دراسة تكشف آلية يتبعها الدماغ للتغلب على آثار الانفصال
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
السبت, 13 يناير 2024 8:47 م
متابعة/ المركز الخبري الوطني
يعد الانفصال أو الطلاق في العلاقات الزوجية من القرارات الصعبة، لكن يبدو أن الدماغ يمكن أن يكون لديه آلية للمساعدة في التغلب على الشعور بالحب تجاه شريك الحياة السابق، بحسب ما نشره موقع “غارديان” البريطاني.
وقال الباحثون، الذين يجرون تجارب على الفئران، إن القوارض التي تشكل علاقات أحادية الزواج تتعرض لموجة من هرمون “الدوبامين” في أدمغتها عندما تبحث عن شريكها وتجتمع معه.
وفي هذا السياق قالت الدكتورة زوي دونالدسون، الباحثة الرئيسية في الدراسة وأستاذ علم الأعصاب السلوكي في جامعة كولورادو: “نحن نميل إلى التفكير في الأمر على أنه تجاوز للانفصال، لأن هذه الفئران يمكن أن تشكل في الواقع رابطة جديدة بعد هذا التغيير في ديناميكيات الدوبامين – وهو شيء لا يمكنها فعله بينما لا تزال الرابطة سليمة”.
ووصف فريق الباحثين، في تقرير نشرته دورية Current Biology، كيف تم إجراء سلسلة من التجارب، التي اضطرت فيها الفئران إلى الضغط على رافعات للوصول إما إلى رفيقها أو إلى فأر مجهول يقع على الجانب الآخر من الباب الشفاف.
واكتشف الباحثون أن الفئران لديها كمية أكبر من الدوبامين في أدمغتها عند الضغط على الرافعات وفتح الأبواب لمقابلة رفيقها مقارنةً بلقاء فأر الحقل الجديد. كما أنها كانت تجتمع لوقت أطول مع رفيقها، وشهدوا ارتفاعاً أكبر في الدوبامين أثناء القيام بذلك.
وأعربت دونالدسون عن اعتقادها بأن “الفرق مرتبط بمعرفة أن الفأر على وشك العودة إلى شريكه، ويعكس أن لقاء شريكه أكثر فائدة من الخروج مع فأر لا يعرفه”.
لكن لوحظ أن الاختلافات في مستويات الدوبامين لم تعد موجودة بعد أن تم فصل أزواج من الفئران لمدة أربعة أسابيع – وهي فترة كبيرة في عمر القوارض. وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى انخفاض قيمة الرابطة بين أزواج الفئران، بدلاً من نسيان بعضها البعض.
وقالت دونالدسون إن الدراسة يمكن أن يكون لها عدد من الآثار إذا أظهرت الأبحاث أن النتائج تنطبق أيضاً على البشر، مشيرة إلى أنه “أولاً، إذا كانت إشارة الدوبامين هذه ضرورية حقاً للمساعدة في تعزيز الروابط البشرية والحفاظ عليها، فهذا يعني أن القيام بأشياء تساعد في الحفاظ على قوة هذه الإشارة لها آثار مهمة على الرضا عن العلاقة”.
وأضافت دونالدسون أن العمل يمكن أن يكون ذا صلة أيضاً بالأشخاص الذين يجدون صعوبة في المضي قدماً بعد الطلاق أو الانفصال، شارحةً أنه “من المحتمل بالنسبة لهؤلاء الأشخاص أن إشارة الدوبامين الخاصة بشريكهم لا تتكيف بعد الخسارة، ما يعطل بشكل أساسي معالجة الخسارة”.
وأوضحت أن “الهدف الأكبر للدراسة هو تحديد طرق لمساعدة أولئك الذين يعانون من اضطراب الحزن لفترات طويلة من خلال تحديد التغيرات البيولوجية التي تساعدهم على دمج الخسارة وإعادة الانخراط في الحياة
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف الآثار الصحية المدمرة لقلة النوم: هل نحن مستعدون لمواجهة العواقب؟
ديسمبر 16, 2024آخر تحديث: ديسمبر 16, 2024
المستقلة/- كشفت دراسة حديثة عن الآثار المدمرة التي قد تنجم عن قلة النوم، موضحة من خلال شخصية افتراضية تدعى “هانا” كيف يمكن أن يتأثر جسم الإنسان في حال الاستمرار في النوم غير الكافي. الدراسة استندت إلى العديد من الدراسات الأكاديمية التي تناولت التأثيرات الجسدية والنفسية لقلة النوم على مدى السنوات الماضية، مقدمة صورة مقلقة عن عواقب هذا السلوك الشائع.
“هانا” تكشف الوجه المظلم لقلة النوم
من خلال تقنية الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، قامت الدراسة بتوضيح الآثار الجسدية والنفسية لقلة النوم عبر شخصية “هانا”، التي تظهر مجموعة من التغيرات الواضحة على جسدها. عيون حمراء، تجاعيد مبكرة، تساقط الشعر، مشاكل جلدية مثل اليرقان، وارتفاع واضح في الوزن نتيجة قلة الحركة. هذه الأعراض تشير إلى أن النوم غير الكافي قد يؤدي إلى انهيار صحة الإنسان في جميع جوانبها.
لكن الآثار السلبية لا تتوقف عند هذا الحد. فقد أظهرت “هانا” أيضًا تدهورًا في الذاكرة قصيرة المدى، زيادة الحساسية للألم، وآلام في الكتفين والظهر، مما يجعل الحياة اليومية أكثر تحديًا. كما أصبحت أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التنفسية مثل البرد والإنفلونزا.
الآثار النفسية والجسدية لقلة النوم: بداية الكارثة
ما يثير القلق بشكل خاص هو تأثير قلة النوم على التوازن الهرموني. فالنوم غير الكافي يخل بتوازن الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع والشبع، مما يعزز من مشكلة زيادة الوزن بشكل ملحوظ. كما أن الإرهاق الناتج عن قلة النوم يساهم في تقليص القدرة على ممارسة الرياضة، ما يؤدي إلى ضمور العضلات وزيادة تراكم الدهون.
عواقب صحية طويلة الأمد: هل نحن مستعدون؟
أوضحت الدراسة أن قلة النوم على المدى الطويل قد تزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب، السمنة، ومرض السكري من النوع 2. وأضافت الدكتورة صوفي بوستوك، خبيرة النوم التي شاركت في الدراسة، أن قلة النوم لا تؤثر فقط على صحة الجسم بشكل فوري، بل أيضًا قد تكون عاملًا رئيسيًا في الإصابة بأمراض خطيرة على المدى البعيد.
الدعوة إلى تحسين عادات النوم
من جانبه، أكد فريق البحث في الدراسة على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين جودة النوم. وقالت ليزا ريتشاردز، مديرة التسويق في “Bensons for Beds”، التي تعاونت مع العلماء في تطوير “شخصية هانا”، إن الهدف من المبادرة هو تحفيز الناس على التفكير بجدية أكبر في تأثير النوم على حياتهم اليومية وصحتهم.
قدّم الخبراء نصائح لتحسين جودة النوم، مثل ممارسة النشاط البدني بانتظام، الحفاظ على مواعيد نوم ثابتة، تجنب الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وتناول الوجبات قبل النوم بوقت كافٍ.
خاتمة: هل ستدفعنا هذه الدراسة لتغيير عاداتنا؟
في ظل هذه المعلومات المقلقة، يظل السؤال الأهم: هل سيتحرك الناس لتغيير عادات نومهم قبل أن تصبح العواقب الصحية أكثر خطورة؟ الوقت كفيل بالإجابة على ذلك، ولكن مع استمرار الوعي حول تأثيرات قلة النوم، قد يبدأ الناس في اتخاذ خطوات لتحسين نومهم والحفاظ على صحتهم العامة.