نازحون من جنوب لبنان يبحثون عن الأمان ويروون لـرؤيا معاناتهم
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
كاميرا "رؤيا" دخلت إلى أحد مراكز الإيواء في صور
فيما تستمر المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية للبنان وتصاعد وتيرة قصف الاحتلال؛ حالة نزوح كبيرة تشهدها القرى الحدودية وشلل شبه كامل في كافة تفاصيل الحياة اليومية للبنانيين. ما يقارب 100 ألف نازح، انتقلوا إلى مناطق جنوبية بعيدة عن الحدود، فضلا عن العاصمة بيروت وبعض المناطق في البقاع والشمال وغيرها.
اقرأ أيضاً : الأمطار الغزيرة تغرق مناطق في لبنان
كاميرا "رؤيا" دخلت إلى أحد مراكز الإيواء في صور وقصص معاناة يرويها أهالي الجنوب رغم تمسكهم بالأمل.
تعود مشاهد حرب تموز لتنكأ جراح إيناس طحينة من بلدة عيتا الشعب الحدودية، هي التي اضطرت قسرا إلى مغادرة منزلها بعد اشتداد حدة القصف. وفي أحد مراكز الإيواء في مدينة صور تنتظر مع عائلتها انتهاء الحرب، لكنها تجهد لاستكمال حياتها، تحاول تدبر أمورها قدر المستطاع تقوم بأعمال التنظيف، تعد الطعام تشرف على دروس أولادها وكأنها تنتفض على واقع مرير فرضته الظروف الميدانية.
مثل إيناس وأبو محمد عشرات آلاف اللبنانيين من أبناء القرى الحدودية يواجهون واقعا مأساويا وضعوا فيه قسرا ما قلب حياتهم رأسا على عقب واضطرهم مكرهين إلى النزوح من أراضيهم وترك بيوتهم وأرزاقهم ويتوزعون على 14 مأوى، 6 منها في قضاء صور، و7 في النبطية، وواحد في قضاء راشيا في البقاع.
أرقام النازحين في تغير مستمر، فالجنوب على أرض الواقع تحول إلى منطقة عمليات حربية وفرغ من أهله ليس عند خط التماس الأول، فحسب بل في قرى كانت ما زالت تعتبر آمنة.
وأمام هذا الواقع تعجز الحكومة والوزارات والمؤسسات المعنية عن مواجهة هذه الأزمة. والنقص في التمويل، يحد من قدرة ادارة الكوارث على الاستجابة لحاجات النازحين، لا سيما ما يخص تأمين مستلزمات التدفئة ، والطبابة والاستشفاء، فيما تبقي الحرب 6800 تلميذ من دون تعليم حقيقي و44 مدرسة رسمية في المنطقة الممتدة من الناقورة إلى شبعا مقفلة بالكامل، واكتفت وزارة التربية بالسماح لهم بالالتحاق بمدارس مناطق النزوح دون تأمين مقومات الالتحاق.
تختصر أم حسين الواقع بعبارة واحدة تحت الهواء "نحنا أغنياء في قرانا، وفقراء في تهجيرنا".
الوضع يزداد صعوبة مع مرور الوقت، خصوصاً في ظل الإمكانات المحدودة. وحدها المبادرات الإنسانية الفردية وتقديمات المنظمات الدولية تلعب دورا ولو محدودا في هذه الظروف الدقيقة بانتظار فرج انتهاء الحرب.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: لبنان الحدود اللبنانية تل أبيب جيش الاحتلال الإسرائيلي حزب الله
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية: الحرب الإجرامية على غزة تزيد تحديات المنطقة وتغير الواقع الديموجرافي
أكدت جامعة الدول العربية، أن استمرار الأوضاع الكارثية في السودان والحرب الإجرامية والابادة الجماعية التي تمارس على أهلنا في غزة ولتي امتدت الى لبنان حاصدة الأرواح والممتلكات والبنى التحتية والمرافق العامة لتلقي بتداعياتها المأساوية على الواقع السكاني تزيد من التحديات الراهنة التي تواجهها المنطقة العربية وتتسبب في تغيير الواقع الديموغرافي وتعيق تحقيق خطة التنمية المستدامة 2030.
جاء ذلك في كلمة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، في أعمال اجتماع المكتب التنفيذي لوزراء الإسكان والتنمية في الدول العربية.
وقالت السفيرة أبو غزالة، أن الدول العربية تواجه قضايا وتحديات سكانية متنوعة أهمها الهجرة والنزوح الداخلي، النمو الديموغرافي المتسارع، ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، قضايا الصحة الإنجابية، تداعيات التغير المناخي وغيرها، وفي ظل تنامي عدد سكان المنطقة العربية، تتفاوت قدرة الدول العربية ومواردها لتلبية الحاجات لسكانها وعدم ترك أحد يتخلف عن الركب.
وأوضحت هذه الدورة لمجلس وزراء الإسكان والتنمية تناقش عدداً من البنود النوعية المختلفة عما اعتدنا مناقشته نظراً لأهمية التحديات الراهنة التي تواجه السكان في منطقتنا المتعلقة بتبادل البيانات السكانية ودمج الصحة الإنجابية في أجندة المرأة والسلام والأمن في بيئات الصراع وما بعد الصراع.
وأكدت أنه في ظل الاضطرابات والأوضاع الإنسانية المؤلمة التي تشهدها المنطقة العربية، نؤكد على ضرورة التعامل مع القضايا السكانية على إنها القضية المحورية والمحرك الأساسي لتحقيق التنمية والتي لا تتحقق بدون سلام واستقرار لجميع الشعوب العربية.
وأشارت إلى أن أهداف المجلس العربي للسكان والتنمية التي تتضمن ربط البعد السكاني بالتنمية بكافة محاور وآليات التنمية المستدامة وكذلك تقديم الدعم للدول الأعضاء في تطوير وتحديث التشريعات ذات الصلة بقضايا السكان، وتماشياً مع المستجدات الدولية والإقليمية، ويناقش جائزة هي الأولى من نوعها للتميز السكاني في الدول العربية، كإحدى الأدوات المحفزة لزيادة الوعي وتعزيز جهود العمل السكاني وتشجيع المبادرات الوطنية والحكومية.
وأكدت حرص المجلس منذ تأسيسه إلى تعزيز تبادل الخبرات وأفضل الممارسات بين الدول العربية وذلك للاستفادة من التجارب الرائدة في مجال السكان والتنمية والاستئناس بها على المستوى الإقليمي.