الاستقالات تتوالى في أحد الأحزاب بسبب مهازل مؤتمره التأسيسي
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
سواليف
تتوالى الاستقالات على مستوى الهيئة العامة لأحد الأحزاب الأردنية، على خلفية ” مهازل” شهدها المؤتمر التأسيسي للحزب، ليس أولها تكسير كراسي وفوضى بسبب تفاهمات جرت في الخفاء بين بعض الأعضاء حول انتخابات المجلس التنفيذي والمركزي للحزب، وليس آخرها قدوم أشخاص للتصويت على هويات ليست لهم، رغم أنهم لم يعرفوا قبل يوم الاقتراع أين يقع الحزب، وما معنى الحياة الحزبية أصلا.
الاستقالات جاءت بعد أن ضرب الحزب الذي ينادي بالديمقراطية عرض الحائط مبادئ العدالة والشفافية، إذ تبين لبعض الأعضاء أن انتخابات المجلس التأسيسي والمركزي كانت شكلية لا أكثر، وأن التفاهمات التي جرت في العلن بين المرشحين كانت بلا قيمة في سبيل التفاهمات السرية التي افتضحها يوم الاقتراع، فيما كانت المفاجأة أن العضو الحاصل على أعلى عدد من الأصوات لم يشتبك بالسياسة في يوم من الأيام.
مقالات ذات صلة عجلون : الأمطار الغزيرة تُبشر بتفجر الينابيع وبموسم زراعي جيد 2024/01/13المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
الأحزاب والدور المفقود!
يموج الشارع السياسى الآن بحديث متواصل حول الأحزاب ودورها، فى ضوء التسريبات التى تتردد عن تشكيل أحزاب جديدة تضاف إلى الأحزاب القائمة، لإثراء الحياة الحزبية والتنافس فى خدمة المواطنين، وحماية نصر من الأخطار الحيطة بها للوهلة الأولى يبدو الهدف نبيلًا، فذلك واجب وطنى مفروض على كل مواطن يعيش على تراب هذا البلد، ولكن القراءة المتانية فى كف الأحزاب المصرية، التى تزيد عن 100 حزب حاليًا، ورغم هذا العدد فهل نجحت الأحزاب القائمة سواء كانت موالاة أو معارضة فى التعبير عن المواطن المصرى بصدق والمشاركة بفاعلية فى حل مشاكل الوطن؟
الإجابة بمنتهى الصراحة لا، حتى وإن كان بعضها يقوم بدور الجمعيات الأهلية بتقديم بعض المساعدات المادية أو العينية للأسر الفقيرة!
صحيح أن ذلك من بعض مهام الأحزاب ولكن ليس نشاطها الوحيد، فهناك دور سياسى لكل حزب لا يقتصر على تمثيل نوابه بالبرلمان فقط، وإنما يجب أن يمتد من خلال كوادره وقياداته بالمشاركة فى حل هموم المواطن الذى يعانى من قصور الخدمات فى بعض القرى والمدن، وهذا هو الدور الغائب للأحزاب الذى يعود إلى عدم تدريب الكوادر الحزبية أو القيادات داخل مؤسسات الأحزاب التثقيفية أو معاهدها السياسية منذ نشأتها، والتى جاء بعضها بولادة مفاجئة، دون التدرج فى تشكيل مستوياتها من القاعدة إلى القمة، ليس ذلك فقط وإنما غياب التنافس بين برامج هذه الأحزاب لخدمة المواطن والارتقاء بمستواهم السياسى، دفع العديد منهم إلى الانصراف عنها، والعزوف عن المشاركة السياسية فى الانتخابات رغم أن نظامنا السياسى قائم على التعددية الحزبية بنص المادة الخامسة من الدستور.
من هنا لا بد أن تراجع الأحزاب قديمة وجديدة أولويات دورها وأهدافها بوضوح فى هذه المرحلة الحرجة التى نمر بها، من خلال نشر كوادرها وقياداتها فى الشارع، لتوعية المواطنين بأهمية تماسك الجبهة الداخلية عبر عناصر مقنعة وقيادات طبيعية تعيش وسط الناس، تتمتع بثقة المواطن حتى تتمكن من إقناعه.
بصراحة أشد نحن فى حاجة إلى أحزاب تتفاعل مع هموم الوطن وتكسب ثقه المواطن، تعلى المصلحة العامة قبل المصلحة الحزبية الضيقة. باختصار لا نريد كمًا من الأحزاب ولكن كيفًا، يتفاعل على الأرض بواقعية وإقناع، وذلك هو دورها المفقود.