ضربة أميركية جديدة لليمن ورسالة لطهران وتعهد حوثي برد قوي
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر محلية -لم تسمها- أن الطيران الأميركي استهدف مجددا مواقع تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في محافظة الحديدة غربي اليمن، وبينما توعدت الجماعة بالرد، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن الحوثيين.
وقالت المصادر إن القصف استهدف قاعدة بحرية للحوثيين بمنطقة الكثيب، وفي شارع التنمية.
وأشارت المصادر إلى أن الضربة الجديدة على الحديدة ردا على صاروخ أطلقه الحوثيون من المدينة.
وفجر اليوم السبت، جددت الولايات المتحدة ضرباتها على أهداف لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بعد مضي 24 ساعة على غارات مشتركة مع بريطانيا استهدفت مواقع عدة في اليمن، وذلك بهدف ما تسميانه إضعاف قدرات الجماعة على شن هجمات في البحر الأحمر.
وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة أكثر من 150 ضربة على أكثر من 30 موقعا عسكريا يسيطر عليه الحوثيون. وأعلنت واشنطن مساء الجمعة أنها وجهت ضربة جديدة في اليمن.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي أن الضربات الجديدة في اليمن استهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون، مشيرا إلى أن الغارات أقل نطاقا بكثير من سابقتها، وقد نفذتها واشنطن بشكل منفرد.
وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين -في بيان أمس الجمعة- مقتل وإصابة 11 شخصا بغارات أميركية وبريطانية على اليمن، وتوعدت بـ"الرد المؤلم على أميركا وبريطانيا".
رسالة أميركية وتوعد حوثي
وعلى صعيد متصل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن -اليوم السبت- إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن حركة الحوثي المتحالفة معها، مضيفا "نحن واثقون من أننا مستعدون جيدا".
وعندما سأل الصحفيون بايدن -الذي رفعت إدارته حركة الحوثي من قائمة وزارة الخارجية "للمنظمات الإرهابية الأجنبية" في عام 2021- عما إذا كان يشعر بأنه يمكن وصف الحركة بأنها "إرهابية" الآن، قال "أعتقد أنهم كذلك".
وفي المقابل، قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله الحوثيين للجزيرة إنه لم تقع إصابات في أحدث ضربة أميركية على صنعاء، وتعهد برد "حاسم وقوي".
وأكد عامر أنه "لا إصابات ولا جروح ولا خسائر مادية ولا بشرية"، لافتا إلى أن القاعدة التي استهدفها الجيش الأميركي كانت خارج الخدمة.
وفي حين شدد عامر على أن الجماعة لن تسمح باستباحة الأميركيين لليمن، فقد اعتبر وجود الأميركيين في المنطقة غير مشروع، وأكد أنه انطلاقا من ذلك يعد استهداف الجماعة القطع الحربية الأميركية في المنطقة مشروعا، مؤكدا أن الرد على الهجمات الأخيرة على صنعاء سيكون قريبا.
من جانبه، قال القيادي بالجماعة حميد عاصم إن "هذا العدوان بسبب وقوفنا إلى جانب أهلنا في غزة والضفة الغربية، ومنعنا للسفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى فلسطين المحتلة من المرور إلى الأراضي المحتلة، حتى يتم وقف العدوان على غزة ورفع الحصار والسماح بدخول الدواء والغذاء والوقود ووقف الإبادة التي يتعرض لها أبناء غزة".
وتابع عاصم "لقد أعلنا ذلك مرارا وتكرارا ويعرف العالم أن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي تمر بسلام باستثناء السفن التي تتبع الكيان الصهيوني، أو التي تريد الذهاب إليه".
وتوعد أن" كل الخيارات متاحة للرد على كل من اعتدى على اليمن في البحر أو في البر، ولدينا من القوة ما يجعلنا نرد بقوة"، مشيرا إلى أن "زمن ومكان الرد تحدده جهات معينة وخاصة القوات المسلحة، ولكن الرد لن يتأخر".
هجمات الحوثيين ستستمر
ويرى خبراء أن الضربات الأميركية والبريطانية الموجهة إلى الحوثيين في اليمن لن تسمح على الأرجح بوقف التهديدات التي يمثلونها في البحر الأحمر.
وهدف الضربات هو تدمير البنية التحتية للطائرات المسيّرة والصواريخ والرادارات التي استخدمتها حركة أنصار الله الحوثيين بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة لاستهداف سفن تجارية في أحد أهم ممرات الشحن الدولية.
لكن الحملة الجوية المستمرة التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن قد تؤدي إلى تصعيد التوتر مع إيران، وهو ما تريد واشنطن تجنبه.
وقال الجنرال الأميركي دوغلاس سيمز إن الحوثيين أطلقوا بالفعل صاروخا مضادا للسفن ردا على الضربات الأميركية البريطانية، وأن الولايات المتحدة تتوقع "محاولات انتقامية" من الحوثيين الذين تبنوا "خطابا شديد اللهجة".
ويرى جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الضربات الأميركية والبريطانية "تخفف" تهديد الحوثيين للشحن التجاري، ولكن "لا تنهيها".
ويضيف ألترمان أن "التحدي يكمن في إقناع الحوثيين بأن المزيد من الضربات (التي يوجهونها للسفن) ستكون ضد مصالحهم"، مشيرا إلى أنه "ليس من المؤكد حتى الآن أنهم توصلوا إلى هذا الاستنتاج".
وإذا استمرت الهجمات، يمكن أن تواصل الولايات المتحدة ضرب الحوثيين، وأن تستهدف أيضا مواقع يتمركز فيها مدربون وخبراء إيرانيون، كما يقول جون ألترمان.
ويتوقع مارك شوارتز -وهو جنرال أميركي متقاعد وباحث في مركز "راند" للأبحاث- أن تستمر هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ولكن ربما على السفن التجارية أكثر من العسكرية.
وأضاف شوارتز أن العملية الأميركية البريطانية أصابت حاليا بنى تحتية عسكرية، لكن الضربات الجديدة يمكن أن تستهدف كبار المسؤولين العسكريين الحوثيين.
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق تشكيل قوة في البحر الأحمر تضم 10 دول، بينها دولة عربية هي البحرين، ضمن ما أطلق عليها عملية "حارس الازدهار"، وردت جماعة الحوثي بأن هذا التحالف لن يوقف عملياتها بالبحر الأحمر، التي تصفها بأنها تهدف لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر أنصار الله فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
صحيفة روسية: الغموض المعلوماتي لليمن يُخيف واشنطن
معتبرة أن الترسانة الصاروخية والطائرات المسيّرة التي تمتلكها لم تعد فقط تمثل تحديا مباشرًا للمصالح الأميركية بل أصبحت أيضاً لغزاً استخباراتيًا معقّدًا فشلت أبرز وكالات الاستخبارات الغربية في اختراقه.
وجاء في التقرير، الذي أعده الصحفي الروسي فيتالي أورلوف، أن وكالات استخبارات كـ”الـCIA”، و”الموساد” الإسرائيلي، و”MI6″ البريطاني، عجزت عن تحديد الحجم الحقيقي للقدرات التسليحية اليمنية أو مصادرها أو خطوط إمدادها، رغم مرور أكثر من عامين على بدء العمليات العسكرية الغربية المباشرة ضد اليمن.
وأشار أورلوف إلى أن الولايات المتحدة، ورغم تنفيذها مئات الضربات الجوية الموجهة، لم تنجح في تحييد أو تدمير البنية العسكرية لليمن بل على العكس، ازدادت الأخيرة فعالية وتمددًا منذ إعلانها دخول ساحة الصراع البحري بعد العدوان على غزة، حيث تمكنت من فرض معادلة ردع أجبرت السفن الأميركية والبريطانية والإسرائيلية على مغادرة الممرات المائية الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح التقرير أن ما يُقلق البنتاغون ليس فقط امتلاك الحركة لصواريخ مثل “قاهر-1” و”بركان-1″، بل ما يؤكده اليمنيون عن تطويرهم صواريخ مجنحة وأنظمة ساحلية متطورة محليًا، إلى جانب صواريخ متوسطة وبعيدة المدى بعضها مستند إلى نماذج سوفييتية قديمة.
كما بيّنت الصحيفة الروسية إعجابها بقدرة اليمنيين على إخفاء مواقع التصنيع والنقل، معتبرة أن الغموض المعلوماتي المحيط ببرنامجهم التسليحي يعطّل فعالية البنتاغون ويقوّض جهوده الاستخباراتية.
تحوّل استراتيجي وليس تسليحيًا فقط وأبرزت الصحيفة أن ما يزيد قلق واشنطن هو التحول المنهجي الذي شهدته حركة أنصار الله، من فصيل مسلّح إلى جيش شبه نظامي، يمتلك وحدات متخصصة، وقوات صاروخية، وبرية، ووحدات استطلاع إلكتروني، فضلًا عن تطوير طائرات بدون طيار متقدمة قد تفرض تغييرات مستقبلية في قواعد الاشتباك الإقليمي. النتيجة: خصم غامض ومقلق تختتم الصحيفة الروسية تقريرها بالتأكيد أن أنصار الله لا يُرعبون واشنطن بسبب ما يمتلكونه، بل بسبب ما لا يُعرف عنهم، مشيرة إلى أن هذا “الفراغ المعلوماتي” يمثل فشلًا استخباراتيًا وعسكريًا خطيرًا، يجعل من الحركة اليمنية خصمًا لا يمكن الاستهانة به أو توقع ردوده بدقة، خصوصًا في ظل نجاحها في فرض خطوط حمراء جديدة في البحر الأحمر، دون أن تتمكن واشنطن من ردعها حتى الآن.