سواليف

تتوالى الاستقالات على مستوى الهيئة العامة لأحد الأحزاب الأردنية، على خلفية ” مهازل” شهدها المؤتمر التأسيسي للحزب، ليس أولها تكسير كراسي وفوضى بسبب تفاهمات جرت في الخفاء بين بعض الأعضاء حول انتخابات المجلس التنفيذي والمركزي للحزب، وليس آخرها قدوم أشخاص للتصويت على هويات ليست لهم، رغم أنهم لم يعرفوا قبل يوم الاقتراع أين يقع الحزب، وما معنى الحياة الحزبية أصلا.

الاستقالات جاءت بعد أن ضرب الحزب الذي ينادي بالديمقراطية عرض الحائط مبادئ العدالة والشفافية، إذ تبين لبعض الأعضاء أن انتخابات المجلس التأسيسي والمركزي كانت شكلية لا أكثر، وأن التفاهمات التي جرت في العلن بين المرشحين كانت بلا قيمة في سبيل التفاهمات السرية التي افتضحها يوم الاقتراع، فيما كانت المفاجأة أن العضو الحاصل على أعلى عدد من الأصوات لم يشتبك بالسياسة في يوم من الأيام.

مقالات ذات صلة عجلون : الأمطار الغزيرة تُبشر بتفجر الينابيع وبموسم زراعي جيد 2024/01/13

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

عندما تجتمع الأحزاب المسيحية في مونتريال

لم يجتمع ممثلو الاحزاب المسيحية الأربعة في مونتريال حول مناسبة اجتماعية عابرة، ولم يكن جلوسهم جنبًا إلى جنب في كنيسة تابعة لدير في رهبانية قامت على الشهادة للحق والحقيقة مجرد صدفة، بل ما جمعهم، كتائب وأحرارًا وقواتًا وتيارًا وطنيًا حرًا، هو ما كان يرمز إليه الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، الذي أعطى للمقاومة اللبنانية بكل مكوناتها معنى وجوديًا للمسيحيين في شرق ممزق ومشتت وضائع، وهو الذي دعا من خلال الوحدة اللبنانية إلى وحدة تكاملية مع سائر شركاء الوطن على امتداد ال ١٠٤٥٢ كيلومترًا مربعًا، شرط أن يكون الولاء للوطن فقط، وألا يرتهن أحد من مكوناته السياسية والطائفية لأي إرادة خارجية، وعلى رأس هذا الخارج كل دولة أو كيان أو جمهورية لا تريد لهذا الوطن الصغير أن يكون في مستوى نظرة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إليه، ولم يرَ فيه سوى أنه رسالة. ومن دون هذه الرسالة، التي تختصرها صيغة لبنان الكبير القائمة على التشارك في مسؤولية دفعه إلى مصاف الدول، التي يجب أن يُحتذى بها، يصبح لبنان كأي دولة أخرى من بين دول كثيرة لا تحمل أي سمة تميزّها عن غيرها.
في ذكرى استشهاده الثانية والأربعين التقى مسيحيو مونتريال برعاية ومباركة أبوية من راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول - مروان تابت، الذي عمل في الماضي ولا يزال على توحيد كلمة المسيحيين في كندا، كمقدمة لازمة لتوحيد كلمة جميع اللبنانيين المغتربين، شيعةً وسنّةً ودروزًا، وهو على يقين بأن ما يجمع بين اللبنانيين، وبالأخص في المغتربات، أكثر بكثير مما يباعد بهم.
فجلوس ممثلي الأحزاب المسيحية جنبًا إلى جنب في ذكرى البشير لفت نظر راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان ابو نجم الموجود حاليا في مونتريال، والذي شارك في القداس الإلهي، الذي ترأسه المطران تابت، وعاونهما فيه الأب ياد صقر، فقال إن هذا المشهد لا نراه في لبنان. عسى أن تنقلوا هذه العدوى الايجابية إلى وطنكم الأم، معلقا أهمية كبرى على مدى التأثير الايجابي للجاليات اللبنانية في الدول المضيفة لكي تكون القضية اللبنانية أولوية من بين أولوياتهم.
في صالون الدير التقى هؤلاء الذين لا يلتقي من يمثلونهم في لبنان في أي مناسبة، وإن كانت دينية أو اجتماعية، فتوجهت إلى البعض منهم بسؤال عن السبب الذي يحول دون توحيد كلمة الأحزاب والتيارات المسيحية هنا في كندا، وبالتحديد في مونتريال، حيث الثقل الإغترابي، كمقدمة لتوحيد كلمة جميع المغتربين، خصوصًا أن الغربة واحدة، ولا تفرّق في قساوتها بين مسيحي وبين مسلم.
السؤال محرج، لكن الجواب جاء بديهيًا وطبيعيًا، وكأن المجيب كان يعرف مسبقًا إلى ماذا أرمي.  
التبريرات التي ساقها في ردّه أقنعتني وزادت مما كنت أدعو إليه دائمًا، نظرًا إلى أن ما يعيشه المغتربون، في أي بلد كانوا، يختلف اختلافًا كليًا عن الواقع السياسي في لبنان بما فيه من تناقضات، وربما من تحالفات هجينة تتبدّل وتتغيّر وفق ما تفرضه الظروف الخارجية والداخلية معًا. 
في رأي محدّثي أنه وبناء على تجارب ناجحة سابقة قام بها المطران تابت في مونتريال قبل أحداث 17 تشرين الأول من العام 2019، فإن لا شيء يمنع من معاودة هذه التجربة الاغترابية الرائدة، والتي تقوم على مبدأ الفصل بين واقع الأحزاب في لبنان وظروفها الموضعية، وبين واقع المغتربين، الذين يُفترض بهم طبيعيًا أن يتلاقوا على أهداف واحدة بغض النظر عمّا تباعد بينهم السياسة المحلية الضيقة في لبنان.
 لسياسيي لبنان سياستهم وللاغتراب سياسته. هذا ما يجب أن يُعمل عليه مستقبلًا، وأن تعاود اللقاءات الحزبية، برعاية المطران تابت، حركتها المشتركة القائمة على احترام الاختلاف والتكامل في توحيد الجهود الآيلة إلى توفير المناخات الملائمة لعيش قيم الأجداد والأباء، ونقلها إلى الأبناء، في مجتمع تذويبي. 
فالهمّ الاغترابي مشترك بين جميع المغتربين، إلى أي طائفة انتموا، وإلى أي أحزاب أو تيارات سياسية. هذا الهمّ يقلق الجميع. وهو يزاحم في التراتبية ما يعانيه الأهل في لبنان. فهذا الهمّ المشترك هو واحد ويلازم جميع أباء وأمهات الجيلين الأول والثاني في الهجرة الحديثة. هو همّ ما ستكون عليه حال الجيل الثالث، من حيث اللغة أولًا، ومن حيث القيم والتقاليد والموروثات ثانيًا. 
فتأقلم أبناء هذا الجيل مع المجتمع الكندي سريع جدّا. هذا ما يقلق بال الجيلين السابقين. وهذا ما يقلق المرجعيات الروحية في كندا، مسيحية ومسلمة. 
حول هذا الهمّ اجتمعوا بالأمس، وعلى هذا الهمّ يجب أن يجتمعوا في كل الأوقات بهدف إيجاد الطريقة الفضلى لنقل ما حملوه من وطنهم الأم من قيم روحية وإيمانية ووطنية ومن تراث وتقاليد لنقلها إلى جيل يذوب كالملح في مجتمع جديد، ولكنه مختلف عن مجتمعنا الشرقي من حيث المفاهيم الثقافية والحضارية.  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • قيادات «حماة الوطن» تناقش خطط العمل المستقبلية للأمانات النوعية
  • ربيحات: لا وزراء مستفزين ومثيرين للدهشة في الحكومة
  • «تريندز» يبحث الأمن المستدام والذكاء الاصطناعي في مؤتمره السنوي بـ«طوكيو»
  • بيان للحزب السوري القومي الاجتماعي يتعلّق بتفجير أجهزة الإتصالات.. ونداء إلى مناصريه
  • عندما تجتمع الأحزاب المسيحية في مونتريال
  • «تريندز» ينظم مؤتمره السنوي الدولي الرابع في اليابان
  • ماذا قال الرئيس الإيراني في مؤتمره الصحفي الأول؟
  • الكواليس تتوالى.. مشادة وخطأ يتسبب باستبعاد نادر قمر الدولة
  • في مؤتمره الصحفي الأول.. الرئيس الإيراني يدعو إلى الوحدة بين الدول الإسلامية
  • عمار بن حميد يستقبل عضو اللجنة السياسية الوطنية للحزب الحاكم في الصين