لجريدة عمان:
2024-10-02@09:04:51 GMT

عن الحضارة الغربية ومن يمثلها

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

إذا كانت الدول الغربية هي المعادل الموضوعي لمصطلح «الغرب» بكل أبعاد المصطلح الثقافية والحضارية والتاريخية فإن الحضارة الغربية قد سقطت سقوطا مدويا نتيجة تورطها في الكثير من الحروب الإجرامية التي نشرت البؤس والشقاء في الكثير من قارات العالم بما في ذلك الدول العربية التي عانت الأمرين من الغرب الاستعماري عبر القرون الماضية وإلى يومنا هذا حيث تشهد غزة الفلسطينية إبادة جماعية بدعم سياسي وعسكري من «الدول» الغربية التي تقدم نفسها باعتبارها صانعة الحضارة «الغربية».

وكشفت أفعال وأقوال الكثير من هذه «الدول» عبر الزمن بعدها عن أي مفهوم أو قيمة من القيم الحضارية إن لم تكن ذات قيمة اقتصادية لها بشكل مباشر جدا.. أما الإنسان خارج نطاق تلك الدائرة فلا قيمة له.

أما إذا كان الأفراد هم المعادل الموضوعي للأبعاد الثقافية والحضارية في مصطلح «الغرب» فإن عليهم الوقوف ضد دعم دولهم، و/أو تورطها في جرائم عنصرية ضد الإنسانية قبل أن يسقطوا فيما تسقط فيه دولهم من مأزق أخلاقي وحضاري.

لقد كشفت الكثير من الدول الغربية عن تواطؤ كبير مع الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وهي أحد أبشع الجرائم التي يمكن تصورها، فيما تمتنع هذه الدول عن أبسط فعل يمكن توقعه من دول تدعي التقدم والثراء الحضاري وهو رفض حرب الإبادة والدعوة إلى وقف الحرب.

لكن هذه الدول التي ألفت الحرب عبر تاريخها الطويل مستعدة لفتح جبهات قتال في عدة جهات من أجل الدفاع عن جرائم الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة. فهي مستعدة لشن هجمات دموية في اليمن أو الاستنفار للدفاع عن إسرائيل في محكمة العدل الدولية معتبرة أن إسرائيل لم ترتكب أي فعل يمكن توصيفه على أنه جريمة إبادة! والغرب بهذا التوجه يناقض نفسه بشكل مضحك جدا، فهو الذي وضع توصيف جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية وكذلك جرائم التطهير العرقي، وكل هذه الجرائم ترتكبها إسرائيل في فلسطين منذ أكثر من 75 سنة، وقبل قيام ما عرف بدولة «إسرائيل» عندما كانت الجماعات اليهودية ترتكب مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني.

ولا أعرف كيف يمكن لدولة شهدت أرضها الكثير من جرائم الإبادة قبيل وخلال الحرب العالمية الثانية تجند نفسها للوقوف في صف إسرائيل بينما تعي تماما أنها ترتكب جرائم تطهير عرقي. فجرائم إسرائيل في قطاع غزة ترتكب بقصد واضح ومعلن لتدمير الفلسطينيين في غزة، وقتل أطفالهم ونسائهم بهدف قطع نسلهم بشكل كامل أو جزئي. كما أن سلوك المؤسسات الإسرائيلية وكذلك المسؤولين القائمين عليها لا يخفي هذا التوجه والرغبة في القضاء على الفلسطينيين في القطاع. ورغم أن العالم أجمع يتحدث عن الإبادة التي تحدث في قطاع غزة إلا أن إسرائيل بوصفها «دولة» احتلال لم تستطع منع/ وقف الإبادة الجماعية، كما فشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الذي صدر من قيادات سياسية وعسكرية وأمنية. لقد ارتكبت إسرائيل كل الأفعال دون استثناء التي توصفها القوانين الدولية بأنها جرائم حرب بما في ذلك إخضاع الفلسطينيين لظروف معيشية هدفها تدميرهم ماديا ومعنويا حينما يقتل أطفالهم أمامهم وهم مدنيون، وحينما يستهدف الأطفال بشكل مباشر، وحينما يقطع عنهم الماء والكهرباء والمواد الغذائية ويهجرون من بيوتهم ويلحق بهم الأذى الروحي والجسدي.. ويحدث ذلك أمام مرأى ومسمع العالم وتنقل وسائل الإعلام كل ما يحدث على الهواء مباشرة.

كان الغرب في السابق يشعر ببعض الحرج عندما تكون جرائمه أو الجرائم التي يتستر عليها واضحة وعلنية ولكنه الآن تخلى حتى عن مجرد الحرج، بل راح يدعم تلك الجرائم ويدافع عنها وعن مرتكبيها، بل ويحاول تبريرها أو إعادة توصيفها بشكل فج.

على النخب الغربية التي لا نشك في أدوارها الحضارية ومساهمتها في صناعة حاضر البشرية ومستقبلها أن تقول كلمتها بشكل واضح لا لبس فيه هل هي مع هذه الحرب التي ترتكب فيها إسرائيل وبعض الدول الغربية جرائم بشعة ومخزية للإنسانية وستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية التي تعجز حتى الآن عن وقفها أو الوقوف الجاد ضدها؟.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی قطاع غزة إسرائیل فی الکثیر من

إقرأ أيضاً:

موجة إجلاء.. الدول الغربية تستعد لعمليات الإخلاء من لبنان

دفع احتدام الحرب بين إسرائيل وحزب الله في لبنان الدول الغربية إلى الإسراع بتحديث خطط الطوارئ لعمليات الإجلاء من المنطقة.

ومن المرجح أن تصبح قبرص، عضو الاتحاد الأوروبي الأقرب إلى الشرق الأوسط، مركزا رئيسيا لهذه العمليات لأنها تعاملت من قبل مع نحو 60 ألف شخص فروا من حرب حزب الله وإسرائيل في 2006.

وعرضت تركيا المجاورة أيضا المساعدة.

وقال مصدر مطلع لرويترز إن أغلب خطط الطوارئ فيما يتعلق بالتنفيذ ستكون عن طريق البحر على ما يبدو مما يسمح بنقل مجموعات أكبر لكن ذلك سيتحدد وفقا للوضع الأمني.

وتستغرق الرحلة من بيروت إلى قبرص نحو 10 ساعات بالبحر أو 40 دقيقة بالطائرة.

فيما يلي بعض التفاصيل عن خطط الطوارئ:

أستراليا
أعدت السلطات خطط طوارئ قد تشمل الإجلاء بحرا رغم أنها حثت ما يقدر بنحو 15 ألفا من مواطنيها في لبنان على المغادرة جوا في وقت لا يزال فيه مطار بيروت مفتوحا.

كندا
تشير تقارير إخبارية من كندا إلى أنها ستتعاون مع أستراليا في إجلاء رعاياها بحرا. وذكرت صحيفة تورنتو ستار أن الخطة تتضمن التعاقد مع سفينة تجارية لنقل ألف شخص يوميا.

فرنسا
حثت مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان ووضعت خطط إجلاء قبل عدة أشهر، لكنها لم تصدر بعد أمرا بالإجلاء. وتركز خطط الطوارئ الحالية على قبرص ومطار بيروت وتناقش أيضا عمليات إجلاء عبر تركيا.

ولدى باريس سفينة حربية في المنطقة وحاملة طائرات هليكوبتر في مدينة تولون بجنوب فرنسا والتي ستحتاج إلى عدة أيام للوصول إلى المنطقة.

ألمانيا
قالت وزارتا الخارجية والدفاع في ألمانيا في بيان مشترك إنهما تقومان بعمليات إجلاء من لبنان للموظفين غير الأساسيين وأسر العاملين في السفارة والمواطنين الألمان الذين يعانون من مشاكل صحية، وإنهما ستواصلان دعم الآخرين الذين يحاولون المغادرة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن المواطنين الألمان في المنطقة يمكنهم مغادرة البلاد على متن رحلات تجارية عبر المطارات التي لا تزال مفتوحة.

اليونان
دعت وزارة الخارجية اليونانية مواطنيها إلى مغادرة لبنان وتجنب أي سفر إليه. وهناك فرقاطة على أهبة الاستعدادت حسبا لطلب أي مساعدة.

دعت بريطانيا رعاياها إلى مغادرة لبنان فورا. ونقلت نحو 700 جندي إلى قبرص لتعزيز وجودها في المنطقة حيث لها بالفعل أصول عسكرية تشمل سفينتين تابعتين للبحرية الملكية وقاعدتين عسكريتين في الجزيرة.

إيطاليا
قال مصدر لرويترز إن إيطاليا قلصت عدد موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين وعززت قوات الأمن في سفارتها في بيروت.

وحث وزير الخارجية أنطونيو تاياني رعايا إيطاليا مرارا على مغادرة البلاد وسعى للحصول على ضمانات من إسرائيل بشأن سلامة الجنودالإيطاليين العاملين في عمليات حفظ السلام في المنطقة.

الولايات المتحدة
أمرت الولايات المتحدة بنشر العشرات من قواتها في قبرص للمساعدة في الاستعداد لأي سيناريوهات بما يشمل إجلاء الأميركيين من لبنان.

البرتغال
حذر رئيس الوزراء لويس مونتينيغرو من السفر إلى لبنان. وقال إن البرتغال لديها خطة لإجلاء المواطنين المقيمين هناك بالتعاون مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي. (الحرة) 

مقالات مشابهة

  • مكون الحراك الجنوبي يبارك الرد الإيراني على جرائم الإبادة الصهيونية
  • عن كثب.. ما هي جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل؟
  • موجة إجلاء.. الدول الغربية تستعد لعمليات الإخلاء من لبنان
  • إسرائيل ترتكب 4 مجازر جديدة في غزة
  • مطفى بكري في رسالة مهمة للدول العربية: إن لم نتوحد ستنفرد بنا إسرائيل الواحد تلو الآخر
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات
  • رقم كبير جدا.. إسرائيل ترتكب مجزرة في بعلبك خلال ساعات
  • السوداني يدعو الدول الكبرى لتحمل مسؤولياتها ووقف الإبادة الجماعية في غزة ولبنان
  • خبير دولي: نتنياهو يشعل جبهة لبنان لصرف الأنظار عن جرائم الإبادة في غزة