جنوب أفريقيا محبوبة الجماهير العربية
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
على مدى يومى الخميس والجمعة 11 و12 يناير 2023م، شهد العالم حدثًا تاريخيًا، مع تقديم الفريق الممثل لجنوب أفريقيا مرافعة الادعاء يوم الخميس 11 يناير، وردّ الدفاع الإسرائيلى يوم الجمعة 12 يناير.
ونقل موقع الأمم المتحدة الرسمى المرافعات بشكل مباشر، وبثتها بعض وسائل الإعلام حول العالم، لتكون بذلك أول قضية من نوعها تنقل مباشرة، ويعكس ذلك الاستقطاب الحاد الذى تشهده مواقع التواصل، بين مناصرى القضية الفلسطينية، وداعمى إسرائيل.
كان اسم (جنوب أفريقيا) من أكثر العبارات تداولًا على منصات التواصل الاجتماعى، فى العالمين العربى والإسلامى وأمريكا وأوروبا، وتابعت الصحف العالمية انطلاق جلسات محكمة العدل الدولية فى لاهاى.
تزامن ذلك مع الحدث القضائى الذى شهدته محكمة العدل الدولية فى لاهاى، مع افتتاح جلسات الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل كونها ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة.
إن شبح العزلة الدولية الذى طالما تخوّف منه قادة إسرائيل فى محكمة العدل الدولية قد حدث، وكما توقعنا وتوقع المنصفون أن تدافع إسرائيل عن نفسها أمام المحكمة بأنها إنما تشن حربا فى غزة للدفاع عن نفسها ضد جماعة حماس، وليس لتدمير الشعب الذى يعيش فى القطاع، وهذا ما حدث بالفعل فجاء عرض فريقها باهتا وضعيفا ومتقطعا ومليئا بالأكاذيب واتهام جنوب أفريقيا بأنها موالية للمقاومة الفلسطينية، وزادت من أكاذيبها بأن مصر هى التى تمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وتارة تتهم بعض الأطراف العربية بأنها توافق فى الخفاء على تدمير حماس مستهدفة إحداث الوقيعة بين القادة العرب وشعوبهم.
ولا شك أن الدعوى التى تقدمت بها جنوب أفريقيا لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل قد أزعجت حلفاءها الغربيين، لكنها فى مقابل استحسان قوى أخرى ناشئة مثل إندونيسيا وماليزيا وتركيا ومنظمات دولية وإقليمية مثل التعاون الإسلامى، وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى.
كما أن دعوى الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية تعد صوتا صارخا لبقية أمم العالم بأن التضامن القائم على أساس من القيَم قد عاد مرة أخرى خيارًا ممكنا وأن نظاما عالميا مختلفا هو كذلك أمر ممكن.
والسؤال الذى يطرحه أحرار العالم.. ما قيمة ووزن حكم المحكمة الدولية وتأثيره على مجريات الأحداث الدامية؟ وهل تلتزم إسرائيل بوقف عمليات الإبادة فى قطاع غزة وتحترم الفلسطينيين فى الضفة الغربية؟
والإجابة لدى المراقبين والمحللين أن أيّ حُكم قد تُصدره المحكمة الدولية -حتى ولو لم ينفّذ- ضد إسرائيل سيمثل «ضربة لتعنتها كما سيغيّر من الطريقة التى تتعامل بها دول أخرى معها، كأنْ تصبح هذه الدول أقلّ استعدادا لبيعها أسلحة»، وربما تعيد الإدارة الأمريكية والبريطانية من مواقفها ودعمها المطلق لإسرائيل.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جنوب أفريقيا الجماهير العربية رؤية اليوم الأمم المتحدة القضية الفلسطينية منصات التواصل الاجتماعي محکمة العدل الدولیة جنوب أفریقیا ضد إسرائیل
إقرأ أيضاً:
المعارضة في جنوب أفريقيا تسعى لإحياء إجراءات عزل الرئيس
رفع حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" في جنوب أفريقيا قضية إلى المحكمة العليا في البلاد اليوم الثلاثاء في محاولة لإحياء إجراءات عزل الرئيس سيريل رامافوزا بشأن الفضيحة التي أطلقت عليها وسائل الإعلام المحلية اسم فضحية المزرعة.
وتركزت الفضيحة على سرقة مزعومة لملايين الدولارات مخبأة في أثاث بمزرعة ألعاب فالا فالا التابعة لرامافوزا، والتي كشف عنها مسؤول مخابرات سابق للشرطة.
ووجد تقرير لجنة مستقلة أدلة على أن رامافوزا ربما ارتكب سوء سلوك بشأن الحادث.
متظاهرون من حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" يطلبون اعتقال الرئيس رامافوزا (رويترز)لكن في أواخر عام 2022، صوت المشرعون من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي يتزعمه رامافوزا، والذي كان يتمتع بأغلبية في الجمعية الوطنية في ذلك الوقت، لصالح رفض التقرير ومنعوا تشكيل لجنة عزل للتحقيق في هذه المزاعم. ويقول حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" إن الجمعية الوطنية تصرفت بشكل غير قانوني من خلال عدم مساءلة الرئيس.
ويقول رامافوزا وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي إن التقرير لم يقدم أدلة كافية لدعم النتائج التي توصل إليها واعتمد على الإشاعات، بحسب ملخص القضية الذي نشرته المحكمة الدستورية في جوهانسبرغ. وبدأت الجلسة الأولى صباح اليوم الثلاثاء.
وظهرت القضية إلى العلن عندما أدلى رئيس المخابرات السابق في جنوب أفريقيا، آرثر فريزر، بمعلومات لأحد مراكز الشرطة في يونيو/حزيران 2022 متهما الرئيس رامافوزا بغسل الأموال والفساد والتستر على سرقة كبيرة للأموال.
وقال فريزر للشرطة إن اللصوص داهموا مزرعة ألعاب رامافوزا في فبراير/شباط 2020، وعثروا على ما لا يقل عن 4 ملايين دولار من النقد الأجنبي مخبأة في الأثاث، وسرقوها.
رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا خلال قمة البريكس في كازان الروسية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي (رويترز)ونفى رامافوزا ارتكاب أي مخالفات، وبرأته هيئة مكافحة الفساد في جنوب أفريقيا في يونيو/حزيران 2023 من تضارب محتمل في المصالح يتعلق بتلك الأموال.
وخسر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أغلبيته البرلمانية في انتخابات مايو/أيار هذا العام، لكنه يواصل الحكم كجزء من ائتلاف واسع مع أحزاب أخرى.