سودانايل:
2024-11-25@05:14:26 GMT

سيكولوجية الجماعات

تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT

اكمالا لما بدأناه في المقال السابق من حديث حول الجماعات وما تحدثه من تأثير في المجتمعات ، وقوفا على ما ذكره غوستاف لوبون في كتابه سيكولوجية الجماهير ، نواصل الحديث حول الجماعات والعوامل التي تؤثر على الفرد في الانصياع للجماعة، حيث أن درجة تماسك الجماعة تزيد كلما زادت قدرة الجماعة على فرض معاييرها وقواعدها السلوكية على أفرادها ، وثانيا الإتفاق على المعايير حيث كلما زاد عدد الأفراد الممثلين لرؤي الجماعة كلما زادت قوة هذا الراي في التأثير على وجهة نظر وموقف الفرد، وتعتبر الجماعات هي المحدد الأساسي لسلوك الفرد وانضباطه فهي التي تساعد على اكتساب سلوك معين أو تعديل هذا السلوك كجماعة الأسرة والجماعة المنحرفة، والملاحظ أن للجماعات قوة تأثير واضحة في تنمية قدرات الفرد سواء الجسمية أو العقلية أو الاجتماعية، ومن العوامل المؤثرة في ديناميكية الجماعة أهدافها فكلما زاد الهدف وضوحا دعا ذلك إلى ادراك الجماعة له والعمل على تحقيقه، كما أن اتفاق الجماعة على هدف معين يزيد من تماسكها، أما الذي لا تتفق عليه فإنه يضعف من تماسكها ، وبالعودة لكتاب سيكولوجية الجماهير فقد تناول الكاتب في أحد فصوله قيادة الجماعات وطرقهم في الإقناع ، ويرى غوستاف في هؤلاء القادة أنهم ليسوا غالبا يكونوا من أهل الرأي والحصافة، لكنهم من أهل العمل والاقدام، ويراهم قليلو التبصر على أنه ليس في قدرتهم أن يكونوا بصراء، لأن التأمل يؤدي غالبا إلى الشك ثم إلى السكون ويكون عملهم على الدوام خلق الاعتقاد في النفوس (ونحن كمسلمين رأينا في تصويب الكتابات العلمية ) أن نقول يشكل أو يبني وليس يخلق لأنها صفة الخالق عز وجل، والإنسان عاجز على أن يخلق فهي صفة الخالق، اذن القيادة دورها أن تشكل الإعتقاد في النفوس ولا فرق بين أن يكون هذا الإعتقاد دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا ، وبهذا فتأثيرهم عظيم لأن الإيمان أكبر قوة في تصرف الإنسان ، وضرب في ذلك مثلا بمقولة في الانجيل ( أن الإيمان يزحزح الجبال عن مواضعها) فمن كان مؤمنا زادت قوته عشرة أمثالها، والذي قام بأكبر حوادث التاريخ أفراد من الضعفاء المؤمنين الذين لم يكن لهم من الحول إلا الإيمان،، ولنا في ديننا الاسلام أمثلة لا تحصى ولا تعد ، وبجانب آخر ذكر غوستاف أن القادة ينقسمون إلى فريقين قادة أولو عزم وإرادة قوية لكنها وقتية وذكر أمثال لهؤلاء ( ناي) و( مورات )، أما الفريق الثاني فهم ذوو إرادة ثابتة وتأثيرهم أعظم بكثير ، و ذكر أمثال هؤلاء (القديس بولس) و(كوستوفر كولومب) وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،،وهنا لابد من وقفة والإشارة إلى أنه من المشهود لغوستاف أنه أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين امتدحوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية، ولم يسير على نهج معظم مؤرخي أوروبا حيث أنه أعتقد وأكد على وجود للحضارة الاسلامية وفضلها على العالم الغربي، واذ يشهد غوستاف لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأنه من ذوي الإرادة الثابتة والقلة النادرة وعده مع أمثاله من بشر اخرين، ولا يعلم أنه قد أدبه الله فأحسن تأديبه وارتقى به درجات تفوق درجات البشر جميعهم، لكن ما يهمنا في ذلك أنه يمثل القائد العظيم الذي يلتف حوله الجماعة وفي تقديري من يلتفوا حوله أصبحوا مجتمعا وليسوا جماعة ودلالة ذلك حينما رأى سيدنا أبو بكر الصديق مظاهر لزعزعتهم عند انتقاله صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى ثبتهم وأعادهم إلى صوابهم حتى لا ينفرط عقد هذا المجتمع المتماسك ولو كان قائدا لجماعة لانفرط عقدها ولما كان هذا المجتمع الذي ظل طيلة هذه القرون فيه من يحملون صفة الإيمان التي تعتبر أكبر قوة في تصرف الانسان ونتفق في ذلك مع غوستاف لذلك تجد دائما المؤمن بقضية ايمانا حقا لا يكتفي بمجرد الاقتناع بها لكنه يناضل من أجلها إن كانت على المستوى الفردي أو كانت على مستوى العمل الجماعي.


إن مسألة تكوين الجماعات وإن كان يحقق لها أهدافها ، ويؤكد البعض على ضرورتها ووجوبها يظل عالقا ومرتبطا ببيئات ، هل تصلح في كل بيئة وكل تركيبة مجتمعية،،أي هل يمكن لمجتمع كالسودان بتنوعه وتعدد طوائفه أن تنجح جماعة في تحقيق ائتلاف ورتق نسيجه وضمان وحدته والقدرة عبرها على حسن ادارة هذا التنوع ؟ سؤال ينتظر مراجعات

leila.eldoow@gmail.com
////////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

اليوم.. استئناف جلسات محاكمة متهم من أعضاء الجماعة الإرهابية

تستكمل الدائرة الأولى جنايات الإرهاب بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون، برئاسة المستشار سامح عبد الحكم، اليوم الأحد، جلسات محاكمة المتهم "ط.م" الهارب منذ عام 2015 والمتهم باعتناق الأفكار التكفيرية والتخطيط لارتكاب أعمال إرهابية.

كانت المحكمة برئاسة المستشار سامح عبد الحكم رئيس المحكمة وعضوية المستشارين عبد الرحمن صفوت الحسيني وياسر عكاشة المتناوي ومحمد مرعي ووائل محمد مكرم، قررت خلال الجلسة الماضية تأجيل المحاكمة لجلسة 24 نوفمبر لحضور المحامي الأصيل عن المتهم وأمرت المحكمة بإيداع المتهم بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون على ذمة القضية.

وواجهت المحكمة المتهم بالتهم المنسوبة إليه فأنكرها وقرر أنه شاعر وله عدة دواوين، وأنه كان مكلف بإلقاء دواوين الشعر على منصة ميدان رابعة العدوية أثناء اعتصام الجماعة الإرهابية.

وأضاف بأنه غادر البلاد منذ 2015 الى دولة السودان ومنها إلى ماليزيا، وحضر إلى مصر منذ أشهر، وتم بعدها إلقاء القبض عليه في شهر سبتمبر الماضي، وذلك لتقديمه للمحاكمة.

وكان قد تم استصدار إذن النيابة العامة لضبطه، وضبط ما يحوزه من أسلحة وذخائر حية ومتفجرات، بقصد استخدامها في العمليات العدائية، وأثناء ضبط المتهم قام بالتعامل وإطلاق الأعيرة النارية على القوة المرافقة المكلفة بالضبط وشرع في قتل أحد الضباط، مما أدى إلى إصابته بانفجار بمقلة العين اليمنى أدى لعاهة مستديمة نتيجة ذلك وهي فقد إبصار العين اليمنى، وتمكن عقب ذلك من الهرب.

كانت الإدارة العامة لمباحث تنفيذ الأحكام قد تمكنت من ضبط المتهم بعد أن ظل هارباً منذ ارتكابه الواقعة في 2015 وبعد صدور حكم غيابي ضده وتم عرضه على النيابة العامة في 25 سبتمبر الماضي والتي قد أحالته بعدة تهم وهي وفقاً لأمر الإحالة على النحو التالي:

1-الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوى إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والإعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي تنفيذ أغراضها وإنضم إليها مع علمه بذلك وكان ذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

2-شرع في قتل نقيب شرطة -الضابط بالعمليات الخاصة بالأمن المركزي.

3-إحرز سلاح ناري بندقية آلية مما لايجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها

اقرأ أيضاًبعد دفع غرامة الحبس.. اللاعب أحمد فتوح يغادر محكمة جنايات مطروح

لماذا ألغت المحكمة حكم براءة إمام عاشور وقضت بحبسه 6 أشهر؟ ننشر حيثيات الحكم

مقالات مشابهة

  • إيران تسحب خبراءها.. الحوثيون في حالة إرباك وخوف ونهاية الجماعة قريبة جدا
  • أستاذ علوم سياسية: الشفافية والصراحة وتكذيب الشائعات ضرورة لمواجهة الجماعات الإرهابية
  • حسن ترك: استبعاد 716 اسما من قوائم الإرهاب خطوة نحو بناء الجمهورية الجديدة
  • الفيتو الروسي ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ
  • اليوم.. استئناف جلسات محاكمة متهم من أعضاء الجماعة الإرهابية
  • الجزائر والجماعات المتشددة.. هاجس أمني في الداخل وتهديد إقليمي بالساحل
  • وزير داخلية الاقليم: داعش الآن أشد خطورة مما كان عليه في 2014
  • باحث: «الإخوان» تحاول كسب التعاطف الدولي من خلال منظماتها في الخارج
  • سمير فرج: الرئيس السيسي متدين وحافظ للقرآن والأحاديث (فيديو)
  • سمير فرج: الجماعات المتطرفة تُريد الإيقاع بين الشعب والجيش والرئيس