نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر محلية -لم تسمها- أن الطيران الأميركي استهدف مجددا مواقع تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) في محافظة الحديدة غربي اليمن، وبينما توعدت الجماعة بالرد، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن الحوثيين.

وقالت المصادر إن القصف استهدف قاعدة بحرية للحوثيين بمنطقة الكثيب، وفي شارع التنمية.

وأشارت المصادر إلى أن الضربة الجديدة على الحديدة ردا على صاروخ أطلقه الحوثيون من المدينة.

وفجر اليوم السبت، جددت الولايات المتحدة ضرباتها على أهداف لجماعة أنصار الله (الحوثيين) بعد مضي 24 ساعة على غارات مشتركة مع بريطانيا استهدفت مواقع عدة في اليمن، وذلك بهدف ما تسميانه إضعاف قدرات الجماعة على شن هجمات في البحر الأحمر.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا فجر الجمعة أكثر من 150 ضربة على أكثر من 30 موقعا عسكريا يسيطر عليه الحوثيون. وأعلنت واشنطن مساء الجمعة أنها وجهت ضربة جديدة في اليمن.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي أن الضربات الجديدة في اليمن استهدفت منشأة رادار يستخدمها الحوثيون، مشيرا إلى أن الغارات أقل نطاقا بكثير من سابقتها، وقد نفذتها واشنطن بشكل منفرد.

وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين -في بيان أمس الجمعة- مقتل وإصابة 11 شخصا بغارات أميركية وبريطانية على اليمن، وتوعدت بـ"الرد المؤلم على أميركا وبريطانيا".

رسالة أميركية وتوعد حوثي

وعلى صعيد متصل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن -اليوم السبت- إن بلاده سلمت رسالة بشكل خاص إلى إيران بشأن حركة الحوثي المتحالفة معها، مضيفا "نحن واثقون من أننا مستعدون جيدا".

وعندما سأل الصحفيون بايدن -الذي رفعت إدارته حركة الحوثي من قائمة وزارة الخارجية "للمنظمات الإرهابية الأجنبية" في عام 2021- عما إذا كان يشعر بأنه يمكن وصف الحركة بأنها "إرهابية" الآن، قال "أعتقد أنهم كذلك".

وفي المقابل، قال نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله الحوثيين للجزيرة إنه لم تقع إصابات في أحدث ضربة أميركية على صنعاء، وتعهد برد "حاسم وقوي".

وأكد عامر أنه "لا إصابات ولا جروح ولا خسائر مادية ولا بشرية"، لافتا إلى أن القاعدة التي استهدفها الجيش الأميركي كانت خارج الخدمة.

وفي حين شدد عامر على أن الجماعة لن تسمح باستباحة الأميركيين لليمن، فقد اعتبر وجود الأميركيين في المنطقة غير مشروع، وأكد أنه انطلاقا من ذلك يعد استهداف الجماعة القطع الحربية الأميركية في المنطقة مشروعا، مؤكدا أن الرد على الهجمات الأخيرة على صنعاء سيكون قريبا.

من جانبه، قال القيادي بالجماعة حميد عاصم إن "هذا العدوان بسبب وقوفنا إلى جانب أهلنا في غزة والضفة الغربية، ومنعنا للسفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى فلسطين المحتلة من المرور إلى الأراضي المحتلة، حتى يتم وقف العدوان على غزة ورفع الحصار والسماح بدخول الدواء والغذاء والوقود ووقف الإبادة التي يتعرض لها أبناء غزة".

وتابع عاصم "لقد أعلنا ذلك مرارا وتكرارا ويعرف العالم أن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي تمر بسلام باستثناء السفن التي تتبع الكيان الصهيوني، أو التي تريد الذهاب إليه".

وتوعد أن" كل الخيارات متاحة للرد على كل من اعتدى على اليمن في البحر أو في البر، ولدينا من القوة ما يجعلنا نرد بقوة"، مشيرا إلى أن "زمن ومكان الرد تحدده جهات معينة وخاصة القوات المسلحة، ولكن الرد لن يتأخر".

هجمات الحوثيين ستستمر

ويرى خبراء أن الضربات الأميركية والبريطانية الموجهة إلى الحوثيين في اليمن لن تسمح على الأرجح بوقف التهديدات التي يمثلونها في البحر الأحمر.

وهدف الضربات هو تدمير البنية التحتية للطائرات المسيّرة والصواريخ والرادارات التي استخدمتها حركة أنصار الله الحوثيين بشكل متكرر في الأسابيع الأخيرة لاستهداف سفن تجارية في أحد أهم ممرات الشحن الدولية.

لكن الحملة الجوية المستمرة التي تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن قد تؤدي إلى تصعيد التوتر مع إيران، وهو ما تريد واشنطن تجنبه.

وقال الجنرال الأميركي دوغلاس سيمز إن الحوثيين أطلقوا بالفعل صاروخا مضادا للسفن ردا على الضربات الأميركية البريطانية، وأن الولايات المتحدة تتوقع "محاولات انتقامية" من الحوثيين الذين تبنوا "خطابا شديد اللهجة".

ويرى جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، أن الضربات الأميركية والبريطانية "تخفف" تهديد الحوثيين للشحن التجاري، ولكن "لا تنهيها".

ويضيف ألترمان أن "التحدي يكمن في إقناع الحوثيين بأن المزيد من الضربات (التي يوجهونها للسفن) ستكون ضد مصالحهم"، مشيرا إلى أنه "ليس من المؤكد حتى الآن أنهم توصلوا إلى هذا الاستنتاج".

وإذا استمرت الهجمات، يمكن أن تواصل الولايات المتحدة ضرب الحوثيين، وأن تستهدف أيضا مواقع يتمركز فيها مدربون وخبراء إيرانيون، كما يقول جون ألترمان.

ويتوقع مارك شوارتز -وهو جنرال أميركي متقاعد وباحث في مركز "راند" للأبحاث- أن تستمر هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ولكن ربما على السفن التجارية أكثر من العسكرية.

وأضاف شوارتز أن العملية الأميركية البريطانية أصابت حاليا بنى تحتية عسكرية، لكن الضربات الجديدة يمكن أن تستهدف كبار المسؤولين العسكريين الحوثيين.

ويأتي ذلك بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق تشكيل قوة في البحر الأحمر تضم 10 دول، بينها دولة عربية هي البحرين، ضمن ما أطلق عليها عملية "حارس الازدهار"، وردت جماعة الحوثي بأن هذا التحالف لن يوقف عملياتها بالبحر الأحمر، التي تصفها بأنها تهدف لمساندة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر أنصار الله فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

“اليمنُ ” يواصلُ تثبيتَ واقع التفوُّق على جبهة العدوّ في كافة مسارات الإسناد لغزة

يمانيون../
واصلت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ تصعيدَ عملياتِ الإسناد لغزة على مختلف المسارات، على وقع استمرار تدفق الاعترافات من قلب جبهة العدوّ بالعجز والفشل وانعدام الخيارات الفعالة لوقف الضربات اليمنية أَو الحد من تأثيراتها المتزايدة سواء على كيان الاحتلال الصهيوني أَو على الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده لمساندة الكيان؛ الأمر الذي يضع أطرافًا أُخرى إقليمية ودولية أمام واقع حتمية تقاسم الفشل مع الصهاينة والأمريكيين في حال الانضمام إلى جبهتهم.

البيان الذي أصدره المتحدث باسم القوات المسلحة مساء الاثنين، للإعلان عن أربع عمليات عسكرية نوعية ضد العدوّ الصهيوني والبحرية الأمريكية، مثّل دليلًا جديدًا على امتلاك جبهة الإسناد اليمنية لغزة سيطرةً تامةً على مجريات كافة مسارات الإسناد؛ فاستهدافُ حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) أثناءَ تحضيرها لعدوان على اليمن وإفشاله للمرة الثالثة خلال نصف شهر تقريبًا وبرغم هروبِها إلى شمال البحر الأحمر، يوجِّهُ صفعةً قويةً لواشنطن التي أصبح من الواضح أنها غيرُ قادرة على الخروج من مربع الفشل والعجز العملياتي في المواجهة البحرية، برغم الحديث المتكرّر عن “تعلم الدروس” و”تغيير التكتيكات”؛ إذ بات جليًّا أن الحاملة (ترومان) سقطت بسرعة فور وصولها في نفس المأزق التي وقعت فيه سابقاتها (أيزنهاور) و (روزفلت) و (لينكولن).

وبالمقابل، برهنت القوات المسلحة اليمنية أنها هي الأكثر قدرة على الاستفادة من معطيات ومعلومات المواجهة عملانيًّا وتكتيكيًّا وبشكل سريع، فالهجمات الثلاث على الحاملة (ترومان) أظهرت وجودَ استعدادات وسيناريوهات مسبقة عملت صنعاء على دراستها واستيعابها جيِّدًا خلال الفترة الماضية ليس فقط لإبعاد أية حاملة طائرات جديدة تدخل البحر الأحمر، بل لاستباق تحَرّكاتها بشكل فعال وسريع ومواكب، وذلك على ضوء النتائج الناجحة التي حقّقها هذا التكتيك ضد الحاملة السابقة (لينكولن) في البحر العربي، وقد تكلل الاستعداد المسبق لمواجه الحاملة (ترومان) بنتائج تجاوزت حتى سقف الأهداف الرئيسية المتمثلة في إفشال تحَرّكاتها العدوانية وإبعادها عن منطقة العمليات اليمنية، لتشمل إحداث ارتباك كبير وغير مسبوق في قلب مجموعة حاملة الطائرات، بشكل أسفر عن إسقاط مقاتلة (إف18) والاقتراب من إصابة أُخرى، وهو ما يعني أن مسار تراكم المعرفة والخبرة القتالية لدى القوات المسلحة اليمنية يؤتي ثمارًا سريعةً وبالغة الأهميّة على عكس البحرية الأمريكية التي لا زالت محشورة في نفس المربع.

هذا أَيْـضًا ما أكّـده تقريرٌ جديدٌ لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، جاء فيه أن “مهمةَ الولايات المتحدة لردعِ الحوثيين وإضعافهم لم تنجح” حسب وصفِها وأن “نسبةَ التكلفة إلى الفائدة ليست مستدامة، فلم تتآكل عملياتُ الحوثيين وطموحاتُهم، لكن الجاهزية العسكرية الأمريكية وسُمعتها تآكلت”.

وأشَارَت المجلة إلى أنه منذ إعلان قائد الأسطول الخامس جورج ويكوف أن الحل في البحر الأحمر لن يكون عسكريًّا، في أغسطُس الماضي، لم يتغير أي شيء، مشيرة إلى أن انخفاض عدد الهجمات البحرية كان بسَببِ “انخفاض عدد الأهداف” في منطقة العمليات وليس بسَببِ تراجع القدرات اليمنية.

وأضافت: “في حين يستطيع الحوثيون مواصلة هجماتهم بطائرات بدون طيار وصواريخ رخيصة نسبيًّا، وتحمل الهجمات المضادة إلى أجل غير مسمى، فَــإنَّ الولايات المتحدة تحرق مليارات الدولارات وسنوات من إنتاج الذخائر النادرة التي ستكون ضرورية لخوض حرب في المحيط الهادئ، فواشنطن ربما تنفق ما يصل إلى 570 مليون دولار شهريًّا على مهمة فشلت في تحريك الإبرة بشأن التهديد، وقد أَدَّت هذه المهمة إلى استنزاف الجاهزية من خلال إجبار السفن وحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية على تمديد عمليات الانتشار؛ مما أَدَّى إلى إصلاحات تستغرق وقتًا طويلًا، وتقليص الأسطول المتاح، وتقصير عمر السفن، كما أن إرهاق الموظفين يخاطر بارتكاب أخطاء”.

وأكّـدت المجلة أن “السفن التي تحمل العلم الأمريكي تجنبت المنطقة بالكامل منذ يناير 2024” معتبرة أن “استمرار حملة متعددة الجنسيات فشلت في جذب الدعم من معظم الحلفاء والشركاء أَو تحقيق الهدف المعلن، يجعل واشنطن تبدو عاجزة في أحسن الأحوال”.

وعبَّرت المجلةُ بوضوحٍ عن مأزِقِ العجز الأمريكي في مواجهة جبهة الإسناد اليمنية قائلة: إن “الوقت قد حان لإنهاء الحملة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر، ولكن تجاهل التهديد الحوثي بالكامل سيكون حماقة استراتيجية” وهو ما يعني أنه إلى جانب انسداد الأفق العملياتي للجيش الأمريكي في مواجهة اليمن والفشل في الخروج من مربع العجز، هناك أَيْـضًا تخبط في الرؤية السياسية والاستراتيجية التي تدرك الحاجة إلى وقف الفضيحة في البحر الأحمر والاعتراف بالهزيمة، ولكنها تخشى من تداعيات ذلك، على الرغم من أن الاستمرار في المكابرة لن يلغي تلك التداعيات!

رفع وتيرة استمرارية قصف العدوّ مع توسيع نطاق الضربات:

بيان القوات المسلحة مساء الاثنين، أعلن أَيْـضًا عن ثلاث عمليات عسكرية إضافية نفذت على مسار الاستهداف المباشر لعمق العدوّ الصهيوني، حَيثُ تم ضرب هدف عسكري في “يافا” وهدف حيوي في “عسقلان” بثلاث طائرات مسيرة ظهرًا، وضرب هدف عسكري إضافي في “يافا” بطائرة مسيَّرة مساءً، وقد برهنت هذه العمليات مجدّدًا على امتلاك القوات المسلحة اليمنية قدرة كبيرة على إبقاء وتيرة التصعيد مرتفعة في مسار الضربات المباشرة على عمق الأراضي المحتلّة، توازيًا مع مواصلة المعركة البحرية، كما أثبتت هذه العمليات القدرة على توسيع نطاق النيران وبنك الأهداف داخل كيان العدوّ وهو التطور الذي برز بشكل جلي من خلال الضربة الصاروخية النوعية التي استهدفت أكبر محطة كهرباء صهيونية جنوبي حيفا المحتلّة.

كما أظهرت العملياتُ الثلاثُ الجديدة في عمق كيان العدوّ قدرة القوات المسلحة على تنويع أدواتها في سياق توسيع نطاق النيران وبنك الأهداف؛ فإطلاق أربع طائرات مسيرة بعيدة المدى يعكس بوضوح تزايد الترسانة اليمنية من هذه الأسلحة التي أقر العدوّ بما تمثله من تحدٍّ كبير لدفاعاته التي أكّـدت تقارير عبرية أنها تأثرت بشكل كبيرة باستنزاف دفاعات السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، وهو ما يعني أن تكتيكات القوات المسلحة واستراتيجياتها العملياتية في مختلف مسارات الإسناد تتكامل مع بعضها بشكل احترافي لإبقاء أفق التصعيد مفتوحًا، وإبقاء زمام المواجهة بأكملها في يد اليمن.

ومن خلال الإشارة إلى موعدِ تنفيذ الضربات الجوية في عُمْقِ كيان العدوّ (ظُهرًا ومساءً) فَــإنَّ القوات المسلحة تظهر بوضوح قدرتها على تصعيد وتيرة استمرارية النيران إلى جانب توسيع نطاقها وبنك أهدافها، وهو ما يمثِّلُ معطىً جديدًا يعمِّقُ مأزِقَ العدوّ الذي لم يعد قادرًا على إخفاء يأسه وعجزه الكامل في مقابل الاقتدار الواضح للقوات المسلحة اليمنية.

مقالات مشابهة

  • مخاوف أمريكية من إغراق اليمن حاملات الطائرات بدلاً من توجيه ضربات تحذيرية لها
  • “اليمنُ ” يواصلُ تثبيتَ واقع التفوُّق على جبهة العدوّ في كافة مسارات الإسناد لغزة
  • معضلة إسرائيل في البحر الأحمر.. ضرب الحوثيين أم إيران؟
  • هل تتولى الصين تسليح الحوثيين؟
  • صحيفة سعودية تتساءل: لماذا لا تتدخل مصر عسكرياً ضد الحوثيين في اليمن؟
  • مصر تنفي تقارير عن استعدادات لتدخل عسكري في اليمن
  • مصر توضح موقفها بشأن تقارير التدخل العسكري في اليمن
  • مصر تنفي تقارير إسرائيلية عن استعدادات لتدخل عسكري ضد الحوثيين
  • مصر تكشف حقيقة استعدادها للقيام بتدخل عسكري ضد الحوثيين
  • مصدر مصري مسؤول ينفي الاستعداد للتدخل العسكري في اليمن (شاهد)