مَنْ منا لم يسمع بوجود المخلوقات الأسطورية مثل الغول، وحورية البحر، وغيرهما؟ هناك من يصدق بوجود هذه المخلوقات، وهناك من يكذب ذلك. وفى بعض الأحيان قد ترى صورًا ومنشورات على مواقع التواصل تعلن عن وجودها، ومن هنا يزداد البحث للحصول على إجابة وتفسير لمدى وجود هذه المخلوقات، فكثير منها تُعرف بأنها كائنات مزعومة لا يُصدق انتشارها، وأخرى غامضة لها قصص حقيقية، أو جعلتها الظروف تبدو أكثر أسطورية؛

فعلى سبيل المثال فى الجزء الشرقى من ليبيا وفى القرن الخامس قبل الميلاد، أكد الكاتب الرومانى «بلينى الأكبر» أن هناك قبيلة من الرجال بلا رؤوس، بل مجرد عيون وأفواه على صدورهم، وأطلق عليها اسم (بلمبيا) وقال: إنها قبيلة بدوية انتقلت فى ذلك الوقت من ليبيا إلى إثيوبيا، وكانوا أيضاً ذوى طبيعة متوحشة وخطيرين للغاية، وهذا ما زعمه أيضاً الكاتب والمؤرخ اليونانى الشهير «هيرودوت».

وفى عام ١٢١١م ادّعى مُستكشف يُدعى «آرثر فيرمز» أنه عثر على قبيلة من الرجال بلا رؤوس وعيونهم وأنوفهم وأفواههم على صدورهم، يعيشون فى جزيرة فى إثيوبيا، وبعد أكثر من ١٠٠ عام بقليل زعم المُستكشف «جون ماندفيل» أنه شاهدها أيضاً، وفى القرن السابع عشر أكد كذلك السير «والتر رالي» وجود مخلوقات لها عيون على صدورها وشعر طويل ينمو بين الأكتاف، وكل ذلك يؤكد ادعاء «بيلينى الأكبر» والمؤرخ اليونانى «هيرودوت» حول وجود مثل هذه الكائنات الأسطورية، وغيرها.

هذا؛ وعندما انطلق «كولومبوس» فى رحلته عام ١٤٥١ من إسبانيا عبر المحيط الأطلسى، ساعيًا إلى العثور على طريق تجارى غربى آسيا، والتى انتهت باكتشاف الأمريكتين، قادته رحلته بالقرب من جمهورية الدومينيكان، حيث زعم فى ٩ يناير ١٤٩٣ أنه شاهد ثلاث حوريات بحر ووصفها بأنها: «ليست جميلة كما تم رسمها»، وبعد ذلك بما يزيد عن الثلاثة قرون قام فريق يابانى بنشر تقرير يوضح أن حوريات البحر حقيقية، وجاء ذلك بعدما تم العثور فى المحيط الهادئ قبالة جزيرة «شيكوكو» اليابانية على مومياء لمخلوق محنط بالغ من العمر ٣٠٠ عام، ويبلغ طوله ٣٠سم تقريبًا، ويتميز النصف العلوى منه برأس مشعر ووجه ملتوٍ وأسنان مدببة، وقدم تشبه ذيل السمكة، ويحتفظ بهذا المخلوق الآن فى معبدفى مدينة أساكوتشى اليابانية.

وفى النهاية ومع تعدد الأمثلة؛ فإن الأسطورة تعد توليدًا تعبيريًا عن الحياة فى صورتها التلقائية، وهى أيضاً الصورة الأصليَّة التى تعبر عن ارتباط الإنسان بالواقع والحياة، والاختلاق ليس من سمات الأسطورة أو من خصائصها، وهى إن كانت لا تصور الواقع أو تعبر عنه، فإن ذلك لا يمنعها من أن تكشف لنا جانبًا من الجوانب الحقيقية.

ومن هنا تظل الإجابة عن هذا السؤال من وحى خيال القاريء: هل نعيش فى هذا العالم بمفردنا؟!

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أستاذ الإعلام جامعة المنصورة د أحمد عثمان

إقرأ أيضاً:

أكاديمية ربدان تعزز الأمن والابتكار من خلال دراسات بحثية رائدة

نجحت أكاديمية ربدان، بالتعاون مع شركائها الإستراتيجيين، في نشر ثلاث دراسات بحثية رائدة في مجلات دولية مرموقة، تُسهم بشكل مباشر في تعزيز الأمن والسلامة والنزاهة المالية، تماشياً مع رؤية أبوظبي الإستراتيجية والأولويات الوطنية لدولة الإمارات.

وتم تطوير هذه الدراسات بالشراكة مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ومركز أبحاث أكاديمية أبوظبي العالمي (ADGM)، وكلية سينيكا للفنون التطبيقية في كندا، ومجموعة الامتثال المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث سلّطت البحوث الضوء على تحديات جوهرية في مجالات الشرطة، والتحقيق الجنائي، ومكافحة الجرائم المالية، مُقدِّمةً مرجعاً قيِّماً ومعلومات مُثرية للأوساط الأكاديمية والمهنية على الصعيدين المحلي والدولي.

ونُشِرَت الدراسة الأولى بعنوان "السلامة والأمن في أبوظبي: تأثير العمل الشرطي على تصورات الجمهور" في مجلة (International Journal of Law, Crime and Justice)، وأعدها كل من الدكتورة جاكلين سيبير والدكتور جاريث لي ستابس من أكاديمية ربدان، إلى جانب الرائد محمد سيف الهنائي من القيادة العامة لشرطة أبوظبي.

 ثقة الجمهور

وتبحث الدراسة في تأثير إستراتيجيات الشرطة على ثقة الجمهور وإدراكهم للأمن في أبوظبي، مقدمةً توصيات من شأنها تحسين أداء الأجهزة الشرطية وتعزيز التواصل مع المجتمع.

أما الدراسة الثانية، التي نُشرت في مجلة (Policing Oxford) ، فحملت عنوان "تقييم فاعلية محاكاة تحقيقات جرائم الحرق العمد باستخدام الواقع الافتراضي"، وشارك في إعدادها الدكتور إريك هالفورد و بايج كينينغال من أكاديمية ربدان، والدكتورة الشيماء طالب حسين من القيادة العامة لشرطة أبوظبي، والدكتورة كامي كوندون من كلية سينيكا للفنون التطبيقية في كندا.

تقنية الواقع الافتراضي

وتستكشف هذه الدراسة فاعلية استخدام تقنية الواقع الافتراضي في التحقيقات الجنائية، مسلطةً الضوء على أحدث الابتكارات في تحليل مسارح الجريمة.

وتم نشر الدراسة الثالثة، التي تحمل عنوان "نموذج تقييم المخاطر لإدارة معاملات غسل الأموال"، من خلال أكاديمية أبوظبي العالمي (ADGM)، وأعدها الدكتور إريك هالفورد من أكاديمية ربدان، والدكتور إيان غيبسون، إلى جانب مارك نيوفيلد ومفزل دهنوالا من مجموعة الامتثال المالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكل من بيتر وير وروضة الظاهري من مركز أبحاث أكاديمية أبوظبي العالمي (ADGM).

وتركز الدراسة على تطوير نموذج قائم على البيانات لتقييم مخاطر غسل الأموال، مما يدعم جهود الجهات الرقابية في تعزيز النزاهة المالية.

وتعكس هذه المنشورات البحثية التزام المؤسسات المشاركة في التميز البحثي والمساهمة في تطوير حلول عملية تعزز الأمن والاستقرار، وتدعم أهداف أبوظبي الإستراتيجية في مجالات السلامة والأمن ومكافحة الجرائم المالية. 

مقالات مشابهة

  • دراسة حديثة.. الواقع الافتراضي يخفّف آلام السرطان
  • ريهام حجاج: «آثينا» يحمل قضايا متكاملة ورسائل تمس الواقع ومستقبل شبابنا.. فيديو
  • الواقع المر في دراما رمضان 2025.. سرد قصص الحرب والفقر
  • أكاديمية ربدان تعزز الأمن والابتكار من خلال دراسات بحثية رائدة
  • نائبة ديمقراطية لترمب: ربما عليك ترحيل زوجتك أيضا
  • نائبة ديمقراطية لترامب: ربما عليك ترحيل زوجتك أيضا
  • الأمم المتحدة: نحو 20 مليون شخص في اليمن يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة
  • الحرائق المستعرة في كوريا الجنوبية الأضخم على الإطلاق في تاريخ البلاد
  • حرائق الغابات الحالية الأضخم على الإطلاق في تاريخ كوريا الجنوبية
  • تصميم يشبه آبل فيجن برو.. فيفو تقتحم سوق سماعات الواقع المختلط مع Vision