لجريدة عمان:
2025-02-21@12:22:39 GMT

عن الحضارة الغربية ومن يمثلها

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

إذا كانت الدول الغربية هي المعادل الموضوعي لمصطلح «الغرب» بكل أبعاد المصطلح الثقافية والحضارية والتاريخية فإن الحضارة الغربية قد سقطت سقوطا مدويا نتيجة تورطها في الكثير من الحروب الإجرامية التي نشرت البؤس والشقاء في الكثير من قارات العالم بما في ذلك الدول العربية التي عانت الأمرين من الغرب الاستعماري عبر القرون الماضية وإلى يومنا هذا حيث تشهد غزة الفلسطينية إبادة جماعية بدعم سياسي وعسكري من «الدول» الغربية التي تقدم نفسها باعتبارها صانعة الحضارة «الغربية».

وكشفت أفعال وأقوال الكثير من هذه «الدول» عبر الزمن بعدها عن أي مفهوم أو قيمة من القيم الحضارية إن لم تكن ذات قيمة اقتصادية لها بشكل مباشر جدا.. أما الإنسان خارج نطاق تلك الدائرة فلا قيمة له.

أما إذا كان الأفراد هم المعادل الموضوعي للأبعاد الثقافية والحضارية في مصطلح «الغرب» فإن عليهم الوقوف ضد دعم دولهم، و/أو تورطها في جرائم عنصرية ضد الإنسانية قبل أن يسقطوا فيما تسقط فيه دولهم من مأزق أخلاقي وحضاري.

لقد كشفت الكثير من الدول الغربية عن تواطؤ كبير مع الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وهي أحد أبشع الجرائم التي يمكن تصورها، فيما تمتنع هذه الدول عن أبسط فعل يمكن توقعه من دول تدعي التقدم والثراء الحضاري وهو رفض حرب الإبادة والدعوة إلى وقف الحرب.

لكن هذه الدول التي ألفت الحرب عبر تاريخها الطويل مستعدة لفتح جبهات قتال في عدة جهات من أجل الدفاع عن جرائم الإبادة التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة. فهي مستعدة لشن هجمات دموية في اليمن أو الاستنفار للدفاع عن إسرائيل في محكمة العدل الدولية معتبرة أن إسرائيل لم ترتكب أي فعل يمكن توصيفه على أنه جريمة إبادة! والغرب بهذا التوجه يناقض نفسه بشكل مضحك جدا، فهو الذي وضع توصيف جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية وكذلك جرائم التطهير العرقي، وكل هذه الجرائم ترتكبها إسرائيل في فلسطين منذ أكثر من 75 سنة، وقبل قيام ما عرف بدولة «إسرائيل» عندما كانت الجماعات اليهودية ترتكب مجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني.

ولا أعرف كيف يمكن لدولة شهدت أرضها الكثير من جرائم الإبادة قبيل وخلال الحرب العالمية الثانية تجند نفسها للوقوف في صف إسرائيل بينما تعي تماما أنها ترتكب جرائم تطهير عرقي. فجرائم إسرائيل في قطاع غزة ترتكب بقصد واضح ومعلن لتدمير الفلسطينيين في غزة، وقتل أطفالهم ونسائهم بهدف قطع نسلهم بشكل كامل أو جزئي. كما أن سلوك المؤسسات الإسرائيلية وكذلك المسؤولين القائمين عليها لا يخفي هذا التوجه والرغبة في القضاء على الفلسطينيين في القطاع. ورغم أن العالم أجمع يتحدث عن الإبادة التي تحدث في قطاع غزة إلا أن إسرائيل بوصفها «دولة» احتلال لم تستطع منع/ وقف الإبادة الجماعية، كما فشلت في مقاضاة التحريض المباشر والعلني على الإبادة الذي صدر من قيادات سياسية وعسكرية وأمنية. لقد ارتكبت إسرائيل كل الأفعال دون استثناء التي توصفها القوانين الدولية بأنها جرائم حرب بما في ذلك إخضاع الفلسطينيين لظروف معيشية هدفها تدميرهم ماديا ومعنويا حينما يقتل أطفالهم أمامهم وهم مدنيون، وحينما يستهدف الأطفال بشكل مباشر، وحينما يقطع عنهم الماء والكهرباء والمواد الغذائية ويهجرون من بيوتهم ويلحق بهم الأذى الروحي والجسدي.. ويحدث ذلك أمام مرأى ومسمع العالم وتنقل وسائل الإعلام كل ما يحدث على الهواء مباشرة.

كان الغرب في السابق يشعر ببعض الحرج عندما تكون جرائمه أو الجرائم التي يتستر عليها واضحة وعلنية ولكنه الآن تخلى حتى عن مجرد الحرج، بل راح يدعم تلك الجرائم ويدافع عنها وعن مرتكبيها، بل ويحاول تبريرها أو إعادة توصيفها بشكل فج.

على النخب الغربية التي لا نشك في أدوارها الحضارية ومساهمتها في صناعة حاضر البشرية ومستقبلها أن تقول كلمتها بشكل واضح لا لبس فيه هل هي مع هذه الحرب التي ترتكب فيها إسرائيل وبعض الدول الغربية جرائم بشعة ومخزية للإنسانية وستبقى وصمة عار في جبين الإنسانية التي تعجز حتى الآن عن وقفها أو الوقوف الجاد ضدها؟.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی قطاع غزة إسرائیل فی الکثیر من

إقرأ أيضاً:

رجيّ طلب دعم ومساندة الاتحاد الأوروبي كيّ تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية

استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان ساندرا دو وال في زيارة تعارف جرى خلالها عرضٌ للأوضاع في جنوب لبنان والمنطقة. طلب الوزير رجّي دعم ومساندة الاتحاد الأوروبي لكي تنسحب  إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية التي تحتلها، تطبيقاً لاتفاق وقف الأعمال العدائية ولقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. كما بحث الوزير رجّي مع السفيرة دو وال في التحضيرات الجارية لمؤتمر بروكسل- 9 بشأن النازحين  السوريين المزمع عقده في شهر آذار المقبل، وتمنى في هذا الإطار على الاتحاد الأوروبي تعديل مقاربته لقضية النزوح السوري بعد تغيّر النظام في سوريا، مُجدِداً التأكيد على ضرورة عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد أن تحولوا الى نازحين إقتصاديين، فإنتفت أسباب وجودهم في لبنان، وباتت الظروف في سوريا تسمح بعودتهم، من خلال مساعدتهم على إعادة بناء قراهم ومدنهم والإستثمار في بناها التحتية وخدماتها.

وفي لقاء آخر، استقبل الوزير رجّي سفير روسيا الإتحادية الكسندر روداكوف الذي قدّم له التهنئة لمناسبة توليه منصبه في الحكومة اللبنانية الجديدة، وسلّمه دعوة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارة موسكو. وتم أيضاً البحث في تعزيز التعاون والتنسيق بين لبنان وروسيا ضمن إطار المنظمات الدولية.

كما التقى الوزير رجّي ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان أنانديتا فيليبوس في زيارة تعارف، وسفير الجزائر الجديد كمال بوشامة الذي قدّم له نسخة من أوراق اعتماده.      

مقالات مشابهة

  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • مـا هـي الحضـارة الحقيقيـة؟
  • جنوب أفريقيا: لن نتراجع عن دعوى الإبادة ضد إسرائيل رغم ضغوط ترامب
  • علماء بريطانيون: جيش الاحتلال ارتكب جرائم “الإبادة البيئية” في غزة
  • 232 منظمة تدعو لوقف جميع إمدادات الأسلحة وقطع الغيار إلى إسرائيل
  • لبنان: نطلب دعم الاتحاد الأوروبي لكي تنسحب إسرائيل بشكل كامل
  • رجّي طلب دعم الاتحاد الأوروبي كي تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية
  • رجيّ طلب دعم ومساندة الاتحاد الأوروبي كيّ تنسحب إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية
  • أخبار غزة.. رئاسة فلسطين تحذر من تصاعد جرائم إسرائيل وتدعو لوقف الحرب الشاملة
  • رئيس «العربية لحقوق الإنسان»: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بتعطيل المساعدات لغزة