سيخفف العبء على مجلس الجهة في تمويل أنشطة القرب